#bookfacefriday

.

.

.

.

أتابع منذ عدة أسابيع على حساب مكتبة نيويورك العامة مشروع صور جميل ومليء بالابتكار! كل يوم جمعة وفي هاشتاق عالمي يدرج القرّاء صور لرؤوسهم وأغلفة الكتب. الصور أعلاه تشرح الفكرة، وستجدون المزيد منها وربما تتشجعون للمشاركة على نفس الهاشتاق (bookfacefriday#) هناك صور على تويتر وعلى انستغرام.

هوَ

“Givenchy” by Brett Lloyd & Bryan McMahon
“Givenchy” by Brett Lloyd & Bryan McMahon

كان يُنصت.

ليس مجرد تظاهر بأنه يصغي، من منطلق الاتيكيت، وهو ينتظر، وقد نفد صبره، أن تنهي كلامها وتكفّ عن الثرثرة. لم يكن يخطف من محدثته الجملة من فمها ويكمّلها بدلا عنها بعد نفاد صبره. لم يُسكتها، ولم يقاطعها لكي يلخص أقوالها وينتقل إلى موضوع آخر. لم يكن يسمح لمتحدّثته أن تتكلم إلى الهواء وهو يحضّر أثناء ذلك ما سيرد عليها عندما ستتوقف أخيرا عن الكلام. لم يكن يتظاهر بأنّه مهتم أو مستمتع بل اهتمّ واستمع فعلا، هيا، ماذا. كان فضوليا لا يملّ ولا يتعب. لم يكن فارغ الصبر. لم يحاول في تحويل المحادثة من المواضيع البسيطة التي تثيرها إلى مواضيعه، المهمّة. بل على العكس، لقد أحبّ جداً جداً أحبّ مواضيعها. واستمتع دائما بانتظارها، حتى وإن أطالت كان ينتظرها وخلال ذلك يستمتع بكل التواءاتها. لم يستعجل، لم يُعجّل. كان ينتظرها حتى تنهي، وحتى عندما تنهي لم يكن يقفز ليخطف منها الكلام بل أحبّ أن يستمر في انتظارها: ربما ما زال عندها القليل بعد؟ ربما تأنّيها موجة أخرى؟ أحبّ أن يدعها تمسك بيده وأن تأخذه إلى أماكنها ووفق وتيرتها. أحبّ أن يرافقها مثلما يرافق النّاي الغناء. أحبّ أن يتعرف عليها. أحبّ أن يفهم. أن يعرف. أحبّ أن يدرك ما تعنيه وأن يفهم مرادها وأكثر قليلاً. أحبّ الاستسلام، كان يستمتع بالاستسلام أكثر مما تمتع باستسلامها.

اقتباس من قصة عن الحبّ والظلاملـ عاموس عوز.

هيَ

Édouard Boubat, Devant La fenêtre, France, 1978

عرفت الاصغاء وأن تسمع حتى ما بين الأسطر. لقد كان هو واسع الاطلاع جداً وكانت هي حادة البصر وحتى أحيانا حادة البصيرة. لقد كان هو رجلا مستقيماً، حريصاً، نزيهاً ومجتهداً، وكانت هي دائما تتأمل لتفهم لماذا من يتمسك بقوة برأي معين يتمسك به بالذات وليس برأي آخر، ولماذا من يعارض بحماس صاحب الرأي الأول يحتاج بقوة إلى أن يتمسك بالرأي المعاكس.

الملابس أثارت اهتمامها فقط كنافذة تطل منها إلى داخل لابسيها. عندما كانت تجلس في بيت معارفها كانت تتأمل وتتمعن بدقة مواد التنجيد، والستائر والكنبات، والتذكاريات الموزعة على عتبات النوافذ وألعاب الزينة التي على الرفوف، في حين ينغمس الآخرون في النقاش والجدال. وكأنها كلفت بمهمة تحريات. أسرار الناس كانت تشدها دائما، ولكن عند أحاديث القيل والقال كانت في الغالب تنصت بابتسامتها الخفيفة، ابتسامة مترددة إلى درجة تبدو معها كمن تريد أن تلغي نفسها، وتصمت. سكتت كثيراً جداً. ولكنها إن خرجت عن صمتها وتكلّمت عدة جمل لم تعد المحادثة إلى ما كانت عليه قبل أن تتكلّم.

