٢٠١٧: سنة خضراء

Painting by Amanda Blake

.

.

مضى وقت طويل وأنا أحاول الكتابة هنا واختيار قالب جديد فريد من نوعه لتسامحوني على الغياب.

فشلت.

هذا القالب اللطيف هو آخر فكرة وصلت إليها.

٢٠١٧م، تكمل مدونتي عامها العاشر!

غمرتني سعادة مباغتة وتوقفت للتفكير في كل ما كتبته هنا، كل اللحظات التي قررت فيها التوقف. المواضيع التي تطرقت لها والبلدان التي سافرت إليها بالقراءة والكتابة. التدوين هو أجمل تجربة إلكترونية عايشتها منذ دخولي لعالم الانترنت في بداية الألفية. لم استبدل بهجة الإنجاز هنا بأي شيء آخر – حتى الكتابة في الصحف والمجلات الورقية والتي كانت حلمي الأوحد. تدخل مدونتي عامها العاشر، وأكمل عامي الثاني في مدينة الرياض. وعامي الأول في وظيفتي الحالية ككاتبة محتوى إبداعي. إنها سنة الاحتفالات والقرارات الحاسمة والعودة لهواياتي الأولى، الهوايات الخام.

سأغادر منصة تويتر الاجتماعية دون عودة، هذا قرار العام الجديد، وسأكتفي فقط بنشر روابط تدويناتي من المدونة كي لا ينقطع فتات الخبز بيني وبينكم. الفكرة جاءت من أوقاتي الضائعة بشكل مهول! والمواضيع التي ترهق عقلي وتركيزي بمجرد المرور عليها في صفحتي. قالوا لي غيري من قائمة المتابعة، جربت ونوّعت دون أي تأثير. بالإضافة إلى أنّ تواجدي في تويتر قلّص قدرتي على صناعة تدوينات طويلة، عميقة، ومركزّة. تولد الفكرة وأذهب لنشرها في ١٤٠ حرف وبضعة روابط وصور. أريد بشدة العمل على إثراء المحتوى العربي خلال السنة القادمة وما بعدها، والشيء الوحيد الذي سيعينني على ذلك: التوقف عن نشر الفكرة فور ولادتها والعمل عليها بشكل أفضل.

دونت ١٧ هدف للعام الجديد، وأطلعت أختي عليه وكان من بين الأهداف: القراءة كما لو كانت ٢٠٠٦! ضحكت من الهدف وتناقشنا فيه، استبدلت في ذلك العام ساعات وساعات من التلفزيون والمسلسلات والأفلام بالقراءة ولا شيء غيرها. التهمت كتب لمؤلفين على التوالي دون أشعر بالضجر أو التشتت. التفسير الوحيد لهذه الحالة؟ كانت خدمة الاتصال بالانترنت أقل جودة من الآن، ولم يكن هناك منصات اجتماعية كتويتر وغيره.

لماذا لا أمنح نفسي فرصة عيش تلك الحياة من جديد؟ خاصة وأنني ما زلت امتلك علاقة طيبة مع منصة اجتماعية أخرى أرى فيها الحياة والجمال والالهام دون المرور بما يثقل روحي من كلمات وأخبار، والحديث هنا عن انستقرام طبعًا.

هل تشعرون بالتشتت وأنتم تقرؤون مدونتي؟ دائما أفكر في هذا الموضوع وأنا استطرد وانتقل من مقطع لآخر. سأحاول تنظيم نفسي أكثر : )

٢٠١٦: تدويناتي المفضلة

كيف سامحت نفسي؟

تأبين حذاء

وداع مؤقت للعمل المستقل

رحلة لاتينية مع سامي الطخيس

كيف أنقذت عائلتي الكوكب؟

قصيدة شوق للوسادة

لماذا نشتري أشياء لا نحتاجها؟

٣٣: السنة العائمة

كيف تكتب محتوى شيق لموضوع ممل؟

.

.

.

14 تعليقا على “٢٠١٧: سنة خضراء”

  1. سنة خير ومحبة وسلام هيفاء الجميلة .. تعرفت عليكِ أول مرة في العام 2009 أو 2010 لا أذكر بالتحديد لكني لا أنسى كيف كنتي ومازلتي شخص مدهش بالنسبة لي.. والدتك تشبه كثيرًا في حزمها والدتي هذا أول شيء شدني إليكِ مرة كتبت بأن أمي تحب أغنيات وردة وعلقتي أنتِ أنك أحببتي أغنيات وردة بصوت أمك .. كنت لا أفوت لكِ أي شيء في المنتديات التي جمعتنا معًا صدفة .. دائمًا ماكنت أشعر بأن هناك شيء بيني وبينك عظيم جدًا .. ومع الأيام أدركت بأنه الشغف .. القراءة .. الموسيقى .. القمصان باليقات الملونة … والتدوين .
    لا تتركي التدوين أبدًا .. مهما حصل لأن هناك أصدقاء توقفوا لسببٍ ما عنه لكنهم لم يشعروا بالسوء لأنك مازلتي مستمرة ..
    هذه مناسبة عظيمة لأقول لكي بأنني أحبكِ كثيرًا وآتمنى لكِ الأفضل دائمًا والإنجازات التي لا حد لها .. نهيل 🌹

