آكل شوكولاتة وأنقذ الكوكب!

اقتنيت هذا الأسبوع مجموعة من ألواح الشوكولاتة العضوية. كانت الفكرة الأوليّة تجربة منتج جديد من موقع iherb وعادة هذه الشهور مناسبة لطلب الشوكولاتة.

أحب الشوكولاتة الداكنة العضوية وأحاول البحث عنها في كلّ مكان. بحثت في قوائم الأغذية حتى وصلت لشوكولاتة الكائنات المهددة بالانقراض Endangered Species Chocolate Bars تساءلت عن سرّ اسمها وقرأت قليلًا في مكوناتها التي أعجبتني: ملح بحر وكراميل مع شوكولاتة داكنة، شوكولاتة داكنة مع توت أزرق مجفف، والقائمة تطول. تابعت إضافتها في السلة وتنبهت للملاحظة المحفزة: ١٠٪ من قيمة هذه الألواح يخصّص لدعم المنظمات العالمية التي تهتمّ بالحيوانات المهددة بالانقراض، وخاصة التي تظهر صورها على أغلفة الألواح. وجدت في الموقع الرسمي ملف كامل عن اسهامات الشركة بالأرقام والصور.

.

.

وصلت الشحنة وفتحت لوح الشوكولاتة الأول الذي يحمل صورة النسر الأمريكي، داخل لفافة الورق معلومات واحصائيات عن المبادرة. خلال ثلاث سنوات فقط وصلت الايرادات من مبيعات ألواح الشوكولاتة حوالي ١.٢ مليون دولار. الشركة تعمل بمبادئ التجارة العادلة وتضمن الحياة الكريمة لمزارعي غرب أفريقيا – مصدر الكاكاو الذي تُصنع منه الألواح. الشوكولاتة بالإضافة إلى كونها تصنع من مكونات عضوية، خالية من الجلوتين وغير معدلة وراثيًا. أنصحكم بزيارة الموقع والتعرف على المنتجات والمدونة الملونة الغنية بالمعلومات والقصص. أحبّ تجربة منتجات تحمل قصة وراءها وتخدم الكوكب والكائنات التي تعيش عليه، وسأجرّب التدوين عنها كلما استطعت.

.

.

كيف تكتب محتوى شيّق لموضوع ممل؟

.

كلمة مملّ كلمة كبيرة ويتفاوت أثرها من شخص لآخر، لكننا جميعًا نتفق أن قراءة موضوع ما قد تشعرنا بالملل. يحدث ذلك أكثر مما نتوقع، نمر على مدونات ومقالات وأحيانًا كتب لا نقطع فيها سوى عدة أسطر ثم نبدأ بالتثاؤب ونفقد الأمل في إكمالها.

قبل عدة أيام مررت بتغريدة نُشرت على حساب سرديولوجي” – وهو بالمناسبة حساب جميل للمهتمين بالتسويق السردي أو تسويق المحتوى -. كانت التغريدة رابط لموضوع يهم صُنّاع المحتوى على اختلاف اتجاهاتهم ونوعية المنصات التي ينشرون محتوياتهم عليها. الفكرة تقول: كيف تكتب نص شيق يجذب تفاعل القرّاء لموضوع ممل؟ ما هي المواضيع التي تصيبكم بالملل؟ تخيلوا كتب الدراسة مثلًا، النظريات العلمية المركبة، دروس اللغة ومعادلات الحساب.. والقائمة تطول. كون الموضوع ممل لا يعني أنّ كاتبه لا يشعر تجاهه بالشغف وهذا هو العنصر الذي يمكن للكاتب الانطلاق منه.

سأوجز في التدوينة نصائح أعجبتني وقد طبقت بعضها فيما مضى،وسأترجمها لكم بتصرف : )

١أعطه كلّ وقتك

إذا كان الموضوع ممل لك أو لا يستحوذ على اهتمامك، تميل إلى الكتابة فيه بنصف جهد للأسف-. يعرف ما أقصده كتاب المحتوى وكل كاتب يضطر للعمل على مشروع لا يثير شغفه لكنّه مرتبط بعقد عمل أو وظيفة تحتم عليه إنجازه. لكنني أوصيك بمقاومة هذا الشعور بكل قوتك، فالكاتب العظيم – كما يقال: يستطيع تحويل أكثر المواضيع مللًا إلى قصة مشوقة.

اعتمد طريقة جديدة للعمل وانظر للموضوع من زاوية – وزوايا – أخرى، اخلق روابط جديدة بين الأشياء وابتعد عن الجمل المستهلكة. مثلا: إذا كنت تكتب شرح لطريقة تنفيذ مهمّة، أو استخدام تطبيق تقني جديد حول الخطوات إلى شرح ممتع ومغامرة كتابية مميزة.

