كيف تقرأ أكثر؟

Ink Paintings on Vintage Books by Ekaterina Panikanova
Ink Paintings on Vintage Books by Ekaterina Panikanova

أفضل وقت لكتابة هذه التدوينة الآن.

الكثير منكم يحمل أكداس الكتب الجديدة ويبدأ الأسبوع بحماس بعد انتهاء معرض الكتاب. والذي لم يحضر معرض الكتاب في الرياض، زار مكتبة ما في مكان ما من العالم ويحاول بجد أن يرفع معدل القراءة. يريد أن يقرأ أكثر لأن القراءة نافذة للعلم والمتعة والاسترخاء في وقت واحد. تجاهلك أو امتناعك عن القراءة يعني الحرمان من كل ما سبق. التدوينة هذه دليل مختصر ومفيد يحتوي على ١٥ خطوة لتقرأ أكثر.

١اقرأ لأنك تريد ذلك.

هناك كثير من الأسباب لتقرأ، جميعها غير مهمة إذا لم تجد في نفسك الرغبة والحماس. لا تجعل القراءة مهمّة الزامية جديدة ضمن قائمة مهامك اليومية. اقرأ للمعرفة والمغامرة، واقرأ قبل كل شيء للمتعة وليس لأننا نتوقع منك ذلك.

٢غير عقليتك القرائية.

ما الذي تقرأه اليوم؟ هل تبحث عن الكتب التي تثير اهتمامك؟ هل تزور الروابط التي تظهر على شاشتك؟ لتقرأ أكثر عليك تغيير عقليتك، وطريقتك التي اعتدت عليها. ستحتاج لمزيد من الجهد لكن النتائج النهائية ستكون مدهشة. ما هو أكبر تغيير ستجربه؟ أن تكون مبادراً لا تابعاً في قراءتك.

٣خصص وقتا للقراءة.

تحتاج لتخصيص وقت للعادات الجيدة التي تودّ جدياًالاحتفاظ بها، والقراءة لا تختلف عن أي عادة أخرى. إذا كان صنع الوقت مشكلة، ابدأ بمدة قصيرة. ١٥ دقيقة يوميا ستفيدك. ادخل القراءة في روتينك الصباحي، اقرأ في السرير، أو في استراحة الغداء، خلال تنقلك، اقرأ لأطفالك. نحنُ نشجع القراءة اليومية لنساعدك في تبنّي العادة والالتصاق بها. ولا تنسى أيضاً أن القراءة الأسبوعية يمكن أن تساعدك.

شخصيا: القراءة خلال ظهيرة الجمعة وحتى نهاية النهار تناسبني كثيراً، وهي أكثر الأوقات بركة مقارنة بباقي الأسبوع. تقول النصيحة أن قراءة ٢٠٤٠ صفحة يومياً بداية جيدة.

٤احمل كتابك معك.

كم يضيع من وقتك يوميا؟ جرب استبدال الدقائق التي تقضيها على لعبة الكترونية بقراءة عدة صفحات من كتاب. ضع كتاباً تحبه وتود قراءته في مكان ظاهر من المنزل، على طاولة القهوة مثلاً. أو اصنع رفا مختصرا للكتب خارج مكتبتك في غرفة الجلوس، ضع فيه مجموعة من الكتب الممتعة تلتقطها كلما كانت اللحظة مناسبة. بضع دقائق يومياً تصنع الفرق.

٥لا تحدّ نفسك بالورق.

تقول بعد الدراسات تشير إلى أنّ القراءة من مصادر ورقية تجعل الاحتفاط بالمعلومات أسهل. لكن دراسات أخرى وجدت أن مستخدمي القارئ الالكتروني اصبحوا يقرؤون ٣٠٪ أكثر من السابق، أي حوالي ٢٤ كتابا سنوياً مقارنة بـ ١٥ فقط. الكتب الالكترونية أقل تكلفة، وأسهل للحمل والتنقل. ولا أنسى بالمناسبة الحديث عن الكتب الصوتية المتعة التي اكتشفتها قبل عدة سنوات. الكتب الصوتية مناسبة إذا كنت تقود السيارة أو تمشي لعدة ساعات أسبوعياً.

٦لا تقرأ أكثر من كتاب واحد في نفس الوقت.

