وداعًا عدوي اللدود

في الجلسة السابقة مع مرشدتي طلبت منّي أن أكسر ميزاني!

نعم قالتها بهدوء وحزم: أريد منك أن تكسري ميزانك وأن تتوقفي عن وزن نفسك للأبد. الأمر أشبه بفجيعة. شخصيًا ومنذ عمر مبكر جدًا وما إن تنبهت بأنني مختلفة، وأنّ الميزان وحده سيحدد عودتي لقائمة البشر الاعتياديين. الرقم على الميزان يُكتب في يومياتي قبل التاريخ أحيانًا. الرقم على الميزان يحدد ما إذا كنت سأحظى بيوم سعيد، أو غائم. الرقم على الميزان يحدد احتفالي بنهاية العام، أو يوم ميلادي كل سنة. الرقم على الميزان يشبه صاعق صغير حول عنقي، كلما تأرجح صاعدًا تمكن منّي الإحباط. والآن تأتي مرشدتي وتقترح كسره. تذكرت احتفالي باقتناء ميزان رقمي دقيق بعد ميزان ايكيا الرخيص الذي احتفظت به لسنوات، تذكرت كل أجهزة الميزان الرائعة/الرادعة في فنادق إجازاتي. والآن تقول لي توقفي عن هذا. كيف سأعرف ما حققته من نجاح؟ أو عندما أترك لنفسي حرية الكسل والاحتفال بالأكل لأيام متتالية. تناقشنا قليلًا ويبدو أنها نجحت في إقناعي.

الميزان ضروري مثلا لتحديد ما إذا كان الملاكم في فئة معينة، هل أنت ذبابة؟ ديك؟ ريشة؟ خفيف؟ ثقيل؟

الميزان ضروري لتحديد ما إذا كان الرضّع والأطفال يكبرون بوزن صحي مناسب لأعمارهم.

الميزان ضروري لضبط وصفات الطهي وكميات المقادير.

الميزان ضروري لشراء الخضروات والأجبان واللحوم، كيف سنقيّم سعرها إذا؟

لكنّ وزن نفسي يوميًا لم يأتِ بخير دائمًا، حتى عندما اشتريت مقاسًا أصغر، حتى عندما لاحظ الجميع بأنني خسرت وزنًا. لا لا أصدق هذا فالميزان يقول عكس ذلك. احتجت أن ابحث أكثر، وأفهم ما سبب التأرجح، السوائل؟ العضلات؟ المزاج؟ كثافة الدمّ؟ لقد حاولت كثيرًا التخلص من الميزان لكن الخطة لم تنجح. أذكر عندما قمت بتجربة نظام Whole 30 –هنا تدوينة عنه– امتنعت تمامًا عن الوزن لمدة شهر. كان التحدي عظيم لكنّ مطورة البرنامج أشارت لهذه النقطة بالتحديد. تقول لي مرشدتي توقفي عن وزن نفسك، والآن أتممت أسبوعين بلا وزن. أشعر بأنني أخفّ معنويًا، وأجمل، وهذا ينعكس على علاقتي بالمرآة وخزانتي. أخرجت يوم الجمعة الماضي قميص من الكتان اقتنيته قبل ثلاثة أعوام ولم يكن مقاسه جيد على الاطلاق! أذكر عندما ارتديته للمرة الأولى وكنت أشبه شخصية فكاهية وأي حركة ستطلق الأزرار في كل اتجاه. ارتديت القميص من جديد، وكان رائع كأنه فُصّل للتو من أجلي، احتفيت بنفسي ولم أقاوم أخذ دورة كاملة أمام المرآة للتحقق منه.

هل كسرت الميزان؟ لا، ليس ملكي وحدي. لكنني أخرجته من مساحتي والآن هو مشكلة شخص آخر في المنزل.

Photo via Shorpy

.

.

.

3 تعليقات على “وداعًا عدوي اللدود”

  1. حين كنت أقيس وزني كان الأمر اشبه بأن أجذب كتلة الإكتئاب إلى صدري، وحتى الآن لست راضية عن نفسي لأنيي إن قست أو لم أقس سأواجه مشكلة في القياس النظري فأنا أرى بأني لست كأي فتاة في عمري وأتمنى ان احضى يوما بشعور الرضا قبل ان اموت وانا لست راضية عن نفسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.