٢ما تكتبه يقدّم المساعدة بطرق لا تعلمها

المحتوى الذي عملت عليه وترى فيه الملل والجمود، لن يكون كذلك بالنسبة لشخص يحتاجه. أكتب عن طريقة تركيب الأثاث، أو عن كسور مختلفة في العظام وكيفية تطبيبها، عن ترتيبات السفر وعن صنع المخلل! سيصل من يحتاج هذه المعلومات إلى مدونتك أو حساب شركتك بمجرد استخدام الكلمات المفتاحية المناسبة. إحدى المتع الشخصية التي وجدتها مع التدوين، الاطلاع على صفحة الاحصائيات واستكشاف الكلمات المفتاحية التي استخدمها القراء للوصول إلى مدونتي. ومن جهة أخرى نعمل في مجال كتابة المحتوى المتخصص على استخدام كلمات مفتاحية تساعد العملاء في الوصول الأفضل لجمهورهم المستهدف.

طريقة أخرى لوصول أفضل ومتعة أكبر لدى القراء: تفكيك المواضيع وتبسيطها واستخدام التشبيهات وربط المفاهيم المعقدة بصور أبسط يمكن تطبيقها على حياتهم اليومية.

٣اذهب إلى الأعماق

إذا لم يكن تبسيط المواضيع واختزالها في تشبيهات سريعة يهمك، اذهب إلى الأعماق وتوجه بالمحتوى إلى وجهة أخرى. ربما كان الموضوع مملا لأنك تعاملت معه بشكل سطحي، لم ترجع لمصادر كافية أو لم يكن من اختصاصك في الأساس. الفكرة هنا أن تمضي كل الوقت للاحاطة بالتفاصيل، حتى لو تطلب ذلك قضاء وقت طويل في كتابة تدوينة ونشرها بشكل متسلسل.

٤أروِ قصة

يحبّ الناس القصص التي يمكن أن يتعلقوا بها. الحقائق مفيدة هذا صحيح، لكن بدون قصة ممتعة تدعم هذه الحقائق لن تنجح في شدّ انتباه القارئ واهتمامه. تذكرون أجزاء كتابة القصة التي تعلمناها في المدرسة؟ يمكن استخدامها بالشكل التالي:

مقدمة: استخدم عناوين جذابة تشد القارئ لاكمال التدوينة، ثم قدّم للموضوع بشرح الفكرة وانطلق.

تصاعد الأحداث والذروة: أدرج كل المعلومات المفيدة التي يحتاجها القارئ منك، وزوده بالروابط والصور.

الحل: اقفال الموضوع مع النتيجة أو المحصلة النهائية. يمكن في هذه المرحلة إدراج روابط لقراءات إضافية، أو دعوة القارئ للمشاركة في النقاش أو نشر الرابط.

٥استخدم الوسائط المختلفة

بكل أشكالها، صور فيديو صوت رسومات، ومؤخرًا أصبح الانفوجرافيك مهمّ جدًا لشرح المفاهيم المعقدة. وحاول دائما صناعة محتوى الوسائط بنفسك.

٦اختصر!

إذا كتبت في موضوع تخشى أن يصيب القراء بالملل، اختصر قدر الإمكان. يفقد القارئ اهتمامه حتى لو كان يحتاج للمحتوى الذي كتبته. ولو شعرت بأن تدوينة واحدة أو عدة تغريدات غير كافية، قسّم المحتوى إلى مراحل وحلقات متسلسلة.

مخرج

ما هو أكثر موضوع تحبون القراءة فيه لكن لا تجدون له مصادر ممتعة؟

.

.

.

حياكة حتى النّصر!

g7yczr5y-1407374207.

 

استيقظت هذا الصباح متأخرة عن موعدي بنصف ساعة تقريبًا، تأخير من هذا النوع كفيل بصنع فوضى في روتين اليوم. لم يكن هناك وقت للإفطار ولا الاستحمام ولجأت للحلّ الذي لا أحبّه: الشامبو الجاف. رائحة الشامبو الجاف تذكرني بالصباحات التي كرهتها العام الماضي، عندما كانت فوضى عارمة والاستيقاظ والخروج من المنزل قبل السادسة صباحًا نمط حياة. في الصباحات الباردة عندما أقرر بحثًا عن الدفء أن غسل شعري ليس بالأمر الهام أعود لعلبة الشامبو الجاف. رائحته تذكرني بالحصص الأولى الثقيلة وطالبات المدرسة البعيدات كل البعد عن التعلم والاستجابة.

