مراجعة كتاب: Manage your day-to-day

9781477800676_p0_v1_s260x420

“اصنع روتينك، جد نقاط تركيزك، واشحذ تفكيرك الإبداعي”

الكتاب نُشر من قبل موقع 99U وحررته وأعدته Jocelyn Glei . الكتاب مهدى للمبدعين ويحتوي على أدوات وأفكار مجربة ومفيدة لدعم الإنتاجية والعمل. قرأته في الفترة بين نوفمبر 2013 ومارس 2014. أعرف ذلك الآن من علامات التوقف في قارئي الإلكتروني. أما النسخة الورقية من الكتاب فحجمها مناسب للحمل والقراءة وإبقاءها قريبة منكم كمرجع مفيد. الخبر السيء هو أن الكتاب لم يترجم للعربية بعد. وربما هذا هو السبب في تأخر كتابة مراجعتي له. كنت أرتب لترجمة النقاط الرئيسية في فصوله ثم نشرها ليستفيد منها من سيقرأ الكتاب أو سيقرأ عنه.

يقع الكتاب في أربعة فصول وفصل خامس ختامي. في كل منها مفاتيح مهمة للمبدعين تساعدهم على الاحتفاظ بطاقتهم وإنتاجهم وسط عالم مشتت الانتباه. كلّ فصل من فصول الكتاب يعرض المفاتيح بشكل ممتع ومبسط مع التمثيل لها بقصص وإرشادات مجربة من المختصين. الهدف من ذلك؟ استعراض الصعوبات التي قد يواجهها المبدع/صاحب الفكرة/مدير المشاريع وحتى الموظف العادي والطالب في إدارة حياته اليومية وتقديم أفضل ما لديه.

الفصل الأول: صناعة روتين جيد

مشكلة الروتين تكمن في عدم انتباهنا لما نقوم به. عندما ننغمس كليا في الروتين يتوقف إحساسنا بالتفاصيل ونتحول إلى ما يشبه الآلة. هذا الاقتباس لفت انتباهي في الكتاب.

“لبناء روتين أفضل، أخرج من روتينك الحالي. ارتفع قليلاً وأدرس تفاصيلك اليومية بمعزل عنها. ستستعيد طاقتك الإبداعية عندما تعرف ما يهمّ حقاً”

أول نصيحة أعجبتني بخصوص تغيير روتين العمل اليومي هي: البدء بالعمل الإبداعي أولا وترك العمل القائم على ردود الفعل –reactive- أو الأوامر لاحقاً. ويوضح الكتاب أكثر لهذا النوع من العمل بأنه: ذلك العمل الذي يرتبط بالاتصالات والمراسلات والمواعيد وغيرها. المبدع يحتاج لتخصيص جزء كبير من يومه بلا اتصالات ليركز على العملية الإبداعية.

“اللبنات الأساسية لروتين يومي ناجح”

  1. العمل بحسب معدلات الطاقة الشخصية. ننتقل خلال يومنا بين النشاط والخمول، بين الانتباه العالي والتركيز وتشتت الانتباه. إذا لاحظنا أنفسنا بشكل دقيق سنختار أوقات اليوم الأكثر نشاطا وانتباها للقيام بالأعمال الصعبة. لا نرتبط بأي اتصالات أو مواعيد إذا استطعنا ولا نضيع الوقت في مهام بسيطة يمكن إنجازها لاحقا حتى وإن كانت طاقتنا منخفضة.
  2. المحافظة على محفزات إبداع وأدوات ثابتة. أي المحافظة على الأجواء اليومية للعمل وربطها بالإنتاجية والإبداع. فكلما استحضرناها أصبح العمل أسهل. يسميها الكتاب “المنطقة الإبداعية –Creative Zone”. ستيفن كينغ الكاتب والروائي الأمريكي يشرح طريقة عملة ومنطقته الإبداعية:

    “هناك أمور معينة أقوم بها إذا جلست للكتابة. اشرب كوباً من الماء أو الشاي. في وقت محدد. اجلس للكتابة بين الثامنة و الثامنة والنصف صباحاً. أتناول حبة الفيتامين وأستمع للموسيقى. أجلس على نفس الكرسي. وأرتب أوراقي بالطريقة ذاتها كلّ يوم. ما يدفعني للقيام بذلك هو أنني بطريقة ما أقول لعقلي: ستبدأ بالحلم قريباً.”

