مساحتي المقدّسة

.

.

صباح الخميس وخلال رحلتنا اليومية للعمل وضعت موضي أختيجدول سريع لنهاية الأسبوع مكوّن من مشاهدات لمسلسلات أسبوعية والكثير من الراحة. كانت تعليماتها واضحة ومحددة بالوقت. بعد صمت قصير ضحكت مطولًا على الوضع الذي وصلنا إليه، أصبحت نهاية الأسبوع مساحة مقدسة كل قطعة منها تحتاج لتخطيط واهتمام ولا يمكن بأي حال من الأحوال التفريط فيها. كيف أصبحت نهاية الأسبوع مساحة خالية من العمل والارتبطات المرهقة؟

لم تكن المهمّة سهلة بالتأكيد ولكن بشكل عام اتبعنا مجموعة من النصائح الجميلة التي توصلنا إليها بالتجربة والخطأ.

أولا: لا تفكروا في نهاية الأسبوع بهلع.

كنا فيما مضى نذكر أنفسنا بعدد الساعات الباقية من العطلة، متى سينتهي يوم السبت، متى نضبط المنبّه من جديد لصباح الأحد وغيرها من مشاعر التوتر التي لو استبعدناها سنصبح بحالٍ أفضل بالتأكيد. والمشكلة هنا ليست في أننا نكره عملنا أو العودة إليه ومسؤولياته، بل إننا كنا فقط نريد إطالة وقت الراحة والاستجمام.

ثانيًا: اصنعوا تقليدًا محببًا.

شيء يتكرر كل أسبوع، يوم الخميس بعد العمل مشاهدات متنوعة، ووجبة معدّة خارج المنزل – غالبًا سوشي أو أي وجبة يصعب علينا إعدادها-. النشاط المشترك بيني وبين أختي صنع تقليد عائلي جديد مرتبط بنهاية يوم العمل واستقبال العطلة، وغالبًا لا يتعارض مع بقية نشاطاتنا. يوم الجمعة لبقية العائلة، للقاء الصديقات مساءً، أو لممارسة الأنشطة الفردية كالقراءة والكتابة أو مشاهدة الوثائقيات في حالتي.

ثالثًا: أنجزوا الأعمال الروتينية خلال الأسبوع

تسوق للمنزل، تنظيف الغرفة، فرز الملابس وغسيلها، مواعيد المستشفى، تجهيز الوجبات .. إلخ. كل هذه الأعمال الروتينية تحتاج جهد ووقت خلال يومي العطلة، أصبحنا ننجزها بعد ساعات العمل خلال الأسبوع، لا نعود للمنزل حتى لا نصاب بالكسل ونخرج من أعمالنا إلى مهامنا الروتينية وننجزها.

رابعًا: حافظوا على موعد نوم ثابت خلال الأسبوع

ولا تأخروا المنبه صباحًا! مع مرور الوقت أصبح موعد نومي حتى في نهاية الأسبوع ثابت، والاستيقاظ بين ٨٩ صباحا منعش ويعطي امتداد عجائبي ليومكم.

خامسًا: جهزوا كلّ شيء لصباح الأحد

الملابس، أول مهام صباحية في العمل، الإفطار – على الأقل فكروا فيه – وانتهوا من حمام الصباح من الليلة السابقة لتوفير الوقت. نعرف أن يوم الأحد سيأتي ولكنّ طبيعة الإنسان دائما يتفاجأ من الأشياء التي لا يمضي وقتًا في الإعداد لها.

سادسًا: التنويع في الترفيه لا يضر

لا أكفّ عن اكتشاف طرق جديدة للترفيه في مدينتي، حتى لو كان ذلك يعني مقابلة أشخاص مختلفين كلّ أسبوع وزيارة أماكن جديدة.

سابعًا: الراحة أولًا

لا يمكننا التنبؤ بأيام الأسبوع المقبل، قد تكون دوامة من الأعمال المفاجئة أو المهام الجديدة التي تحتاج لصبر وتمرين وأسوأ ما قد يحدث هو استقبال العمل براحة ناقصة ونوم مضطرب، الفكرة هي: تجنب الاسراف في السّهر وصناعة الفوضى في نهاية أسبوعكم.