قضيت بالأمس مساء جميل، دعتني صديقتي مشاعل للقهوة واستجبت لأصنع نهاية يوم عمل مدهشة. غالبًا لا أتصرف بهذه الطريقة، كل شيء يحتاج إلى خطة وموعد. عندما أتصرف بعفوية تصبح حياتي أجمل، عندما أفكر أقل، وأعمل بشكل أسرع! لماذا إذا لا أعتمد هذا النظام؟ صح الخطأ في كلمة نظام يجب أن استبعدها.

الانقلاب الجوي يذكرني بمواسم أحببتها، بتغييرات مررت بها، وبأماكن زرتها وأشخاص التقيت بهم. وكلما هدأت أصوات المكيفات وارتفع همس الليل تذكرتهم. عودة الشتاء تذكرني بجلسة أمي في غرفة العائلة وسنانير الصوف والكروشيه، اللحف والشالات ومهاد الأطفال. أذكر شكل قطتي المحبب وهي تتكون بين المدفأة الكهربائية وكرات الصوف وتحاول استدراجها بكفها الرمادية. الشتاء يذكرني بعطل نهاية العام وزيارة إخوتي، بانتقال جدتي لبيته الشتوي وأكداس الحطب والوحوش التي تولد من ظلالها.

غفوت ليلة البارحة متعبة وقد وعدت بكتابة قصة لطيفة عن الحياكة. قرأت قبل مدة عن قصة عجيبة للتعاون الإنساني، حدثت خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918). خلال تلك الحرب المباغتة أُرهقت الدول في دعم الجيوش وتوفير احتياجاتها الأساسية. من بين هذه الاحتياجات: الملابس المناسبة التي تقيهم من تقلب الأجواء وصعوبتها. أطلقت الملكة ماري (زوجة جورج الخامس) حملة وطنية لحياكة الجوارب والقفازات والقبعات الدافئة للجنود. وبدأت بذلك النداء حالة من الهوس الشعبي بالحياكة. كل طبقات المجتمع تحيك الصوف، وفي كل مكان متاح لهم. ووفرت جهودهم آلاف القطع التي سافرت للخنادق. لم تكن تلك المرة الأخيرة، حصل ذلك مع الحرب العالمية الثانية كذلك. وبدأت مجموعات الحياكة عملها المنظم في كل مناطق بريطانيا وكندا، وأمريكا ونيوزيلندا وأستراليا. ولأن نشاط الحياكة هذا كان عفويًا، أصدرت النشرات وكتب التعليمات لتوحيد الغرز والقصات المناسبة للجنود ولتوحيد ألوان الصوف.  كان المقتدر يشتري الصوف ويمرره لمن لا يمكنه شراؤه فيعمل عليه وهكذا. قرأت لساعات في الموضوع وشاهدت صور لسيدات وأطفال ورجال منهمكين تمامًا في مهمتهم. عنوان التدوينة جاء من هذا المقال الذي سيعرض لكم المزيد من المعلومات إذا أحببتم (Knitting for victory)

.

9780385354349

.

قرأت بالأمس عن قائمة هاروكي موراكامي الموسيقية، ويقصد بها أهم الأعمال الموسيقية التي ضمنها في كتبه. الذين يعرفون موراكامي يعرفون حبّه للجاز والموسيقى بشكل عام، يقال أن مكتبته الموسيقية تحتوي ألبومات بالآلاف لكنه يخشى عدها. أدهشني الجهد العظيم الذي وضعه الناقد سكوت ميسلو في جمع الأعمال وإدراج نبذة عنها ومن أي الكتب جاء بها. المقال نُشر في 2015م ووجدت رابطه ضمن موضوع آخر في موقع راديو نيويورك الكلاسيكي، دخلت متاهة لذيذة بالأمس وعرفت عن كتابه الجديد الذي يتحاور فيه مع صديقه المقرب وقائد أوركسترا بوسطن السابق سيجي أوزاوا. في الكتاب أحاديث ملونة عن الموسيقى والكتابة وصدر قبل أسبوع تقريبًا. تخيلوا إن الكتاب حصاد أحاديث جلسوا فيها لساعات على مدى سنتين، كيف سيكون؟ لا أستطيع الانتظار حتى أحصل عليه!

ساعة العمل تقترب، ولدي الكثير من المهام لإنجازها. أفكر: متى أعود للمنزل لأقرأ في كتاب أنورادا روي “الأرض المطوية” مكافأتي بعد يوم طويل.

.

.

.