كيف تنجو في بيئة عمل سامّة؟

قبل عدة أيام أعدت الإجابة على استطلاع رأي في جريدة نيويورك تايمز حول بيئات العمل وكانت النتيجة «اعتبري نفسك محظوظة أنتِ من ضمن العاملين في بيئة حضارية.» لقد جربت الإجابة على الاستطلاع قبل عدة سنوات في وظيفة سابقة وكانت النتيجة أنني أعمل في مكانٍ غير حضاري. هذه المرة ظهرت العبارة على الشاشة لتشعرني بالطمأنينة ولم يكن لديّ شك في ظهورها.

تؤثر أماكن العمل علينا بشكل عميق لأننا نقضي فيها جزء كبير من يومنا. قد يكون إجمالي الساعات التي نقضيها مع مدراء في العمل أو زملاء أكثر من تلك التي نقضيها مع أفراد عائلتنا! ومن هنا تولد المشكلات إذا كانت بيئة العمل غير مناسبة حتى وإن كنت تعمل من المنزل وهذا ما اكتشفناه خلال العامين الماضية. ما الذي يجعل بيئة العمل سامة؟ هذا هو السؤال الذي قد يختلف الكثير في إجابته لكن ستجمعهم عناصر محددة ويتفقون عليها.

تأثير البيئة السامة يمتدّ لحياتنا الشخصية وصحتنا الجسدية والنفسية ويمتد لاحترامنا لأنفسنا وكيف نقيّم ذواتنا بشكل عام. بعد فترة من التعرض لهذا الأذى يصل الأفراد إلى حالة من الاحتراق. وخاصة أولئك الذين لا يجدون مخرجًا أو فرصة لتحويل مسارهم المهني وإيجاد الدخل بعيدًا عن بيئة تسيء لهم.

ما هي الإشارات إذًا؟

كما ذكرت أعلاه قد يختلف تصنيف كلّ شخص وفقا لخلفيته والمجال المهني الذي يعمل فيه. لكن الإشارات التي لاحظتها وتتبعتها في قراءاتي هي كالتالي:

تواصل سيء أو ضعيف.

الاتصالات غير الكافية أو المربكة والمتفرقة تأتي في مقدمة مشاكل أماكن العمل ويمكن اكتشاف ذلك بشكل فوري بعد فترة من العمل. تكتشف أنّك خارج دائرة المعلومات المهمّة إذ يفشل الزملاء والمدراء في مشاركتها معك. لا يوجد تدوين لأهم العمليات والخطوات في إدارة المشاريع. يعتمد الغالبية من الموظفين على الاتصالات الهاتفية والرسائل المنقولة شفهيًا ولا شيء يدوّن ليسهل العودة إليه والمطالبة به وهنا تبدأ المشاكل. رسائل البريد التي تبعثها تصبح رسائل في زجاجة ضائعة في المحيط! لا تجد رد أو توجيه في الوقت المناسب ولكن عندما يحدث خطأ أو مشكلة يُنسب التقصير إليك وما من وسيلة لتثبت مشاركة الآخرين. ويندرج تحت ذلك أيضًا التواصل خارج ساعات العمل وفي الإجازات الرسمية.

الثرثرة والنميمة ونقل الشائعات.

أقول دائمًا أن المنظمات والموظفين المنشغلين بالعمل الجادّ لا يجدون الوقت للثرثرة ونقل القصص عن بعضهم والتحريض. تذكرت وأنا أكتب هذه الجملة إحدى فترات عملي السابقة حيث قاومت بشدة الانخراط في هذه الجلسات التي قد تمتص حماسي ورؤيتي الجيدة للعمل. لم تكن تلك البيئة مثالية لكن لو استسلمت لتلك الجلسات لما عرفت طريق العودة أبدًا. يمكنكم رؤية هذا السلوك بوضوح في جلسات الاستراحة الطويلة التي تمتدّ بعد الوقت المخصص لتناول الطعام أو الصلاة. يبحث بعض الزملاء عن وقت لفعل أيّ شيء إلا العمل. حتى لو شعرت بالإقصاء عن هذه المجموعة لا تشك بنفسك ولو للحظة، وقد تكتشف أيضًا بعد حين أن ابتعادك عن هذه الجلسات تنعكس على طريقة عملهم معك وهذه إشارة أخرى على السمية.

