كان مسفوعاً جداً دائما، قويا، حتى في سنّ سبعين سنة. كان ما زال قوياً، قمحياً مثل هندي، مثل أمير هندي، مهراجا بعيون يتطاير منها بريق الابتسامة. لقد كان راضياً قانعا بنصيبه، لقد أحب الشمس والعمل الجسماني، لقد كان مستمتعاً بعمله كحوذيّ، وطوال حياته كانت له وجهات نظر بروليتارية. كان يعتبر كلّ صمت وكأنه موجه ضده أو كأنه هو المذنب فيه. طوال حياته كان قلقا جدا من الصمت. في كل لحظة كان يعتبر نفسه مسؤولا عن استمرار حياة المحادثة، ويشعر دائما بأنه فاشل ومذنب إذا ما خبت المحادثة ولو للحظة. كان متكلما لا يكل ولا يتعب، يفيض بكثرة الاقتباسات والأمثال، يسرع دائما مبتهجاً لكي يشرح ويقتبس متحمسا ليغدق عليك للتوّ كل ما يعرفه من معلومات وليقدم لك متبرعاً وبدون أية حسابات كنوز ثقافته ومكنونات ذاكرته الغنية. وهكذا كان يندفع منه نهر زاخر من الاشارات، والروابط، والتلميحات والالماعات، والتمحيصات والتلاعب بالالفاظ والتوريات. غابات مثقلة بالحقائق والوقائع والقياسات، تلال من التفسيرات والادعاءات المناقضة، والجدالات العقيمة التي تهدف إلى تسلية الحضور، أو الترويح عنهم أو خلق جو من البهجة وحتى التغابي قليلا، لا يحرص على كرامته وكل ذلك خشية أن يسود الجو صمت. ولا حتى صمت قليل ولو للحظة واحدة.
لا أذكر متى كانت آخر مرّة جاوبت فيها على مجموعة اسئلة. وتصادف ذلك مع مروري بهذه التدوينة الممتعة التي ألهمتني فيها فاطمة لكتابة تدوينة اليوم. مجموعة أسئلة عشوائية استمتعت بالاجابة عليها مع قهوة الجمعة. أتمنى أن نستعيد بها فكرة التاق Tag التدويني بين المدونين لذلك سأختار أخواتي: موضيومنى. وأوجه دعوة مفتوحة لكل من يرغب بالمشاركة، كل ما عليكم فعله هو اضافة رابط لتدوينتي هذه داخل تدوينتكم أو ابلاغي من خلال تويتر أو البريد لأتمكن من قراءة إجاباتكم.
عصرية جمعة سعيدة يا أصدقاء!
١– ما هي الاضافات المفضلة لديك لپيتزا مثالية؟
أحبّ إضافة الخضروات خصوصا الورقيّ منها، الجرجير والسبانخ والفطر الطازج. كما أحبّ جبنة الفيتا والبارميزان، وصلصة الطماطم الطازجة المعدة منزليا مع كثير من الثوم!
٢– هل استخدمت العقاقير لمساعدتك على النوم من قبل؟
نعم، لستُ فخورة بذلك. لكنني استخدمتها لفترات متقطعة ولمدة عامين. توقفت الآن تماماً. أريد حياة نظيفة ووسائل طبيعية قدر الإمكان ونومي بشكل عام أفضل.
٣– هل يمكنك معرفة الفرق بين طعم الپيپسي وطعم الكوكا كولا؟
كنت أشرب الپيپسي بكميات مهولة. أحبه جدا وأفضله على الكولا وأميز الطعم، الپيپسي أقل سكّر وأخفّ في الكافيين على الأقل بالنسبة لي.
٤– تواجه الدشّ أو تعطيه ظهرك؟
حسب المزاج.
٥– ماذا ترتدي الآن؟
سروال رياضة أسود، وقميص كاروهات أحمر وكحلي.
٦– ما الذي ترتديه دائما؟
سلسلة ذهبية تتدلى منها حذوة حصان صغيرة، اسورة ذهبية بحرف H صغير.
٧– تأخذ علب الشامپو والبلسم من الفنادق؟
نعم، والاقلام والورق. والحذاء القماشي. والصابون، وقناع الاستحمام، وعلب المربيات الصغيرة مع فطوري. وإذا أمكنني حمل السرير والوسائد سأفعل.
٨– تنام وخزانة الملابس مفتوحة أو مغلقة؟
مغلقة طبعاً. ما زالت فكرة وحش الخزانة مسيطرة علي وربما للأبد. بالاضافة إلى أنني لا أريد أن تنام لولو –قطتي– وسط الملابس وتفزعني بدورها.
٩– أغنية الأسبوع؟
Stay Gold – First Aid Kit
١٠– عندك فوبيا غريبة؟
نعم، فوبيا من الشعر. لا أحب ملمس الشعر، وخاصة المقصوص. ودائما عندي مشكلة عندما يطلب أحد مساعدتي في مشط شعره أو تسريحه، حالة مغص وتوتر عجيبة حتى انتهي.
