١ أبريل

٨:١٥ ص

استيقظت باكرًا لأسبق صوت حفر الجدران والمطارق في بيت جيراننا. أفكر كلّ يوم ما هو هذا الشيء الذي يجب إنجازه خلال هذه الأيام؟ الصخب يخترق الجدران، ورأسي، ومكالمات الاجتماعات خلال الأسابيع الماضية. شعرت بالانتصار لأنني سبقت المنبّه (٨:٣٠) والصخب. وفي هذا اليوم بالذات لا توجد مهامّ عاجلة، قررت القراءة في كتاب The Artist’s Way لجوليا كاميرون. كتاب ومشروع استشفاء إبداعي أجلت العمل به طويلًا، لكنني بدأت فعليا قبل سنتين بتطبيق بعض أدواته ومنها (صفحات الصباح).

٩:٤٥ ص

حمام سريع.

قبل شهر تقريبًا اقتنيت مجموعة الشامبو وملطف الشعر هذه من iherb.  لهذا الشامبو قصّة لطيفة، قبل ثلاث سنوات تقريبًا اخترت تجربة هذه الشركة في تعبئة صغيرة للسفر. وكانت العبوات التي طلبتها صديقتي في رحلاتي. رائحة الشامبو وملطف الشعر ارتبطت في ذاكرتي بنيويورك، واكتشاف المدن الجديدة. الرائحة عنصر مهم في ذاكرتي، تضعني في مشاعر جيدة كلما شعرت بالضيق أو التوتر. واختيار هذا الشامبو جاء في وقت مثالي. فلا سفر قريب، ونيويورك بعيدة!

١٠:٣٠ ص

أحبّ التفكير في وجبة الفطور من الليلة السابقة. وبالأمس كانت الفكرة تغيير المربى في ساندويتش الفول السوداني واستبداله بالتفاح المكرمل. والطريقة لمن لم يدفعه فضوله للبحث في غوغل بعد: في مقلاه أضيف شرائح تفاحة واحدة إلى ملعقة زبدة ساخنة وابدأ بتقليبها. اخفض الحرارة للمنتصف تقريبًا وأضيف القرفة المطحونة والسكر البني حسب الرغبة (استخدمت ملعقتين صغيرة لكلّ منها). استمر في تقليب التفاح حتى يكتسب لون ذهبي غامق كالكراميل (ومن هنا جاءت كلمة مكرمل) تقريبا سبع دقائق. بالنسبة للساندويتش حمصت شريحتين خبز توست (برّ أو أبيض حسب ما تفضلون) ودهنتها بزبدة الفول السوداني، ثمّ أضفت التفاح المكرمل كحشوة بداخلها. من ألذّ الاكتشافات! في السابق جربت الموز الطازج والعسل، أو الزبيب والعسل. وكلها مفضلة.

١٢:١٠م

شاهدت هذا الفيديو من سلسلة تقدّمها ميل روبنز بدأت من يومها الأول في العزل. السلسلة رائعة لمساعدتكم على فهم مشاعركم الآن. والحلقة هذه بالذات لمست مكان عميق بداخلي، وأجابت على تساؤلات مهمة مرتبطة بالطريقة التي أمضي بها وقتي وكيف تتذبذب طاقتي وشهيتي للحياة كل يوم.

١:٤٥م

أحبّ الاستفادة من بقايا الأكل في المنزل!

قبل ليلتين كان العشاء دجاج مشوي في الفرن، تبقى قطع من الدجاج مع العظام.

ويوم أمس كان الغداء خضروات مطهوة على الطريقة الصينية مع الزنجبيل مع قطع الدجاج المتبقية.

اليوم قررت استخدام الخضروات والدجاج وطهوتها سريعًا مع عدة ملاعق من الأرز الأبيض وقلبتها في صلصة الصويا، عصرة ليمون، وفص ثوم طازج ومهروس. هذه الوصفات تعني الاستفادة من كل المكونات والأطباق في المنزل، وتقليل الفائض. إنّها مثل سباق تتابع شهيّ!

