١٦ ألف صباح مستعاد.

 

JjdWbOCTlemWMuvC0BeF_DSC_0867edit (1)

.

.

.

تقول الاحصائيات إن متوسط العمر المأمول لسكان السعودية هو ٧٦ سنة تقريبًا – تجاهلوا الاحصائية المرعبة قليلا-.

وإذا كنت سأعدّ الصباحات المتبقية لي في الحياة بإذن الله ستكون: ١٦.٤٢٤ بدءا من الغدّ.

أحبّ الصباح كثيرًا واربط بين فوضى حياتي وانقطاعي عن الصباح والاستمتاع به، كيف استعدت صباحي إذا؟

خلال الربع الأخير من العام ٢٠١٥م تورّطت حرفيًا – بوظيفة لم أحبّها، وقضت بشكل كامل على صباحاتي. كنت أخرج من المنزل والشمس لم تشرق تماما، ويبدأ الركض في الحصص من ٧ ص حتى الـ٢ مساء. نسيت كثير من هواياتي اليومية بسبب انعدام الوقت. روتين الصباح ينحصر في محاولاتي الجادة للخروج من الغرفة للعالم الخارجي وبأقل ضرر ممكن.

عدت لممارسة العمل الذي أحبّ وعادت شهيتي للحياة والصباح. أصبح السؤال الذي يشغلني عندما استيقظ:

ماذا أفعل الآن؟

كيف أقضي ساعات النهار الأولى بحب وتركيز؟

وبدأت العمل بمبدأ جميل جدًا التركيز على إدارة الطاقة لا الوقت“. ما المقصود بذلك؟ لن أطيل عليكم التفاصيل فالموضوع ممتع ويمكنكم القراءة في مقالات ومواضيع مدونات عند البحث باستخدام Manage your energy not your time.

لدي حوالي ١٠ ساعات متاحة للعمل يوميًا، سواء من المنزل أو من المكتب، لكن هل ال١٠ ساعات كلها منتجة؟ لا للأسف. وجدت أنّ ساعات الصباح الأولى بلا طاقة عالية لكنّها الوقت الأنسب لمشاهدة التلفزيون، إعداد فطور شهيّ، والقراءة الكثير من القراءة. متى يبدأ نشاطي الفعلي؟ ١٢ مساء ولبقية اليوم حتى الساعة السابعة تقريبًا.

لذلك وبكلّ سعادة وجهت اهتمامي من جديد للصباح وتوقفت عن الشعور بالذنب وأجّلت كل الأعمال حتى الظهيرة – إلا ما كان مستعجلا منها– . طاقتي الموجهة للكتابة الابداعية بين الظهيرة والمساء واضحة ومسخرة بالكامل للعمل. وقبل أن تبدأ التساؤلات لديكم على شكل: لماذا تستيقظين باكرًا إذا؟ أو لماذا لا تحصلين على ساعات نوم أكثر لتكون طاقتك أفضل في الصباح؟

طاقتي لا تعاني من مشكلة فيما يخص الاستيقاظ بحماس، أو المشي أو ترتيب غرفتي وغير ذلك من النشاطات التي تتطلب طاقة جسدية قبل الذهنية. الموضوع مرتبط بالمزاج والاستعداد للعمل فقطاستعدت الصباح عندما بدأت الاستعداد لوقت العمل من المساء السابق، تجهيز رسائل البريد الالكتروني وحفظها في المسودات وارسالها في الوقت المناسب لساعات العمل.

من الأفكار الجيدة التي جربتها أيام التدريس والمدرسة: كيّ ملابسي وقمصاني لعدة أيام مستقبلية، تجهيز وجبات الغداء وغير ذلك من وسائل تبسيط الحياة. شيء آخر أصبح سهل بالنسبة لي مع ساعات عملي المرنة وهو انهاء المشاوير الخاصة أو التسوق خلال ساعات الصباح الأولى ومن ثمّ التوجه للعمل.  

.

مخرج:

بالعودة للاحصائية أعلاه والتفكير فيها، الصباحات القادمة من حياتنا تستحقّ الاهتمام والتقديس. حتى ولو أمكنكم القبض على ساعة واحدة بلا توتّر أو تفكير في الأعمال القادمة، والتحقق من الأجهزة والبريد الإلكتروني.

.

.

.

7 تعليقات على “١٦ ألف صباح مستعاد.”