أحيانا تبدو فكرة قراءة أكثر من كتاب في نفس الوقت فكرة ذكية ومفيدة. إلا أنها في الحقيقة تبطئ من سرعتك في إنهاء الكتب بشكل عام، وقد تحبطك أحيانا. لو فكرنا في الموضوع بطريقة مبسطة: لا تضع في فمك أكثر مما يمكنك مضغه. ومن جهة أخرى تعدد الكتب خاصة اذا كانت في مواضيع متشابهةتشتت انتباهك عندما يتعلق الأمر بالاحتفاظ بالمعلومات لوقت أطول. اقرأ كلّ مرة كتاباً واحداً وسيشكرك عقلك.

٧أعد التفكير في أولوياتك.

تدّعي بأنك مشغول جداً لتقرأ.

ولكن كم سيصبح لديك من الوقت اذا اقتطعت من الوقت الذي تخصصه للتلفزيون والانترنت؟

نحن لا نقترح عليك تغييرك طرق الترفيه التي اعتدتها. ولكن مثلاتوقف عن مراقبة حياة الآخرين على الشبكات الاجتماعية وتحوّل عنها لقراءة مقالات الكترونية مفيدة. تخلص أيضا من عادة مشاهدة التلفزيون بلا هدف وتركيز وبدلا من تشغيل الجهاز اجلس واحمل كتابك لعدة ساعات.

٨لا تقلق بشأن تكلفة الكتب.

ايرازموس فيلسوف هولندييقول أنه وعندما يجد بعض المال يشتري الكتب، وما يبقى يشتري به الطعام والملابس. هذه نظرة رومانسية بالتأكيد وغير واقعية. من حسن حظنا أن القراءة لم تعد مكلّفة. لدينا منافذ شتى، بين المكتبات العامة وباعة الكتب الجديدة والمستعملة والانترنت يجد كل منا طريقه للكتب. هناك أيضاً مشاركة الكتب مع أفراد العائلة والأصدقاء أصبح حلا مثاليا للمشكلات التي قد تواجهنا عن اقتناء الكتب. اختر صديقاً وتبادل معه الكتب التي تلاءم ذوقيكما.

٩اجعل من القراءة نشاطاً اجتماعياً.

لا يجب أن يكون نشاط القراءة مقروناً بالعزلة في كل الأوقات. ابدأ مجموعة للقراءة، اجتمع مع رفاقك وناقشوا قراءاتكم لفترة معينة. اقرأ مع الأطفال لتزرع بداخلهم حب القراءة. وتوجه أيضاً للشبكات الاجتماعية المختصة بالقراءة مثل الموقع Goodreads وموقع أبجد وغيرها.

١٠اصنع ركن القراءة الخاص بك.

هل تقرأ في أماكن صاخبة تقتل تركيزك؟ لا عجب إذاً في ابتعادك عنها. اصنع ركناً هادئا ومعزولا لتقرأ فيه، حتى لو كان هذا الركن سريرك. أو مقهى تزوره في ساعات الصباح الأولى، أو قاعتك الدراسية الخالية. أما إذا كنت تستطيع القراءة والتركيز في أي مكان، أنت محظوظ واستفد من ذلك.

١١اصنع قائمة للقراءة.

بعض الأشخاص وأنا منهم مؤخرايلتهمون مجموعة من الكتب دفعة واحدة ثم يقضون عدة أشهر قبل اكمال كتاب آخر. يمكن تجاوز هذه المشكلة بصنع قائمة للقراءة وهي فكرة ما زلت أقاومها خصوصا وأني اكتشف الكتب وانتقل بينها بحسب دهشتي واهتمامي بالمواضيع. انتهت توصيات الأصدقاء؟ استشر بائع الكتب، أو ناشرها. واقرأ المراجعات التي قد تثير حماسك لكتاب ما. ودائما اقترح هذا الموقع عليك what should I read next والذي يظهر لك مجموعة من الكتب المقترحة لتقرأ أحدها بعد إكمال كتابك الحالي.

القائمة على حد رأي النصيحةتساعد على تحفيزك للكتاب القادم وتقيك من نسيان الكتب التي تثير اهتمامك. والأهم من هذا كله: لا تلتزم بقراءة الكتب التي تشعرك بالضجر.

١٢تخلى عن الكتب.

ليست كلها طبعاً!