٢:٣٠م

اقرأ هذه الأيام رواية الفتاة التي تحترقلكلير مسعود. رواية هادئة ولطيفة ومليئة بالتفاصيل. راوية القصة جوليافتاة في الثانية عشرة، مقبلة على سنوات المراهقة العاصفة. تروي قصتها مع صديقتها المقربة كايسي. وتمر علاقتهما بتغيرات ويتباعدان. لم انتهي بعد من قراءتها لكنني مستمتعة جدًا بهذا الهدوء وأحاديث جوليا وتأملاتها مع نفسها ذكرتني بمكانٍ كنت فيه قبل أكثر من عقدين. وقد أرّقتني الاسئلة حول رفيقات المدرسة، وحياتهنّ وهل نحنُ أصدقاء؟ وماذا تعني الصداقة حقًا؟

٦:٢٥م

تمرين ومشي لثلاثين دقيقة.

جرّبت القراءة خلال المشي وشعرت بالدوار، واستبدلتها بالموسيقى.

٨:٣٠م

اكتشفت موضي مسلسل استرالي جديد اسمه Stateless يستند على أحداث حقيقية ويروي قصة مجموعة من الشخصيات تلتقي حيواتهم في مركز احتجاز المهاجرين. فريق التمثيل رائع والنصّ وتسلسل القصة كذلك. شاهدنا خلال اليومين الماضية خمس حلقات متتالية، وبقيت الأخيرة.

ينتهي اليوم بالتأمل، التفت لهاتفي وأشاهد النص المتحرك “Stay Home” لم يخطر ببالي سيناريو مشابه لما يحدث الآن، ولا في أسوأ كوابيسي. استعيد يومي، استمع لتنفسي ينتظم وأذهب في النوم العميق.

.

.

.

البحث عن توم ميلر

في نهاية ٢٠١٣م وبينما كنت أبحث عن فنادق جديدة ومناسبة للسكن في نيويورك، وصلت لفندق الهايلاين The Highline Hotel فندق صغير وهادئ لا تزيد غرفه عن ستين غرفة. لكن ما شدّني بالإضافة لموقعه وجمال تصميمه، الجانب التاريخي وراءه. مبنى الفندق يعود لبداية القرن التاسع عشر، وكان في الأصل سكن طلاب معهد لاهوتي. الغرف واسعة ولها مظهر سكن فعلا. الأقواس والقرميد وتفاصيل البناء القوطية الحديثة واضحة. لستُ متخصصة في المعمار طبعًا، لكنني بحثت لأتعلم أكثر. ووصلت خلال بحثي إلى مدونة توم ميلر – دايتونيّ في منهاتن، ووجدت معلومات مفصّلة عن المكان.

حجزت للسكن في الفندق لكن علاقتي بالمدونة لم تقف هناك. أصبحت اقرأ فيها عن مباني وتماثيل، وحدائق حول نيويورك. بعضها شاهدته فعلًا، والبعض الآخر لشدة حماسي له وضعته في قائمة للزيارة.

لم يكن توم يكتب عن الأماكن بطريقة عادية، كان يصف المبنى، ثم يحكي قصة بناءه، من صممه؟ من موّل البناء؟ ويسرد الأحداث الهامة التي مرّت على المنزل ويختم بحالته اليوم، هل ما زال موجودًا؟ من يسكنه؟ وغيرها من التفاصيل التي تبهج الفضوليين أمثالي.

في ٢٠١٥م زرت نيويورك وخلال تصفح مجموعة كتب عن منهاتن وجدته، كتاب البحث عن نيويوركوتنبهت لاسم المؤلف الذي اكتشفت إنه المدون توم ميلر. الكتاب بمثابة دليل مصور للجيب، مكتوب على نمط التدوينات الممتعة ومقسم على ضواحي منهاتن ليسهل عليكم اكتشافها.رافقني الكتاب في رحلاتي الثلاث التالية وقبل رحلة أكتوبر فكرت: حان الوقت للقاء توم ميلر!