  1. أحمل نفس الفكرة عن الصباح، أشعر أن حياتي ستتحسن كثيرا لو عاملت الصباح بالقدسية التي يستحقها، مشكلتي مع ساعات الصباح الاولى أنني أشعر بكسل كبييير خلالها وأعجز عن القيام بشيء فلا أنا أستطيع القيام بأعمال تتطلب مجهودا جسديا كالرياضة أو أعمال البيت ولا القراءة لأن النعاس يغالبني حتى لو نلت قسطا كافيا من النوم…عادة ما أكتفي بالقيام بأعمال غير مفيدة كتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الحقيقة وبعكسك أشعر بتأنيب الضمير لأني لا أستغل الصباح كما يجب خاصة أنني حاليا “عاطلة عن العمل”.

  2. تدوينة مفيدة رغم الإحصائية المرعبة في البداية ..
    فترة الصباح من الخامسة حتى الثامنة ، أعتبرها الساعات الذهبية للتخطيط والقراءة والكتابة ، وتنفيذ الأعمال التي تحتاج إلى تركيز وعصف ذهني. والإنسان عندما يكون جدوله مزدحم ، تزيد أهمية الوقت في نظره ، ويبحث عن أدوات وتقنيات لزيادة الإنتاجية.
    وهناك كتاب جيد حول مفهوم إدارة الطاقة الذي ذكرتيه يا أخت هيفاء
    The Power of Full Engagement: Managing Energy, Not Time, Is the Key to High Performance and Personal Renewal
    وترجم إلى العربية قبل سنوات ومتوفر في مكتبة جرير وعنوانه الغريب :
    قوة الانخراط الكامل، التحكم في الطاقة وليس الوقت هو السبيل لبلوغ الانخراط الكامل والتجديد الشخصي.
    مكتبة جرير ترجمت كتب خطيرة بعناوين غريبة ، ولم تعد متوفرة كما في السابق.
    وهناك إضافة رهيبة في متصفح الكروم ، تساعد على إرسال الايميلات لاحقا في بريد الجيميل إسمها
    Boomerang
    المهم في الموضوع أن يكون عند الإنسان طقوس يمارسها كل صباح تجعله متفائلا ويبعد عن الناس الــ toxic بقية اليوم .
    آخيرا ، صورة العشب جميلة ومنعشة ، و لو غيرت الكلمة الأخيرة في العنوان إلى قادم أو جديد ربما كان أفضل .

    تحياتي

  3. انا أنسانة صباحية من الدرجة الأولى .. المدرسة كانت ممتعة جدا بالنسبة لي لاني أستيقظ من الخامسة والنصف فجرا وأمشط شعري وأعد فطوري واقرأ قليلا قبل ان يأتي الباص وتبدأ حصصي .. لم اواجه يوما صعوبة في الإستيقاظ باكرا إلا بعد الجامعة عندما انقلب يومي واصبحت خفاشا يعمل بالليل وينام بالنهار وكانت ايام تعيسة بحق لا أنصح أي احد بالتصرف بهة الطريقة أبدا
    حتى بدأ تدريبي بعد الجامعة والحمد لله انتشلني من هذه المصيبة واستعدت صباحاتي ..
    الكتابة في الصباح والهدوء لا يعادلها شيئ خصوصا افي الأيام التي يكون الإلهام صديقا طيبا يأتي بسهولة ..
    لذلك انصح الجميع افتحو مدونات .. المدونات عالم جميل يحب الصباح ويحب الكتابة والتطور والبحث باستمرار عن شيئ ممتع تضيفه .. مدونتي ساعدتني على إستعادة صباحاتي ولها كل الشكر حقيقة
    تدوينة جميلة هيفا مثلك .. ^_^

  4. مرحبا أستاذة هيفاء
    شكرا كبيرة على التدوينة التي انتظرتها لأسابيع
    عنوان هذه التدوينة يصلح عنوان لكتاب أو رواية
    بالتوفيق والجمال لكل صباحاتك

  5. أشكرك على التدوينة
    بالنسبة لي ساعات الصباح الأولى من 9-12 هي التي الاحظ الانجاز فيها بشكل واضح
    اما بالنسبة للاستعداد فغالب احاول ان احظ وجبه الافطار مسبقا او اشتري كمية من الزبادي واللبن ( الحبات الصغير) مع تمر
    اعتبرها الوجبه المنقذه
    أتمنى لو استطيع ان استغل الفترة الصباحية ببنص ساعه من الرياضه ولكن للاسف اصاب بحالة من العجز حينها

  6. الصباح شي جميل ايضاً بالنسبة لي و وخصوصا الجزء الأول منه -قبل الضحى- , ومايجعلة يزداد روعة ان ابتدء باذكار الصباح مع الورد اليومي .
    تدوينة جميلة جداً ومدونة رائعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.