لدينا ذلك الكتاب الذي نبدأ بقراءته ونتوقف، ونعاود البدء من جديد في محاولة لاجتيازه كمطبّ. إذا لم يعجبك الكتاب بعد ٥٠ صفحة توقف تماماً. لن يعجبك كلّ كتاب تحمله، هذه حقيقة وهذا مسموح وطبيعي. حتى وإن كان ذلك الكتاب من أكثر الكتب مبيعاً وهي عبارة منفرة لي للأسفاملأ قائمتك بالكتب التي تحبها حتى لا تنتقل من كتاب لتعود لآخر وهكذا في محاولر لاتمام القراءة قسرياً. لكن، قد نمنح بعض الكتب فرصة ثانية بعد عدة أشهر أو سنوات. أحيانا تكتشف بأنك التقطت الكتاب الخاطئ للمرحلة التي تعيشها من حياتك وقد تعود إليه مرة أخرى.

١٣توقف عن القراءة عندما لا ترغب بذلك.

وجدت نفسك وسط مشهد روائي قبض عليك؟ ضع الكتاب جانباً. التوقف عندما تشعر برغبة شديدة للمتابعة يضمن عودتك من جديد لأنك تريد معرفة ما سيحدث.

١٤ضع هدفاً قرائياً ضخماً.

هذه النصيحة ليست للجميع. لكن، إذا كنت جادا في رغبة القراءة أكثرفكر في وضع هدف ضخم لنفسك. ماذا عن كتاب كل أسبوع؟ قد تكون هذه الدفعة التي تحتاجها لتبدأ عاداتك القرائية. وضع هدف ضخم يدفعك إلى وضع أهداف أصغر للوصول إليه وهكذا تزداد دافعيتك للقراءة اليومية تدريجياً. ولا ننسى أن الكتب الصغيرة يمكن احتسابها والمقالات وكل كلمة مقروءة.

١٥فكر في القراءة السريعة.

أسهل الطرق للقراءة أكثر، أن تقرأ أسرع.

وهي طريقة لا أحبها في الحقيقة وشخصياً تقتل متعتي. هناك طرق للقراءة السريعة يمكن تعليمها والتعود عليها تدريجياً. والذي يميل لاستخدامها يود القراءة لكن وقته ونمط حياته لا يساعده فيقرأ بسرعة. أقرأ أحيانابسرعة عن طريق تمرير اصبعي تحت الاسطر لتوجيه التركيز والبصر في فقرات معينة. أحيانا أيضا اقفز بعض الحوارات المتوقعة والتي لا تحتاج لفهم أو معرفة، وأفعل نفس الشيء عند قراءة المقالات بمقدمات طويلة أو غير مفيدة.

أتمنى أن تفيدكم هذه النصائح، وكالعادة لا استغني عن اضافاتكم في التعليقات، والقراء كذلك.

17 تعليقا على “كيف تقرأ أكثر؟”

  1. تعرفت على بودكاست قصاصات الشهير عبر نصيحة لأحد الأصدقاء عن أفضل البودكاست التي يستمعونها حالياً .. ثم بحثت عن حسابك في انستقرام لأجدك قد كتبتِ ( أحب أن ألهمكم ) .. وقادني للإطلاع على مدونتك لأكتشف أيضاً أنك تكتبين !

    هيفاء .. أنتي من أكثر الأشخاص إلهاماً .. عطاءاً .. شغفاً بالمعرفة ومشاركتها .. وأكثرهم جمالاً أراه وألمسه في كل زاوية أجدك بها ..

    شكراً لجمال وجودك .. لروعة ماتكتبين وتقرئين .. ألهمتني كثيراً وأضفت لي الكثير ..

    شكراً على كل شيء 🙂

  2. في كل عام كنت إقرأ مابين عشرة إلى إثنى عشر كتابا وعندما دلفت إلى عالم الكتب الإليكترونية قرأت خمسة وعشرين كتابا حقيقة الكتب الإليكترونية نعمة . وشكرا على التدوينة الأكثر من رائعة

    1. أهلا محمد،
      أنا لاحظت نفس الشيء عندما تحولت للقراءة الالكترونية، لكن الورق ما زال وسيلتي المفضلة.

  3. تدوينة جميلة جدًا ()
    يجذبني كل شيء يتحدث عن القراءة..