قيادة سيئة.

هذه مشكلة حقيقية.

تركت أكثر من وظيفة بسبب مدير أو مديرة سيئة، ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ بل في أحيانٍ أخرى تكون القيادة منخورة بالكامل. أحيانًا القيادة السيئة سلسلة تبدأ من أعلى الهرم وتصل إليك. قد يكون مديرك شخص يشكك في قدراتك باستمرار ولا يعطيك فرصة للتقدم أو العمل بشكل جيد. يربكك بالمقاطعة والفوضى وقلة التواصل وينتقل كلّ هذا لما تفعله. نوع آخر من المدراء الذين عملت معهم يحبّ توجيه اللوم والاتهامات باستمرار كلما فشل مشروع أو تأخر إنجاز مهمّة، ومن جهة أخرى ينسب العمل الناجح لنفسه وتوجيهاته دون التفكير في الموظف الذي قضى الساعات الطويلة لإتمام العمل. باختصار شديد: القيادة السيئة هي واحدة من أهم مؤشرات بيئة العمل السامة.

غياب التحفيز.

لا أقصد بذلك وجود فرقة موسيقية تعزف لك الموسيقى الاحتفالية كلّ يوم!

هناك قدر مطلوب من التحفيز يظهر بلفتات بسيطة أو كبيرة. عندما تجد من يشجعك للتجربة والاكتشاف والخطأ في مساحة آمنة هذا تحفيز. عندما تجد من يشكرك عند اجتياز منعطفات صعبة في مشروع معين ومساهمتك في نجاح جماعي للفريق هذا تحفيز. وعندما يتوقف كلّ هذا ستراه في نفسك وفي زملائك. يسود شعور من الثقل -وجرّ القدمين- للعمل كل يوم عندما يتوقف الحافز. وعندما يكون تحفيزك الداخلي حيًّا؟ سيفتقر الباقون لذلك وستجد نفسك تدفع بكل قوتك لتحريك هذه السفينة حتى تصل لمرحلة الانهاك. للأسف ليس ذنبنا أنّ بعض زملائنا يفتقرون للتحفيز هذا جزء من تخطيط المنظمة والمشاريع وحتى فكرة توظيفهم في مكانٍ ما. أنت بخير إذا لم يكن قائدك مفتقر للتحفيز ويمكنك التعامل مع الزملاء والظروف بشكل جيد لتجاوز هذا المؤشر.

انعدام النّمو.

عندما تجد صعوبة في التقدم والتطور في عملك هذه إحدى مؤشرات توقف النمو. تمر عدة أشهر على آخر مرة تغيرت فيها مهامّك أو تعلمت مهارة جديدة؟ لا يتم ارشادك من الرؤساء أو توجيهك لتحسين شيء ما في عملك؟ يرفضون التحاقك ببرامج للتدريب أو التعلّم مع تقديم حجج واهية؟ كثير من هذه المؤشرات مربكة إذا كنت تعمل باجتهاد ولديك رغبة حقيقية في تطوير ما تفعله.

من المهمّ أيضا معرفة أن رؤسائك أو حتى الجهة التي تعمل بها ليسوا مسؤولين دائما عن تطوير مهاراتك، عندما يكون الحلّ في يدك أقدم عليه. حسن من الطريقة التي تدير بها المشاريع أو تكتب أو تدرّس أو حتى تعالج مرضاك. التحرك للأمام في المساحة المتاحة لك أفضل بكثير من الجلوس والانتظار.

هذا المؤشر لا ينطبق عليك بالضرورة إذا كنت تحبّ العمل المكرر والتحوّل إلى آلة تقطع البسكويت بشكل واحد لسنوات لذلك اقترح تجاهله في حالتك.

معدّل استقالات مرتفع.

أشعر في بعض اللحظات بالندم عندما استعيد تجربة عمل في بيئة مسمومة تجاهلت فيها هذا المؤشر. في أول عدة أسابيع من عملي لاحظت استقالات متعددة في أكثر من إدارة مع تكتّم شديد حول سبب خروج الموظفين. لم يبق السبب سرًا لوقت طويل فقد اكتشفته بنفسي!

