أسبوع بلا قهوة – اليوم الثالث.

٩:٣٠ ص

مخفوق الكيوي والليمون والنعناع. لا أبدأ الفطور عادة بشيء غير القهوة أو عصير البرتقال. لكن هذا المذاق الجديد منعش.

١٠:١٥ ص

«الكتابة: درب نحو الآخرين، حتى وإن كان الكاتب يقيم في الوحدة؛ الكتابة: رغبة في الحياة، مفتاح الحرية، لكن وللآسف ثمة رأي معاكس، ضِمنِيّ، إنها أيضا – أي الكتابة – الكآبة التي تخنقنا حين تبهت الكتابة».

«الكتابة، يعني أن نخلق صوتا، أسلوبا يعطي شكلا للعالم. ليس على الأسلوب أن يكون أنيقا أو مثقفا. عليه أن يكون أسلوبا شخصيا. أن نرى العالم من خلال أسلوبنا الخاص، فهذا معناه أن نبدع خطا موازيا للكاتب. الأسلوب والكاتب هما الإبداع عينه. أن نبدع أسلوبا، معناه أن نبدع كاتبا. حتى وإن كان ذلك لا يكفي. لأن الكاتب هو في النهاية أكثر من الأسلوب».

كارلوس ليسكانو (كاتب من الاوروغواي)

١٠:٤٠ ص

إن أكبر مشاكلي تولد من القفز بين المهامّ وعدم الاستمتاع باللحظة. لذلك قمت بتجربة جديدة بدأت بالامس، القراءة في المساء، الانترنت صباحاً، وبعد الظهيرة للبرامج التلفزيونية والأفلام.

١٢:٠٠ م

أؤمن بأنّ مشاهدة بعض البرامج – أو الأفلام أو المسلسلات – علاج سريع، علاج لفكرة تقلقك، علاج لحيرة، علاج للضيق الذي لا تضع يدك عليه. وأحد هذه المشاهدات الملهمة أدين لها للمسلسل Enlightened.

١:٣٧ م

حبوب الافطار بالزبيب، التي أحبّ تناولها كوجبة غداء لم تعد صالحة للأكل، ما أثار حنقي من شهيتي الغرائبية أنّ تاريخ انتهاء ما تبقى منها في العلبة كان ١٩ يناير، قبل يومين فقط، وأنا بوساوسي العظيمة لا أجرؤ على شرب كوب اللبن بعد يومٍ من انتهاءه فكيف بيومين؟

٣:٠٦ م

طلاء أظافر أخضر. يفعل العجائب بالمزاج.

٣:١٨ م

تطفلت على خزائن أخواتي التي تركنها وراءهن، وجربت كريم لليدين بجوز الهند، أعتقد أن الكريم فاسد، والآن أفسدت مزاجي!

٥:٠٩ م

الآن الاختبار الاصعب منذ بدء التجربة، صديقتي تتصل، بالخارج تنتظر فتح الباب، وبدء أمسيتنا المعهودة بفناجين القهوة والكثير من الثرثرة. ولكن .. هذه المرة أعددت قهوتنا التي تحبّ، وتركت لها فنجاناً وحيداً، بينما صنعت لنفسي كوب حليب بالزنجبيل والقرفة، وتلذذت به – يا للعجبحتى آخر قطرةالصداع خفيف اليوم، وعلى غير العادة لم اشعر بالنعاس في هذا الوقت.

٩:٣٨ م

شاهدنا فيلم Silver Linings Playbook، فيلم جميل، ويطرح مشكلة مهمة، التمثيل جيد، لكنني شعرت في لحظة أنّه تمّ تمديده أكثر مما يحتمل، أو أنني مللت بسرعة، ما تأكدت منه للأسف بعد المشاهدة أن الصخب وكثرة الحديث عنه قتلت جزء من المتعة.

١٠:١٢ م

برامس، السيمفونية الثالثة تحديداً، ضع الموسيقى، واتركها تفعل العجائب، في هذه اللحظة لا احتاج الكافيين.

أسبوع بلا قهوة – اليوم الثاني.

٨:٥٣ ص

١٠:٢٢ ص

استبدلت القهوة اليوم بالحليب مع العسل، وورقة شاي الافطار الانجليزي.

اعددت فطور لشخصين، مضى وقت طويل على ذلك، وبينما أنا وأختي الصغرى نتسابق على آخر زيتونة في الطبق، انتقدت هوسي بفيلم “Lion King” وحفظي للسيناريو بالكامل مع الاغاني، قلت لها بأننا كنا نملك شريط فيديو أو اثنين آنذاك ما الذي توقعتيه؟ سأحفظه بالتأكيد، ولم اتبرم ولم تسمع والدتي الشكوى. كان هناك لحظة صمت، ثمّ شكرت الله بأنها مدللة وأنها تملك الكثير من الأفلام والبرامج للفرجة.

١١:٣٩ ص

موعد الاتصال الاسبوعي بمحل البقالة وطلب الماء، الكثير من الماء. كدت أخبر البقّال بأنني لم اشرب القهوة هذا الصباح، وأن الصداع الخفيف بدأ بالتسلل، للأسف.

١٢:٤٢ م

في المجلة الأمريكية “Good House Keeping” زاوية شهرية تجيب فيها متخصصة في المشاكل المنزلية اليومية، مشاكل التنظيف والترتيب، وغسيل الملابس وغيرها. تجيب على اسئلة القراء منذ عقود والآن وبالصدفة وجدت لها بودكاست مدة الحلقات فيه لا تزيد عن دقيقتين. في البودكاست تجيب على سؤال القراء كلّ مرةيمكن الوصول إليه في iTunes والبحث بالعنوان “Help me, Heloise!”. أو من خلال الوصول لموقع المجلة وروابطها بعنوان كلّ سؤال (هنا).