.

.

.

قصيدة شوق للوسادة

sleeping

.

.

قراءتك لهذه التدوينة تعني اهتمامك بمشكلة فوضى النوم ورغبتك الحقيقية في التغلّب عليها.

مضى على انتهاء شهر رمضان وأيام العيد حوالي ١٤ يوم. عدنا للعمل وممارسة حياتنا الطبيعية لكن للأسف لم تعد جداول نومنا لانضباطها. أسميه كما يسميه الكثيرون غيري جتلاغ رمضان، لكننا هذه المرة لم نسافر لمسافات وساعات طويلة بل أسرفنا في السهر!

في البداية ظننت بأنني انتصرت، لكن ما إن مضت عدة أيام على عودتي للعمل حتى انزلقت من جديد في دوامة أرق، وقيلولات السابعة مساء المأساوية، وسهر مبالغ فيه حتى ما بعد الفجر. اختلت انتاجيتي، وتدمرت مزاجاتي.

لكن الحمد لله، الآن ومنذ بداية الأسبوع – تقريبًاتخلصت من كل ذلك، وسأشارككم هنا نصائحي المجرّبة لاستعادة حياتكم ونومكم.

١لا لتأجيل الاستيقاظ، المنبّه يرن في السابعة والنصف؟ استيقظوا من المرة الأولى. سيبدو ذلك مؤلمًا ومستحيلا في بعض الأيام لكن صدقوني ما إن تتجاوزوا حدود السرير حتى يصبح كل شيء أسهل“.

٢تناولوا الفطور قبل خروجكم من المنزل. نعرف بقية القصّة إذا لم تفعلوا ذلك: تصلون للمكتب وتتناولون أول شيء أمامكم أو تغرقون في أباريق القهوة حتى ساعة الغداء. والنشاط الذي ستجدونه من الكافيين مؤقت وقابل للزوال سريعًا.

٣التعرض للضوء والأجواء والأصوات خلال ساعة من الاستيقاظ سينسيكم أمر العودة للسرير.

٤تأخير كوب القهوة الأول حتى العاشرة صباحًا أفادني كثيرًا. جرّبوها.

٥ابدأ بالمهام الأصعب أولًا، لأنني أخشى النعاس يداهمني في منتصف اليوم ويصبح الوضع خلال العمل يشبه الحلم ولا أذكر منه شيء في الغدّ.

٦جرعة الكافيين تعمل في منتصف اليوم تقريبًا. والعمل مستمر. أحاول في هذه الفترة التحرك في المكتب والوقوف عند مكاتب الزميلات والحديث معهم قليلًا – لا أتجاوز دقيقة أو دقيقتين كي لا أدمر انتاجيتهم –

٧إذا كنت محظوظة فسلسلة المهامّ تستمر كي لا أركن للهدوء وأغفو، إذا لم تجد ما تفعله بادر بمساعدة الآخرين، وتناول غداء خفيف (شابورة مثلًا، أو تونة وخضروات) الغداء الثقيل سيحملك إلى نفق أرنب أليس.

٨تقول نصيحة قرأتها: توقف عن شرب الكافيين من ٥١٠ ساعات قبل موعد نومك. الساعة ٣ عصرًا وبقي ساعتين على انتهاء ساعات العمل. أشرب كوب قهوة سوداء أو كوب شاي.

٩إليكم سرّ خطير: لا تذهبوا إلى المنزل مباشرة! كل يوم أجد لي مشروع مختلف، أتسوق، أذهب للمكتبة، أزور صديقة أو أقاربي وهكذا يصبح وقت مشاهدتي للسرير متأخرًا.

١٠كتبت عن خطة ١٠٣٢١٠ في مدونتي (هنا) وقلت بأنني سأقوم بتجربتها خلال شهر إبريل، لم أنجح! لكن فكرتها العظيمة أعادتني إليها لاستخدامها في تعديل ساعات النوم وفوضاها.

