ثقيلة بالكلام..كمسدّس محشو.

Girl in a White Blouse – Roderic O’Conor

(أ)

في زاوية الغرفة كومة ملابس، لا يعقل أنها تكومت في ليلة واحدة، أو أنّ يداً سحرية قامت بتكديسها، كومة الملابس في زاوية الغرفة صباح الخميس تذكرني بأنني صنعت الفوضى بنفسي، وأنني من جهة أخرى حصلت على أسبوع مضني، على جميع الاصعدة. أفتح الستائر، أتذكر الليلة الماضية مثل حلم، لجمالها ولأنني كالعادة في مساء الاربعاء بنصف عقل وانتباه، ربّما لو تنبه الآخرون لذلك ستكون ليلة الاعتراف الاسبوعي، وإنهاء أيّ مسائل عالقة واجهتها بالرفض أو العناد. أقترب من كومة الملابس وأبدأ بالتصرف البديهي، أشمّ القطع واحدة بعد أخرى للتحقق من حياتها القصيرة – أو الطويلة – هل تذهب لسلة الغسيل أم تصحبني في الاسبوع القادم مرة أخرى! أعلقها على عجل وأكتشف أنني بدأت بمزج الالوان في خزانتي، فوضى أخرى، وتذكرت هدوء البال والوقت الفارغ قبل عدة أشهر عندما صنفت ملابسي وعلقتها وفقاً لتدرج ألوان الطيف.

انتهي سريعاً وابحث عن القهوة، القهوة أولاً، القهوة دوماً ثمّ نتحدث.

متابعة قراءة ثقيلة بالكلام..كمسدّس محشو.

أن تلتهم البسكويت في الظلام.

(أ)

شمس يوم الخميس على وشك الغروب، أعددت لي فنجان القهوة المعتاد وأخترت أكثر قطع البسكويت اكتظاظاً بالشوكولا المحلاة. إنّه من عجائب الفترة الأخيرة – مدة شهر أو تزيدأن أتمكن من الوقوف لأكثر من عشر دقائق في المطبخ، اتأمل القهوة وهي تقطر على مهل، استنشق رائحتها وهي تعبق في المكان تدريجياً، ثم اختار على مهل أيضاً طعاماً آكله بتلذذ وهدوء. قلت في تعليقي على الصورة أنني أحبّ عائلتي كثيراً، لكنني أيضاً أحبّ العزلة والهدوء. وصمتي، وقهوتي التي لا تلسعني وأنا اشربها وأفكر في ألف موضوع وفكرة تنتظرني على بعد خطوات. ليلة البارحة رأيت بول أوستر في الحلم، تحدثنا قليلاً، فكرت فيه بعمق عندما استيقظت، تذكرت أنّ النية مبيتة منذ شهور لقراءة كتابه اختراع العزلة“. جاءت الحاجة لقراءته مع تلذذي بالكلمة، أرددها بيني وبين نفسي، وأجزم خلال لحظات أن الأمر لن يتحقق بهذه السهولة، في هذه الفترة على الأقل.

أيضاً هذا هو الأسبوع الثاني من بدء المحاضرات الفعلية في الجامعة، سأعترف بأنني أشمّ رائحة إحباط خفيفة، أرجو ألا يستمر الوضع، ربما كانت الطالبات في حالة فوضى، ربما الاجازة القصيرة دمرت حماسهم، ورفعوا أقدامهم عن دواسة السرعة. المادة التي أقوم بتدريسها الآن لها جانبين نظري وعملي، لم نقتحم العملي بعد، لكن الامكانيات المادية قد تقلل أو تجعل التطبيق صعباً، أفكر في عدة حلول أرجو أن تنجح. كتاب أوستر رائع مع أنني لم انتهي منه بعد، قد تثير حماستكم المقالات التي تحدثت عنه هنا، وهنا، وهنا.

المكان غارق في الظلام الآن، واكتشفت أن أكل البسكويت في الظلام ممكن، عليكم التحقق لاحقاً من تناثر القطع على الارض، وإلا سيغزوكم النمل، انظر لمفتاح الاضاءة البعيد وأشعر بالاعياء، إعياء حقيقي، لم أشعر به منذ سنوات، رأسي يضج بالكلمات والخطط، أكتب يوميا في دفتر خصصته للكتاب الذي ولد بصورة مفاجئة بعد انتهائي من كتاب ستيفن كينغ عن الكتابة، لا أريد لهذه الفكرة أن تنضب. أنا متعبة، طبقة من التردد والخوف تغلّف قلبي لكن ثقتي وشجاعتي – التي أحسد نفسي عليهاأرجو من الله ألا تخذلاني.

