كيف تبدأ بالتعلّم الذاتي؟

نقصد بالتعلّم الذاتي تنمية مهاراتك وتطوير معرفتك دون الحاجة للانتظام والحضور للدراسة في مؤسسة تعليمية تقليدية. أنت من يضع أهدافك وخططك والوقت المناسب لك. وقد يكون هناك مساعدة خارجية وتوجيهات من مختصين يشرفون على تعلمك ضمن مؤسسات تعليمية غير تقليدية.

أين يمكنك التعلم ذاتيا؟

  • القراءة
  • المحاضرات المرئية والمسموعة
  • مواقع المقررات الإلكترونية
  • التعلم مع الأقران
  • التعلم مع مختصين (معلمين أو مرشدين)
  • التعلم بالتجربة

ما هي منافع التعلم الذاتي؟

  • يساعدك في تطوير مهارات حلّ المشكلات.
  • التعلم الذاتي خالي من الضغوط -إلى حد ما- ليس هناك مواعيد تسليم صارمة، أو واجبات واختبارات نهائية.
  • يكسبك مهارات متنوعة تناسب مسارك المهني.
  • ينبع التعلم الذاتي من رغبتك الداخلية في التعلم، لذلك يدعم شعورك بالإنجاز والوصول للأهداف والرضا.
  • يتيح لك طريقة اختيار التعلم المناسبة لك (كتب، فيديو، دروس مع مدربين، أو محاضرات عبر الانترنت).
  • تعلم ضبط الوقت وترتيب الأولويات.

قواعد عامة للتعلم الذاتي

  • ليكن لديك تركيز واضح على ما ترغب في تعلّمه. العالم مليء بالمعارف والمهارات ولكن المهمّ هو تحديد ما تريده وفرزه والتركيز عليه.
  • دع فضولك يقودك.
  • تعلّم باستمرار وهذه ميزة التعلم الذاتي «الحرّ». اتبع طاقتك وأوقات فراغك واملأها بما تحبّ.
  • اقرأ كثيرًا.
  • اسأل المختصين والمجربين عن مسارهم في تعلم مهارة معينة.
  • تمتع بعقلية المتعلم في كلّ الأوقات: تواضع، انتبه، وجرّب.

كيف تبني برنامج تعلمك الذاتي؟

بعد أن استعرضنا منافع التعلم الذاتي وأهم قواعده هناك بعض الخطوات التي يمكنك اعتمادنا لبناء برنامجك الخاصّ.

لماذا ترغب في البدء بالتعلم؟

هذه الخطوة الأهم في بناء برنامج التعلم الذاتي والتي يغفلها الأفراد أحيانًا. عندما يكون التعلم ذاتيا تحتاج لمحفز داخلي ذاتي، وهذا يعني تحديد هذه المحفزات: هل هو الاتقان؟ هل هو المعرفة؟ هل هو التعلم لمجرد التعلم؟ هذه المحفزات ستعينك على البقاء متحمسًا لوقت طويل. هناك بعض الأسئلة التي يجب أن تطرحها على نفسك لتحديد إجابتك:

  • هل تريد التعلم لتحقيق نقلة وظيفية جيدة؟
  • هل تريد التعلم لتصنع فرق في حياتك وحياة الآخرين؟
  • هل تريد التعلم لتشعر بالسعادة والرضا؟

لتبقى على المسار الصحيح وتتجنب الإحباط في منتصف الطريق، تخيل النتيجة النهائية للتعلم واستمتع بالرحلة.

ضع أهداف ذكية SMART

استخدام إطار الأهداف الذكية لصناعة أهداف تعلمك بشكل واضح وقابل للتنفيذ. وذلك من خلال الخطوات التالية:

  • صياغة أهداف محددة في جملة واحدة ومضبوطة
  • قابلة للقياس
  • قابلة للتحقيق
  • مرتبطة بأهدافك طويلة المدى ونمط حياتك وعملك
  • وقتها محدد

نظم وقتك وجدول جلسات التعلم

إذا كنت ترغب في إنجاح عملية التعلم الخاصة بك، يجب أن تتبع بعض طرق التعلم التقليدية وتدخلها في نظامك. ربما ليس بنفس درجة الصرامة، لكن تحديد جدول للتعلم وجلسات يومية أو أسبوعية سيكون مفيدًا.يمكنك تحديد ساعات أو أوقات معينة مع منبهات على تقويمك لتقضي وقت في القراءة والاطلاع دون مقاطعة، حتى لو كانت المدة نصف ساعة يوميًا لا أكثر.هناك أيضا أوقات للاستذكار والتدريب ومراجعة مع تعلمته في السابق ويمكنك إضافتها لجدول نهاية الأسبوع الخاص بك. النصيحة الأهم هنا: لا تجهد نفسك بإضافة الكثير من الأعباء على جدولك حتى لا تنفر من العملية كلها.

ضع قائمة بالمهارات التي يجب عليك إتقانها

عند بناء برامج التعلم الذاتي نفكر في الصورة الكاملة لحياتنا، ما الذي نريد اقتانه اليوم؟ ماذا عن العام القادم؟ هل نبحث عن مهارات شخصية أو مهنية؟ إن وضع قائمة بالمهارات التي نحتاجها يعزز من فضولنا نحو التعلم ويذكرنا بخطتنا الأساسية في كل مرة ننشغل عنها أو نقع في فوضى تحديد الأولويات. قد تكون القائمة شبيهة بالتالي ويمكنكم التفصيل فيها أكثر وأكثر:

  • التواصل الكتابي
  • التفاوض
  • عرض الأفكار والمشاريع
  • العمل مع الفريق
  • تنظيم الوقت
  • التفكير الناقد
  • بناء استطلاعات الرأي
  • الإحصاء
  • التصميم والبرمجة

افهم طريقتك الخاصة للتعلم

لكل منا أساليب وتفضيلات في الحصول على المعرفة، هل تفضل الكتب الصوتية على المقروءة؟ هل تفضل كتابة الملاحظات وتدوين الدروس أو تطبيقها بشكل فوري؟ أين تتعلم؟ ما هي مواقع التعلم والمقررات التي تفضلها؟ كل هذه الأسئلة بحاجة للحظات تفكّر طويلة وتجربة وممارسة لنصل إلى نهجنا المفضل.

