Shopping 101

illustration by Paul X. Johnson

مساء الخير ،

سألتني الجميلة رحاب في تدوينة سابقة عدة أسئلة عن التسوق، كيف يصبح متعة ؟ كيف نكسر روتين مشترياتنا؟ وعن التخطيط والمدة اللازمة لكلّ رحلة ! تخيلت الموضوع في تدوينة، وها أنا اكتبها لكم لأشارككم اجاباتي على رحاب مع أنني لا أجد في نفسي الخبرة الوفيرة. لكن إذا أخبرتكم بأنني كنت الفتاة التي تشتري لها والدتها كلّ احتياجاتها حتى سنّ الحادية والعشرين تقريباً، حسناً إنني أعيش نقلة كبيرة وسأحدثكم عنها. أولاً السبب الذي كانت والدتي من أجله تشتري لي ملابسي هي كسلي الشديد وكراهيتي للسوق، لا أحبّ التجول بين المحلات، ولا تقليب السلع، وفي كل رحلة تسوق لها، يمكن أن تجدوني في مكتبة كبيرة، أو محل التسجيلات الموسيقية أو المقاهي. عدا ذلك لا شيء يثير اهتمامي، ثمّ كانت بعض رحلات التسوق الاجبارية التي انتهيت منها – كل مرة – بتي شيرتات داكنة – أسود أو كحلي – وجينز، وهذه الملابس طبعاً غير صالحة للخروج للمناسبات في كل حين.

ثانياً حدثت قصة حزينة وكانت نهاية رحلات التسوق الفردية التي قامت بها والدتي، قررت حينها أخذ زمام الأمور وشراء احتياجاتي بنفسي، كان العيد، وكانت القميص البنفسجي الحزين، اشترت والدتي مقاسي الذي لم يتغير لوقت طويل، ولكن كانت هناك عيوب تصنيعية – أكيد – وآثار عدة ليالٍ من الأكل الغير واعي، وجاء العيد وارتديت القميص واضطررت للاحتفاظ بذراعي مثبتة إلى جانبيّ حتى الظهيرة، على قائمة أسوأ الأعياد يحتلّ ذلك اليوم المرتبة رقم (٢)، قد احدثكم يوماً عن رقم (١) بإذن الله. ما حصل بعد تلك المناسبة أنني قررت شراء ملابسي، وتجربتها، وتغييرها قبل المناسبات إن وجدت أفضل.

إليكم أفكاري حول الموضوع : )

١التسوق بميزانية محدودة أفضل وأكثر تركيزاً من الخروج بميزانية مطاطية، أعمد أحيانا إلى ترك بطاقة البنك في المنزل، واستخدم فيزا تسوق التي احتاج لتعبئتها بالمبلغ اللازم كلّ مرة، أيضاً في حالة حملت النقود اترك جزء أكبر من ٧٥٪ من المبلغ في جيب خفي حتى نهاية الرحلة، في حالة وجدت قطع جيدة ولم احتج للمبلغ المتبقي أترك السوق فوراً وقبل أي تهور! أيضاً في الميزانية اترك مبلغ جانبي إذا علمت مسبقاً عن مناسبة بعد عدة أشهر وستحتاج لتسوق من العيار الثقيل.

٢حبّ التسوق لا يورّث، ولا ينتقل بالعدوى، لا يجب أن نحب التسوق لنتقنه، لكن الحاجة للخروج وشراء الملابس وملحقاتها تتعاظم كلما تقدم بنا العمر، لأن الظهور بمنظر غير لائق لا يساعدنا في عمل، أو دراسة .. الخ . لكن يفيد اصطحاب شخص مهووس بالاسواق والكنوز المخبأة كمرشد سياحي لا أكثر، ينبغي أيضاً وضع خطوط واضحة اصطحبك معي لتدلني وترشدني وتلاحظني فقط، لا تفرض عليّ ما اشتريه، ولا تسخر منّياذا توصل الطرفان لاتفاق من هذا النوع ستصبح الحياة أجمل ! ، في حالتي لديّ أختي الكنز موضي، كنت فيما مضى اصطدم معها فيما يختص بالملابس ومواكبة الموضة أو تجاهلها تماماً، شيئاً فشيئاً اكتشفت مع الوقت بأنّ فكرة الاطلاع على آخر الخطوط التي يحددها الخبراء ليست بالضارة أبداً. حتى وإن لم ترتدي القطع نفسها، احتفظ بطابعك مع تغيير الألوان.

٣كانت خزانتي كحلية بامتياز، أعتقد أن ذلك مرتبط بمريول المدرسة في الابتدائية، خرجت منه ولم اخرج تماماً، كل شيء تقع عليه عينك يتدرج بين الكحلي والأسود والرمادي، واستمر الوضع طويلاً، حتى التحقت بالجامعة وأجبرت على شراء قمصان بيضاء، وبألوان الباستيل كي لا أخالف القوانين، الزحف الابيض انتهى بعد أربعة سنوات، وفي صيف ٢٠٠٥م كنت في رحلة صيفية لبيت خالي، هناك تغير كلّ شيء، جربت كل ألوان الحياة ولم اتوقف، ما زلت أحب اللون الكحلي طبعاً، واقتني بعض القطع من حين لآخر، لأنه لون يناسبني، قد تكون ألوانكم المفضلة تناسبكم لارتدائها وقد يحصل العكس، لكن التجربة ستوصلكم للون الذي يظهر أجمل ما في سحنتكم.

