كيف تمضي أيّامي؟

هذا أطول صيف مرّ علي من سنوات. ربّما لأنه سلسلة من انتظارات متتالية، انتظار بدء العمل، انتظار عودة أخواتي، انتظار رحلتي السنويّة العجائبية، انتظار مشاريع صيفية ممتعة أعمل على إنجازها. وكل انتظار يتركني مع آخر. والنهارات طويلة جدًا جدًا.

أتممت شهري الأول في وظيفتي الحالية ببرنامج يسّر للتعاملات الحكومية الإلكترونية. وبرنامج يسّر بشكل مختصر هو الذراع المساند لكافة قطاعات الحكومة لدعمها وتيسير تحوّلها الرقمي. سواء كان ذلك من خلال البنى التحتية، أو التطبيقات والتقنيات، أو تدريب الكوادر. أعمل في إدارة الإعلام والتوعية بالتحديد، هذه الإدارة معنيّة بإنتاج المحتوى للبرنامج، وبناء الخطط التسويقية وتنفيذها، وبعض المهام الأخرى المرتبطة بالمحتوى.

مهامي الجديدة مليئة بالتحديات وكل يوم يمثّل لي فرصة جديدة للتعلم والمراقبة. لأول مرّة منذ سنوات احتاج الاعتياد على شيء، واحتاج تعلّم الكثير من الأشياء.

.

.

اقتنيت نوعين من البنّ من مقهى Gimme Coffee اكتشفته صدفة صباح يوم جميل في بروكلين قبل أربع سنوات.

كل سنة في هذا الوقت تقريبًا، وقت زيارتي الأولى أطلب القهوة من جديد.

.

.

أسافر نهاية الشهر لوجهة جديدة وعلى ميزانية محدودة جدًا مقارنة بالسنوات الماضية. وهذه الفكرة دفعتني لسؤال المتابعين كيف توفرون خلال سفركم وما هي المصروفات الثانوية التي يمكنكم استبعادها؟

كان السؤال نافذة للكثير من المقترحات المفيدة، بعضها طبّقته من قبل وبعضها الآخر جديد عليّ.

أما بالنسبة لخطتي:

الجزء الأكبر سيكون للسكن لأن العطلة في هدفها الأساسي للاستجمام والتأمل والراحة، لا استطيع السكن في مكان اقتصادي يفتقر لأبسط مقوّمات الاستجمام، ولا استطيع أيضًا اختيار مكان منخفض التكلفة لأنني أحتاج لمكان آمن.

حجزت الفندق مع وجبة فطور غنيّة، وهكذا أخرج بداية يومي بنشاط لاكتشاف المدينة ويبقى جوعي ساكنًا لنهاية اليوم (بين ٤٧) تقريبًا ثم أتناول وجبة ثانية كبيرة وهذا كافٍ.

أحمل معي وجبات خفيفة مثل المكسرات، وفي رحلات سابقة أخذت معي علبة تمر كان غذائي العظيم!

لتخفيض تكلفة المصاريف أخطط لعدة أماكن قريبة من بعضها يمكن الوصول إليها بالباص أو المترو والمشي بينها حتى لو قضيت ساعات

بنيت أساسات خطتي لاكتشاف المدن التي سأزورها في الرحلة على الخدمات المجانية مثل جولات المشي، المتاحف والمعارض، الحدائق، موسيقى الشارع، المكتبات العامة والمتاجر المدهشة (لا يعني دخولها شراء شيء)

آتي من بلادي مستعدة بالأساسيات لأن تكلفة شرائها هناك أعلى: أدوات التنظيف والعناية الشخصية، المظلات مثلًا، الأدلة السياحية (حملتها رقميًا على الأيباد) وأي شيء يمكن الاستغناء عن شرائه بعد وصولكم طبعًا

.

.

وجدت هذه القناة على يوتوب وأشاهد عليها الوثائقيات بلا توقّف منذ الأسبوع الماضي

.

.

