١٢ رمضان: سيدة الخياطة

٢:٣٠ م

الجمعة يوم للراحة.

للتفكير.

والمتعة.

عندما قررت الانفصال التامّ بعيدًا عن هموم العمل أو الارتباطات الاجتماعية، أصبح لهذا اليوم هالته المقدّسة كما يجب.

.

٤:٤٥ م

الجلوس لقراءة المجلات دفعة واحدة هواية قديمة توقفت عنها بسبب العمل لساعات طويلة، أو الخروج والزيارات العائلية. يتبقى وقت قليل من كل أسبوع مسخر للراحة والنوم ومشاهدة المسلسلات والبرامج. احتجت للعودة لهواياتي القديمة وبدأت بقراءة مجلات الشهر الحالي، وسأعود تدريجيًا للأرشيف الذي لم يتسن لي زيارته.

.

٦:٠٠ م

اكتشفت برنامج طهي مقدمته مرحة ولطيفة على تلفزيون تونس ١ .

اسم البرنامج سفرة دائمة، وتعلمت منّه وصفة اسمها زيتون مكفّن باللحم وسأجربها قريبًا : )

.

٩:٣٠ م

.

Billboard 1

.

شاهدت اليوم الوثائقي Cuba: The Forgotten Revolution عبر نتفليكس عن الثورة المنسية في كوبا. يقوم الوثائقي بتفكيك قصة الثورة الشهيرة التي عرفناها ويلقي الضوء على الذين سقطوا والمناضلين الذين لا يذكر اسمهم أحد.

.

١٢:٤٥ ص

.

Image-1

كانت أمّنا تجلس بعدّة خياطتها أمام الشباك، وتضع أثناء عملها كشتبانًا. كانت له قبّة بلون أحمر باهت وتزيّنها ثقوب صغيرة. وإذا ما وضعته في الضوء كان يتوهّج عند طرف تجويفه الداكن الذي تعرف سبابتنا طريقها فيه جيّدا. كنّا نحبّ الاستحواذ على هذا التاج الصغير الذي يمكنه أن يتوجنا في الخفاء. عندما كنت أضعه على إصبعي كنت أدرك معنى اللقب الذي كانت الخادمات تنادي به أمّي، كنّ ينادينها: سيدتي (Gnadige Frau بالألمانية) لكنهن كن ينطقنها مشوّهة فتخرج Nahfrau أي سيدة الخياطة. لا يمكن العثور على أيّ لقب آخر يمكنه أن يجسد لي أكثر من هذا اللقب السلطة المطلقة التي كانت تتمتع بها أمي. مثل كل مقرّات الحكم، كان مقرها عند منضدة الخياطة يتمتع بنفوذه الخاصّ. أحيانا كنت أشعر بهذا النفوذ. كنت أقف في محيطه دون حراك ومحبوس الأنفاس.“

طفولة برلينية في مطلع القرن العشرين | ڤالتر بنيامين

.

.

.