توقعت إنه شخص مشغول، وقد لا يمكنه الجلوس للحديث مع أحد متابعيه.كتبت الرسالة الطويلة، وأخبرته بقصتي مع مدونته وكتابه، وأنني سأكون في المدينة بعد عدة أسابيع. لم يطل الوقت، وصلني الرد اللطيف على رسالتي واتفقنا على اللقاء يوم العاشر من أكتوبر.

كنت أريد أن أتعرف أكثر على هذا الانسان الذي يدون يوميًا بلا توقف، ويشغله موضوع واحد لا يخفت معه حماسه.

جلسنا وبيننا القهوة والفضول وحدثني بشغف عن أيامه، عن المحاضرات التي يعدها حول الوجه المعماري لنيويورك، وتاريخها من خلال الأبنية. ومشاريعه المستقبلية في كتب عن شيكاغو، ومنازل منهاتن المنسية التي هُدمت وضاعت معها قصصها.

لاحقًا أرسلت له مجموعة أسئلة ليجيب عنها أشاركها معكم في هذه التدوينة.

.

.

من هو توم ميلر؟

توم ميلر انتقل من دايتون أوهايو في ١٩٧٩م وحمل معه شغف البحث عن القصص والحيوات الشخصية وراء المباني. عمل كمدير مكتب في حي صناعة الملبوسات Garment District بمنهاتن، نيويورك. ليعمل لاحقًا في سلك الشرطة النيويوركية. وفي العام ٢٠٠٩م بدأ التدوين في مدونته دايتونيّ في منهاتنوالتي روى من خلالها قصة ٢٥٠٠ مبنى، وتمثال، ونقطة هامة في مدينة نيويورك. وفي العام ٢٠١٥م أصدر كتابه البحث عن نيويوركليصبح دليلًا هامًا لمكتشفي عمارة المدينة.

كيف بدأت هذه التجربة؟

كما أخبرتك خلال لقاءنا، عندما كان عمري ١١ سنة تقريبا كنت مع أحد الأصدقاء نستكشف عدة منازل مهجورة تركها أصحابها بسبب إنشاء طريق سريع مكانها. في تلك المنازل تأملت المتعلقات الشخصية والأثاث المنسي، والكتب. واكتشفت أنّ تلك المنازل كانت أكثر من مكان للسكن، كانت قصصًا تروى. لقد أثارت القصص التي قرأتها من تأمل هذه الأماكن فضولي. وأشعلت شرارة اهتمامي الأولى.

ما الذي يبقي اهتمامك بالتدوين مشتعلًا؟

تحفزني معرفة أن الكثير من الأشخاص يقرأون كتاباتي، وتلهمهم وتغير من الطريقة التي ينظرون بها إلى المباني من حولهم. يفكرون بتاريخها، ويرفعون أبصارهم لرؤية ما حولها.

هل تعتبر ما تقوم به مشروعًا إبداعيًا؟

نعم، ويأتي الجانب الإبداعي فيه من إحياء التاريخ؛ وهو أيضًا ما يلهمني.

هل تحصل على دعم من الجهات الثقافية والفنية في ما تبحث وتكتب عنه؟ (ما مدى سهولة البحث في المكتبات والوثائق الرسمية)

على الرغم من امتلاكي لمكتبة شخصية تحوي مجموعة لا بأس بها من الكتب المتخصصة في مواضيع البحث، إلا أنني أبدأ العمل على الانترنت. من خلال مكتبة الكونجرس، الصحف مثل النيويورك تايمز، وغيرها. بالإضافة إلى المراجع التي أصل إليها في المكتبات الرقمية العامة وتسهل علي البحث.

هل تعمل وحدك؟ وكيف كانت التجربة ستتغير لو استعنت على سبيل المثال بمحررين وباحثين متخصصين؟

نعم أعمل وحدي. في الحقيقة أتقن العمل وأنا وحدي. أما بالنسبة للمحرر فيعمل معي ومع الناشرين للتحقق من سلامة النصوص والصياغة ويعطي رأيًا ثانيا لما اكتبه قبل النشر.

