عن جدوى طحن القهوة يومياً.

12818927_785930928203706_718770371_n

أعطيت نفسي مهلة لاستعادة تركيزي وتوازني وحددت موعد حدوث ذلك مع شهر مارس.

كنت في فترة من حياتي أتمنّى رؤية رزنامة شهرية على الجدار وعليها الكثير من العلامات والمواعيد، ولا دقيقة واحدة من الراحة أو الفراغ. حدث ذلك مؤخراً بطريقة مرعبة!

اعتمدت مع نهاية فبراير طريقة جديدة لتقييم نفسي – ستحتاجونها إذا كنتم تعملون بشكل مستقلّشيء يشبه التقرير الشهري الذي يقدّمه مدير المشروع لجهة عليا، أو حتى للاحتفاظ به في سجلاته.

في صفحة الملاحظات الفارغة داخل مذكرتي السنوية كتبت النقاط التالية وملأت فيها المعلومات، سأفعل ذلك نهاية كلّ شهر وأدرس تقدّمي.

  • مشاريع العمل التي انجزتها.

  • مشاريع تقدم العمل عليها (لم تنجز بعد)

  • أحداث ومناسبات مهمّة

  • مهارات/أشياء تعلّمتها وأرغب بتذكرها

  • أمنيات للشهر المقبل.

بعد ملء السطور بمشاريع الشهر الماضي والمهام التي انجزتها شعرت بالرضا والراحة، صحيح أنني لم أقرأ كما يجب، لم احصل على كفايتي من النوم أو المتعة، لكنّ الناتج النهائي مذهل.

هذا الشهر مميز لأنني فكّرت في تحوّل جديد للمدونة، سأدرس تنفيذه خلال الأيام الماضية وإذا نجح وكان العمل عليه سهل، سأتابع.

الفكرة باختصار اختيار ثيمة معيّنة للشهر كله، صحيح أنني أدون في مواضيع عدة واهتمامات لكن اختيار فكرة أساسية يعطيني متعة أكبر! ومارس شهر أمريكا اللاتينية مع عدد من المفاجآت المميزة.

اقتنيت بداية فبراير عدة صنع القهوة اليدوية، مطحنة وابريق وقمع للتقطير، كلّ شيء للعودة بالزمن إلى الوراء، أريد تجربة الاقتراب أكثر من حبة البنّ الغنية التي تعطي بلا شروط! كنت أفكر قبل فترة في الفكرة المرعبة: انقطاع الكهرباء! كيف سأحتسي فنجان قهوتي والماكينة لا تعمل؟ التجربة ممتعة وأوصي الجميع بها، قد يستغرق اعداد قهوتك مدة أطول من المعتاد، لكن هذا الجهد الذي قوامه الحبّ سيصفّى الذهن ويجعل بداية اليوم هادئة، بالاضافة للمجهود العضلي بالتأكيد. صوت الطحن والرائحة الزكية وهي تتسلل للمكان ولكفيّ. ثم سكب الماء الساخن على القهوة في فلترها والزبد الذي يرتفع، الزبد الذي لا يذهب هباء كما أحبّ أن أقول.

جرّبت خلال الشهر الماضي أيضاً قهوة محلية مميزة – ليست محلية تماماً فبلد المنشأ للبن كولومبيالكنها حُمّصت هنا وتمت تعبئتها. أنا في مسيرة طويلة لتجربة كلّ أنواع القهوة الممكنة وفبراير كان شهر لتجربة: بيت التحميص، وهي محمصة سعودية متخصصة مقرها الرياض، ويمكنكم طلب منتجاتهم وأدوات اعداد القهوة. طلبت من الموقع الالكتروني مع إنه كان بإمكاني زيارة المحلّ، وصلت المنتجات والقهوة المنعشة بالشحن مع أرامكس – يمكنكم اختيار سمسا أو الاستلام من المحلوبالتأكيد زيارة الموقع ستطلعكم على المزيد من المعلومات.

خلال رحلتي الاخيرة لنيويورك وحضور مهرجان القهوة جربت شرب القهوة الباردة للمرّة الأولى، لم تكن الأخيرة لكنني لم أغامر بشربها في المقاهي التجارية التي تعدّ كلّ شيء غير القهوة. حصلت التجربة القريبة خلال معرض The Gathering الذي استضافته منطقة البجيري بالدرعية. سأتحدث قبل القهوة عن المناسبة الجميلة وسعادة سكان المدينة بها، لا يحدث أن نشهد سوق نهاية الأسبوع المفتوح في الهواء الطلق بمتاجر صغيرة تقدم الاطعمة والحرف اليدوية الجميلة. كان الازدحام هائلاً واجتهد المنظمون في ابقاء كلّ شيء تحت السيطرة.