  2. كلام جميل وحقيقة في السنوات السابقة كنت اقرأ ولا أشعر بالملل أبداً ، فقط كانت القراءة مصدر تسليتنا الوحيد
    الآن لم أعد أهتم بالقراءة والكتابة كما كنت في السابق 😔

  3. عام بلا تويتر، كم هي فكرة ممتازة، القالب الجديد تجديدي، وهذا يكفي، في شهر ديسمبر2016م قاطعت شخصياً تويتر، حذفت التطبيق من هاتفي، والنتيجة؟ قرأت 50 كتاباً في شهر، كانت تجربة مذهلة، فأنجزت تحدي قودريدز المئوي! فرحت بذلك فرحاً شديداً، وأخبرت كل شخص ممكن، اكتفيت في تويتر بالنشر الآلي لتدويناتي الأسبوعي في مشروع 52 تدوينة في وكذلك نشر تقارير متابعة القراءة عبر قودريدز2016 وتقييم الكتب، وبالنسبة لي لا أشعر بالتشتت مع تدويناتك، هي قفزات بين الحقول، وأسجل مرة ثانية أنني قرأت التدوينات كلها، حتى وصلت الصفحة 27، أرجو ألا تعتبريني شخصاً مريباً، لكنني معجب بالرحلة الجميلة هذه، ذلك لأني أعيشها أيضا، بيني وبينك سنة، بدأتُ 2008م، والظريف أنني جئت في 1983 أيضا، قبل أن أغادرعندي سؤال سجلته بعد قراءة إحدى تدويناتك القديمة وبودي جداً أن أسألك إياه مباشرة ولا أرغب في كتابته هنا، ربما أبعثه بتويتر، لنر، أوه قاطعتي تويتر. على أي حال سنة خضراء أختنا الكريمة، ويحيى التدوين، للأبد!

  4. تصدقي هيفا لدي نفس الشعور تجاه هذة السنة .. (سنة خضراء) أشعر بالازدهار ينمو فيها بشده
    واكتب تدوينة لي 3 ايام رغم بساطتها الا اني اشعر بالسلام التام ولا أستعجل نفسي وانوي التمتع بكل دقيقة في هذة السنة المنوّرة
    ^_^
    كل عام وايامك سعيدة وحالمة

  5. وسنه خضراء لك! جميله هي البدايات الجديده ، وقائمه الامنيات والاهداف ، وسعادتي غامره بعزمك على مضاعفه الكتابه والتدوين ، لفت نظري عودتك للانستقرام فهي تشبهني حيث اني عدت اليه ومتابعته ، وةاما تويتر فهو = توتر لم احبه يوما حيث انني شخص بصري ! لولا توسلات صديقتي احيانا بقولها رتوتي يابنت! عند انقطاعاتي
    حماسك للقراءه حمسني واصابني بحمى القراءه لهذا العام بالاضافه لحماسي لمشروعي الذي سيخرج للنور قريباً ، شكرا لك ولحروفك ، وسنه سندسيه الاخضرار اتمناه لك ولاحبتك ،

  6. كل عام و أنت خضراء ،،
    قرار جميل ،، المحتوى العربي بحاجة ل التخصص ..
    سعيدين بهذه الاحتفالية ..
    أتذكر تعرفي على الفراشة في ٢٠٠٧ أو ٢٠٠٨ و كان عالماً صاخبا و حقيقيا و مدهشاً..
    و ما زلت أذكر بعض الصور التي أدهشتني عن الجدة و الصيف و الليمونادة ..” أظن”

    دمتِ نضرة !

  7. سنة سعيدة عليك يا هيفا..
    قرار موفق الإبتعاد عن تويتر ” بالرغم من إننا رح نفقدك ”
    فعليًا تويتر يستنزف الكثير من الوقت

    في شغف لقراءة المزيد هنا

  8. يا أهلاً بعودتك، ومبارك للمدونة أعوامها العشرة الجميلة..
    تعرفين؟ أفهم جدًا موقفك من تويتر، صار مؤخرًا -بالنسبة لي على الأقل- مساحة مشحونة باستمرار، حتى مع تغيير قوائم المتابعة كما ذكرتِ، ورغم ابتعادي عنه كثيرًا إلا أنه مساحة جيدة لمعرفة ما يدور في الساحة خاصة مع كوني مقيمة في الخارج..
    وتعرفين أيضآ؟ تدويناتك الملهمة تحثني على العودة للتدوين..
    شكرًا على عشرة أعوام من الإلهام يا هيفا =)

  9. يبهجني كثيرا المرور بمدونتك، أشعر أني أمام شخصية متوازنة، أنثى تعرف كيف تعيش، كيف تكتب، كيف تفكر، كيف توزع اهتمامها على اهتماماتها…
    لا تشتتني كتاباتك، بالعكس، أراها تحقق نوعا من التنوع نفتقده في المقالة التقليدية بحكم طبيعتها، ثم إن طبيعة ما تتناولين هو ما يفرض عليك ذلك بدليل أن لك هنا مقالات قائمة على وحدة الموضوع.
    جميل منك أن تتخذي ما اتخذتِ من قرار بشأن تويتر، ولا أظنك قاطعتِه بقدر ما أعدتِه إلى حجمه الطبيعي، فهكذا ينبغي أن يكون، والاستعمال غير المثالي له لن يخرجه عن وظيفته ويخلق له آفاقا أخرى..
    عام جديد سعيد أتمناه لك ولكل من مر من هنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.