  3. تقليص قائمة المهام اليومية. لا تستخدم ورقة أكبر من ورقة ملاحظات صغيرة. ورقة Post It مثلا، والتي لا تزيد مساحتها عن 3×3 إنش. وهي مناسبة جدا لعدد مهامّ مناسب لليوم الواحد، عدد معقول وقابل للتطبيق. كلما زادت القائمة طولاً كلما زاد التشتت وكلما ارتفع معدل الإحباط لديكم.
  4. تسجيل كل الارتباطات اليومية. حتى ولو كانت لديكم ذاكرة حديدية –للأسف لا امتلكها- سجلوا كل ارتباط أو موعد خارج مساحة العمل اليومي. أي مكالمات أو رسائل ترغبون بالرد عليها أو مقابلات وغيرها. أي شيء معرّض للنسيان قوموا بتدوينه. طريقة التسجيل هذه مريحة وتشعر الفرد بالأمان ليركز على عمليات ذهنية أخرى.
  5. تحديد ملامح واضحة لبداية اليوم ونهايته. لتفادي الإجهاد والعمل فوق طاقتي استفدت من هذه التلميحة خصوصا في الفترة التي كنت أعمل فيها من المنزل. لأنني لا ارتبط بموعد حضور وانصراف كان وقت العمل مفرقاً وفوضوياً حتى قررت تقسيم النهار والليل بحسب كل مهمة أو نشاط. حددت بوضوح انتهاء يوم العمل – الثامنة مساء- مثلا. وتوقفت عن إنجاز أي شيء حتى الثامنة من صباح اليوم التالي.

يذكر الفصل أيضاً تلميحات أخرى تهتمّ بفائدة العزلة والتأمل كل يوم. أيضاً يتحدث الفصل عن قاعدة “90 دقيقة” المقترحة للإنجاز المشاريع، والفكرة هي: اختيار كل مهمة من مهام اليوم والعمل عليها لتسعين دقيقة ثم التوقف للراحة والعودة من جديد وهكذا. ويختتم الفصل بالإشارة إلى ضرورة تفادي الاعتماد على المزاج وانتظاره. اجلس للعمل وابدأ وإن لم تكن ملهما.

الفصل الثاني: إيجاد التركيز في عالم مشتت.

في هذا الفصل يتمّ تشجيع القارئ على استخدام فترات للتركيز خلال اليوم. تبدأ بوقت قصير ثم تزداد تدريجيا. القاعدة المقترحة تقول: ابدأ بساعة، ثم إضافة 15 دقيقة لكل فترة تركيز كل أسبوعين. وهكذا يصبح التركيز أطول مع مرور الوقت. في الفصل نفسه دراسة أجرتها لورا بومان مع فريق من جامعة وسط كونيتيكت. وجدت الدراسة أن الطلاب الذين يستخدمون برامج الدردشة النصية خلال قراءة كتاب دراسي احتاجوا إلى وقت إضافي للانتهاء من قراءة قطعة. نسبة الوقت الإضافي الذي احتاجوه أكثر من 25% بدون احتساب وقت الدردشة وذلك بالمقارنة مع طلبة اكتفوا فقط بالقراءة. وهذا مثال جيد على الانقطاعات وتشتت التركيز. نقول لأنفسنا بأننا سنجيب على رسالة بريد الكتروني فقط، أو سنجري مكالمة سريعة. ولكننا في الحقيقة ننتقل من مهمة إلى أخرى ونذهب إلى جحر أرنب أليس ليأخذنا إلى متاهة تبعثر الأولويات.

للفصل الثاني نصائح ومفاتيح ذهبية منها:

  1. دافع عن وقتك الإبداعي. احجز موعد مع نفسك وقاوم الانقطاع واحترم هذا الوقت كما تحترم مواعيدك مع الآخرين.
  2. اهتم بالأعمال التي تتطلب أعلى نسبة تركيز في بداية يومك. ابدأ بها وذهنك صاف وطازج. لأن طاقة مقاومة الانقطاعات تخبو خلال الساعات اللاحقة من اليوم.
  3. اقتل المنغصات الخارجية. اقفل الهاتف، البريد الإلكتروني وأي تطبيقات أخرى غير مرتبطة بمهامك الحالية.
  4. احتفل بالإنجازات اليومية واجعلها ظاهرة. سجلها في مفكرة أو علقها أمامك.
  5. أعط عقلك إجازة، تحول بين العمل الإبداعي والمرح كل فترة لتشجيع المزيد من الإنتاج.
  6. توقف عن الاتصال. وركز في اللحظة الحالية.

الفصل الثالث: روّض أدواتك.