التدوينة القادمة ستكون حول السّفر أيضًا، يبدو أنّه الفكرة الوحيدة التي تشغل بالي حاليًا.

.

.

.

مباهج يومٍ غائم

 

.

.

هذا المساء طلبت كاميرا كنت أحلم بها لأكثر من سنتين! كنت أؤجل شراء الكاميرا ليس بسبب عدم قدرتي على تحمّل التكلفة، لكن مع ترتيب الأولويات الشهري تهبط تدريجيًا لأسفل القائمة وتختفي. درّبت نفسي على الصبر والانتظار، ذهبت في رحلتين لنيويورك وتمنيت بصدق أن تكون رفيقتي لتصوير الحياة في الشارع لكن قيمتها كانت توازي سكني لنصف الرحلة، أو تناول الطعام في أماكن مدهشة، وحضور حفلات موسيقية وشراء الكتب وغيرها من التجارب التي لا تقدّر بثمن. بعد التأجيل تواصلت مع متجر قمرة وطلبتها من خلال المتجر الإلكتروني، خدمة التوصيل تعد بوصول المنتج من ١٣ أيام عمل، والتوصيل مجاني داخل مدينة الرياض. سأخبركم بتجربتي حال اكتمالها لكنّي سعيدة، على الرغم من أنني لا أعرف كيف سأكمل الشهر وحسابي البنكي يعاني من الثقب العظيم الذي تركته الكاميرا. كفكرة مبدئية: لا يمكن أن يكون الوضع سيئًا جدًا، ولديّ الآن كاميرا مستعملة من طراز Nikon-D40 باستخدام نظيف وعدسات وملحقات ممتازة سأعرضها للبيع وستصنع حلا لنهاية الشهر.

* * *

قرأت هذا المقال الذي يقدم نصائح مختلفة في تجهيز الوجبات وتذكرت بأنّي وعدت بعض المتابعين أنني سأدون عن تجربتي في تجهيز الوجبات الأسبوعية، وكيف قللت من مصروفاتي بشكل مذهل! بالاضافة طبعًا إلى التحكم في عاداتي الغذائية خلال ساعات العمل الطويلة. سأضع موعد لهذه التدوينة وأقول بأنها ستكون يوم السبت المقبل، وهنا ألزم نفسي بتصوير طقوسي وكتابة قائمة من الملاحظات لمشاركتها هنا.

* * *

إلى أي مدى أنتم متعاطفون مع أنفسكم؟

شاهدوا هذا الحديث الذي قدمته الدكتورة كريستين نيف، واختبروا أنفسكم على المقياس الذي وضعته للاجابة على هذا التساؤل.

* * *

الخبراء يقولون أن الضجر الشديد مرتبط بالابداع، خبر ليس بجديد وأعلم بأنّكم قد جربتم حالات الحبسة الإبداعية التي تغرقكم في الضجر ثمّ ينبثق منها النور. لكن قراءة هذا المقال ممتعة.

* * *

عندكم مشكلة في نسيان ما تقرأونه؟

قرأت هذه المقالة التي تلخّص الحلّ في:

١اعطاء أنفسكم المساحة للتذكر، العقل يحتاج لمسافات بين المعلومة والأخرى ليستوعبها لأن الإعادة والتكرار ستصيبه بالملل

٢الاستفادة من أثر زيجارنك، الذي يقول بأنّ الانسان يتذكر الأشياء عندما تتركها بلا اكتمال ويبقى متأهبًا للعودة إليها (وهنا الفكرة بتفصيل أكثر)

٣تقسيم المادة الجامدة لقطع أصغر

٤صناعة مسار ذهني مثل ممر في قصر أو منزل وتوزيع صور ذهنية للمعلومات الهامة التي تودّ تذكرها على امتداد الطريق

* * *

يوم أمس وفي محاولة مني لصناعة أجواء عمل ملهمة، حوّلت جهازي المكتبي لشاشة تلفاز وشاهدت الفيديوهات التالية وكانت النتائج منعشة:

.

.

.