أفكّر في كل موظف يترك العمل، ليست الفرص الأفضل دائما هي السبب ووددت لو كان لدي وقت أطول للبحث في دراسات متعمقة في الاستقالات التي تأتي بسبب فرص أفضل. صعوبة الخروج من مكان يوفّر لك مصدر الرزق وتعتمد عليه جوانب كثيرة من حياتك يقابلها صعوبة ما تمرّ به في هذا المكان وضرورة النجاة. ماذا لو كانت الجهة هي من تستغني عن الموظفين بشكل مستمر؟ هذه إشارة أخرى لكن لم اتعمق في فهمها فقد تكون مشكلة توظيف لكوادر أكبر من الاحتياج، أو سوء في التقدير والتحقق من ملاءمة الموظف ومن ثمّ التخلص منه بشكل مفاجئ، أو وهذا أيضًا وارد سوء تأهيله وعدم رغبته بالعمل أو تحسين جودة عمله.

ما يمكنني مشاركته كنصيحة ضرورية هنا: إذا كانت لديك شكوك في ارتفاع عدد الاستقالات حاول التحدث في الموضوع مع شخص تثق به -مع إنها فكرة صعبة لمن دخل منظمة حديثًا-، وحاول من جهة أخرى التواصل مع من تركوا الجهة. لماذا استقلت؟ ما هي أسبابك وكيف يمكنني تفادي الوصول لهذا المكان؟

مؤشرات إضافية

في استطلاع رأي أجري على أكثر من ٦٠٠ شخص في ١٧ مجال مهنيّ ونشرت نتائجه جريدة نيويورك تايمز عام ٢٠١٥ ساهمت هذه السلوكيات السلبية الصادرة من المدراء في تحويل بيئة العمل إلى سامة مع الوقت:

  • مقاطعة الآخرين عند الحديث.
  • الحكم على من يختلف عنهم
  • يولون القليل من الاهتمام لآراء الآخرين.
  • يحتكرون أفضل المهام لأنفسهم.
  • يفشلون في تمرير المعلومات الضرورية لفريق العمل.
  • يتجاهلون الشكر وتقديم الأوامر بلطف.
  • يحقرون الآخرين ويتحدثون إليهم بلا تهذيب.
  • ينسبون الفضل لأنفسهم دون وجه حقّ.
  • يطلقون الشتائم والبذاءات.

وفي نفس الاستطلاع أجاب الأفراد المشاركين وصرحوا بالسلوكيات السلبية التي وجدوها في أنفسهم:

  • يتجاهلون دعوات الاجتماعات الموجهة إليهم.
  • يستخدمون مصطلحات لا يفهمها الجميع حتى مع معرفتهم بذلك.
  • يحتكرون المهام السهلة لأنفسهم بينما يتركون الصعبة للآخرين.
  • لا يستمعون.
  • لا يهتمون بالآخرين.
  • يستخدمون هواتفهم والرسائل الإلكترونية أثناء الاجتماعات.
  • لا يظهرون الامتنان لمساهمة الآخرين في العمل ويجدونها أمر مفروغ منه.
  • يحقرون من الآخرين بصورة غير لفظية.
  • يتجاهلون الشكر وتقديم الأوامر بلطف.

ما يمكنني اكتشافه من هذه المجموعة من السلوكيات هي أننا أحيانا وحتى دون انتباه منّا نفعل ما نجده مؤذيًا من الآخرين. العجلة والضغوط والرغبة بالظهور بأفضل صورة ممكنة قد تشوش التفكير وتدفع الأفراد لتجاهل الآخرين والصعود عليهم. سيكون مكان العمل أكثر صحة وفاعلية لو ركّزنا في المهام بين أيدينا وتجاوزنا رغباتنا الشخصية وأحكامنا.

