Once a teacher, always a teacher

هناك أشياء كثيرة في حياتك تعلم يقيناً بأنك لن تغادرها، ولن تغادرك. التعليم أحد هذه الأشياء في حياتي، أعمل به لفترات متقطعة وأتركه ثم أعود من جديد بشوق وحماس. أفكر مؤخراً: قد أكون تركت العمل المؤسسي في التعليم، لكنني لم اترك مهنة المعلمة في حياتي اليومية.

بعد أسبوع من اليوم أعود للتدريس، هذه المرة لن أكون أستاذة جامعية، سأدرّس في مدرسة ثانوية/متوسطة مواد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات– ICT” بمعنى آخر المقررات المرتبطة بالحاسب الآلي، تخصصي الأول. الجديد في تجربتي أن العمل سيكون في مدرسة دولية، والتدريس سيكون باللغة الانجليزية. أنا سعيدة جداً بهذه الخاصية، لأنني كنت أعاني مع المراجع العربية الشحيحة وأحتاج لترجمتها وتنسيقها لتقديمها للطالبات، الآن سأنقل المعلومة بشكل أسرع. من جهة أخرى، لست سعيدة بفقر المكتبة العربية في المراجع الاكاديمية المناسبة للدراسة، وأرجو من الله أن يهبني يوما ما وقت لترجمة وتحرير بعض من المراجع الجيدة التي استفدت منها.

كيف كانت أيامي الماضية؟

– استعدادات للتعرف على أجواء المدرسة، وترتيب معمل الحاسب، التعرف على طبيعة وطرق التحضير المعتمدة والجديدة كلياً علي. في التدريس الجامعي الموضوع أسهل قليلاً بالنسبة لي لأن القسم به أكثر من معيدة ومحاضرة يقدمن نفس المواد ونشترك سوية في تحضيرها. هذه المرة أدرس ثلاثة مراحل من الصف 8-10 وقد تتغير لاحقاً، لكن لكل مرحلة أهداف ومقرر ومهارات يحتاجون اتقانها.

– أحضّر لعطلتي بهدوء، كنت مهووسة بالتخطيط لها لفترة طويلة وما إن شُغلت بالعمل حتى نسيتها تماماً.

– بدأت بمشاهدة وثائقي ضخم عن مدينة نيويورك، مدته حوالي ١٨ ساعة ويقع في ٨ أجزاء. وجدت أغلبها في يوتوب لكن للأسف بعض منها مفقود وقد أبحث عن طريقة لمشاهدته. الوثائقي مثالي للمشي، لكن كل جزء منه مغري للجلوس وتسجيل الملاحظات، وتمنيت لو أجده مطبوعاً.

– انتهيت من قراءة رواية حكايات من ضيعة الأرامل ووقائع من أرض الرجاللجيمس كانيون، رواية زاهية وغرائبية تدور أحداثها في كولومبيا، أعادت لي شهيتي القرائية بقوّة وذكرتني بروايات ماركيز والواقعية السحرية التي أحببتها. سرد طويل وغني بالتفاصيل.

قرأت مقالة ملهمة للكاتب جيمي تود روبين الذي كتب يومياً بلا انقطاع لـ 373 يوماً، يسرد في المقالة تفاصيل تجربته وكيف استطاع المحافظة على هذه الدافعية والحماس، بكلمات أخرى: كيف صنع له روتين كتابي. وكان من بين ما ذكره هو تخطيطه المسبق ليومه وإذا كان يعلم بانشغاله خلال يوم ما، فإنه يجلس للكتابة في الصباح الباكر ولو لعدة دقائق، وهذا يساعد على تدفق حبره كل يوم. ملاحظة أخرى ذكرها أيضاً، إذا انحرف يومه عن مساره وتغيرت خططه، يحدث نفسه: عشر دقائق فقط! ويجلس للكتابة خلالها، فهو يكتب عادة 250 كلمة خلال هذه المدة، وعندما يكتب ينجز صفحة واحدة، صفحة واحدة لا يمكن تجاهلها فهي إضافة لما كتبه في اليوم السابق. النقطة الثالثة والأخيرة والتي تهمني بشكل أكبر، عندما يتعرض لحبسة الكاتب. صحيح تستطيع المحافظة على روتين كتابة يومي لكن ماذا يحدث اذا لم تجد ما تكتبه لمواصلة العمل على موضوعك؟ يشبه جيمي الموضوع بإخفاء الأوراق النقدية في جيوب محفظتك أو في مكان آخر لتفاجأ عندما تجدها وتستفيد منها عند الحاجة. عندما يصاب بالحبسة في موضوع معين، يعود لمواضيع أخرى وقصص خبئها لحين يجد الوقت لكتابتها، ويبحث فيها ويكتب. في نهاية اليوم سيكون منتجاً ويستعيد حماسته للكتابة من جديد.

