القصة الحقيقية لحياة الطابق السفلي.

.

servants

انتهيت خلال الايام الماضية من المشي بصحبة سلسلة وثائقي ممتع وغنيّ Servants: The True Story of Life Below Stairs، مدة كل حلقة من الوثائقي حوالي الساعة، قسمت مشاهدة كل منها إلى جزئين لضيق وقتي. وكانت محصلتي كالتالي.

السعرات المفقودة:

٨٥٤ سعرة حرارية

المعلومات المكتسبة:

في مطلع القرن العشرين كان تعداد سكان بريطانيا ٣٦ مليون نسمة، مليون ونصف منهم يعملون في الخدمة المنزلية، وهذا الرقم أكبر بكثير من عدد عمال المصانع والفلاحين. إذا كنتم قد شاهدتم المسلسلات Downton Abbey و Upstairs Downstairs هذه الثلاثية الوثائقية ستحكي لكم القصة الحقيقية لكواليس مساكن ارستقراطيي انجلترا. ستحكي القصة الحقيقية لجيش من الخدم المنزليين الذين حافظوا على الحياة المرفهة لسكان تلك القصور وصورتهم اللامعة. يقتبس الوثائقي من يومياتهم وصورهم ومراسلاتهم مع أحبتهم لينقل لنا القصص الحزينة والمدهشة والمتحولة مع مرور الزمن.

ينقل لنا ساعات عملهم طويلة ومساكنهم التي أرهقتها الرطوبة وحُجبت عنها الشمس. وبينما يعيش الانجليز اليوم حالة نوستالجيا لتلك الازمان، يتذكر أحفاد الطبقة العاملة حياة أجدادهم والشروط والظروف المرهقة التي عاشوها.

لا ترفع صوتك فيسمعك الاسياد، واذا التقيت بهم في الممرات أدر وجهك ناحية الحائط كي لا تلتقي نظراتكم، أنت في المنزل ظل لهم لا أكثر، لا تبدأ الحديث معهم، ولا تعط رأيك ولا حتى تتمنى لهم ليلة سعيدة، لا تتكلم مع خادم آخر أمام السيدو ولا تناد عليه من غرفة أخرى، والقائمة تطول بالأوامر والنواهي العجيبة.

لكن الظروف الصعبة لم تدم طويلاً. نظم العمال أنفسهم وأسسوا الاتحادات والجمعيات وبدأت تجمعاتهم للمطالبة بحقوقهم وتنظيم ساعات عملهم. وجاءت الحرب وتوجه العمل للمصانع وخطوط الانتاج بعيداً عن المنازل وخدمتها، لم تعد الخدمة المنزلية الخيار الأول للفتيات والشباب، أكملوا تعليمهم وحلموا ببدء حياة مختلفة عن آبائهم.

تقدم الوثائقي الأكاديمية المتخصصة في علم الاجتماع د. باميلا كوكس وهي حفيدة لجدات عملن في الخدمة المنزلية لكنهن لم يتركن وراءهن أي مذكرات أو أثر من تلك الحقبة. فتشجعت لبدء العمل والبحث في هذا الموضوع.

تبدأ د. باميلا السلسلة من قصر ايدرغ بشمال ويلز، وتستعرض الحياة هناك خلال القرن التاسع عشر الميلادي. عمل في القصر ٤٥ خادما وخادمة، لـ ١٧ ساعة يوميا، ينقلون ثلاثة أطنان من الفحم أسبوعياً، لاشغال ٥١ مدفأه وخمسة أفران. وغسلت في تلك الفترة ٦٠٠ قطعة ملابس أسبوعياً، وتم تلميع ٦٠ زوجاً من الأحذية يومياً.

الوثائقي مليء بإحصائيات مشابهة ومعلومات ووثائق وصور. متعة بصرية ونظرة جديدة على عالم الخدمة المنزلية السري والتحولات التي مرّ بها

يمكنكم مشاهدة الاجزاء الثلاثة على يوتوب من خلال الروابط التالية:

الجزء الأول: أن تعرف مكانك.

الجزء الثاني: حرب الطبقات.

الجزء الثالث: الذهاب بلا رجعة.

.

.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.