كيف تنجو في بيئات العمل السامة؟

في أكتوبر الماضي شاركت استطلاع رأي جمعت فيه أسئلة عامّة بإجابات مفتوحة. فكرت في مشاركة هذه الأسئلة بعد تجارب شخصية عبرتها بصعوبة واتخذت بعدها قرارات أثرت على مساري المهني. كانت قراراتي تلك الأفضل على الاطلاق مع أنني في تلك اللحظة شعرت بالخوف والتردد والرغبة في ترك كلّ شيء والبقاء ساكنة. كنت على وشك الاستسلام لحقيقة أن بيئات العمل كلها هكذا، وأن هناك مشكلة بداخلي وعليّ التعود والصّبر والسكوت.

تجربتي الشخصية ليست مقياس شامل لكن الإجابات التي وصلتني على استطلاع الرأي الذي نشرته آلمتني كثيرًا وشعرت بالرغبة في مساعدة كل شخص كتب تعليق أو شارك تجربته الصعبة. لكن لمجهولية النموذج لم أتمكن من معرفة الوجهة التي انطلق إليها للمساعدة. هذه التدوينة خطوة باتجاه تقديم أفكار أو توجيهات قد تساعد وتدعم من يعانون من بيئة عمل سامّة. تساعدهم في اكتشاف وجهتهم التالية، أو صناعة التغيير في أنفسهم ومكان عملهم، أو لتربت على أكتافهم وتقول لهم: نعم أعرف وأصدّق.

بعد اكتشاف المشكلة والتحقّق من أنّ ما تراه ليست مرحلة عابرة أو سلوك فردي بل ثقافة منظمة وشاملة. هذه عدة نصائح مجربة:

  • لا تسمح للسلبية بالانتصار عليك. البقاء في حالة غامرة من اليأس سيمنعك من رؤية الحلول الممكنة.
  • امتنع عن المشاركة في الدراما، ولا تحشد الحلفاء والمتعاطفين لمجرد أنكم تتشاركون النميمة أو الاستياء من موظف أو من البيئة بأكملها. الثرثرة مدمرة في كل الأحوال.
  • تجنب مسببات الانزعاج قدر الإمكان مثل التحقق من بريدك الالكتروني أو الرد على مكالمات العمل بعد انتهاء ساعاته أو خلال عطلة نهاية الأسبوع.
  • دافع عن نفسك وفكر دائما في طرق مبتكرة لتغيير البيئة من حولك.
  • لا تنسى توثيق كل شيء! وثق المراسلات ومهام العمل وأي شيء قد تحتاجه مستقبلًا في دعم مسيرتك المهنية وتفادي المشكلات.
  • ابحث عن متنفس شخصي لتشعر بالإنجاز والأهمية بعيدًا عن وظيفتك، ما هي الهوايات التي تحبّها؟ ما الذي يمكنك الانخراط فيه اليوم ويحسّن من جودة حياتك بشكل ملحوظ؟
  • استخدم الوقت للبحث واكتشاف فرص مهنية أخرى ولا تتردد في طلب الاستشارة ممن تثق به.
  • تعلّم مهارات الحوار والاقناع والحزم لتدعم نفسك في المواقف الصعبة.
  • اصنع مساحة عمل إيجابية حتى لو كان الأمر صعب في البداية، حاول وابدأ بالتخيل حتى تصل لمرحلة تهدأ بها نفسك وترضى.
  • ابحث عن الدعم في دائرتك المقربة مع التفكير جديًا في العمل مع مدرب أو مرشد مهنيّ يساعدك في تجاوز هذا الوقت.
  • استعد لوظيفة أفضل بتقييم مهاراتك وإعداد سيرتك ومشاركتها مع المهتمين.
  • انتبه لرسائلك الداخلية. ماذا تقول لنفسك عن نفسك؟ نحن نميل إلى القسوة على أنفسنا أحيانًا ولكن توجيه الرسائل وإعادة صياغتها لتحمل نبرة الدعم والاهتمام له أثر لا يُصدّق.
  • وأخيرا، وهذا الأهم في نظري: أنتَ لستَ وظيفتك! فكّر في الحياة بمفهومها الواسع. كيف تريد أن تعيش؟ ما هي قيمك؟ ما هي طموحاتك؟ ماذا سيحدث بعد سنوات من الآن بعد أن تترك الوظيفة وتنتقل لأخرى؟ هذه الأسئلة مهمة.