هل تصلك رسائل من المتابعين يصححون لك معلومة أو يضيفون للتدوينات؟

طبعا! تصلني رسائل تصحيح أخطاء إملائية أحيانا، وأحيان أخرى تصحيح لمعلومة أو تفصيل غفلت عنه. يسعدني ذلك بالتأكيد لأنني أكتب عن التاريخ، ومن الضروري التحقق دائما من صحة التدوينات التاريخية.

سبق وتواصل معك شخص سكن تلك المباني، أو أحد أحفاد الساكنين القدامى أو ورثتهم؟

نعم، وأحب عندما يتواصل معي أقارب أو معارف من سكنوا في تلك المباني أو المنازل. ويصدف أن تكون هذه معلومة جديدة عليهم فلم يعرفوا من قبل أن قريبهم سكن هنا أو هناك، أو لم يسمعوا بالقصص والأحداث التي أحاطت بهم.

(هنا أتذكر قصة رواها لي توم عن بيت في شمال نيويورك سكن به الكاتب إدغار آلان بو وزوجته في استضافة إحدى الأسر. تواصل معه أحد الأحفاد بالصورة التي توارثتها العائلة وتجمع الكاتب بأجداده)

ما الذي تهدف إليه من التدوين حول هذا الموضوع؟ ما الذي تودّ تحقيقه؟

أهدافي بسيطة جدًا: أريد مساعدة الناس في تقدير المباني، والأماكن من حولهم. أريد أن يستيقظ اهتمامهم بتاريخهم الخاصّ.

لو كانت لديك نصيحة ذهبية تقدمها لمن يفكّر في بدء مشروع توثيق مشابه داخل مدينته، في أي مكان من العالم. ماذا ستكون؟

أقوى نصيحة أقدمها لمن يرغب بتدوين وتوثيق التاريخ. تحقق من المعلومات التي تكتب عنها. ابذل جهدا مضاعفًا في البحث ولا تعتمد على المصادر السريعة وطبعًا ويكيبيديا ليست خيار وحيد.

.

.

.

سنة القفزات المدهشة

تشير ساعة يدي إلى السابعة وخمسين دقيقة. أفكر بصوت عالٍ: لو أنني أردت الاستيقاظ بهذا الانتباه وبلا منبّه لما حصل ذلك خلال الشهور الماضية. يبدو أنكم حزرتم الآن ما حدث. كنت سأكتب بأنني في إجازة طويلة وعلى وشك البدء بخطوة عملية مدهشة. لكن قبل ذلك سأقولها من جديد: تركت وظيفتي بعد ستة أشهر من العمل. وسلّمت آخر مهمة تحت إدارة وظيفية. وقلت في نفسي: المرة القادمة التي أنجز فيها مهمّة ستكون لنفسي.

ليس هناك أي حدث مجدول قريب منك حتى هذه اللحظة.

ظهرت هذه العبارة في لوحة التحكم الخاصة بالمدونة، ضحكت في سرّي. هذه هي اللحظة التي كنت انتظرها من شهور. لا مواعيد لا خطط لا شيء. حسنًا هناك الكثير من العمل المحبب لكنّه يعتمد على خارطة وقتي الخاص. أنام وأصحو وأعمل بحبّ وشغف بدون هلع الركض أو انتظار شيء ما.

خلال الـ١٢ شهرًا الماضية سافرت، وتعلمت، وعلمت، وخرجت من منطقة الراحة لمنطقة جديدة تخيلت أنها مرعبة لكنها أصبحت أفضل مكان. زرت المنطقة الشرقية والغربية ودبي والمملكة المتحدة وصحبت الكثير من الأشخاص المدهشين الذين أثروا حياتي وجعلوا عبور الأيام ممكنًا.