ابحث عن شريك في التعلم

أحد أهم عناصر نجاح التعلم الذاتي هو الشعور بالمسؤولية أمام هذه المهمّة. كثير منا ينجح في ضبط وقته ونفسه والبعض الآخر يحتاج إلى التذكير وشحن العزيمة من الآخرين. لذلك جاءت فكرة شركاء التعلم وهم أصدقاء مقربون، أو زملاء في العمل أو أحد أفراد الأسرة، أو حتى الأشخاص الذين نتواصل معهم على الانترنت ويجمعنا معهم هدف تعلم محدد. وهذا ما يسمى بالمجتمعات التعليمية Learning Communities ومن خلالها يمكنك الحديث عما تعلمته، وطرح الأسئلة والبحث عن الدعم المستمر لتحقق النجاح في أهدافك.

طبق ما تعلمته من خلال بناء ملف إنجاز رقمي

في كل مرة نتعلم مهارة جديدة نحتاج إلى تطبيقها للتحقق من ثباتها ونجاحها. ومن إحدى طرق التطبيق إعادة إنشاء رؤيتنا الخاصة حول ما تعلمناه ونشره بشكل رقمي سواء كان على هيئة كتابات في مدونة، أو تصاميم أو برامج وتطبيقات. كل ما سبق مفيد في بناء ملف الإنجاز Portfolio الخاصّ بك وسيكون إضافة مهمة لسيرتك الذاتية وخبراتك السابقة. أنت بحاجة لإظهار قيمة المعرفة التي تملكها وتميّزك بين كل من يملك هذه المهارات.

ابدأ بناء المعرفة بشكل تدريجي

للبدء في تعلم مهارة أو موضوع ما يُنصح بالبحث التدريجي والتعرف على الصورة كاملة أولًا. قد يكون ذلك عبر سؤال المتخصصين، أو مشاهدة الفيديوهات القصيرة أو قراءة المقالات. كل هذه الطرق لرؤية صورة واضحة حول الموضوع ومعرفة ما إذا كان يصير فضولك واهتمامك قبل الدخول في البرنامج بجدية وما يصاحب ذلك من تكاليف والتزامات.

وثّق تعلمك

هذه الخطوة تختلف عن إنشاء ملف الإنجاز الخاص بك فالتوثيق هنا خاصّ لاستخدامك الشخصي، إنه أشبه بمذكراتك التعليمية ومن خلال هذه المذكرات تستطيع خلال فترة زمنية التعرف على منجزاتك أو تستعيد المفاهيم عند الحاجة إليها.

بناء برنامج للتقييم الذاتي

أي عملية تعلم تحتاج تقييم في مواضع مختلفة. هناك تقييم مستمر لمعرفة مدى تمكنك من المهارات، وتقييم ختامي وكلاهما متاح في التعلم التقليدي والذاتي. لو كنت مثلا تتعلم عبر موقع على الانترنت سيكون هناك مشاريع ختامية أو مهامّ أسبوعية، التقييم هنا أقلّ صرامة لكنه ما زال يعد تقييمًا ومن خلاله تستطيع معرفة أي الجوانب من تعلمك بحاجة لتثبيت أو إضافة.


أهم المواقع الإلكترونية للتعلم الذاتي

خاتمة

إن فكرة تعلم أشياء جديدة دائمًا مغرية!

لكن وفي غمرة حماسنا لتعلم المزيد من الأشياء والانتقال من مهارة لأخرى نغفل فكرة الاتقان وهي الأهم. قبل أن نلتهم كلّ شيء دفعة واحدة، يجب أن نقف ونفكر: ما الذي تعلمناه من خطوتنا السابقة؟ أتمنى أنكم وجدتم الإجابة من خلال هذه المقدمة الشاملة حول موضوع التعلم الذاتي. وأسعد بالتعرف على تجاربكم الخاصة في هذا الموضوع وأتطلع لمشاركتكم في التعليقات.  

.

.

الصورة من Unsplash

.

5 تعليقات على “كيف تبدأ بالتعلّم الذاتي؟”

  1. جميل جدًا أستاذة هيفاء شكرًا لك من القلب .
    أحب أن أتعلم دائمًا ،
    لكني عالقة الآن من أين ابدأ !
    اجيد الانجليزية بمستوى جيد جدا،
    أطمح للامتياز لكني لا أثق تماما انني يمكن أن أنافس
    شخص حظي بفرصة اكتساب اللغة في موطنها الأصلي!
    أيضًا أرجو أن اتعلم البرمجة والفواوشوب باتقان
    لكن هل فعلًا يمكنني إتقانها فقط بالتعلم الذاتي؟!
    سوف تكون تدوينتك مرجع ودافع
    سأعود بإذن الله 🌸🌸🌸

    1. أهلا سوما
      كثير من معارفي المتخصصين في التصميم وبناء الهويات اليوم لم يدرسوا المجال أكاديميا بل اتقنوه من خلال التعلم الذاتي.
      ربما تحتاجين نقطة انطلاق ودافع وسيكون كل ذلك أكثر سهولة عليك بإذن الله.
      لا تحبطي نفسك بكثرة التساؤلات 😌

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.