لماذا نشتري أشياء لا نحتاجها؟

يُقال بأنك لا تستطيع إجبار شخص على شراء شيء لا يريده، لكنّك تستطيع إقناعه بشراء شيء لا يحتاجه.

لو قرأت هذه العبارة لأول مرّة ستنتابك قشعريرة لوهلة وستفكر فيها بعمق، نعم إنها حقيقية جدًا. راجعوا آخر قائمة مشتريات لكم على موقع إلكتروني أو فاتورة أغراض البقالة التي ابتعتموها صباح اليوم! هناك على الأقل منتج واحد اشتريته لأنك تعتقد بأنك تحتاجه، وهذا الاعتقاد يمكن أن يكون وهمي للأسف.

قرأت في مقالة حفظتها في حسابي على Pocket عن تأملات وحقائق حول التسوّق، وفكرت في مشاركتها هنا بالإضافة لرابط لوثائقي ممتع شاهدته مؤخرًا عبر قناة الجزيرة الوثائقية.

تحديد الحاجة لشراء الأشياء يتطلب التفكير في حياة الشخص اليومية، كيف عمله؟ كيف حياته الاجتماعية؟ في المقال على سبيل المثال تورد الكاتبة حاجتها إلى شراء ١٢ قميص دفعة واحدة لأنها لا تستطيع الظهور أمام عملائها بملابس مكررة مثلاوأن عملها يتطلب التركيز على المظهر للنجاح.

أذكر نفسي قبل سنة تقريبًا عندما اضطررت مجبرة لشراء مجموعة من التنانير الداكنة والقمصان بالأكمام الطويلة بسبب وظيفتي الجديدة في قطاع التعليم. الاضطرار كان سمة رحلة التسوق هذه والرحلات التالية لها لشراء ما يلائم عملي.

لم تعرف البشرية فكرة التسوق فيما مضى لأسباب بسيطة: الارستقراطيين يحصلون على كل احتياجاتهم مفصلة على مقاس ذوقهم، وتصلهم عند الطلب. لم تكن هناك مجمعات تسوّق وحتى المحلات التجارية تقدم سلع متفردة تعيش طويلًا، ولا شيء يفنى بل يعاد تدويره واستخدامه. كان الناس يرتدون معطفًا واحدًا وحذاء واحدًا وزوج من القفازات.

فكرة حصولك على خيارات متعددة كانت ثورية!

يشير المقال إلى أن بداية التسوق كما نعرفها اليوم جاءت لتعطينا حرية الاختيار والتعبير عن الذات. لكن، مع هذا الوجه الجميل للتسوق والاستهلاك إلا أننا اليوم تجاوزنا حرية الاختيار والتمتع بالحصول على منتجات تشبهنا وتناسب احتياجاتنا. أصبحنا نجمع كل ما ينجح في تحريك مشاعرنا. هذا هو التحليل الذي تذهب إليه الكاتبة. نشتري القطعة ليس لحاجتنا إليها بل لأنها تضعنا في حالة معينة. نحن حينها لا نفكر كيف سنستخدم هذه السلعة؟ ومتى؟ ولماذا؟

لو تأملنا الكثير من السلع الاستهلاكية التي نعرفها اليوم، سنجد بأنها سلع تجعل حياتنا أسهل فقط، وليست لازمة لاستمرار الحياة. يمكنني التفكير الآن وأنا أكتب هذه التدوينة على عجل في قائمة بالمنتجات التي يمكنني التوقف عن اقتنائها وسأحاول!

نحن نشتري الاحاسيس التي تقدمها لنا الأشياء، نشتري المستقبل الذي نرى أنفسنا فيه وربما حالة اجتماعية.

دهشت وأنا أقرأ هذا المقال من الرابط السحري بينه وبين وثائقي شاهدته على الجزيرة الوثائقية عن قصة التسوقأدعوكم لمشاهدته ومشاهدة المسلسل Mr. Selfridge لتتعرفوا على فكرة التسوق كما نراها اليوم.

..

 

.

.

.

.