سأحارب الاستطراد وأعود للقهوة، جربت قهوة مقطرة باردة لدى ركن 12 Cups وهو متجر متخصص بالقهوة ومعداتها. تصنيف أنواع القهوة في المتجر اذا اطلعتوا على الحساب في انستغرام بسيط وواضح، يقسم الانواع حسب درجات التحميص.

هذا الحديث يدفعني لاعداد كوب قهوة بعد منتصف الليل، لكن الوقت تأخر.

مع الازدحام المجنون في العمل سرقت وقت لقراءة كتاب عشر نساءلمارثيلا سيرانو التي قال عنها كارلوس فوينتس بأنها وريثة شهرزاد. هذه مقالة جميلة عن الرواية كتبتها هيفاء بيطار.

والآن اقرأ بحماس كتاب آذر نفيسي الجديد جمهورية الخيالالكتاب سيرة للكاتبة أو أغنية في حبّ للكتب والأدب لستُ أدري أين يبدأ أحدها وأين ينتهي. هنا مقطع من الرواية.

إلى جانب القراءة البطيئة شاهدت مسلسلات وأفلام وثائقية متنوعة، التلفزيون أصبح الخلفية الموسيقية لساعات العمل الطويلة، أركز في مشاهدتي على بعض المشاهد وأعود لأغرق في الكتابة.

Chef's_Table

شاهدت سلسلة The Chef’s Table الذي يقع في ست حلقات، فكرة الوثائقي الذي انتجته نتفليكس تعرض حياة أشهر الطهاة في العالم، وتتحدث عن شغفهم وتفاصيلهم اليومية وابداعهم. مشاهدة الوثائقي أعادت لي شغفي وانتباهي للطعام وبسببه جاءت فكرة مشروع شخصي بدأته في نهاية الشهر، ألا وهو : ثلاثون يوماً من السلطة يمكنكم متابعة التحديثات على حساب انستغرام الخاصّ بي وهاشتاق #30daysosalad

.

300280-2

في مجال الدراما شاهدت مسلسل يحكي قصة ڤرساي، كيف وُلد وما الاحداث السياسية والاجتماعية والثقافية التي أحاطت بانطلاقته. إذا كنتم تبحثون عن مشاهدة اضافية انصحكم بزيارة تدوينتي ڤرساي من المستنقع إلى التاريخ.

war and peace

احتفلت كذلك بمشاهدة مسلسل الحرب والسلم المقتبس عن رواية تولستوي العظيمة وانتجته بي بي سي. أشعر دائما بالفراغ والندم عندما انتهي من مشاهدة انتاج مميز وأودّ لو أنني شاهدته ببطء شديد.

* أخبروني، كيف كان شهركم الماضي؟ 

.

.

.

16 تعليقا على “عن جدوى طحن القهوة يومياً.”

  1. صباح الخير متأخراً جداً يا هيفاء.
    أظن أن تجربة صنع القهوة يدوياً ممتعة ، بالنسبة لي من زمان حيل كن أستعمل أظرف القهوة الجاهزة ولما جبنا آلة Nespresso وجربت مرة قهوة ظرف لأني كنت أحسب مافيه كبسولات كنت أحس بطعم ولا شيئ بفمي. *قلب مكسور* عموماً فرق كبير بين الاثنين خنشوف يمكن أقنع أخواتي مستقبلاً بآلة صنع قهوة يدوية بما أني ما أِرب القهوة كل يوم وأغبط اللي عنده هالرفاهية الصراحة. بالنسبة للإنجاز وتنظيم الوقت ما شاء الله تبارك الله عليك صراحة أنا أشوفني مع الدوام ما أنجز شيء خصوصاً أني ما أنظم نومي أجزم أني لو أعدله بأصير أنجز بشكل أكبر وقرب شاركتِ قناة crash course وهي من زمان عندي حسيت بالذنب لأني ما أستعملها المهم عاد بديت أدرس علم نفس نقول إن شاء الله أستمر + في قناة تعرض محتوى تعليمي بطريقة مختلفة أحس أنها بتعجبك اسمها The School Of Life أطالع مقاطع منها بأوقات متقطعة ودي أتكلم أكثر بس يجيني شعور أني ماني موقفة ولكن بودي أسألك وش رايك بخدمة Netflix ؟
    وبس والله أعتذر عن الإطالة وشكراً للجمال الذي تشاركينه هُنا.