١:٣٢ م

يبدأ الحزن مع الانتهاء من تأليف الرواية.” اقتباس من مقال لامبرتو إيكو حول الكتابة، وكيف نكتب؟ والتي بالاضافة للكثير من الحكايات يمجّد فيها استخدام الكمبيوتر للكتابة بقوله: جمال الكومبيوتر في كونه يشجع العفوية، تندفع، مسرعاً، مهما خطر في بالك. في غضون ذلك تدرك انه بمقدورك لاحقاً التصحيح والتغيير.” وعن غزارة الانتاج يقول : لا أستطيع فهم اولئك الذين يكتبون رواية كل سنة. قد يكونوا مدهشين، وأنا أعجب بهم حقاً، لكني لا أحسدهم. جمال كتابة رواية ليس جمال مباراة حية، انه جمال الايصال المؤخر والمؤجل.” ويختم المقال بهذا السطر انه لشخص غير سعيد ويائس ذاك الكاتب الذي لا يستطيع مخاطبة قارئ المستقبل.”

اقرؤوه في ملحق نوافذ بجريدة المستقبل (هنا)

٢:١٧ م

ساعي البريد يرنّ الجرس. ويخبرني بأنّ طرداً من البريد الممتاز بانتظاري، وبالتأكيد أعرف من المرسل، مجلة الدوحة التي قرأتها الكترونياً قبل عدة أيام. الهدية الحقيقية في الموضوع أنّ النسخة الالكترونية لا تحمل معها الكتاب الهدية والكتاب الهدية هذه المرة رواية خيالية – من الخيالرواية لطائف السمر في سكان الزهرة والقمرللأديب السوري ميخائيل الصقال، تقديم الروائي السوري نبيل سليمان، وهي رواية رائدة صدرت طبعتها الأولى في القاهرة عام 1907.

٣:٢٧ م

تناولت منذ قليل ألذ برغر ستيك في حياتيلا ربما لم يكن كذلك، لكنّه لذيذ، واعددته لنفسي من شرائح لحم بقري طازجة، تمهلت في تقطيع الخضار، ودهن الخبز، الأشياء تمرّ ببطء لأن رأسي خالٍ من القهوة.

٤:٤٧ م

Henry Lartigue

السعادة التي تأتي من النساء كانت سنداً لي، وإشعاعات إبتساماتهن تضاهي جمال ضوء شمس الجنوب الفرنسي وهدوئه.”

جاكهنري لارتيغ (مصوّر فرنسي)

٥:٠٠ م

قيلولة سيئة دامت لثلاث ساعات.

١٠:٢٦م

بعد أن كانت الشوكولا الساخنة ترف أزوره من وقتٍ لآخر، أصبحت بمثابة مرساة يومي، الآن أريد شيئاً ساخناً يمثّل دور القهوة، ولا ينجح!

أسبوع بلا قهوة – اليوم الأول.

١٠:٠٠ ص

كبديل للقهوة اخترت اليوم الحليب الدافئ مع ملعقة عسل، ملعقة زنجبيل صغيرة، ملعقة قرفة.

الطعم لذيذ جداً والدفء انساني فقد الكوب الأسود اليومي.

١٢:٢٤ م

أشعر بالنعاس، مع أنّ الوقت غير مناسب، وقد نلت كفايتي من النوم بالامس.

أفكر في الركض قليلاً، لأن قراءة كتاب ستكون لها نتائج كارثية، وسأعود للنوم من جديد، ولكنني في عطلة لماذا أقسو على نفسي كثيراً؟

٢:١١ م

تجاوزت النعاس والصداع بمشاهدة برنامج كوميدي أحبه كثيراً اسمه “The Daily Show” أيضاً بحثت عن ملفات موسيقية لتحديث القائمة التي استمع إليها. سأتجاهل الآن القلق والكسل والفوضى، وأقرر أن مشكلتي الوحيدة في هذه الظهيرة: أي التفاح آكل الآن أخضر أو أحمر؟

٦:٣٤ م

غداء متأخر، كوب من شوربة الفطر بالكريما.

بعد انتهائي من الشوربة شعرت بأن طبقات الملابس التي اتحرك بداخلها بحاجة للتخفيف. معرفتي بالجوّ الحقيقي ورغبتي في اختصار وقت خلعها وارتدائها من جديد خرجت للجلوس على عتبة المنزل لموازنة كلّ شيء.

٨:١١ م

ساعة واحدة كافية لمشاهدة الأخبار.

٩:٣٨ م

تستخدم أختي الصغرى الانجليزية أكثر من استخدامها للعربية، هذا لا يزعجني كثيراً، لأنها بالمقابل تعرف لغتها وتعرف كيف تستخدمها عندما يتطلب الأمر ذلك. ما يزعجني في الحقيقة استخدامها للكنة فتيات كاليفورنيا التي أكرهها بشدة، وأحجم عن تعنيفها كلّ مرة وأتعلم الصبر.

٩:٥١ م

(هنا) وجهتي الجديدة لاختيارات الأفلام المميزة والموسيقى.

١٠:٢٣ م

الحياة أيضاً لا تتوافق، على الدوام مع المسار الروتيني للأيام. فكثيراً ما تختار إخضاعنا إلى نقلات وتكرار يجعلانها، في الجوهر، متقلبة وغير متوقعة.”

اقتباس من رواية الفارو موتيس عبده بشور: الحالم بالسفن“.