التاسعة بتوقيت غرينتش .

google images

مذيعة نشرة أخبار على بي بي سي، نعم كان حلمي أن أصبح مذيعة، على الرغم من أنّ والدي كان واضحاً بهذا الخصوص، ومنذ المرة الأولى التي قلت له فيها بأنني أريد أن أصبح مذيعة، وأعطاني محاضرة للتاريخ، فيها من العبارات القوية ما يثنيني حتى من التفكير بهذا الحلم. كنت أحلم باللحظة التي ينتظرني فيها العالم، لأقرأ الاخبار السعيدة والمخيفة، لأعلن في جملة واحدة خبراً يغير حياتهم، أتفاعل، أبكي، وابتسم، وأكون صارمة مع الاخبار الحزينة كما يجب لا كما يفعل بعض مذيعي الاخبار اليوم، ينتهي من الحديث عن مجزرة أطفال ويبتسم وكأننا ننتظر منه المشاركة في مسابقة أكثر المذيعين وسامة. أريد أن أفاجئ نفسي، وأشارك في تحرير الأخبار أيضاً، أرتبها حسب ما أراه مهمّ ، وأصنع وقفات مثيرة للاعصاب قبل إكمال الخبر. ليس الذنب ذنبي في انتظار أن أكبر وأصبح مذيعة أخبار، هالة الترقب والانتظار والانضباط أيضاً كانت تتسيد المكان عندما تعلن الموسيقى بأن نشرة أخبار بي بي سي على وشك البدء، كان والدي يسرد سلسلة من العقوبات التي ستطالنا في حالة أصدرنا صوتاً خلال النشرة، أو قاطعناه، أو طرحنا الاسئلة قبل أن يعلن المذيع انتهاءها. فيما لو كان هذا الحلم حقيقة سأختار الساعة التاسعة، النشرة الأشهر في القناة – والتي تأخرت حتى العاشرة مساءا، العمّال والموظفون في منازلهم، والطلاب، والأمهات، الكلّ أمام شاشة التلفزيون ينتظر .. ينتظرني.

* هذه التدوينة جزء من سلسلة تدوينات ضمن تجربة تدوين “العربية للاستخدام اليومي” وهنا التفاصيل.

تعليقان (2) على “التاسعة بتوقيت غرينتش .”

  1. آآه ياله من حلم بديع و منعش^^
    رجاءً الا الوقفات المثيرة للاعصاب !! أحقد على هذه الوقفات خاصة ان سمعت شيئا شد انتباهي و لم يكن الاول ! أي أنني سأنتظر الى ان اسمع ما أريد ^^”
    أعجبني حلمكٍ , و أتمنى لكٍ تحقيقه ^^ حتى و لو كان ممارسة بسيطة , فأنا فعلا أراه جميلا بحق =)
    التاسعة , هنا لدينا هو وقت اغلاق التلفاز لنجعل اختي الصغيرة تخلد للنوم مبكراً ! كيف لي أن استمع لكٍ آنذاك ؟ ! انتظري لتكبر اختي ثم ابدأي بالتنفيذ ^.^
    بالتوفيق ^___^

  2. هيفا شعرت بأننا عدنا كذا سنة للوراء، وأصبح كنب الصالة بني مخملي، والتلفاز على الطاولة والكل صامت ينتظر الأخبار، وأراكِ صغيرة تبتسمين للكاميرا للبدء، لا أعرف لم استطع تخيلك كبيرة والأخبار كلها سعيدة وفجأة تنتقلين لنقل حالة الطقس في أحد المدن العربية.. هههه يا إلهي إنه حلم جميل .. يذكرني بإجازات الصيف التي يقرر فيها والدي سحب التلفاز من الصالة ونقوم من النوم ونبدأ في النواح، أبي كان يريدنا أن نبدع ونتفنن في قضاء العطل، لذلك بعد فترة وجيزة جداً أُرغمنا أن نكون البديل لهذا التلفاز، فأصبحنا نحن المذيعين ووقمنا بالجلوس مكان التلفاز نقدم الأخبار والحوارات ونسجل الأفلام القصيرة بكاميرا الفيديو الرهيبة، وكانت أختي الكبرى هي المخرج والباقين مذيعين وممثلين والمضحك أننا كنا نتقاتل من يبدأ ببرنامجه، والمعركة الدامية كانت على الصندوق الخالي من التلفاز ..
    إن التقينا مرة .. سنذهب لكدزينيا نسجل برنامج إذاعي ><"

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.