٤التسوق أيام التخفيضات هوايتي، ليس لقلة الاسعار وحسب، بل لأن غالبية المحلات تفرغ كل ما في خزائنها أمامنا، لم يعد التقنين الذي يحصل مع التشكيلات الجديدة التي تصفّ وتعرض بطريقة تجبرنا اختيارها فوراً، هنا كلّ شيء، ما عليك سوى الغطس والبحث عن مقاسك، لكنني لا أؤيد شراء السلع المخفضة لأنها مخفضة فقط ! ، قبل الخروج انظر لخزانتي، اتأمل القطع التي لم تجد لها تتمة، أو بحاجة لاكسسوار مناسب أو حذاء، في التخفيضات استطيع فعل ذلك، وهنا الاستثمار الجيد، اشتري قطعة باهضة الثمن وأكملها بأخرى من التخفيض لخلق نوع من التوازن، لا أحب شراء سلع رخيصة لأنها تبلى سريعاً، التسوق استثمار طويل المدى إذا اقتنيت القطعة المناسبة وطبعاً حافظت على مقاسي بلا اختلال !

٥مثل طريقة تأمل الخزانة قبل التخفيضات افعلها سريعاً قبل أي خروج في حال نسيت شيء. لا أكتب قائمة، أضع ألوان في ذهني، ومحلات، عندما أدخل مجمع تسوق لا استهلك الوقت بالمرور على كلّ المحلات ومسح الرفوف بصرياً، لا أجد في نفسي الطاقة الهائلة لذلك، لكنني احتفظ بعدد محدود من الوجهات وأحب المحلات المتعددة الأغراض أو ما يسمى بـ Department Stores لأنّ لها بوابات خارجية خاصة، ولأنها تُملأ بكل شيء حتى بمنتجات التجميل، هذه المحلات لا تساعد على التبذير كما يتصور البعض، هي تحميني من نفسي، ادخل سريعاً واخرج من الباب دون الحاجة للدوران داخل المجمع.

٦لا أحبّ الزيارات المتكررة لشراء غرض وحيد، أقرر مسبقاً، ابحث على الانترنت، اسأل مستشارات التسوق، ربما تولدت لدي هذه الحالة بسبب المسافة التي نقطعها لأقرب مركز تسوق – جيد، وفي نهاية الاسبوع فقط ، لذلك لا مجال للتردد ! القطعة التي تنادي على الرفّ تريد أن نحملها معنا، مثل إجابة الاختبار الأولى : لا تغيّرها !

٧القياس، مشكلة نعاني منها لأن غالبية مراكز التسوق بلا غرف قياس مرفقة بالمحلات، وإن وجدت فهي في حالة سيئة وضيقة، ومريبة ! نحتاج أحيانا لدفع عربون يفوق قيمة السلع لكي نأخذها لخارج المحل. لكن القياس أمر لا بدّ منه خصوصاً إذا كنتم تقتنون مقاسات مختلفة بحسب شكل الجسم أو الشركة المصنعة للملابس، بعض القياسات لا تتطابق أحياناً، تشترون قطعة بقياس وسط، لكنها تعادل مقاس صغير ! لكن عموما المحلات ذات الجودة العالية تتشابه في قياساتها ولن تخذلكم.

٨قبل سنتين تقريباً اكتشفت متعة التسوق على الانترنت، بعد ذلك تباعدت فترات خروجي للسوق – فيزيائياًلم اشتكي من خذلان المواقع التي طلبت منها، على العكس وجدت أنني أوفر تعب المشاوير، واشتري قطع بأسعار مناسبة ومنافسة، لكن بشكل عام لا انصح شراء الملابس من مواقع غير مشهورة أو مصرحة، وبأسعار خيالية لماركات لا تبيع ملابسها على الانترنت اساساً وتوفرها في محلات محددة تعلن عنها، لأن التلاعب هنا يكون واضح والخسائر كبيرة.

٩التسوق صباحاً، كلما أمكن ذلك، أو فترة ما بعد العصر، لأنها كما لاحظت أقل فترة ازدحام، وأكثر هدوءا وتركيزاً، لا شيء أسوأ من الاضطرار لمكافحة ازدحام المحال، وتجاوز بكاء الأطفال، واصطدام المتسوقين بالسلال المحملة بالاغراض وأيضاً محاولة التفكير واختيار ما تشتريه، مستعدة للتضحية بنوم الصباح الهادئ، أو القيلولات على أن اتسوق وقت الازدحام، بالاضافة لازدحام الشوارع في مدن مثل الرياض !

١٠لم يتبقى لي الكثير لقوله لكن هنا بعض المدونات والمواقع الجميلة التي أحبّ متابعتها والاطلاع عليها قبل الذهاب للتسوق : what i worethe clothes horse the glamourijack & jill .

تعليقان (2) على “Shopping 101”

  1. حسناً ..أشعر بسعادة بالغة جداً أن أرى تدوينة بهذا الثراء وأكون من أحد أسباب ظهورها ..شكراً لتلبيتك ياطيبة …

    بيدي ورقة وقلم الآن ..أحدد الخطوة الأولى لا للـ ” للبيج + الأبيض”
    تسوقي الجديد سيخلوا لفترة من هذه اللونين إلا إذا أضطررت لهم
    احببت جدا جدا المواقع كان ينقصني عين تعاونني على تشكيلة جديدة ورؤية …
    ومن البارحة بدأت أتصفح هذا الموقع
    http://fashionfinder.asos.com/womens-outfits/most-popular

    .. المشكلة في التردد ..حسنا سأحسم أمري وأشتري ..القطعة التي تناديني
    أممم
    نبدأ التسوق ؟
    نعم نعم ..أنا لها … وسأرسل لك صورة من الحصيلة الأولية :q

    شكراً مرة أخرى ..شكرا من القلب والله (L)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.