العادات الخمس للكتّاب الأكثر نشاطاً.

24875627

١

ما الذي يحتاجه الكاتب لينجز كتاباً؟

السؤال الحقيقي الواضح، والمُعجِز في نفس الوقت، ربّما حاول المئات بل الآلاف من الأشخاص الإجابة عليه. وكلّ سنة تمتلئ الرفوف بعناوين على نمط كيف تكتب ..؟” “عن الكتابة” “رحلتي مع الكتابة” “أسرار الكاتب الناجح“.. والقائمة تطولصحيح أننا لن نتمكن من القضاء على مشكلات الكتابة، أو تعثر الكتّاب، أو غياب الالهام. ولكن، سنحاول عن طريق البحث عن نصائح وطرق مجرّبةلذلك وبدءا من هذه التدوينة سأكتب سلسلة من التدوينات عن الكتابة الابداعية واستمرارها، سواء من مقالات مترجمة، أو كتب قرأتها ومررت باقتباسات حول الموضوع، أو تجارب شخصية، وأيضاً سأرحب باقتراحاتكم وأفكاركم لعرضها هنا.

٢

أُجريت تجربة على الموقع Rescue Time خلال شهر نوفمبر ٢٠١٢م الماضي والذي يمثّل شهر كتابة الرواية الوطني في الولايات المتحدة الامريكية، أجريت التجربة لدراسة عادات الكتّاب المشاركين في المبادرة الشهيرة، والتي تشجّع الكتاب على انجاز رواية في شهر. خلال هذا الشهر يبدأ الآلاف من المشاركين بالكتابة، وتسجيل تقدمهم، ومشاركة الآخرين بأفكارهم وانطباعاتهم.

خرجت التجربة بعدة نتائج وكانت ثمرتها العادات الخمسة لأكثر الكتّاب نشاطاًوهي:

ألا تنسَ  وجبة العشاء: أظهرت التجربة أن ٣٠٪ من الكتّاب الذين سجلوا أعلى نسبة انتاج كانوا يأخذون فاصلاً لأنفسهم بين الخامسة والثامنة مساءا، يتناولون العشاء، يخرجون، أو ينالون قسطاً من الراحة.

بالليل، أفضل وقت للكتابة: وضع الكتاب الناجحون لأنفسهم نظاماً صارماً مثل تحديد عدد كلمات معين لأنفسهم قبل أن يتمكنون من النوم، وعموماً كانت أعلى نسبة كتابة بين التاسعة مساءا والثانية عشرة صباحاً.

جانطلق في ماراثون كتابيّ: ١٥٪ من الكتاب المنتجين كتبوا لأكثر من خمسة ساعات في عدد من الأيام، ووصل بعضهم لرقم قياسي وهو حوالي ١١ ساعة من الكتابة.

دقلل وقت استخدام البريد الالكتروني، والشبكات الاجتماعية والمحادثات: حسنا، هذا الوقت الضائع، هذا الوحش بفمه الكبير هو المدمر الأول لأي مشروع ابداعي، سواء كتابة أو غيرها، الشبكات الاجتماعية اصبحت تمتص انتباهنا ووقتنا الثمين، لذلك وجدت التجربة أن الكتاب الأكثر نشاطاً كانوا من الافراد الذين قللوا اتصالهم بالشبكات الاجتماعية والانترنت عموماً بنسبة ١٤٪ مقارنة بالكتّاب ذوي الانتاج المنخفض.

هـابق متواصلاً مع الأفراد الذين يشاركونك الهدف: يعتقد بعض الكتاب أنّ العزلة التامة، والابتعاد عن الاصدقاء والحياة الاجتماعية ستغذي حياتهم الابداعية، التجربة تقول أنّ ما يحدث هو العكس، وأنّ الكتاب الذين خرجوا لمقابلة اصدقاء يشاركونهم التحدّي، أو تواصلوا مع أفراد آخرين على الشبكة كانت لديهم طاقة أكبر للكتابة.