قطّة مكتئبة وأسبوع منتج

screen-shot-2016-10-16-at-11-17-25-pm

 

(أ)

السبت ١٥ أكتوبر

انتهيت في الساعة التاسعة من العشاء وإعداد وجبات الأسبوع ورتبت غرفتي ولا يوجد لدي أي مهامّ معلقة – على الأقل حتى صباح الغد، ويحدث أن يثير كل هذا قلقي لأنني لم أعتد الحالة المنتجة هذه منذ شهور. كل ما فعلته هو تخطي حالة فوضى النوم التي تلي السفر، وأنجزت كلّ أعمالي المعلقة والجديدة بنهاية دوام يوم الخميس. في تلك الليلة اجتمعت وقريباتي وقضينا المساء بطوله في الحديث عن ما يجعل عائلتنا خاصة وممتعة جدًا.  نهاية الأسبوع شاهدت وثائقي عن حفلة شاه إيران التي أنهت عهده، وقرأت مقالة ممتعة عن العادات المالية الذكية وأخرى عن تجاوز مطبّ إبداعي، ونويت تطبيق هذه الوصفات خلال فصل الشتاء. اليوم أيضًا أخذت قطتي للبيطري فقد كانت تعاني من بثور غريبة سببت لها الحكة على مدى الأسبوع الماضي وحاولت تطبيبها بعدة طرق بلا فائدة. كان في ذهني تشخيص أوليّ: الاكتئاب! لكن زيارة العيادة كانت ضرورية. خشيت عليها من الفطريات الشرسة مع إنني حريصة على نظافتها ونظافة محيطها ولم يسبق لي أن واجهت معها مشكلة بهذا الخصوص. وضعها الطبيب على طاولة الفحص وتظاهرت أمامه بالوداعة – تثير حنقي عندما تفعل ذلك أمام الغرباء – سلط الضوء الخاص على بثورها وقال: لا فطريات.  ربّما كانت مضغوطة، قالها هكذا: She might be stressed. لم أتردد في إبلاغه بشكوكي، وأن الحالة هذه تكررت العام الماضي بعد سفري، وقبلها عند انتقالنا من مدينة لأخرى. نعم القطط تكتئب وتصاب بالضغوط وتحزن، وهذه طريقتها في التعبير. وصف لي كريم موضعي وسيكون كلّ شيء على ما يرام.

(ب)

شاهدت خلال الفترة الماضية مسلسل ڤيكتورياالذي أنتجته شاشة ال itv، ومن اسمه يتضح موضوعه فهو يستعرض حياة الملكة البريطانية وتفاصيلها الحميمة. انتهى الموسم الأول منه وسط دهشتي فقط مضى سريعًا ولم أشعر بذلكأحبّ الإنتاجات التلفزيونية والسينمائيةالمبنية على قصص حقيقية أو تاريخية، وفي كلّ مرة أعتقد بأنّ خيالي يبني الصورة الكاملة تأتي هذه الأعمال وتدهشني.  والحديث عن ڤيكتوريا والقصص الحقيقية يأخذني إلى مسلسل آخر بعيد عن الصور الوادعة لحياة ملكة تخطو نحو عرشها، ويشترك مع ڤيكتوريا في تفاصيل البذخ! إني أحدثكم عن ناركوسالمسلسل الذي يروي قصة قيصر الكوكايين پابلو إسكوبار. حاولت تجاهل المسلسل بسبب كل الضجة والأضواء والأصوات المرتفعة حوله لكنني سقطت في الفخّ وأدهشني. يهمني أن أنوّه بأنه لا يناسب الجميع وفيه مشاهد مؤذية وغير ملاءمة لمن هم دون ١٨.