حاولت في هذه التدوينة الدمج بين المعلومات التي جمعتها من القراءة والاطلاع على المصادر في الموضوع، بالإضافة إلى تجاربكم، وتجربتي الشخصية. ما زلنا بحاجة لمزيد من العمل والتوعية لصناعة تغيير ملموس وهذا ما سنصله بالمزيد من القصص والتوجيهات. وسأكون سعيدة بمشاركتكم في التعليقات.

.

.

.Photo via Shorpy

كيف تبدأ بالتعلّم الذاتي؟

نقصد بالتعلّم الذاتي تنمية مهاراتك وتطوير معرفتك دون الحاجة للانتظام والحضور للدراسة في مؤسسة تعليمية تقليدية. أنت من يضع أهدافك وخططك والوقت المناسب لك. وقد يكون هناك مساعدة خارجية وتوجيهات من مختصين يشرفون على تعلمك ضمن مؤسسات تعليمية غير تقليدية.

أين يمكنك التعلم ذاتيا؟

  • القراءة
  • المحاضرات المرئية والمسموعة
  • مواقع المقررات الإلكترونية
  • التعلم مع الأقران
  • التعلم مع مختصين (معلمين أو مرشدين)
  • التعلم بالتجربة

ما هي منافع التعلم الذاتي؟

  • يساعدك في تطوير مهارات حلّ المشكلات.
  • التعلم الذاتي خالي من الضغوط -إلى حد ما- ليس هناك مواعيد تسليم صارمة، أو واجبات واختبارات نهائية.
  • يكسبك مهارات متنوعة تناسب مسارك المهني.
  • ينبع التعلم الذاتي من رغبتك الداخلية في التعلم، لذلك يدعم شعورك بالإنجاز والوصول للأهداف والرضا.
  • يتيح لك طريقة اختيار التعلم المناسبة لك (كتب، فيديو، دروس مع مدربين، أو محاضرات عبر الانترنت).
  • تعلم ضبط الوقت وترتيب الأولويات.

قواعد عامة للتعلم الذاتي

  • ليكن لديك تركيز واضح على ما ترغب في تعلّمه. العالم مليء بالمعارف والمهارات ولكن المهمّ هو تحديد ما تريده وفرزه والتركيز عليه.
  • دع فضولك يقودك.
  • تعلّم باستمرار وهذه ميزة التعلم الذاتي «الحرّ». اتبع طاقتك وأوقات فراغك واملأها بما تحبّ.
  • اقرأ كثيرًا.
  • اسأل المختصين والمجربين عن مسارهم في تعلم مهارة معينة.
  • تمتع بعقلية المتعلم في كلّ الأوقات: تواضع، انتبه، وجرّب.
متابعة قراءة كيف تبدأ بالتعلّم الذاتي؟

كيف تنشر تدويناتك وتسوّق لها؟

يواجه المدون عقبة صغيرة بعد إتمام العمل على تدوينة جديدة، وهذه المشكلة مرتبطة بالانتشار والتسويق. أين أصل للقراء وكيف؟ ما هي الخطوات التي يجب عليّ اتباعها؟ وغيرها من الأسئلة. أنت لا تحتاج للإعلانات المدفوعة -على الأقل في بداية المدونة. إنما يمكنك الوصول لشريحتك المستهدفة والامتداد خراجها بواسطة أفكار مبتكرة -ومجانية.

