أين كنّا؟

كنت أفكر قبل عدة أيام أن التدوينة الأخيرة هنا كانت في أغسطس، وفورًا شعرت بأنّ الوقت مناسب لكتابة تدوينة. لكن التدوينة الأخيرة كانت في يوليو! أشعر بحاجة ملحة للتساؤل: أين كنت وأين أصبحت؟ أنهيت شهري الأول في وظيفتي الجديدة. عرفت شعور يشبه الاستقرار عندما حفظت أسماء الفريق كاملًا بلا خلط. وأصبح لدي كوب، وقرطاسية على المكتب.

سأشارككم حقيقة مهمة: هذه المرة الأولى التي أشعر فيها بالرعب والتوتر. أتعلم مئات الأشياء يوميًا. أتعلم من الجميع وأذهب للمنزل نهاية اليوم وفي يدي سلّة افتراضية من قصاصات الأفكار وأنماط العمل والمهارات. أفككها وأعيد ترتيبها وأدوّن ما أجده ضروري.

هذه الأجواء عزلتني بالكامل عن أصواتي الداخلية، هواجسي، وترددي. ليس هناك وقت للأسف! هناك حركة دائمة وإذا ترددت خطوتك قليلًا سيتعطل الفريق بأكمله. أقول إن هناك وقت سيأتي للتأمل والتحسين والعمل الإبداعي الحقيقي، لكن لنبدأ أولًا بالتعلّم والمراقبة.

أراقب الموظفين كيف يعملون ويتفاعلون مع بعضهم، أبحث عن طريقة للمشاركة والدعم بدون أحكام مسبقة. أظن أن شهر فترة قليلة لأحدد استنتاجاتي. ربما لأن فترة التجربة تمتدّ لتسعين يومًا، هناك فكرة في الموضوع وهذه المرة الأولى التي اتنبه لها. ٩٠ يوم لنفسي وللآخرين.

في منتصف يوليو بدأت ترتيب وقتي حتى لا تصيبني تحولات العمل الجديد بانعدام التوازن. كما توقعت كانت النتيجة جيدة! أن تقتحم منطقة مجهولة مستعدًا بأيام منتظمة، وصحة وهدوء وتركيز أفضل بمئات المرات من الوصول هناك منهكًا متأهبًا للانهيار.

ماذا تعلمتِ يا هيفا؟

كجزء من المراجعة الأسبوعية أكتب مجموعة دروس تنبهت لها -ليست جديدة بالضرورة- وهذه الدروس بالذات أثرت في أسبوعي على مستوى مهنيّ أو شخصي. نسخت هذه النقاط من مذكرتي الشخصية وصياغتها متلعثمة وغير مرتبطة بسياق وهذا ما ستلاحظونه عند قراءتها.  

حصيلة أغسطس وبداية سبتمبر:

  • إعادة البحث في قوائم الحياة المؤجلة وعمل شيء منها أو الاستمتاع بنشاط مهجور.
  • كلّ مرة توشك المحادثة على الانتهاء ابحث عن مدخل إضافي لتحفيزها.
  • الآلام تمضي سريعًا بعد النشاط البدني، لذلك يمكنني دفع نفسي أكثر.
  • اخرجي من قوقعتك قليلًا.
  • الانتباه لكل شيء حولي وإن لم يكن الوقت المناسب لاستخدامه الآن.
  • الحدود جميلة عندما تكون واضحة ومحددة.
  • الحياة تنقلب خلال لحظات.. للأفضل أحيانًا.
  • بناء الجسور عملية طويلة وتحتاج تركيز.
  • تأتي اللحظة المناسبة لتكون مرشدًا أو معلما – استفد منها عندما تحدث.
  • لا تؤجلي متعة أو رواية جميلة.
  • خاصية تأجير الأفلام على Apple  والمكتبة الضخمة للأفلام المستقلة.
  • النوم الكافي سلاحك لمواجهة الأيام السيئة.
  • الثقل الذي يواجهك قبل الخروج من المنزل أو لقاء أحدهم ليس حقيقي بالضرورة. مشاعرك ستكون أوضح بالرفض عندما تأتي اللحظة الحقيقية.
  • لا تستصغر أي مساعدة.
  • التوقف عن انتظار الأشياء يأتي بفائدة أحيانا.
  • يحتاج الآخرون مسرحًا يؤدون فيه مشاهدهم الخاصّة ولك الخيار في أن تبقى ممسكًا بالإضاءة أو لا.
  • الصمت جميل.
  • انعدام الصبر يصنع فوضى غير محببة، اتأمله في نفسي وفي غيري وأركز على الاحتفاظ به وقتًا أطول.
  • أسابيع القمم والقيعان هي بالضرورة أسابيع للتعلم.
  • الراحة مقدمة على كلّ متع الحياة.
  • تمتع برزقك وانظر له بعين الحبّ واطلب من الله البركة وستجدها.
  • «تفكيك المصيبة» إلى تحديات أصغر والتعامل معها بالتدريج خير ما تفعله لنفسك.

Photo via Unsplash

.

.

.

7 تعليقات على “أين كنّا؟”

  1. للابد احب كتاباتكِ ، اتمنى لكِ السعادة و المزيد من التجارب المبهجة و الايام الهائنة المطمئنة ❤️

  2. دروس رائعة جدا تبارك الله 🤍
    أحببت أكثر شي اعادة البحث في قوائم الحياة المؤجلة لأني حسيت أحتاج أسوي هالشيء كثير أشياء أبي أسويها لكن أنساها او اتناساها أوا اقول هالوقت غير مُناسب 🙂

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.