– اقتنيت مذكرة التدريس الرائعة من متجر ايرين كوندرن، يتيح الموقع لكم تخصيص الغلاف وبعض المحتويات واضافتها حسب احتياجكم. والتفاصيل هنا.

.

.

.

أسرار سلفردجز.

selfridges

السعرات المفقودة:

٢٩٥ سعرة حرارية

المعلومات المكتسبة:

شاهدت مواسم مسلسل Mr. Selfridge وابهرتني قصة الأمريكي الحالم الذي وصل لانجلترا وغير ثقافة التسوق والحياة الاجتماعية فيها. كانت التفاصيل المدهشة تجعلني اتساءل: هل فعلا حصل كل هذا؟ أم أنها طريقة لإضافة الدراما على المسلسل وجذب المتابعين. حتى جاء الوقت المناسب ووجدت الوثائقي الذي يحكي قصة هاري غوردن سلفردج، ويقتبس من وثائق وصور وتسجيلات فيديو قديمة. كيف بدأ وتمرس في مهنته ثم انتقل لبريطانيا في الوقت المناسب والمكان المناسب. كيف حوّل شارع هادئ ومنسي إلى أهم شارع تسوق في لندن اليوم. تفاصيل وحقائق ممتعة في وثائقي مدته حوالي ساعة، لم أشعر خلالها بالملل. تفاصيل عن ميزانية التسويق الهائلة بمقاييس ذلك العصر (٢ مليون) وعن اهتمامه بتجربة التسوق وايصالها لكل شخص مهما كان جنسه أو طبقته الاجتماعية أو خلفيته الثقافية. سلفردجز اذاب الكثير من الحواجز في انجلترا العهد الادواردي، وهوجم من قبل الكثيرين ثمّ أصبح وجهتهم. عند افتتاحها زار المحلات أكثر من مليون شخص، أي بتعداد سكان لندن آنذاك: واحد من كلّ أربعة بريطانيين. الوثائقي يتطرق أيضاً لحياة الموظفين في المحلات وكيف اختلفت عن رفاقهم في المدينة، أجور أفضل وسكن أفضل بالتأكيد، وخبرات ومزايا. هاري سلفردج رجل اقتنص كل الفرص الممكنة، ودرس السوق والاشخاص قبل كل شيء. لكن كيف كانت النهاية؟ شاهدوا الوثائقي : )

.

.

.

 

القصة الحقيقية لحياة الطابق السفلي.

.

servants

انتهيت خلال الايام الماضية من المشي بصحبة سلسلة وثائقي ممتع وغنيّ Servants: The True Story of Life Below Stairs، مدة كل حلقة من الوثائقي حوالي الساعة، قسمت مشاهدة كل منها إلى جزئين لضيق وقتي. وكانت محصلتي كالتالي.

السعرات المفقودة:

٨٥٤ سعرة حرارية

المعلومات المكتسبة:

في مطلع القرن العشرين كان تعداد سكان بريطانيا ٣٦ مليون نسمة، مليون ونصف منهم يعملون في الخدمة المنزلية، وهذا الرقم أكبر بكثير من عدد عمال المصانع والفلاحين. إذا كنتم قد شاهدتم المسلسلات Downton Abbey و Upstairs Downstairs هذه الثلاثية الوثائقية ستحكي لكم القصة الحقيقية لكواليس مساكن ارستقراطيي انجلترا. ستحكي القصة الحقيقية لجيش من الخدم المنزليين الذين حافظوا على الحياة المرفهة لسكان تلك القصور وصورتهم اللامعة. يقتبس الوثائقي من يومياتهم وصورهم ومراسلاتهم مع أحبتهم لينقل لنا القصص الحزينة والمدهشة والمتحولة مع مرور الزمن.

ينقل لنا ساعات عملهم طويلة ومساكنهم التي أرهقتها الرطوبة وحُجبت عنها الشمس. وبينما يعيش الانجليز اليوم حالة نوستالجيا لتلك الازمان، يتذكر أحفاد الطبقة العاملة حياة أجدادهم والشروط والظروف المرهقة التي عاشوها.