١١قرأت في عدة مقالات آراء للمختصين الذين ينصحونك بعدم مقاومة الأرق، أو الاستيقاظ المفاجئ في منتصف الليل والاكتفاء بساعات قليلة من النوم. لكن وجدت أنني كلما أخرت وقت النوم حتى أصل نقطة وسط بين وقت النوم الطبيعي (أفضّل النوم في ١١ مساء) لذلك خلال الأيام الماضية تدرجت من الرابعة صباحًا حتى الواحدة، وقريبًا سأقترب من وقتي المثالي.

١٢نسيت نقطة مهمّة: مارسوا الرياضة أو شاهدوا مسلسل أو فيلم خلال الساعات بين ٧١٠ مساء وقاوموا بضراوة الغفوة القصيرة المخادعة.

١٣إذا لم تفدكم هذه الأفكار جرّبوا البحث عن حلول التخلص من أعراض الرحلات الطويلة، قد تكون جيدة. وتذكروا دائمًا أن التوتر والتركيز على المشكلة يجعل التخلص منها أصعب.

١٤كتبت هنا تدوينة عن النوم: معركة الانسانية الجديدة” 

ارتدي ساعة فتبت التي تراقب أدائي الحركي ونومي، سعيدة بالتحسن الواضح وازدياد ساعات نومي وأتمنى أن امتلك السيطرة التامة خاصة وأن عطلتي السنوية تقترب وأريد أن أحظى بكل النشاط والطاقة في استقبالها

.

.

لديكم نصائح أخرى؟

شاركوني في التعليقات : )

.

.

.

.

١٦ رمضان: القراءة مهنة المؤرق

٣:٣٠ م

تأخذ عيناي استدارة كاملة وصحيّة عندما يتجاوز نومي السبع ساعات.

فتحت عيني وتحركت ببطء، تملكني ذلك الخوف الغريب بأنّ الوقت قد تأخر على شيء ما، فتحت البريد الالكتروني بحثًا عن خبر أو مهمّة عاجلة فاتتني، وتنفست الصعداء. الهلع دائما في رأسي للأسف. وأتمنى التخلص من هذا قريبًا.

.

٤:٤٥م

مشروع المصحف الإلكتروني من جامعة الملك سعود، مشروع جبّار ومذهل. تفاسير مختلفة وامكانيات الاستخدام على أكثر من جهاز ونظام تشغيل. اسميته رفيق التساؤلات والتأمل في الآيات.

.

٥:٥٠م

أسعد باستقبال التعليقات على المدونة، لكن في الوقت نفسه أخجل من انشغالي عن الردّ لفترات طويلة، اقرأ كل تعليق يصل بما أنّه يحتاج إلى موافقة. وينصح البعض بإيقاف التعليقات إذا لم تكن متفرغا للرد عليها. لكنني أتركها لأنني أعود متى ما سمح الوقت وأجيب عليها. وأشكركم لأنكم لا تتوقفون عن ترك الرسائل المبهجة.

.

٧:٣٠م

لفتت انتباهي هذه الانفوجرافيكس اللطيفة من موقع ڤانيلا والتي تحمل وصفات طهي بسيطة وصحية! الوصفات تصلك على البريد الألكتروني إذا كنت مشتركًا في نشرة الموقع. وتجدونها معروضة بشكل كامل على هذه الصفحة.

.

١٠م

العمل بصحبة الأصدقاء ممتع ومنتج وعلى الرغم من أنّنا لا ننجز الكثير أحيانًا إلا أن الأحاديث التي تدور خلال ساعات العمل كفيلة بشحن طاقتك واستعادة ثقتك بما تقوم به.

.

١٢:٣٠ ص

هدايا التّمر في رمضان هي الأحبّ إلى القلب.

.

