٦ أبريل

١٠:١٥ ص

استيقظت اليوم وأنا أشعر بثقل هائل. لم يكن هناك مسببّ واضح، لكن أليس كلّ ما نمرّ به الآن كافٍ؟ لدي الكثير من مهام العمل لليوم، لكن الخبر الجيّد أنني عملت لوقت متأخر يوم أمس حتى أتفادى تأخيرها. كنت أفكر في الذهاب لشراء التموين للمنزل من باب المساعدة وتبادل الأدوار، لكن مع هذا المزاج غيرت رأيي. لم أقاوم، بقيت في السرير لوقت، ودونت بعض الصفحات ثمّ التفتت لمذكرة الأسئلة اليومية وكان السؤال في أعلى الصفحة: ما هي آخر وجبة طعام طلبتها خارج المنزل؟ ضحكت من الفكرة، لا يمكنني التذكر! هل كانت شاورما؟ أو برغر؟ هل كانت كعكة الليمون في المقهى؟ نسيت تمامًا. وهذا خبر جيد لي. لقد أتممت الشهر الأول في حياتي بلا طعام خارجي. حتى عندما كان الطلب من الخارج متاحًا الفترة الماضية، أصدرنا قرار عائلي بالامتناع عن الطلب والاكتفاء بما يعدّ داخل البيت. هذا القرار سيغير حياتنا بالتأكيد، وقد تتراجع رغبتنا في طلب الطعام (ربما باستثناء الشاورما). الأكيد أن الفكرة نجحت في سحبي من الضيق لحظيًا وبعدها بدأت يومي بحمام منعش.

١١:٢٠ ص

كتبت رسالة للمجموعة الإبداعية، التي اسميتها العام الماضي بعد تأمل قصير صيّادو الكلمات“. سألت عن أحوال الأصدقاء وكيف تمضي أيامهم. هذه النافذة الإلكترونية قد تعوضنا اللقاء حتى نجد لها بديلًا.

١٢:١٥ م

اعتدت وموضي العمل بين مكانين في المنزل، وذلك على حسب الاجتماعات الافتراضية المجدولة. يوم أمس لم يكن لديّ اجتماع لذلك نعمل من غرفة جلوسنا أمام التلفزيون. في يوم آخر ومع وجود الاجتماعات والعمل المكثف والحاجة للتركيز أعمل من مكتبي في غرفتي.

يوم أمس كلّه عملنا في غرفة الجلوس، وشاهدنا الحلقة الأولى من الوثائقي Atlanta’s Missing And Murdered: The Lost Children. الوثائقي مؤلم ولا أنصح به لمن بوقت صعب حاليًا. يتناول الوثائقي قضية طويت منذ ٤٠ سنة حول خطف وقتل ما لا يقل عن ٣٠ طفل وشاب أمريكي من أصل أفريقي في مدينة أتلانتا بين ١٩٧٩١٩٨١م . الوثائقي يتزامن مع إعادة فتح القضية ويتقصى عن حقيقة ربط الحالات كلها بقاتل واحد وإقفال القضية بلا محاكمة. ما زالت الأسر تبحث عن إجابة، ونحن كذلك وهذا ما سيحاول الوثائقي كشفه في خمسة أجزاء.

٣:٤٥ م

أحب فترات الاستراحة التي آخذها خلال يوم العمل. اليوم خرجت للجلوس في باحة المنزل واستمتعت بحرارة الشمس وقرأت قليلًا في كتاب جوليا كاميرون The Artist’s Way، شاهدت حمامة على السور وحمّلتها رسائل لأحبتي.

٤:٥٠ م

اليوم يوم البريد المحبب:

٥:١٥ م

جرّبت في لحظة فضول وصفة لإعداد البسكويت بقطع الشوكولاتة Chocolate chip cookies في أكواب خزفية! الوصفة سهلة جدًا وسريعة. والخوف الآن من إدمانها وتكرار تجهيزها كل يوم.

٦:٣٠ م

بعد المغرب قررت ترتيب غرفتي قليلا. وضع السجادة الجديدة مكانها لتحتفل بها القطة وتتقلب عليها وتشعر بدفئها. والدي يمشي يوميًا على جهاز المشي بسبب انقطاع المشي اليومي للصلاة فقد كانت الفروض الخمسة تمرينه والآن يحتاج لكثير من الحركة.

٧:١٠ م

مكالمة فيديو مع ربى. تحدثنا لبعض الوقت وشاركنا آخر تفاصيل أيامنا ومشيت خلال المكالمة وبعدها لأشعر بالنشاط قليلا. رائحة البيتزا المنزلية تفوح من الطابق السفلي، وقررت بدلا من تناول البيتزا اليوم استخدام مقاديرها في خبز التورتيا. جلست بعد العشاء لمشاهدة الحلقة السادسة والأخيرة من المسلسل الاسترالي Stateless.

٩:٣٠ م

أعلنت الجهات الرسمية منع التجول الكامل من اللحظة في المدن الرئيسية (الرياض، تبوك، الدمام، الظهران، الهفوف)، ومحافظات (جدة، الطائف، القطيف، الخبر). شعرت بالثقل من جديد. لم أهلع بعد ولكن هذا المتوقع عندما لا يلتزم ٥٠٪ من السكان بالإجراءات الاحترازية السابقة. لقد ذُهلت عندما تخيلت لوهلة أني في هذه العزلة وما زال الآخرون يزورون عائلاتهم وأصحابهم ويتحركون في المدينة وكأن شيئا لم يكن. هل هذا تعالي على المرض؟ أم تقليل من حجم الكارثة العالمية؟ لا أفهم!

الآن هذه اللحظة الحاسمة لنرى أثر جهودنا وتعاوننا مع الجهات التي تبذل كلّ يوم أفضل ما لديها لمساعدتنا على اجتياز العاصفة لبرّ الأمان.

١١:١٥ م

قرأت قليلا. وشاهدت المسلسل The English Game. رششت وسادتي بالمنتج المفضل deep sleep pillow spray واستسلمت للنوم.

.

.

.

تعليق واحد على “٦ أبريل”

  1. إذا ما أردت كتابة يومياتي أثناء الحجر المنزلي فستكون هناك فقرة ثابتة : قراءة تدوينة هيفا الجديدة 🙂
    طابت نهارك، أيامًا سعيدة✨

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.