٣

مواقع ارتادها الكتّاب المواظبون على الكتابة – للأسف كلها بالانجليزية ما عدا واحد وجدت له بديل مشابه

أ750 Words

مشروع كتابة ٧٥٠ كلمة يومياً صباحاً، أو ثلاثة صفحات، الفكرة أن تخرج ما في رأسك بهذه الطريقة كلّ يوم، بلا تدقيق، وترى النتائج.

بNational Novel Writing Month

الموقع الرّسمي لمبادرة كتابة رواية في نوفمبر، يوجد عليه تفاصيل وأفكار.

جيقترح الكتاب زيارة موقع للأسماء، أسماء الأشخاص، يقول الكتّاب بأنّ هذه الموقع تشكل قاعدة البيانات التي ينتقون منها أسماء لشخصيات الروايات، بعيدا عن تكرار الأسماء اليومية. وجدت هذا الموقع العربي كبديل.

٤

قاعدة الـ ٣٣ دقيقة، قاعدة وضعها كاتب الاعلانات الشهير يوجين شوارتز، التي يرى فيها الأساس لعمل ابداعي جيّد بعيداً عن اجهاد الدماغ. يقول أنه وضع مؤقت بثلاثة وثلاثين دقيقة و٣٣ ثانية، يبدأ العمل خلال هذا الوقت، وعندما يدقّ المنبّه يتوقف ويأخذ فاصلاً منعشاً، ويعود للعمل. يرى يوجين أنّ الدماغ مثل حصان السباق، اذا اجهدته ستقتله ولن تربح معه شيئاً.

9 تعليقات على “العادات الخمس للكتّاب الأكثر نشاطاً.”

  1. يالها من أفكارٍ و رُؤى و نتائج جدًا رائعة ، وهي بالطبع مُبهرة للحد الذي يجعل من الحس المشترك بين غالبية الكتــّاب والمؤلفين.

    أن يكون لديك صديقٌ أو شخصٌ يكتب و يقرأ تماماً كأنت ، لهو الفوز العظيم.

    شكرًا لكِ هيفا

    أبدعتِ و أمتعتِ

    بانتظار القادم بإذن الله.

    ليحفظكِ الله.

  2. ذكرتني الفقرة الثالثة بمقابلة شاهدتها صدفةً على الجزيرة الوثائقيّة لبرنامجٍ أظنّ أن اسمه كان وحي القلم مع المفكّر والكاتب اللبناني رضوان السيّد، كان يقول أنّه ألزم نفسه بعد أن سأم من الإلهام الذي يأتينا مرةً ويهجرنا عشر بفقرة يوميّة يكتبُ فيها كإلتزام يوميّ لحدّ يومنا هذا. لذا هي فكرة لكل الكتاب في أي مجال كان.
    في الفقرة الثانيّة ذكرتني بسيّدة أعرفها تحبّ الكتابة لكنّها لا تفتعل الوحدة ولا تبحثُ عن الإلهام بعيدًا عن الآخرين لكنّها فعلًا تدخلُ في حالة توحدٍ حين تشعر بجوعٍ للكتابة، ربما يعود الأمر للشخص؟
    قبل عام يا هيفاء بدأتُ بالتوقف عن الكتابة لتدوين أيّ فكرة تخطرُ لي، أصبحت أتركُ الأفكار تختمرُ في عقلي حتى أعيش حالة امتلاء صدري فأنكبّ على الكتابة إلى مالا نهاية، حتّى الآن تبدو هذه الطريقة مجدية معي، ما رأيكِ؟
    سعيدة بهذه التدوينة وأترقبّ القادم 🙂

  3. جميل ما تطرقتي له وفوائد مهمه لمن أراد الكتابة والتعود عليها. قد تكون مفيده أكثر للباحثين.

    مدونة مهمه ومحفزه أيضاً.
    شكرًا جزيلاً،،

  4. شكرا لك واختياراتك الجميلة ، حفزتيني للكتابة من جديد بعد توقف دام ثلاثين سنة . لكن مازالت لي استفهامات عديدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.