ماكو فكّة

فلورا موظفة الصالون تشد على كفي وتقول بنبرة غاضبة: استرخي!

تحاول ثني أصابعي وتقليم أظافرها وأنا أفكّر في بريدي الإلكتروني، والمكالمات الفائتة وعشاء الليلة، وتجهيز غداء الغدّ، والكتاب المطوي الصفحات بجانب وسادتي، أفكر في طعام لولو الذي أشكّ في أني ملأته جيدًا، أفكر في عباءتي التي تحتاج إلى ضبط قياسات، أفكر في حجز رحلة ميلادي، أفكّر في بطاقتي الائتمانية التي عاد لها مبلغ عملية شراء بعد ثلاثة أشهر من المطالبات، أفكر في هذه المدينة وفصل الصيف وكيف تصبح أكثر حنانًا، أفكر في شيب رأسي الذي أسوف صبغه وتقريبًا سيبقى هكذا حتى الشتاء، أفكر في مكتبي وجهاز تكييفه المعطّل، أفكر في خطة محكمة لأكبر مشروع عملت عليه في حياتي، أفكر في تمرين الليلة هل هو للجزء العلوي من جسمي أم السفلي؟ أفكر في حلم البارحة والتذكرة التي اشتريتها باتجاه واحد لنيويورك، أفكّر في موعد نسيت حجزه للكشف على أسناني، أفكّر في كيلو من سمك السالمون، أفكر في منى، أفكر في البحث عن كتّاب مستقلين واستكتابهم في شركتي، أفكر في كيس زهور اللافندر المجففة الذي لم استخدم منه سوى كمشة يد، أفكّر في طريقة لأتوقف عن صرّ أسناني كلما جلست لاجتماع عمل، أفكّر في الخميس القادم والحديث الإبداعي الاسبوعي الذي أقدمه للزملاء والزميلات، أفكّر في صديقتي وهدية زواجها وأتمنى أن تقرأ هذه التدوينة وتغششني، أفكّر في اسكتلندا وذكرى زيارتي الأولى تقترب، أفكّر في الساعة التي سرقتها لنفسي لاسترخي وأهرب من كلّ شيء وفشلت!

.

.

.

10 تعليقات على “ماكو فكّة”

  1. أفكّر في صديقتي وهدية زواجها وأتمنى أن تقرأ هذه التدوينة وتغششني
    أعترف بأنها أصعب مهمة

  2. واعتقد انك تبالغين جدا في القلق كل مايقلقك هي امور ثانويه مايستحق القلق هو كيف تتخلصين من كل هذه الافكار ،استمتعي
    وليس علي انسانه رائعه مثلك الان تهدا وتستمتع .

    تقديري

  3. العقول المزهرة دائما هكذا يا هيفاء، يصعب عليها الهدوء في حالة ضجيج دائمة، قد تكون هذه الحالة الطبيعية لها.
    حاولي التركيز في اللحظة مثل تأمل فلورا وهي تقلم أظافري أو برائحة الزيت العطري وقت المساج.
    و أرجوك أن تستكبيني في شركتك، قد تكون هذه اللحظة من أجمل ما أنتظره.

  4. شلال الأفكار العنيد هذا يظن نفسه ظريفًا، يزيد تسارعه في اللحظة التي ترتسم فيها كلمة “استرخاء” في ذهنك. أليس كذلك؟
    ولعلي أسمح لقطرة صغيرة من شلالي أنا أن تعبر إلى مدونتك، فأنا أتساءل هل أنتِ من المغامرة والمقامرة بمكان كي تستكتبي “كاتبة” حبيسة قفلة الكاتب، تحاول جاهدة إنعاش قلمها؟ إذا كان كذلك فقد تطلعك على بعض الأمثلة الخجلى التي تخفيها في سردابها!

  5. هيفا يقول أورهان باموق في مذكراته ( ما زال المهم بالنسبة لي وأنا أقرأ كتابًا هو تأسيس أحلام مناسبة لما أقرؤه أكثر من الفهم )
    اختلفنا أم اتفقنا معه
    استغلي فترة الإسترخاء المسروقة بتخيل الأحلام والإنجازات المفقودة

  6. أهلا،أرجو لك ذهنا صافيا وأعمالا مؤداة على مهل وبرضا، بقدر ما نقرّ بأن العمر قصير بقدر ما نوالد لأنفسنا أعمالا طويلة كبيرة عريضة ولكنها في الأخير أسلم حل للتعايش إذ أننا لو نصل لمرحلة ماذا نفعل؟ لتعبنا أكثر في الحقيقة، الانشغال رائع على ألا يسرقك ويسرق راحتك.
    وبالنسبة للكتّاب قد أستطيع مساعدتك لو أردتِ!

    تحياتي الغفيرة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.