أشياء للفترة القادمة بإذن الله:

أقدّم ورشة للعمل المستقل تستضيفها مكتبة الملك عبدالعزيز خلال شهر فبراير بإذن الله.

مشروع تدوينة أسبوعية بالتعاون مع الصديقة الرائعة مها البشر، سنقوم بتجربة ممتعة ومختلفة لكلينا نقرأ فيها كتاب إريك مايزل المتخصص في موضوع الإبداع (The Creativity Book). يطرح الكاتب لكل شخص يرغب بتحفيز حياته الإبداعية وعلى مدى أسابيع السنة الـ ٥٢ أفكار وتمارين يمكن تطبيقها ورؤية ثمارها. سنقرأ ونطبق ونترجم وفي نهاية كل أسبوع نشارككم ما عملنا عليه. أضيفوا مدونة عصرونية في مفضلتكم وترقبوا الجديد فيها.

٢٠١٧.

كانت من أكثر أعوامي جنونًا. مررت بكلّ فصول المشاعر بين بدايتها واليوم. نزلت لأكثر أعماق الاحباط والحزن وعدت لقمة السعادة والنجاح والرضا. هذه هي الحياة صح؟

فكرت في كتابة أكثر من ألف كلمة لهذه التدوينة ثمّ شعرت بأنّ تدويناتي وقصاصات هذه السنة أفضل ملخّص لكل ما فيها. لذلك بلا ترتيب مسبق إليكم أحبّ تدوينات ٢٠١٧ :

حياة طيبة

أن تعرف قيمة نفسك

حتى لا يأكلكم الندم

كيف تصمم يومك المثالي؟

كيف تفاجئ نفسك؟

تجهيز الوجبات

مغامرة غذائية The Whole 30

وجبات الوعاء الواحد

يوميات

حياة بلا ستائر

استعادة ضبط المصنع

العام ٣٥: أخضر في العين والقلب

إنڤرنس عروس الشمال

ترجمات

طابع بريد لرسائل الحب فقط (لقاء مترجم مع غابرييل غارسيا ماركيز)

حلول إبداعية

كيف نكتب بلا توقف؟

اترك المنزل لتكتب أكثر

تطوير وظيفي

اصنع ملف تعريفي بلا خبرات سابقة

الوظيفة الحلم كيف نصل إلى هناك؟

كيف تختار نقلتك المهنيّة التالية؟

.

.

على لوحة الملاحظات بجانب مكتبي عبارة مهمة تقول ترجمتها: لن يكون هناك وقت أفضل من الآن لتراهن على نفسك. وأنا أراهن على نفسي أكثر من أي وقتٍ مضى. أشعر بها في قلبي، السنة المقبلة ستكون تغيير شامل وجذري على حياتي. للأفضل، للرضا، لمزيد من العطاء والإلهام والمشاركة مع الجميع.

شكرًا لكم من القلب

.

.

.

٤ رمضان: بأيادٍ سعودية.

١٠:٠٠ ص

رقم قياسي للاستيقاظ في رمضان.

اليوم نهضت باكرًا لحضور اجتماع عمل وخيّل لي بأنني سأنهار بشكل مفاجئ.

بالغت طبعاً وكل شيء كان بخير!

.

١١:٢٥ ص

اكتشفت مع انتقالي للرياض متعة جديدة. متعة اكتشاف المنتجات والمنتجين المحليين. لا أقول أن الجبيل كانت تخلو من مشاريع متنوعة ومنتجين محليين سواء في مجال الأطعمة، أو الكماليات وحتى الملبوسات. والدتي سيدة حِرفة ومبدعة بالأشغال اليدوية، كبرت وأنا ارتدي ملابسي التي تخيطها وأنعم بفرادة الأشياء التي تصنعها يداها السحرية. لكن، منذ انتقالي للرياض أصبحت أشاهد أكثر، انتبه أكثر للمشاريع الصغيرة التي تنمو مع الوقت. وانتقلت لمرحلة أخرى بحضور المعارض والفعاليات التي تدعم المنتجات المحلية وتسهل وصولها للعملاء والمهتمين. من بين المبادرات والبرامج المتعددة برنامج بأيادٍ سعوديةالذي أطلقه موقع ڤانيلا للتسوق الإلكتروني. فكرة البرنامج وتفاصيل التقدم للالتحاق به تجدونها في الرابط هنــــا. وشعارهم الجميل والمحبب #ندعم_المحلي فالمنتج المحلي يستحق الدعم والتطوير والانتشار.  من بين تفضيلاتي الشخصية لمنتجات محلية متنوعة وبشكل عام بعيدا عن البرنامج الذي أطلقه موقع ڤانيلا ، الماركات التالية قمت بتجربتها أو اقتنائها:

ديمارت (قرطاسية وديكور منزلي)

وراقة (قرطاسية وحلول تنظيمية)

نكهة شرقية (أطعمة ومذاقات شرقية)

٣٥٠ فهرنهايت (غرانولا متنوعة)

مطر (منتجات متنوعة وكماليات)

فلامنغو (حقائب اكسسوارات)

بيت التحميص (محمصة سعودية متخصصة)

١٢ كوب ( متجر متخصص بالقهوة)

أليف (متجر لمستلزمات الحيوانات الأليفة)

ورشان (متجر يوفّر الكتب النادرة)

.

٢:٣٠م

غفوة قصيرة حتى الثالثة والنصف.

احتجتها وبشدة!

.

٥:٠٠م

في برنامج حكاية طبق على الجزيرة الوثائقية، تعرفت اليوم على المندي الحساوي.

.

٨:٤٥م

اليوم الخميس وقبل فترة قررت أن كلّ خميس يكون احتفالية وانطلاق لنهاية الأسبوع.

الليلة خرجت مع صديقاتي للقهوة والجيلاتو، ذهبنا لــ Amorino مكان متخصص بالجيلاتو ويقدم قهوة طيّبة.

.

١:١٧م

العنود ابنة عمّي في لندن لدراسة مقرر متخصص في اللغة الإنجليزية، لا تعرف كم اشتقت لشخص وكم ترك غيابه أثرًا في نفسك إلا عندما تسمع صوته بعد وقت. سعيدة بتجربتها هذه وأتمنى أن تعود بعدها بحماس ورؤية جديدة للحياة والعمل.

.

.

.

كسر جونز

bluestory

أعتقد بأنها نعمة عظيمة لو تمكنت من الوصول إلى عامك الثاني بعد الثلاثين بدون أي كسور. وهذا ما حدث معي. شاهدت أقاربي، وصديقاتي يعانون من كسور شتى وفي أكثر من مناسبة، وكنتُ دائما أفكر في شكل الحياة وأنت تقفز بقدم واحدة، أو تمضي عدة شهور ترتدي ملابسك بأكمام مقصوصة. لم يكن أحد يتكلم عن الألم، الليالي الطويلة، وقلة الحيلة. كانوا يضحكون وهم يمدون أقدامهم لنوقع عليها، ويحتفظون بالجبيرة الملونة تذكار عظيم من فترة مدهشة.

يسمونه كسر جونز، أو كسر الراقص. يحدث في العظمة الخامسة من مشط القدم وهي امتداد الأصبع الأصغر. وفي صباح الثلاثاء الماضي وقعت على درجات السلم الأخيرة وحصل ما حصل. يقول الأخصائي الذي زرته وأنا واثقة من أنني سأكون بخير، وأنني سأمشي، وأن خمسة أيام كانت كافية للجلوس. بأنّ الجبيرة ستبقى لشهر، وبأنني سأحتاج للعلاج الطبيعي والكثير من الراحة، وطبعاً لا للرياضة.