أكثر الأدوات التي نستخدمها في العملية الإبداعية اليوم مرتبطة بالتقنية. هذا الفصل في الكتاب يشرح كيفية ترويضها والاستفادة منها. هناك أيضا مجموعة من الشهادات الممتعة وبالتأكيد مفاتيح لترويض الأدوات ومنها:

  1. اكتبوا الأهداف بعيدة المدى وعلقوها في مكان ظاهر أمامكم. الفكرة مفيدة عندما تستعرضون الأولويات لترتيبها ولوضع الخطط قصيرة المدى.
  2. كونوا واعين لنوعية الاتصالات التي تجرونها من خلال شبكات التواصل والبريد الإلكتروني وغيرها من نوافذ التقنية. في بعض الأحيان القليل من التواصل كافٍ لتحقيق هدف أو الإجابة على تساؤل وهكذا تحفظون لأنفسكم المزيد من الوقت.
  3. فرقوا بين التصرفات الواعية وتلك التي تقومون بها بشكل عشوائي أو بدافع الملل. هناك بعض المهام الغير ضرورية أو ما يسمى في الكتاب “العادات العمياء” تلتهم الوقت والتركيز ولا تعود عليكم بفائدة.
  4. اصنعوا طقساً للانفصال عن العالم التقني بشكل منتظم. اقفلوا كل الأجهزة وابتعدوا عن كلّ أشكال التواصل للبدء من جديد بانتعاش.
  5. تنبهوا لأجسادكم. تنفسوا بعمق لتخفيف الضغوط واتخاذ قرارات أفضل.
  6. لا تثقوا بالتقنية وحدها. ثقوا بخيالكم وحدسكم كذلك.

الفصل الرابع: صقل عقلكم المبدع

هذا هو فصلي المفضل في الكتاب. يناقش التغلب على الصعوبات الإبداعية. كيف تتجاوزون حالة الجمود وكيف تطوعون الإبداع لصالحكم. هذا الفصل عرفني على كتاب آخر بدأت بقراءته هذا الأسبوع “The Artist’s Way” لجوليا كاميرون. الكتاب عبارة عن منهج علاجي يطبق على مدى عدة أسابيع. شيء يشبه مقرر دراسي تستعيد به طاقتك الإبداعية وشهيتك. عندما انتهي منه سأكتب مراجعة خاصة ومستفيضة بإذن الله.

هناك نصائح أخرى في الفصل من بينها وضع قائمة بالمشاريع والهوايات التي لا نملك لها وقت. سواء كنا نحتاج وقت للبدء أو الانتهاء منها هذه القائمة مفيدة للاستفادة من أوقات الفراغ الأسبوعية. أيضاً هناك فكرة أخرى بدأت بتطبيقها منذ فترة ليست قصيرة وهي حمل مذكرة صغيرة في كل مكان اذهب إليه، وأسجل فيها الأفكار والأسئلة وأي شيء أرغب بالقيام به أو تجربته في يوم ما. “دفتر كل شيء” أعود إليه اذا كنت أبحث عن إلهام أو تغيير جديد.

في هذا الفصل الملهم نقاشات عن احتمالات وأسباب الوقوع في مأزق نضوب الإبداع أو تعطله. حبسة الكاتب مثلاً وغيرها من الحالات التي يتأثر بها المبدع. وكل سبب من هذه الأسباب تُذكر أمثلة عليه من تجارب حية وكيف تمت مواجهتها والتغلب عليها.

في الفصل الأخير من الكتاب عدة مفاتيح مهمة ومنها:

  1. مارسوا الإبداع العفوي. استكشفوا مهارات جديدة وهوايات لم يسبق لكم تجربتها.
  2. اصنعوا الوقت لأجسادكم وأذهانكم. الانفصال من المشكلة – تعثر الإبداع – يساعد في حلها.
  3. ابحثوا عن نبع جديد. إذا توقف الإبداع لديكم لا تلقوا باللائمة على موهبتكم. أحياناً الأفكار المكررة هي السبب.
  4. أحبوا عوائقكم فقد تكون أحيانا لصالحكم.

هذه كانت نظرة شاملة على الكتاب، اعترف لكم هناك المزيد من القصص والتلميحات التي لم يسمح لي الوقت بترجمتها لإضافتها للتدوينة. لكن اعتقد أن ما أضفته هنا ملهم كفاية ومحفز لكم لقراءة الكتاب أو زيارة الموقع الناشر ومشاهدة المزيد من المقالات ومقاطع الفيديو المميزة.

 

7 تعليقات على “مراجعة كتاب: Manage your day-to-day”

  1. الكتاب جداً محفز لبدء العمل الإبداعي من جديد! أحب هذا النوع من الكتب .. نوعاً ما ذكرني بكتاب (charging the human battery) الفرق ان الكتاب الذي بين يديك يقدم توجيهات ومفاتيح لشحذ التفكير الإبداعي، والكتاب الذي بين يدي يقدم تلميحات وتحفيزات فقط..
    شكراً من الأعماق هيفاء، استمتعت كثيراً وانا اقرأ المقال وسأعيد قراءته حتى حصولي على الكتاب ..❤

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.