لا ترفع صوتك فيسمعك الاسياد، واذا التقيت بهم في الممرات أدر وجهك ناحية الحائط كي لا تلتقي نظراتكم، أنت في المنزل ظل لهم لا أكثر، لا تبدأ الحديث معهم، ولا تعط رأيك ولا حتى تتمنى لهم ليلة سعيدة، لا تتكلم مع خادم آخر أمام السيدو ولا تناد عليه من غرفة أخرى، والقائمة تطول بالأوامر والنواهي العجيبة.

لكن الظروف الصعبة لم تدم طويلاً. نظم العمال أنفسهم وأسسوا الاتحادات والجمعيات وبدأت تجمعاتهم للمطالبة بحقوقهم وتنظيم ساعات عملهم. وجاءت الحرب وتوجه العمل للمصانع وخطوط الانتاج بعيداً عن المنازل وخدمتها، لم تعد الخدمة المنزلية الخيار الأول للفتيات والشباب، أكملوا تعليمهم وحلموا ببدء حياة مختلفة عن آبائهم.

تقدم الوثائقي الأكاديمية المتخصصة في علم الاجتماع د. باميلا كوكس وهي حفيدة لجدات عملن في الخدمة المنزلية لكنهن لم يتركن وراءهن أي مذكرات أو أثر من تلك الحقبة. فتشجعت لبدء العمل والبحث في هذا الموضوع.

تبدأ د. باميلا السلسلة من قصر ايدرغ بشمال ويلز، وتستعرض الحياة هناك خلال القرن التاسع عشر الميلادي. عمل في القصر ٤٥ خادما وخادمة، لـ ١٧ ساعة يوميا، ينقلون ثلاثة أطنان من الفحم أسبوعياً، لاشغال ٥١ مدفأه وخمسة أفران. وغسلت في تلك الفترة ٦٠٠ قطعة ملابس أسبوعياً، وتم تلميع ٦٠ زوجاً من الأحذية يومياً.

الوثائقي مليء بإحصائيات مشابهة ومعلومات ووثائق وصور. متعة بصرية ونظرة جديدة على عالم الخدمة المنزلية السري والتحولات التي مرّ بها

يمكنكم مشاهدة الاجزاء الثلاثة على يوتوب من خلال الروابط التالية:

الجزء الأول: أن تعرف مكانك.

الجزء الثاني: حرب الطبقات.

الجزء الثالث: الذهاب بلا رجعة.

.

.

 

العالم السري للويس كارول.

lc-alice

السعرات المفقودة:

٢٩١ سعرة حرارية

المعلومات المكتسبة:

وثائقي غنيّ يتناول سيرة كاتب أليس في بلاد العجائب: لويس كارول. يبحث عن أصول القصة وشخصياتها الحقيقية والأماكن التي ارتبطت بها. الوثائقي لا يبحث في قصة الكتاب وحسب بل يتطرق لعلاقة كارول بأليس ليدل وعائلتها – أليس التي أهداها النسخة التي كتبها بخط يده من كتابه وقبل نشره بشكل رسمي. الكثير من الأسرار والتلميحات والدراسات التي لا تصل لاستنتاج حاسم عن ما إذا كان كارول صاحب شخصية مضطربة بعلاقات مشبوهة مع الأطفال حوله. سيعترض محبوه وسيبحث معارضوه عن أي دليل يثبت هذه التهمة أو يحوم حولها. في النهاية هذا وثائقي ممتع يحتفل بالذكرى الـ ١٥٠ للرواية، وحرضني على اعادة قراءتها هذا العام، ربما في الرابع من يوليو للاحتفاء بأليس.

.

.

الحياة بعد الانتحار.

lifeaftersui

.

السعرات المفقودة:

٢٧٤

المعلومات المكتسبة:

وثائقي اليوم به مسحة حزن وتساؤليتناول موضوع الانتحار بشكل عام وفي بريطانيا بشكل خاصّ. يتحدث إلى أسر فقدت احبابها للانتحار، وما زالت أعينهم تبحث عن إجابة عن قاتل باغتهمكل سنة ينتحر حوالي ٦٠٠٠ شخص في بريطانيا، وثلاثة أرباع هـذا الرقم من الرجالتقدم الوثائقي آنجيلا ساماتا، التي فقدت زوجها منتحراً قبل احدى عشر عاماً. لانجاز هذا الوثائقي سافرت حول انجلترا والتقت بأشخاص يشاركونها الفجيعة. حاولت معرفة الاسباب والدوافع وتعرفت خلال رحلتها على الجهود المبذولة للحد من هـذه المشكلة. شيئا فشيئا وخلال الوثائقي تتعرف آنجيلا على الاجابات التي جهلتها قبل ١١ عام، وتقترب من الشعور بالسكينة.

.

.

.