٢٠٢٠ – دروس مستفادة

اعتدت كتابة تدوينة ختامية للسنة، كل سنة تقريبًا. هذه المّرة تأخرت -قليلا- وأحبّ هذا التأخير الذي يذكرني بأنني تحررت من الالتزامات غير المنطقية التي أضعها على نفسي أحيانا. وماذا لو نشرت تدوينة ختام ٢٠٢٠ في فبراير مثلا؟ وهكذا. لو كنت سأوجز الأحداث الرائعة التي ساعدتني على عبور هذا السنة الاستثنائية، لن يكفي لها المكان. وأظن أن التدوينات السابقة هنا وأرشيف الأيام سيظهر الحكايات وقد كُتبت قريبة من اللحظة، صافية وعفوية.

ولكن، لأنني أحبّ النظر للأمس من مكان مرتفع وتأمل ما حدث سأوجز الدروس التي تعلمتها في التالي.

مهنيًا

  • مع الانتقال بين المجالات الوظيفية أظهرت تواضعي وإن كانت خبرتي ممتدة نسبيًا. تعلمت من كل شخص زاملته في مشروع أو مهمّة، وكنت دائمًا مستعدة لقول “لا أعرف”.
  • التزمت بالعمل خلال ساعات النهار واستثمرتها بشكل أفضل، وهذا ساعدني في العمل عن بعد لأن كل شيء كان عائمًا، وكان من السهل جدًا الاستسلام لفكرة العمل طول الوقت.
  • طلبت فواصل للراحة عندما احتجتها، لأن الاجهاد يقابله كثرة الأخطاء ولا يخدم أحدًا.

شخصيًا

  • كانت السنة الماضية سنة طلب المساعدة من الآخرين. تجاوزت فكرة أنا قوية، أنا التي تساعد، ويجب أن تتجاهل متابعها الشخصية والانتباه للآخرين.
  • إصلاح الجانب الروحي من حياتي وتعهّده بالرعاية والاهتمام انعكس على كلّ شيء. والعواصف والعقبات التي مررت بها كانت لتكون أصعب لو لم أكن في حالة روحية جيدة. كانت سنة تهذيب الإيمان بجدارة.
  • الاستعانة بمرشد أو شخص حكيم تثق برأيه وتجربته في الحياة سينقذك! في ٢٠٢٠ بحثت عن مرشدة، وتحدثت مع أقارب وصديقات أثق بهم ويجيدون الاستماع لي ومتابعة تقدمي في أمر ما. يكفي أن يكون هذا الانسان مستعد وقريب ويتواصل معك بلا أحكام مسبقة.
  • العودة للمباهج القدمة وأثر ذلك في أيامي وأنعشها. كانت مباهجي المستعادة: القراءة، ومشاهدة المسلسلات العربية القديمة، وألعاب الكلمات، والكثير من الطبخ.

العلاقات مع الآخرين

  • توقفت عن الضغط على نفسي في العلاقات المتعبة. وراقبت تأثري بالآخرين والجلوس معهم والاستماع إليهم وكيف يتحول مسار يومي بعد ذلك.
  • أصبحت حاسمة فيما يخص حدودي الشخصية دون الانتقاص من الآخرين أو أذيتهم.
  • هناك علاقات تستحق إعادة الإحياء والتواصل. وقد يشبه العودة إليها تعلّم المشي من جديد، لكن ذلك صحي ومشوق.
  • حتى أقدم العلاقات تحتاج الإصلاح والتحسين. وأقصد بذلك علاقتنا بإخوتنا وعائلتنا المقربة والأصدقاء القدامى. حتى لو كانت ظاهريًا رائعة ولا ينقصها شيء، قد يفاجئنا ما يمكن أن يفعله الامتنان والشكر وتجديد المودة.

ماليًا

كانت سنة تقليل التسوق العشوائي. ربما التوتر العام من وضع الاقتصاد العالمي، والجائحة، والمستقبل المجهول. بدأت التوفير المجدول ربما لأول مرة في حياتي! وأعطيت نفسي هدية شهرية بمبلغ لا أتجاوزه واختار حينها إذا كنت أريد مشتريات استهلاكية، أو تجربة ممتعة أو توفيرها لوقتٍ لاحق. رأيت الأثر بشكل فوري بعد سنوات من الاستهلاك المجنون والوصول لنهاية الشهر على حافة الرصيد.

وأنتم؟ ما هي الدروس التي خرجتم بها من السنة الماضية؟ شاركوني في التعليقات : )

.

.