١:٤٥ص

مع بداية الشهر الكريم قررت منح أختي الصغرى ١٤ سنةفرصة الاستفادة من جهازها التقني والتعرف على قصص الأنبياء وقصص تاريخية أخرى فيها عبر مختلفة. الفكرة هي أنني أعطيها ما يشبه المهمة في بداية اليوم، ابحثي عن كذا وكذا، شاهدي وثائقي أو اقرئي مقالات أو مواضيع، وهناك طبعًا المكتبة المنزلية إذا أرادت البحث. وفي نهاية اليوم نجلس سوية وأطرح عليها الأسئلة مثل: ماذا تعلمت؟ كيف رأت هذه الشخصية؟ هل هناك نماذج عصرية لمواقف أو مشاعر مرت بها في القصة؟ وهكذا سلسلة من التأملات والأحاديث. أيضا لاحظت عندما أنسى طلب موضوع البحث أو أنسى المناقشة في نهاية اليوم تذكرني وهذا دليل اهتمامها.

.

٣:٤٥ص

.

.

.

مدينة ملاهي ايطالية مصنوعة يدويًا. واستغرق بناؤها ٤٠ عامًا.

.

٦:٥٥ص

اليوم تجاوزت موعد نومي بساعات. اخترت القراءة للقبض على النوم ولم استطع التركيز في الكتابة لأكثر من دقيقتين، استحضر الآن قول البرتو مانغيل ليست الكتابة بل هي القراءة التي تبقيني صاحيًا. القراءة مهنة المؤرق بلا منازع.”

.

.

.

١٥ رمضان: استعادة التحكّم

.

.

١:١٥م

استيقظت مساء وفي رأسي فكرة واحدة: استعادة التحكم. التحكم في أيامي، في جهدي، في الترفية والوقت مع العائلة. منذ بداية الشهر وأنا مثل كرة ثلج تتدحرج من مكان مرتفع. فوضى عارمة، بعكس كل رمضان يمرّ بي. عملت من وقت استيقاظي وتوقفت عند الرابعة مساء تقريبًا وهي استراحتي لفترة ما بعد الإفطار.

.

٤:٣٠م

عرّفتني موضي أختي على هذه القناة اللذيذة على يوتوب، طاهٍ يوناني وصفاته بسيطة ومميزة.

.

٦:٤٥ م

قررت الاكتفاء بالتمر والقهوة والماء. والبدء بمهام العمل فورًا. في رأسي فكرة: أريد أن أتوقف عند الثانية عشرة صباحًا لأجلس مع عائلتي للسحور وحتى الفجر.

.

٧:٣٠ م

هل سُمّيتم على أحد؟

شخصية مشهورة؟ فرد من العائلة؟ هل اجتهد آباكم في إيجاد اسمكم المتفرّد؟ أم كان تقليديًا؟

.

٩:٣٠ م

سترات المغنيسيوم + بيوتين

كلّ يوم. هذه هي المكملات التي لا أنسى أخذها ولاحظت فروقات كثيرة في صحتي، تركيزي، وتحسّن مزاجي ونومي بعد تناولها. لا تنسوا قراءة التحذيرات الصحية فما يناسبني قد لا يناسبكم بالضرورة.

(انقروا الاسماء لتأخذكم لموقع الشراء والتفاصيل)

.

١١:٣٠م

.

Screen Shot 2016-06-21 at 4.30.22 PM

.

كل يوم بعد الانتهاء من العمل أبحث عن شيء مبهج. استكشف الفنون، كتب جديدة، فيلم. سريعًا قبل اقفال جهاز الكمبيوتر ومغادرة مكتبي. تعرفون كيف يغير الزنجبيل نكهة الفمّ قبل الانتقال لقطعة سوشي جديدة؟ أو رائحة حبوب البن قبل اختيار عطر آخر؟ هذه هي فكرتي مع البحث الختامي ليوم العملتشاهدون الصورة أعلاه؟ هذه ليست خضروات أو أطعمة حقيقية. إنها منحوتة من الخشب والفنان المدهش هو سييجي كاواساكي. والمزيد منها في موقعه.

.

١٢:٤٥ص

والدتي تراقب حماسنا وحديثنا المستمر عن حلقة مسلسل Game of Thrones التاسعة، وفكرت بما أنها ستعرض من جديد في الثالثة صباحًا قدمنا لها دعوة مفتوحة لمشاهدتها والتعرف على لمحة من المسلسل الذي أشغل العالم بكل ألوانه وولغاته. التقطنا لها صورة في لحظة مفصلية وسنحتفظ بها لسنوات.