  • البدء بنشر رابط التدوينة عبر منصات التواصل الاجتماعي واقتراح مشاركتها مع المتابعين المهتمّين.
  • الاستفادة من شبكة معارفك ومشاركة الرابط معهم وتوجيه الدعوة لهم لمشاركته.
  • المشاركة بالتعليق وإعادة النشر في مدونات أخرى لبناء شبكة قرّاء جيدة وهذه ميزة لطيفة في التسجيل للتعليقات بأنك تكتب بريدك الإلكتروني ورابط مدونتك وما إن يُنشر تعليقك حتى يمكن لكل القراء الوصول إليك.
  • بدء نشرة بريدية وإرسال التدوينات ومشاركتها من خلالها.
  • البحث عن منصات رقمية أخرى غير الشبكات الاجتماعية كالشبكات الاحترافية، ومواقع الأبحاث والمقالات المتخصصة في حال كنت تكتب في هذه المجالات.
  • استضافة مدونين وشخصيات أخرى للكتابة أو نشر المقابلات الشخصية معهم. هؤلاء يملكون قاعدة متابعين مختلفة وهذا يعني وصولك لشريحة جديدة.
  • الاستفادة من المواسم للمشاركة بتدويناتك وإن كانت قديمة (إعادة نشر تدوينات عن فصول السنة، أو الأعياد، أو شهر رمضان)
  • تضمين كلمات مفتاحية جيدة في التدوينات وعناوينها لزيادة عدد الزيارات.
  • متابعة المنافسين والتعلم من أساليبهم وربما اكتشاف زوايا لم يقوموا بتغطيتها من ثمّ الكتابة عنها لتحظى بالوصول من محركات البحث.
  • إتاحة أزرار المشاركة في التدوينة يسرّع من تسويقها (بالإضافة إلى منصات التواصل الاجتماعي يمكنك إتاحة أزرار المشاركة في تطبيقات المحادثة مثل Telegram، Whatsapp، وغيرها).
  • صياغة وتصميم التدوينة بطريقة ذكية تتيح إعادة نشرها على المنصات الرقمية المختلفة (انستقرام، بينترست، بودكاست)
  • إعادة النشر أكثر من مرة سواء كانت تدوينات جديدة أو قديمة.
  • اختيار أوقات النشر المناسبة للفئة المستهدفة (الطلبة لهم وقت، موظفو الشركات لهم وقت، وهكذا)
  • كتابة منشورات على منصات التواصل الاجتماعي كل فترة وتضمين رابط للتدوينة أو وسوم Hashtags  مناسبة لها.
  • تثبيت التغريدة المرتبطة بالتدوينة الجديدة في الملف الشخصي لعدة أيام.
  • مشاركة رابط التدوينة للإجابة على استفسارات في نقاشات على الشبكات، أو مواقع الإجابة على أسئلة مثل  Quora
  • صناعة الشراكات مع الكتّاب، الشركات، ونشر تدوينات تعاونية تزيد من نسبة المشاركة والوصول.

الصورة من Unsplash

.

.

أين نجد الإلهام للتدوين؟

من بين أهمّ الأسئلة التي اتلاقها على بريد المدونة أو حساباتي في منصات التواصل الاجتماعي تكرر السؤال: كيف نجد الإلهام للتدوين؟ ينشط حماسنا للبدء بالتدوين وبعد مرور الوقت نكتشف أن المحافظة على هذا الحماس وإيجاد الأفكار عملية صعبة. جمعت لكم أهم الأفكار التي جربتها بشكل شخصي أو مررت بها في مدونات ملهمة.

  • ابدأ من تدويناتك السابقة. أيّها ناجحة؟ أيها حصدت قراءات أكثر؟ تعليقات أكثر؟ ما هو الشيء الخاصّ بهذه التدوينات وميزها؟ هل يمكنك مواصلة الحديث عن الموضوع من زاوية أخرى؟ أو استخدام عناصر القوة والنجاح والكتابة عن موضوع مختلف؟
  • استخدم استطلاعات الرأي مع متابعيك وحولها إلى تدوينات أو استفد منها في الأفكار
  • لاحظ المواضيع المطروحة بكثافة عبر المنصات الرقمية. هل يمكنك الكتابة عنها والمشاركة بها؟
  • ابحث عن الإلهام في المدونين الآخرين.
  • استخدم محفزات الكتابة Writing prompts
  • القراءة، القراءة، القراءة.
  • الاعتماد على المواسم والمناسبات السنوية والشهرية واليومية.
  • استخدم المدونة كلوحة إلهام، تجمع فيها أحلامك ورغباتك.
  • دون عما يشغلك للتخفف منه.
  • احتفظ بقائمة تسجل بها الأفكار التي تزورك فقد تعود لها لاحقًا.
  • دوّن مشاهداتك، أشياء تذوقتها، أماكن زرتها، شخصيات رائعة التقيت بها.
  • اشترك في النشرات البريدية المتنوعة لتكن على اطلاع بالمستجدات.
  • استفد من الاستفسارات التي تصلك وحولها إلى تدوينة (هذه التدوينة مثلًا)
  • استخدم تجاربك المهنية وشارك خبراتك في التعلم مع الآخرين.