متابعة قراءة أن تلتهم البسكويت في الظلام.

عندما تستمع لبورودين تذكّر.


في المرة القادمة عندما تستمع لبورودين
تذكّر أنه كان كيميائياً فحسب
يؤلف الموسيقى ليرتاح،
كان بيته مكتظاً بالناس:
طلاب، فنانون، سكِّيرون، معربدون،
ولم يتعلم أبداً كيف يقول: لا.

متابعة قراءة عندما تستمع لبورودين تذكّر.

خزانتك الجامعية.

مساء الخير،

مضى وقت طويل في التفكير في كتابة تدوينة جديدة. لم يسبق وأن حققت تدوينة واحدة أكثر من ٥٠٠ زيارة، وفي أفضل حالات انتعاش المدونة، تدوينة سنة أولى جامعةتجاوزت الزيارات لها أكثر من ٢٥ الف زيارة. الرقم مرعب بالنسبة لي، خاصة وأنا أفكر أن هذا المكان الصغير أشبه بقرية السنافر التي لا يدلها أحد! أين تذهب من تلك التدوينة وكيف تنطلق من جديد؟ وكيف لا تخسر ٢٥ الف زيارة سابقة، بل تعزز من وجودهاوصلتني عدة رسائل على البريد الالكتروني تقترح الاستمرار في كتابة تدوينات حول الحياة الجامعية، الدراسة، مشاكلها .. الخ. وكلّ هذه المواضيع في رأسي وسأعمل على تدوينها بإذن الله. ولكن، وبعد مضي أسبوعين من بداية عملي الجامعي آثرت التحدث عن موضوع مهمّ، لأنه مرتبط بالحياة الجامعية بطريقة أو بأخرى. سأتحدث اليوم عن خزانة الطالبة الجامعية، كيف ترتدي ما يناسبها من الملابس، وماذا تفعل؟ هل تنسى قواعد الموضة الحديثة؟ هل تصنع خطاً خاصّ بها؟ أيهما يتقدم على الآخر، الراحة في الملبس أو الاستعراض؟. كل هذه الاسئلة تدور في رأسي، ولا أنسى أيضاً أنني كنت طالبة، ارتكبت بعض الاخطاء، وتجاوزتها بعد تأمّل، ولأنني أحببت عبوري بنصائح مماثلة في الماضي وددت أن اكتبها من جديد ليستفيد منها الآخرين. في هذه التدوينة شاركتني أختي العزيزة موضي وهي مدونة متخصصة في عالم الازياء، التي لا استغني عن نصائحها في الملابس، والاكسسوارات والتزيّن بشكل عامقسمت التدوينة إلى ثلاثة أقسام للتحدث عن الازياء المناسبة لكلّ من: الفتاة الممتلئة، الطويلة، والصغيرة Petit. مع إضافة صورة لتوضيح المقصد من التفاصيل التي سترد لاحقاً.

متابعة قراءة خزانتك الجامعية.

النّوم: معركة الانسانية الجديدة.

حكاية واحدة تتداولها المجالس لأيام بعد نهاية الاجازة الصيفية – وتداعيات السهر الرمضاني-. حكاية واحدة أصبحت اسطوانة الشكوى اليومية، حتى أنني بدأت اخجل لنفسي أولاً قبل الآخرين من كثرة ترديد عبارة: نومنا مقلوب، نومنا مخبوص، نومنا خربان .. الخوالحلّ؟

في هذه التدوينة سأحاول جمع بعض النصائح المفيدة والمجربة من عدة مقالات أجنبية قمت بترجمتها. أتمنى أن تفيدكم، وسأعرض أيضاً تجربة سابقة لي في مصارعة هذا المارد المسمّى أرق. وعلى الرغم من معرفتي التامة بأنها طريقة ناجحة إلا أنني اسقط في الفخ كلّ مرّة وأتوه عنها. يعلق والدي على الأسى الذي أشعر به بسبب قلة نومي بأنها متلازمة التقدم في السنّ، وأنني مثله يوماً ما سأصل للخمسينات – إن شاء الله – وسأعرف بالتجربة أن أربعة ساعات ستكون أكثر من كافية يومياً.

متابعة قراءة النّوم: معركة الانسانية الجديدة.