.

٢:٣٠ ص

أتخيل الأولويات في حياتي مثل العلب المتداخلة.

هناك المقاس الأكبر(الخارجي):أولويات يومية عاجلة مثل مهامّ العمل، إنجاز المشاريع المشتركة مع أصدقاء، التواصل مع العائلة الممتدة، مساعدة الآخرين قدر المستطاع.

المقاس المتوسط: أولويات العائلة بأكملها. مشاريع نعمل عليها سوية. البحث عن استقرار في مدينة جبال الاسمنت والعثور على أرض أو مسكن.

وكلما صغر المقاس ووصلنا للعلبة الصغيرة التي لا يأتي بعدها شيء، القريبة من المركز، من الروح. تأتي أولوياتي الشخصية التي أحرسها بأملي وتعبي.

هل فكرتم في ترتيب أولوياتكم الحالي؟ هل تعمل بالتوازي مع أولويات أخرى؟ إلى أي مدى هي حقيقية؟ هذه هي الأسئلة التي تزورني من وقت لآخر.

.

٣:٣٠ ص

مقالة تعدكم بالسعادة في العمل إذا اتبعتم نصائحها.

.

.

.

١٢ رمضان: سيدة الخياطة

٢:٣٠ م

الجمعة يوم للراحة.

للتفكير.

والمتعة.

عندما قررت الانفصال التامّ بعيدًا عن هموم العمل أو الارتباطات الاجتماعية، أصبح لهذا اليوم هالته المقدّسة كما يجب.

.

٤:٤٥ م

الجلوس لقراءة المجلات دفعة واحدة هواية قديمة توقفت عنها بسبب العمل لساعات طويلة، أو الخروج والزيارات العائلية. يتبقى وقت قليل من كل أسبوع مسخر للراحة والنوم ومشاهدة المسلسلات والبرامج. احتجت للعودة لهواياتي القديمة وبدأت بقراءة مجلات الشهر الحالي، وسأعود تدريجيًا للأرشيف الذي لم يتسن لي زيارته.

.

٦:٠٠ م

اكتشفت برنامج طهي مقدمته مرحة ولطيفة على تلفزيون تونس ١ .

اسم البرنامج سفرة دائمة، وتعلمت منّه وصفة اسمها زيتون مكفّن باللحم وسأجربها قريبًا : )

.

٩:٣٠ م

.

Billboard 1

.

شاهدت اليوم الوثائقي Cuba: The Forgotten Revolution عبر نتفليكس عن الثورة المنسية في كوبا. يقوم الوثائقي بتفكيك قصة الثورة الشهيرة التي عرفناها ويلقي الضوء على الذين سقطوا والمناضلين الذين لا يذكر اسمهم أحد.

.

١٢:٤٥ ص

.

Image-1

كانت أمّنا تجلس بعدّة خياطتها أمام الشباك، وتضع أثناء عملها كشتبانًا. كانت له قبّة بلون أحمر باهت وتزيّنها ثقوب صغيرة. وإذا ما وضعته في الضوء كان يتوهّج عند طرف تجويفه الداكن الذي تعرف سبابتنا طريقها فيه جيّدا. كنّا نحبّ الاستحواذ على هذا التاج الصغير الذي يمكنه أن يتوجنا في الخفاء. عندما كنت أضعه على إصبعي كنت أدرك معنى اللقب الذي كانت الخادمات تنادي به أمّي، كنّ ينادينها: سيدتي (Gnadige Frau بالألمانية) لكنهن كن ينطقنها مشوّهة فتخرج Nahfrau أي سيدة الخياطة. لا يمكن العثور على أيّ لقب آخر يمكنه أن يجسد لي أكثر من هذا اللقب السلطة المطلقة التي كانت تتمتع بها أمي. مثل كل مقرّات الحكم، كان مقرها عند منضدة الخياطة يتمتع بنفوذه الخاصّ. أحيانا كنت أشعر بهذا النفوذ. كنت أقف في محيطه دون حراك ومحبوس الأنفاس.“

طفولة برلينية في مطلع القرن العشرين | ڤالتر بنيامين

.

.

.