    هيفاء ياليت تضعي قائمة بأسماء كتب ومن في التعليقات يضع توصيات أيضًا ليستفيد الكل :$

  4. صباح االخير
    أنا أحد متابعيكِ، وقد لاحظت أمرين رأيت من واجبي أن أفيدك بهما ما دمت أنتفع بما تكتبين كنوع من رد الجميل :
    1 عدم تكرمك بالرد على المعلقين وهذا تصرف أقل ما يقال عنه أنه غير مريح، وقد يشعر المعلق أنك تتكبرين عليه أو لا تولين ما يكتبه اهتماما.
    2 لا أدري لماذا يخيل لي أنك تكتبين مقالتك أحيانا بغير العربية ثم تترجمينها فلغتك أشبه ما تكون بلغة المترجمين، والواجب عليك أن تكثري من قراءة الكلاسيكية ليصبح اسلوبك أكثر رونقا وإشراقا.

    وتحياتي لك

    1. صباح الخير خالد،

      شكرا لمتابعتك وملاحظاتك. بالنسبة للملاحظة الأولى: أنا بين خيارين وكلها صعبة، أن اقفل التعليقات تماما لأنني لا امتلك الوقت لسرعة الاستجابة معها -مع أنني ارد حتى لو تأخرت- أو إني اتركها مفتوحة واتأخر في الرد عليها. حاليا أنا أعمل لساعات طويلة ولدي الكثير من المهام الأخرى التي انجزها، اسرق الوقت لكتابة التدوينات وإفادة القراء، واستمتع بالتعليقات والنصائح المجربة التي يوردها البعض هنا. سأحاول إن شاء الله تسريع التعليقات مستقبلاً.
      الملاحظة الثانية: اذا لاحظت تصنيف التدوينة “قصاصات مترجمة” وآخر التدوينات التي نشرتها هنا كلها مترجمة. ما زلت في رحلة تعلم مستمرة لتحسين لغتي، لكن هذا لا يمنعني من نشر الفائدة ونقلها من لغة لأخرى.

      شكرا خالد

  5. بكل صراحة : الكتب الإلكترونية هي مدخلي لعالم القرّاء الفاتن ..

    سابقاً ، كنت أشتري الكتب الورقية ، أبدؤها بحماس ويقتلني الملل في منتصفها فأدعها تتناثر في أرجاء المنزل وسط سخط والدتي ..
    وبمجرد الصدفة قمت بتنزيل كتاب الكتروني – لم أتعمد تحميله الحقيقة ، أختي وبنصيحة صديقة تناولت آيبادي لتحميل كتاب خواطر أحمد الشقيري – ، وقرأته ولم أستوعب نفسي إلا على آخر صفحاته ..
    ومن يومها وأنا أملك المكتبة الإلكترونية خاصتي 🙂

  6. صباح الخير
    .
    .
    اولا اشكرك على كل اللي تقدمينه في مدونتك لانه بصراحة انا كل ما تداهمني حالة إكتئاب او احباط
    ادخل مدونتك مدري ليه
    من بد كل المدونين ما حفظت الا اسم مدونتك واسمك احس براحة نفسية وانا اقرأ اللي تدونينه الله يسعدك
    عارفه انا احب القراءة بس مشكلتي كسولة والا انا اعشق الكتب اصلا اقتناء الكتب شيء مغري
    بمراهقتي كنت اعشق قراءة الصحف وتحديدا صفحة مقالات الكتاب بس للاسف اهملت المتعة هذي القراءة عندي قراءة حرة يعني مو مقيدة اي شي اقراه حتى لو روشتة دواء اقراها
    مره سمعت انه القراءة اللي زي كذا [مش جايبه همها] على قولة اخواننا المصريين انه اذا ما كان اللي تقرينه كتاب
    والا انتي كذا ما تعتبرين انك قرأتي شي مفيد حسيت انه هم اني لازم اقرأ كتاب وان القراءت الثانية اي كلام حتى الكتب الالكترونية كنت مستقله فيها واحسها كلام فاضي بس لما قريت كلامك غيرت فكرتي عنها وانه اي شي يوقع تحت ايدنا ممكن نقراه وممكن نستمتع فيه
    عندي سؤال اذا ممكن اعرف كيف اعمل لنفسي مكتبة الكترونية
    شكرا لك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.