(ج)

منتجات من iherb.com أحبها حاليًا:

(د)

كتبت لي آمنة – طالبة وموظفةتسألني عن مصادر تنظم بها وقتها بحيث تصل إلى أعلى قدر من الإنتاجية. لا يوجد حلّ وحيد وناجح وسحري يا آمنة، تمنيت أني وجدت هذا الحلّ أو المصدر الوحيد الذي يمكنني القول بأنه خلاصنا. لكن الخبر الجيّد هو إنه فيه عشرات الطرق التي يمكنك اختيار ما يناسبك منهااليوم كنت أفكر في فترة من حياتي حافظت على يوم قبل نهاية الأسبوع ويوم بعده بدون أعمال أو مهام، كنت فقط إما أتابع إنجاز، أو أعدل على مشروع وأقضيها في التأمل والعبور الهادئ إلى الأسبوع الجديد. تلك الفترة كانت أكثر فترة منظمة في حياتي، وأكثرها إنتاجية بطبيعة الحال. حاليًا أعمل من يوم لآخر باستخدام تقسيم الوقت إلى حصص، روتين يشبه أيام المدرسة وهو الذي يناسبني جدًا. بحيث لا تطغى حصة على أخرى. تخيلوا معي مدرّسة الرياضيات تدخل لتشرح معادلة من الدرجة الثانية بينما مدرّسة اللغة العربية تشرح إعراب معقد على الطرف الآخر من السبورة. ما هي النتيجة يا ترى؟ فوضى عارمة. ولا واحدة منهن ستنجح في إيصال فكرة ولا نحنُ سنصل إلى فهم كامل. نفس الشيء يحدث مع المهام اليومية. أصبحت أتوقف عن العمل عند تناول الطعام كي أركز على مهمة واحدة واستمتع. إذا عدت للمنزل أمارس الأنشطة التي أحبها وأتوقف عن العمل تماما إلا عند الضرورة القصوى. فيما مضى كنت أتكلّ على العمل في المنزل وتضيع ساعات النهار في المكتب وأنا أقفز من مهمة إلى أخرى بحجة أن لدي الوقت لإكمالها عند عودتي، ما يحدث هو .. نعم حزرتوا: فوضى عارمة. مع تقسيم الوقت إلى حصص، أنجز سريعًا الرسائل الإلكترونية صباحًا وقبل خروجي للمكتب كي أصل لأبدأ بمهامي وأترك إجابة الرسائل لما بعد ساعة أو ساعتين – مثلا-. مع التقسيم الجديد أصبح هناك وقت لقهوة المساء مع عائلتي، والقراءة ومشاهدة مسلسل أو فيلم والنوم باكرًا. كنت فيما مضى أعتمد على التخطيط الكتابي والتذكير الالكتروني في بريدي للردّ على الرسائل أو متابعة المهامّ، أحيانا كل هذا لا ينجح. لذلك، قمت بالتحول لاستخدام المنبّه في هاتفي وتخصيص كل منبه لعمل معين: استعدي للمنزل، اكتبي المحتوى س، أرسلي البريد ص، وقت للقراءة، استعدي للنوم.. إلخ. وكل فترة أغير محتويات المنبّه بحسب الأنشطة.  هذه التدوينات المتعلقة بتكوين روتين ناجح وأدوات تحسن الإنتاجية ستكون مفيدة لك:

لماذا تختلف إنتاجيتنا؟

مراجعة كتاب: Manage your day-to-day

(هـ)

في ٢٠١٤م، هذا الوقت بالتحديد كان وقت البحث عن عمل تمهيدًا للانتقال لمدينة الرياض. كانت أيام محمومة ومليئة بالمفاجآت. اليوم وأنا في طريقي إلى المنزل تأملت هذه المدينة البحروكيف أننا أصبحنا أصدقاء .. أخيرًا.

.

.

.

١٣-١٤ رمضان: وقوف متكرر

.

١٠:٤٥ص

استيقظ في هذا الوقت تقريبًا كلّ يوم من بداية الشهر، حتى لو كان موعد نومي بعد السادسة صباحًاصحيح أنني لا أخرج للعمل إلا في المساء لكنّي استقبل المهام وأعمل عليها خلال النهار.

.