.

.

الصورة من موقع Unsplash

القوّة الخفيّة لتغيير هويّتك

مررت قبل عدة أيام بتدوينة شيّقة للكاتب ليو باباوتا ناقش فيها موضوع تغيير الهويّة (أو الشخصيّة) Identity. أحببت طريقة عرضه للموضوع وها أنا أنقلها لكم مترجمة بتصرفوأعيد نشرها في مدونتي.

القوة الخفية لتغيير هويّتك (أو شخصيتك)

لقد كان تغيير هويتي أحد أهم التحولات التي طرأت على حياتي. لم يحدث ذلك في يومٍ وليلة بالتأكيد، لكنني نجحت في تحقيقه عبر عدة جوانب من حياتي. على سبيل المثال:

  • كنتُ مدخنًا وأقلعت عن التدخين. ومنذ أن أقلعت، لم أعد أفكّر بالتدخين عندما أكون مضغوطًا أو متوترًا.
  • توقفت عن أكل اللحوم واعتمدت النظام النباتي (ولاحقًا النظام النباتي الصرف). لقد تلاشى اللحم من قائمة طعامي، ولم أعد أفكر به.
  • كنت أعدّ نفسي عداء ماراثونات. لاحقًا، أصبحت شخص يتمرّن بانتظام للمحافظة على صحته ولياقته. وذلك يعني ألا أتوقف عن التمرين وإن اختل جدولي قليلًا.
  • أصبحت متأملًا. ولاحقا، طالب لمذهب الزن. وذلك يعني أنني وإن توقفت عن ممارسة التأمل لوقتٍ طويل، سأعود إليه دائمًا.
  • أصبحتُ كاتبًا. نعم، كنت أكتب في السابق لكن ليس بشكل يومي.
  • أصبحت متخففًا Minimalist. أتاح لي هذا التغيير التحرّر من الفوضى والاستمتاع بالحياة بماديات أقل.

هناك العشرات من الأمثلة التي يمكنني مشاركتها معك. أنا أب، أطفاله يدرسون من المنزل، يستيقظ مبكرًا، قارئ، مدرّس، متحدث، رائد أعمال، شخص يدقق في مصروفاته باستمرار. كل تغيير صغير كان أو كبير أدخلته على حياتي وارتبطت به، غير هويتي بطريقة ما. وذلك أقوى مما يدركه معظم الأشخاص، ولكنّه قابل للتطبيق.

المنافع الخفيّة لتغيير هويّتك (أو شخصيتك)

سيتطلب ذلك بعض العمل منك، وستكون بحاجة لتغيير نظرتك إلى نفسك لكنّك ستلاحظ المنافع التالية، والتي لا تتضح لكثير من الأشخاص:

  • ستتوقف عن ممارسة (بعض) سلوكياتك التي اعتدت عليها في الماضي. ستقلع عن التدخين، ستمتنع عن أكل اللحوم، وأي شيء لا يرتبط بهويتك الحالية والشخص الذي أصبحته.
  • ستصبح السلوكيات الجديدة مسلّمات في حياتك. أنت تكتب كلّ يوم وبلا نقاش. إذا أصبحت رائد أعمال، فأنت تعمل وتنظم المشاريع، وهكذا.
  • ستتوقف عن مجادلة نفسك بخصوص فعل الأشياء، وهذا سيوفر طاقتك العقلية ويخلصك تدريجيًا من الصراعات اليومية.
  • ستتمكن من تغيير اعتقاداتك الراسخة التي تمسكت بها طويلًا. مثل: أنا لستُ جيدًا في هذا المجال، أو يستحيل عليّ فعل هذا والنجاح فيه. أيّ اعتقاد أو قناعة لا تخدمك اليوم، تخلّص منها.
  • ستتبنى عقلية التغيير. أي أنك لن تكون عالقًا في أساليبك القديمة، بل باستطاعتك النمو والتقدم وعيش احتمالاتك الجديدة.

