الأربعاء – ٦ أكتوبر

على خدّي الأيمن تتسع رقعة ندبة حمراء، تشبه قرصة لكنني لم اكتشف الكائن الذي تركها على وجهي. لا تثير الحكة أو الانزعاج لكنها تظهر في مدى نظري وانعكاسي في المرآة. توقيت ممتاز لهذه القرصة أو الحبة مجهولة المصدر. تتوسط المسرح الرئيسي للاحتفال بميلادي القادم. «أهلا شكرًا لأمنياتكم الطيبة مني وصديقتي الحمراء هنا».

بدأت أسبوعي بحماس لزيارة المعرض مرة ومرتين وانتهي بي الأمر لإلغاء الزيارة والتمدد في فراشي لساعات حتى يعبر هذا الكسل والتعب. وإصابة ركبتي تهمس لي أنا هنا لا تنسيني. وخيارات المشي الطويل مؤجلة لرحلة قريبة وهكذا في غضون عدة أيام توقفت عن المران وأجلت فكرة معرض الكتاب والخروج من المنزل.

يوم الأحد كان لطيف بحضور الحفلة الموسيقية لعمر خيرت، هذه المرة الأولى لحضور حفلة موسيقية في الرياض. كل الحفلات التي رغبت في حضورها خلال السنوات الماضية تتزامن مع رحلة خارج المدينة، أو وعكة مفاجئة. كانت الموسيقى صندوق ذكريات، موسيقى تصويرية لطفولتي وسنوات مراهقتي الأولى. مقدمات موسيقية لمسلسلات، أفلام قديمة، والموسيقى التي تملأ فواصل الراديو في الظهيرة.

قضيت صباح الأمس بالكامل في الفراش وقطتي تحرسني. قرأت رواية قصيرة «المطر الأصفر» لخوليو ياماثاريس وترجمة د. طلعت شاهين. ذكرتني برواية «حياة كاملة» لروبرت زيتالر. هل الرابط ثيم العزلة والثلج والجبال؟ أو أنني أمر بمشاعر مشابهة لتلك الفترة التي قرأتها بها. لا أعلم. الكاتب يروي حكاية احتضار قرية صغيرة في جبال البرانس الاسبانية وبطريقة أخرى يروي احتضاره. أحببت حديث النفس الطويل هذا والمزيج بين الصحو وهذيان الحمّى. كانت مناسبة جدًا للقراءة في جلسة واحدة.

أعادت القراءة شهيتي للعمل بعد الظهيرة والاستعداد لورشة قدمتها مساء عن صناعة المحتوى الشخصي على المنصات الرقمية. كانت ورشة ممتعة سريعة وخفيفة وأحببت تفاعل الحاضرات واسئلتهم المنعشة. هذا التفاعل يخفف من شعوري بالروتين وتكرار المعارف التي أتقنتها منذ سنوات ويدفعني للتركيز على شيء واحد فقط: نقل المعرفة.

بداية الأسبوع قررت وضع مقترح جديد يساعدني وموضي -أختي- على اتخاذ قرار سريع في المشاهدة المسائية المشتركة. نهاية كل يوم بعد العمل والعشاء نجلس لساعة أو أكثر بقليل لمشاهدة مسلسل أو برامج منوّعة قبل أن تختلي كل واحدة منا بنفسها للقراءة أو النوم.

الدقائق المهدرة وأحيانا الساعات التي نقضيها لنتفق على شيء تجهدنا وتقضم الوقت المتبقي من الليلة. قلت لها ضعي جدولا! كل يوم من الأسبوع نحدد شيء لمشاهدته ونعتمد هذا الجدول كي نقتل الحيرة. نقترب الآن من نهاية الأسبوع والنتائج رائعة. لا أدري لماذا لم نفكر في هذا المقترح من قبل؟ يشبه الأمر تحضير جدول الوجبات أو إعداد الطعام وتحضيره لأيام الأسبوع.

أشياء طيبة لهذا اليوم

  • أنهيت عدة مهام عالقة هذا الصباح بسرعة فائقة والكثير من الصبر.
  • أفكر في اصطحاب نفسي للغداء يوم غد، والاحتفال بميلادي باكرًا لكن لن أقرر حتى أعرف قدرتي على ذلك.

Painting by Ramon Casas

.

.

تعليقان (2) على “الأربعاء – ٦ أكتوبر”

  1. عيد ميلاد سعيد هيفاء 🥳
    تدوينه لطيفة خفيفة كمساء اليوم الخفيف اللطيف
    شكراً لك وتمنياتي لك بأيام سعيدة ♥️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.