    1. أهلاً أفنان : )
      أنا أعدك بأنّ تجربة طحن القهوة واعدادها يدوياً ستنسيك نيسپريسو تماماً وهذا ما حصل معي.
      بالنسبة لتنظيم الوقت، جرّبي تتخلصين من القيلولة مثلاً لو كنت تنامين يومياً، احدثت فرق كبير في يومي عندما تركتها.
      أما نتفليكس فهي خدمة مميزة استعدت معها حب التلفزيون وقضاء عدة ساعات يومياً أمام شاشته حتى خلال عملي، اقتنينا جهاز apple tv وهو موصول بالتلفزيون ونشاهد من خلاله نتفلكس وقنوات أخرى.
      شكراً لاقتراحاتك الجميلة وتعليقك الذي اسعدني

  2. في الحقيقة كان فبراير بالنسبة لي أحد أكثر الشهور ركوداً، الصدفة ياهيفاء أني ومع أول أيام شهر مارس تتفق الأحداث في مصادفات عجيبة لتذكرني بالقراءة والكتابة وكل شيء … لتذكرني بحياتي التي إفتقدتها !
    سأتحدث بداية عن مارس شهر مولدي الجميل، فأنا حوتية الطالع وأحب أن يكون برجي هو الحوت. هذا الشهر سأعتبره بداية العام وأنسى أن شهرين فاتا وركضا بعيداً ليضافا إلى عمري دون عيشها .. في مارس سيكون هناك معرض الكتاب الذي أحمل مشروعاً مفاجئاً مع بدء فعالياته، إقتنيت مفكرة جميلة . ..كُنتُ غائبة عن هذا النوع من المفكرات السنوية. تقويماً ملهماً من مجموعة الشرفة ، إنها بداية العام بتوقيتي، إنني أغادر سنة فعلية الآن.
    أما عن الشهر الفائت فبراير الكثيب ذو الرياح القارصة، فقد شاهدت فيه فيلم بروكلين ولم أندم، قرأتُ بعضاً من مذكرا علي عزت بيغوفيتش، كما بدأت بقراءة غائب طعمة فرمان في روايته خمسة أصوات، كنت محمومة في أغلب هذا الشهر وخاملة ومخنوقة بإلتزامات إجتماعية بلا حد.
    أحسستُ بحاجتك للقهوة في جوف الليل وأشفقت على لهفتك أنك لم تشربيها، هناك القهوة المنزوعة الكافيين، أُ سميهااللا قهوة !
    إنها منقذتي في حال شوقي لكوب قهوة بعد مغيب الشمس وإن كان عقلي الباطن يخاف من رائحتها النفاذة كمحفز لدماغي اليابسة على السهر!
    فكرة تجريب صنف من الطعام لذيذة ومشوقة وأتابعك هناك على إنستغرام بحبورٍ شديد فالسلطات إحدى الأطعمة التي تمنحني بهجة ولذة أثناء تناولها دون الشعور بنغزات السعرات الزائدة ..
    إنطلقي ياهيفاء إنطلقي يا صديقتي 🙂

    1. أهلا فاطمة،
      كل سنة أقول إن البداية ستكون مرتبة وجيدة، ويتكرر السيناريو ويصبح مارس مرساتي.
      هو شهر ميلاد أختي الثانية ورفيقة لعبي اعتقد إنه ارتبط بالتحول والسعادة دون أن أعلم!
      مشكلة القهوة خلال الأيام الماضية أنّني لا استطيع شربها للأسف، ليس لتأخر الوقت وحسب بل لوعكة ألمّت بي. أنا الآن بخير الحمد لله وعدت بقوة!
      ما زال في جعبتي المزيد، كوني قريبة :*

  3. قبل ثلاثة اشهر و تحديدا في بداية هذه السنة كنت ابحث عن افكار للتدوين في اجندتي الجديدة على الانترنت و من قبيل الصدفة الجميلة وجدت مقالة في مدونتك احتفظت بها و بالكتير من المقالات غيرها من مدونات اخرى ليتسنى لى قراءتها على مهل في اوقاتي الحرة
    لكن كانت مقالتك فريدة من نوعها تعرض المحتوى باسلوب شيق و هذا ما دفعني للرجوع الى مدونتك مرة تلو الاخرى و كلما قرات لك زادت متعتي و معرفتي و اكتشافي للاشياء من خلالك و كلما ادركت انني اشبهك حد التطابق
    شكرا جزيلا لك
    من المغرب