اقتباس من قصة عن الحبّ والظلاملعاموس عوز

1900-1930

 

 

nicolaas-van-der-waay-2.

RecensieIkGeefOmJou1-e1414073213425.

b25280bdc40ce4b2d33bcd666f80c5ab.

H0046-L00404825

.

painting1

.Kerkgang_weesmeisjes

.

مجموعة لوحات للرسام الهولندي نيكولاس فان در واي الذي عاش بين ١٨٥٥١٩٣٦م، موضوع هذه اللوحات كما تشاهدون مجموعة من فتيات دار للايتام في أمستردام الهولندية. شاهدت اللوحة الأخيرة أولاً ولفتت انتباهي الانطباعات على وجوه الفتيات. التقاط الحركة والسكون والتفاصيل الدقيقة المذهلة. ثم بحثت عن الرسام ووجدت مجموعة لوحات في نفس الموضوع. ليست مقتصرة على التي ادرجتها هنا بالطبع لكن هذه التي كانت بجودة عالية في محرك بحث غووغل واضفتها لتشاركونني المتعة.

 

ڤيڤيان ماير: سيدة الحيوات المتعددة

أنت محظوظ إذا كانت عينك تلتقط الكنوز بسهولة. إذا كان وقودك فضولك. وطبعاً إذا صادفت في ٢٠٠٧م مزاد على مجموعة صناديق منسية في وحدة تخزين بشيكاغو الأمريكية.

جون معلوف حظه كبير، نعم. لأنه وبينما كان يمارس هوايته الأثيرة -حضور المزادات والبحث عن كنوزها- وجد مجموعة صناديق تحتوي على الآلاف من الصور والأفلام الغير مظهّّرة. لمن تعود هذه الصناديق؟ لسيدة اسمها ڤيڤيان ماير. وفوراً بحث جون عن اسمها في محركات البحث ولم تعد إليه أي نتيجة مفيدة. هل تجربون ذلك الآن وتخبروني أين يوصلكم البحث؟

من هي ڤيڤيان؟

نحن ممتنون طبعاً لجهود البحث وفضول جون معلوف الكبير الذي دفعه لجمع كلّ ما يمكن معرفته عن هذه السيدة. ويمكن اختصاره في السطور القليلة القادمة.

ڤيڤيان دوروثيا ماير ولدت في نيويورك في العام ١٩٢٦م وتوفيت في شيكاغو عام ٢٠٠٩م-هذا يعني أن الصور اكتشفت قبل وفاتها-. تعرفها المواقع الإلكترونية اليوم بأنها “مصورة شارع-Street Photographer” أمريكية. قضت معظم سنوات حياتها الأولى في فرنسا. وبعد عودتها للولايات المتحدة الأمريكية في أربعينات القرن الماضي بدأت رحلة أربعين عاما من العمل كمربية أطفال ومساعدة منزلية. قضت سنوات عملها بين شيكاغو، نيويورك، لوس أنجليس وسافرت حول العالم وزارت آسيا وأمريكا الجنوبية، اليمن، مصر وغيرها. التقطت حوالي ١٥٠ ألف صورة للناس والمباني والشوارع الأمريكية.

لم تُكتشف أعمال ماير حتى وفاتها وذلك بعد عثور جون معلوف على صناديقها ونشره للصور في مدونة الكترونية خاصة. ثمّ تبع ذلك حملة اهتمام كبيرة نقلت أعمالها حول العالم وأقامت المعارض الخاصة لذلك.

vlcsnap-2014-11-16-21h41m43s211

النقطة المهمة التي يجب ألا تغيب عن ذهنكم: ڤيڤيان خبأت كل أعمالها في صناديق وحافظت على سرية هوايتها، على الرغم من أن أفراد جميع الأسر التي عملت لديها ماير كانوا يتذكرون تفاصيل حملها للكاميرا وتصوير حياة الشارع الأمريكي كلما سمحت لها الفرصة بذلك.

متابعة قراءة ڤيڤيان ماير: سيدة الحيوات المتعددة