١:٣٠م

لم أكتب تدوينة للثالث عشر من رمضان، كنت منغمسة تمامًا في المهام. بين الظهيرة وحتى السابعة صباحًا من يوم الرابع عشر (اليوم). عندما يكون التركيز تامّ أنسى كلّ شيء واحتاج لتذكير نفسي بالتنفس كل عدة دقائق.

.

٣:٣٠م

.

Screen Shot 2016-06-20 at 2.53.02 PM

.

قبل بداية الشهر اقتنيت مجموعة كتب واخترت رواية تاريخية مدهشة للكاتب الأمريكي أنتوني دوير All the Lights We Cannot Seeتتزامن أحداثها والحرب العالمية الثانية. وشخصياتها الأساسية فتاة فرنسية كفيفة، وجندي ألماني شابّ تتقاطع حيواتهم في مدينة سان مالو الفرنسية الواقعة تحت الاحتلال الألماني. فصول الرواية قصيرة ومتسارعة، لولا أن العمل يلتهم نصف يومي تقريبًا وبقيته بين النوم والعائلة لانتهيت منها خلال عدة أيام. قرأت قبل فترة احتمالية تحويلها لفيلم، وهذه حالتي إذا علمت بإعداد رواية للتصوير، أقرأ الكتاب بأقرب فرصة حتى لا أقتل متعة التعرف عليها لاحقًا واكتفي بالفيلم.

.

٤:٤٥م

قضيت نهاية المساء قبل الخروج للإفطار مع صديقاتي في قراءة المقالات الثلاثة التالية:

مقال عن الوضع الاقتصادي (الحزين) لمشاهير الشبكات الاجتماعية وتأرجح حياتهم بين إيجاد وظيفة حقيقية أو الاستمرار في تلقي الدعم من الشركات والمتابعين.

وهنا مقال عن متعة فعل الأشياء وحيدًا، لماذا ينظر الناس لها وكأنها سمة غرائبية؟

والمقال الثالث عن أهمية النوم، نعم مقال آخر عن أهمية النوم لأننا نحتاج أن نشعر بالهلع أكثر بسبب تقصيرنا وأرقنا.

.

٦:٢٠م

التقيت بصديقاتي لتناول الإفطار في مطعم ومقهى أوف وايتOff White” أحببت الأجواء جدًا وخيارات الأطعمة واهتمام الموظفين. قضينا عدة ساعات دون أن نشعر، وتبادلنا القصص والصعوبات والمشاريع المستقبلية.

.

١٠ م

العودة للعمل من جديد بعد قيلولة قصيرة جدًا. أحبّ ساعة فتبت التي أصبحت تعطيني جداول مفصلة حول نشاطي اليوم وحركتي، وساعات نومي بالتأكيد. الفكرة من القيلولة لم تكن بحثًا عن مزيد من ساعات النوم، بل للبقاء ساكنة في مكان مظلم. الخروج من المنزل وإن كان محببًا يشعرني بالتشويش. لكي أعود لما كنت أعمل عليه أو أكمل يومي مع أسرتي احتاج هذه الوقفة القصيرة المنعشة.

.

٣:٣٠ ص

تنبهت للوقت. لم انتهي من العمل بعد ولم أكتب تدوينة الثالث عشر والآن الرابع عشر من رمضان.

.

٤:٥٤ ص

.

forgraceposter

.

قبل الغفوة تذكرت أنني شاهدت وثائقي مؤثّر على نتفليكس “For Grace من أجل غريسالذي يروي قصة الطاهي الأمريكي الشهير كيرتس دفي، وإنشاء مطعمه الخاص Graceالوثائقي يعرض قصته مع الطهي وكيف أنقذ حياته من طفولة مأساوية ويسرد بالتوازي قصة تجهيز المكان والعمل عليه، ويعود بفلاش باك لطفولته وسنوات تدرّجه في العمل. كنت أفكر في أنّ امتلاكك لمطعمك الخاصّ مهمة ممكنة وفي متناول اليدّ. وثائقيات مثل هذه تجعلني أعيد التفكير، هناك الكثير والكثير من العمل!

.

.

.