هناك الكثير من المنافع بالتأكيد وسأترك لك اكتشافها بنفسك. أما الآن فلننتقل إلى الكيفية“.

كيف تغيّر هويّتك (أو شخصيتك)؟

للأسف لن يكون ذلك سهلًا، ولن يتمّ بضغطة زر في ليلة وضحاها! يمكنك تبنّي التغيير بطرق مختلفة، لكني سأشاركك ما وجدته مفيدًا:

  • لتكن نيّتك: التغيير بوعي. يمكننا تغيير هوياتنا بلا قصدٍ منا عندما نصطدم بشيء يدفعنا للتغيير. لكني وجدت أن فعل ذلك بوعي أفضل من التعثر الأعمى بشيء مذهل.
  • فكّر بالشخص الذي تريد أن تكونه. هل تريد أن تكون شخصًا يكتب كلّ يوم؟ شخص لا يأكل سوى الأطعمة النباتية؟ شخص يقتني القليل جدًا؟ اكتب عن نفسك وعرّف بها قياسًا على ذلك.
  • ابدأ بتبني السلوكيات. استخدم المنبهات والتذكير وكل ما يساعدك على اعتمادها. ولكن الأهمّ من ذلك، أن تبدأ بفعل الأشياء وكأن التغيير حدث بالفعل وأنت الآن في نسختك الجديدة. هل أنت عدّاء؟ أركض.
  • كن شخصيتك/هويّتك الجديدة. القيام بالممارسات والأنشطة شيء، واعتماد هويتك الجديدة ذهنيًا شيء آخر. افعلها كما لو كنت فعلا هذا الشخص. أنظر لنفسك كعدّاء، أو نباتي، أو كاتب محترف. أشعر وتصرف وفق ذلك.
  • عزز التغيير عبر تقدير الذات. خصص وقت كل يوم للتفكير فيما حققته وقدّر ذلك في نفسك. تأكد من أن التغيير يحدث وتذكر: نعم أنا أستطيع! فنحن نميل للتركيز على العقبات، ونتجاهل التركيز على التقدم الذي نحرزه.
  • عندما تتعثر، فكّر في نسختك الجديدة، كيف تتصرف في هذه الحالة؟ ولاحظ أنني قلت عندما تتعثروليس لو تعثرت” لأنك ستفعل لا محالة. لا تقم بالأشياء بشكل مثالي، ولا تستسلم، استمر. سيعود العداء للركض بعد انقطاع أسبوع بسبب السفر، أو الزوار، أو المرض والإصابة. لا تفكر في الانقطاع وكأنك خسرت هويّتك، ولكن تعامل معه كجزء منها.

مرة أخرى، هناك الكثير من الأفعال والممارسات التي يمكنك القيام بها. والكيفيةتوجد نفسها بمجرد أن تبدأ بعيش هويتك الجديدة.

تحذير: لا تكن صارمًا مع نفسك

يمكن لبناء هوية أو شخصية جديدة أن يضعك في مأزق الصرامة مع الذات والتشدد. لنرَ مثلا: عندما تصبح شخصًا يستيقظ باكرًا كل يوم قد يصاحب ذلك امتناعك عن السهر والفعاليات الاجتماعية، وقد يعني ذلك حرمان نفسك من الراحة والنوم لعدة ساعات أحيانا. هذه الصرامة قد تأتي بأشكال أخرى: إذا كنت ملتزم بنظام وأعمل بجدّ هذا يعني أنه لا يحقّ لي الحصول على الراحة، أو أن أكافئ نفسي.

أنت لا تريد تقييد نفسك بالكامل. صحيح أن الحدود والقوانين جيدة ومهمة، لكنّها تصبح ضارة عندما تمنعنا من فعل ما هو أفضل لأنفسنا. إني اشجعك على اعتماد هويّة مرنة، هوية تتغير بوعي عندما تدعو الحاجة لذلك.

أين تنطلق من هنا؟

أشجعك على اختيار جانب من جوانب شخصيتك والبدء به وتطبيق الخطوات أعلاه. ولا تحاول تغيير كلّ شيء دفعة واحدة.

لزيارة تدوينة ليو باباوتا

The Subtle Power of Changing Your Identity

.

.

.