  4. كان شهري الماضي عادي واقل من عادي باشرت في قراءة كتاب الزن في فن الكتابة ولكني اخفقت في انهائه بسبب انشغالي مع صغيري والمنزل الحمدلله على كل حال
    حتى تركت كتابة المهام الامر الذي تعودت عليه وهو ابسط شي اقوم به
    ولكن الشهر الماضي ربما كان الأسوأ بالنسبة لي خلال خمسة شهور الماضية
    اسفة على كمية البؤس والاحباط في تعليقي ولكن احببت اكون بعيدة عن المثالية اقرب للواقع
    شكرا لك على التدوينة الراااائعة

  5. اي شي او رابط يمر لي في تويتر ممكن اتخطاه او اؤجله الا رؤية رابط لتدوينة جديدة لك هيفاء.. تدرين ايش اتمنى بما اني دايما الاحظ ان ذوقك القرائي يشبه ذائقتي؟! اتمنى ان احصل ع قائمة بكل الكتب التي قرأتيها سواء عربي او انجلش لاغوص فيها و اقتني منها ما يمكنني الحصول عليه.. مثل كتاب ” جمهورية الخيال” واضح انك حبيتيه معناتها اكيد بيكون راقي و شيق..

  6. شهرك رائع .. كذلك فبراير كان شهر الجنة بالنسبة لي ..
    ذهبت في إجازة إلى مصر وحضرت معرض القاهرة العملاق، مشيت كثيراً لوحدي وزرت اماكن لم ارها من قبل
    متاحف واماكن اثرية .. جربت البرد القارص الذي لم اشاهدة منذ سنوات ..
    حاولت أخذ أجازه من الإلكترونيات لأستمتع بوقتي خارج المنزل أكثر وقد نجحت.
    فبراير كان شهر التغيرات ومحاولة إيجاد نفسي ومصاحبتها
    كتبت في مدونتي عن بعض تجاربي ومازلت سأكتب .. كان شهراً ضخماً ..
    اتمنى لي ولك مارس أجمل وأكثر شروقا وربيعاً.. ^_^

    1. هاجر لقد تعرفت البارحة على مدونتك اعجبني المحتوى كثيرا و اليوم رجعت لابحث عن المزيد
      اتمنى لك المزيد من الابداع

  7. Hello Hayfa,

    I love these kinds of posts, that are full of recommendations that add meaning to our daily lives.
    For me, February was an overwhelming month on every level. I finally defended my thesis, and earned my Master’s degree. And I also went back to my daily job after one year off. I feel like I’m out of focus and I need time to catch my breath. I abandoned my planner because I need to be a little more spontaneous and I just want to distress after all what I have accomplished. I’m giving myself 2 weeks from March to finish all my pending business tasks, then I will take one week break from work and everything in life, just to sit home and enjoy the silence.
    Speaking of coffee, I tried the dripping pot at work and I was amazed how the ritual of making coffee turned into a therapeutic practice. I tried some rich coffee beans from 12 cups called “Portland” you feel the different layers of coffee with every sip! So I decided to get my own dripping pot from 12 Cups (they also deliver) I wanted to ask you Hayfa, what grinder do you use? Because I’m planning to get one and I don’t know which one to get.
    I watched Brooklyn, What Dreams May Come, The Intern, and Sisters. I loved each one of them. They came into my life in perfect timing, and they carried different messages I needed to hear.
    I’m reading Ibraheem NassrAllah’s The Flying Autobiography and I’m enjoying it, it’s very close to the reader.
    Thank you Hafya, for everything you do :*

  8. مقالة تفوح برائحة القهوة، فسلمت يداك.
    شهري الماضي قضيته في عدة أمور تقليدية، وفي استباق الأوسكار بمشاهدة ما توفر من الأفلام المرشحة لجوائزه، للأسف ذا ريفينانت -باعتبار الإزعاج حول ترشيح ثم فوز ديكابريو عبره- لم يطرح بعد، كذلك معظم الأسماء بقائمة أفضل فيلم أجنبي لم تُتَح بعد، كنت أفكر أيضًا بترجمة فيلم ياباني اسمه (Our Little Sister) وهو أحدث أفلام مخرج أحب أعماله اسمه هيروكازو كوريدا، لكن سبقتني بها مترجمة فاضلة.
    لعلي أضع اقتراحك (شراء طقم القهوة وتجربة صنعها يدويًا) ضمن جدول هذا الشهر، سأزور أحد المحلين اللذين أشرتِ لهما قريبًا، وسأشاهد 10 أفلام وثائقية على الأقل، وسأترجم أحدها.

    شكرًا لكِ مرة أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.