١١– شيء لن تفعله من جديد أبداً؟
حضور حفلة تنكرية.
١٢– هل اللون الوردي مناسب للرجال؟
نعم، باختيار درجات معينة في الملابس. لا مانع!
١٣– أفضل وجبة فطور؟
أي شيء مخبوز ومعاه فواكة.
١٤– نايكي أو أديداس؟
نايكي للابد.
١٥– آخر شيء قمت بتحميله على جهاز الكمبيوتر؟
حلقة جديدة من مسلسل “American Horror Story”.
١٦– إذا أردت تغيير شيء/مكان في منزلك ماذا سيكون؟ مع العلم أن الميزانية والقوة البشرية غير محدودة.
كنت أبحث عن مستندات جاهزة للطباعة، للمهام اليومية ووجبات الطعام والتسوق وغير ذلك. وجدت خلال بحثي مستندات للطباعة في إحدى المدونات ولكنها باللغة الانجليزية. أحببت بساطتها والاضافة الملوّنة فيها وقررت بأن تحويلها للعربية ليس بالأمر الصعب. بعد تعديلها حفظتها بصيغة صورة ويمكنكم حفظها وطباعتها بالتأكيد.
“جدول الوجبات الأسبوعي“
اضغط الصورة للتكبير
“قائمة التسوق الأسبوعي“
اضغط الصورة للتكبير
“أجندة مهامّ يومية“
اضغط الصورة للتكبير
الملفات ليست من تصميمي إنما فقط عدلت على النصّ ليصبح بالعربية. أتمنى أن توفر عليكم الكثير من الوقت وتنظم أفكاركم.
بدأت في مايو الماضي –تقريباً– خطة عظيمة لتغيير عاداتي الغذائية وأنشطتي البدنية. تحدثت أكثر من مرة عن ذلك في المدونة. لكن تدوينة اليوم خاصة وتحفيزية لكم بالمقام الأول. أريد أن أحدثكم عن رحلتي مع الأكل النظيف –أو محاولة البدء بالأكل النظيف. ولكن قبل الدخول في تفاصيل ما تعنيه هذه العبارة وكيف يمكنكم البدء سأتحدث قليلاً عن النتائج التي وصلت إليها حتى الآن.
لن أتكلم عن خسارة الوزن، أو تغير المقاسات فهذه أشياء اضافية ستحصلون عليها على مدى رحلتكم. لكن الشعور العامّ بالخفة والصحة لا يستبدل بأي شيء في الحياة. عندما قلت البدء بالأكل النظيف كنت مستعدة للتخلي عن بعض الاشياء التي أحبها لأنني ومنذ سنوات توقفت عن العبث بغذائي وصحتي قدر الإمكان. لستُ مهووسة بالوجبات السريعة ولا المشروبات الغازية ومفهوم الحلويات والاسراف فيها مرتبط بالفواكة والكسترد والشوكولا الداكنة. لذلك لم تكن معاناتي شديدة مع الانقطاع عنها.
كان التحدي الأكبر هو الاحتفاظ بعادات الأكل النظيف خلال الزيارات والسفر. كنت كل مرة بحاجة للسؤال عن محتويات الاطباق وهذا يسبب لي الاحراج أحياناً حتى وجدت أن تناول الطعام النظيف المتوفر على الطاولة هو الحلّ. اعتذرت عن تناول الحلويات التي تعدّ بطريقة ابسط ما يقال عنها “متوحشة” يسكب فيها أنواع من السكر والدهون والمركبات المشبعة بالمواد المصنّعة. شيئا فشيئا بدأت استوعب نفسي واحتياجاتي للأكل وبقدر الامكان لا أحاول لفت الانتباه لاحتياطاتي وآكل ما أجده مناسباً واعتذر عن ما يثير في نفسي ومعدتي الريبة.
شاهدت لوحة “فتاة الشوكولا” للمرة الأولى كغلاف لرواية جو بيكر “Longbourn”. الرواية ممتعة! تحكي قصة الطابق السفلي وحياة الخدم ولكن أين؟ في رواية جين أوستن “Pride and Prejudice “. لكنّني لم أشعر بفضول للبحث عن لوحة الغلاف، ولم اقرأ حتى في تفاصيل التصميم من أين جاءت ومن رسمها. مرّ وقت قبل اكتشافي للوحة من جديد خلال تصفحي لموقع لوحات فنية. هذه المرة قرأت أكثر وانتقلت من صفحة لأخرى بسبب فضولي. هذه التدوينة إهداء للشتاء وأكواب الشوكولا الساخنة ولأشارككم بالطبع قصة اللوحة التي وجدتها.
لوحة فتاة الشوكولا The Chocolate Girl لوحة رسمها السويسري جان ايتيان ليوتارد. تظهر في اللوحة فتاة في زيّ عاملة منزلية، تحمل كوب شوكولا ساخنة وكوب ماء في صينية. لهذه اللوحة تاريخ ملوّن وجميل. تنقلت بين عدد من الملاك وأصبحت ملصقاً إعلانيا وغلاف كتاب بالتأكيد.