الحمد لله أن كسر جونز – الذي كسر قدمه وهو يرقص- لم يحدث في مكان آخر، وأنني ما زلت أمشي، واقفز كلّ صباح في محاكاة فاشلة لحياة الكنغر. يقول والدي بأنني احتاج الوقوف – أو الجلوس- لأنني أركض منذ عدة أشهر، لا أتوقف، لا استريح، ولا أفكر جيداً. تقودني ألف فكرة في الصباح، ويركض دماغي بلا كلل حتى اسقط في نهاية اليوم على وسادتي، اللحظة الواعية الوحيدة والواضحة جداً هي تلك التي قضيتها في غرفة الطوارئ. بلا حراك. انتظر فقط. ما الذي يحدث يا هيفا؟ من ديسمبر الماضي وأنا أتنفس تحت الماء، اتخذ القرارات بلا ندم، واركض في عجلة افتراضية.

قدمي اليمنى، سأكتب فيها قصة ذات يوم. وقعت عليها مراراً، ووجد الأطباء فيها إبرة بطول إنشين، وقبل عدة أشهر اقتحمتها زجاجة حادة خلفت جرحاً ظاهراً وعطلت ركضي عليها. قدمي اليمنى هي أيضا قدم الارتقاء، كيف تعرفون قدم الارتقاء خاصتكم؟ قفوا باتزان واطلبوا من أحد دفعكم من الخلف، القدم التي تستخدمونها لتفادي السقوط هي قدم الارتقاء. احرصوا عليها.

كنت لفترة طويلة مفتونة بجون سلفر وعكازه وأذكر جيداً مكنسة جدتي القديمة التي استخدمتها لأقلد عكازه العظيم. والآن وبلا جهد حصلت على عكاز سلفر.

أجرب أغذية جديدة وأتبع توصيات صحية من متخصصين ومن عجائز العائلة، آكل الكثير من الماش – عدس أخضر- وسأحاول شرب الحلبة في الصباح وأكل الكثير من الزبادي لأسرع عملية جبر الكسر.

أنا إنسانه يربكها الجلوس لساعات طويلة، لا أحبّ طلب شيء من أحد حتى ولو كان صنع فنجان قهوة، ما دمت استطيع فعل كل شيء بنفسي سأفعله. سأحاول الاستفادة قدر المستطاع من فترة الراحة الإجبارية، اكتب، اقرأ الكتب التي علقت في منتصفها، وأشاهد الكثير من المسلسلات والوثائقيات.

تذكرون أول كسر في حياتكم؟

شاركوني القصة هنا : )

حكايات تتحدى العزلة

مررت بوثائقي من ساعة واحدة يتحدث فيه غابرييل غارسيا ماركيز عن أمور شتى. يتحدث عن عمله كسيناريست للسينما والتلفزيون، عن الخيال الواقعي وأمريكا اللاتينية ومواضيع أخرى ذكرتني بكتاب رائحة الجوافة وحوارات ماركيز فيه. المعلق يتحدث بالإنجليزية وماركيز بالإسبانية وتمت ترجمة مشاهده.

رينوار وأصدقائه

A woman and a cat - Renoir
A woman and a cat – Renoir

مستمتعة جداً بقراءة سيرة رينوار التي كتبها وجمع حكاياتها ابنه جان رينوار. يتشتت الحديث في بعض المواضع لكنّ جمال الكتاب ككل لا يضيع.

أحببت هذا المقطع – سأقتبس لاحقاً الكثير من الكتاب- الذي يتحدث فيه ابن الفنان الشامل عن رفاقه في المدرسة الانطباعية وما الذي تعلمه منهم.

“كل واحد من أصدقاء رينوار منحه شيئاً ما كان هو ممتناً منه. بيبسكو أعطاه أول فرصة لرؤية الأكتاف العارية للنساء في ثياب السهرة الجميلة، أما سيزان فكشف له عن دقة التفكير المتوسطي، ومونيه فتح عينيه على المخيلة الفطرية لناس الأقطار الأوروبية الشمالية، أما بيسارو فصاغ بمصطلحات نظرية أفكاره وأفكار أصدقائه. كل من أصدقائه أسهم في خزين الغنى الجمالي الذي كانوا يشتركون به.”

.

.

.