8 تعليقات على “٢٠٢٠ – دروس مستفادة”

  1. بالنسبة لي كانت سنة امتنان لكل شيء
    على عكس ما سمعته من تذمر و شتم ل ٢٠٢٠
    ركزت على القراءة بشكل كبير و الحمدلله أنجزت اكثر من الهدف..
    عدت إلى التلوين (ماندالا) كانت تمتص طاقتي السلبية و متنفس لي..
    توسعت اكثر في عالم البودكاست و اكتشفت منصات رائعة
    دخلت في رحلة تشافي.. و الحمدلله للمرة الأولى أشعر بمقدار من الحب لذاتي..

  2. تدوينه رائعة يا هيفاء..
    ٢٠٢٠ كانت بالنسبه لي سنة مختلفه بدايتها عصف و اوسطها ترتيب مابعد العصف واخرها الاستقرار ✨

    انتقلت لشقة جديده و كانت حياة جديده بالنسبه لي خصوصا اني استقليت بعض الشيء عن أهلي لكن قريبه منهم ولا يمكن ابتعد عنهم لان ماقدر❤️😂

    عملياً: مررت بمرحلة توقف عن العمل فترة الحجر وكانت فترة استجمام و لكن عند العوده كان هناك تحديات جديده مريت بعدة مناصب و تدرجت وكانت تجارب جميله خرجت منها بتحقيق الاهداف المطلوبه مني.

    شخصياً: حرفياً “ربيت نفسي” خصوصا فترة الحجر تقربت اكثر من الله وكنت محتاجه هالشيء
    تعلمت فن التخلي لان الى متى وانا اتعلق واتعرقل؟ و قررت اترك ناس كانوا مسببين لي ضغط في حياتي و نفسيتي و يجروني لدائرتهم السوداء
    و في الجهة الاخرى تقربت من عائلتي و جددنا علاقتنا في المنزل و صارت ممتعه اكثر خصصنا اوقات لنا و اوقات نستمتع فيها اكثر من قبل
    اتفقت معك في مسألة المباهج اشتريت الكثير من الكتب و تابعت مسلسلات قديمه و ايضا جددت علاقتي مع ال
    Puzzles
    بالنسبه لي فترة الحجر كانت جميله جدا
    و تعلمت التدوين خلالها واستمريت ادون يومياتي في أجنده ايضا طورت القليل من لغتي اليابانيه لاني اتعلمها من عام ٢٠١٨

    ماليا: راضيه جدا و فعلا تعلمت فن الادخار اكثر لاني اعتدت الادخار دائما.

    على الصعيد الخاص كانت سنة رضا و ممتنه لكل شيء صار فيها لان فعلا ٢٠٢٠ كانت سنة عجيبه و انعكست هالاشياء فيني من كثر ما ارتحت فيها و حبيتها انعكس هالشيء فيني، شكرا عالتدوينه!

  3. تدوينة تستحق التفكير والتأمل كعادتك هيفاء ❤️

    اهم الدروس من العام الماضي:

    الوالدين والاخوة والاخوات قوة وسند مهما ساءت الظروف ومهما ساءت الأفهام بيننا.
    الامتنان والشكر وتقدير ابسط الاشياء مصدر كبير وثري للسعادة.
    العطاء أكثر من الأخذ مصدر للرضا عن النفس ومصدر لسعة النفس والرزق غفلت عنه كثيرا في السنوات الماضية.
    تقليل المقتنيات والتفكير قبل الشراء وفر لي ذهن صافي ومساحات للتأمل والادخار .
    تقليل الاحتكاك بالشخصيات المتذمرة من حولي كان له دور كبير في نظرتي الايجابية للأحوال مهما ساءت وتفاؤلي في كل نواحي الحياة.
    في النهاية سنة ٢٠٢٠ كانت سنة تعلم مهارات جديدة وملاحظة تغيرات جوهرية في الناس والأحداث وسنة تقدير النعم والنظر بعين اكتشاف الأجمل في الحياة.

  4. مقال روعة جداً
    تعلمت وايقنت وادركت ان العايلة هي الملاذ الاول والاخير
    وان فعلا الخسارة خسارة الصحة والوقت
    وانه اكيد راح تشرق شمس
    والقمة قاع لوحدك متناهي الظلام
    والعلم هو القوة مو المال

  5. الحمدلله قريت شي حلو 🤩💛،
    بالنسبة لي اختبرت واكملت عامي الدراسي بين أهلي وتخرجت من غرفتي ولاستمرار الجائحة -أبعدها الله عنّا جميعًا- انتقلت للجامعة من غرفتي وخلصت الفصل الأول فيها من زاوية مكتب الغُرفة.. صرت أحب اتنقل في زوايا الحي والمنزل هربًا من غرفتي 😂 2020 سنة بفضل الله قدرت ابني فيها بداية جديدة بالطريقة الأمثل واتخذت قرارات مصيرية بعون الله سأجني حصاد جمال الاختيار 🤍

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.