٤٠ سؤال للأربعين

طرحت قبل أيام نموذج لاستقبال ٤٠ سؤال والاجابة عليها في مدونتي في يوم ميلادي الأربعين. 

جاء اليوم المناسب لمشاركتها معكم. 

 كيف اتخطى الفشل؟ خصوصا الفشل الدراسي.

هناك أكثر من طريقة لتخطي الفشل، وكلها ترتبط بنوع الفشل ووقته وفي أي مرحلة يواجهك في الحياة. إذا كان هناك دروس تعلمتها لتخطي الفشل ستكون كالتالي:

  • أفهم الرسالة من هذا الموقع وأتعلم الدرس حتى لا أكرره.
  • اسأل نفسي هذا السؤال: هل هذا الفشل بسببي؟ وإذا كانت الإجابة نعم، اتأكد أن ذلك لا يحدث مرة ثانية. وإذا كانت لا، أذكر نفسي أن هذا خارج عن إرادتي ولم يكن بيدي فعل أي شيء حياله. 
  • استعد للفشل بسيناريوهات مختلفة. إذا كان لدي توقع مسبق لما قد يحدث في حال الفشل يكون أثره أخف في نفسي وتجاوزه أسرع. 

ما هي الشخصية الأقرب لهيفا؟ (من شخصيات هيفا نفسها) 

ليست هناك شخصية مفضلة. لكن أحب الحالة التي أكون فيها عندما أشعر بالثقة والحماس وأركز على أهدافي. 

أكيد من وراء الكثير من الإنجازات في حياتك سبب من أسبابها عدم التسويف والتأجيل هل ممكن تجاوبينا على كيف نترك التأجيل والتسويف ؟

في البداية سعيدة بأنّ هذا هو التوقع الذي تحملونه عني: لا أسوف أو أؤجل وأن لدي الكثير من الانجازات. 

الحقيقة مختلفة جدًا. 

كل منا لديه صراعاته مع نفسه، في أحيان كثيرة يغلبني التسويف والتأجيل بشكل مرعب. تعطلت مشاريع هامة في حياتي، وخذلت نفسي أكثر من مرة. 

لكن، عندما تعرفت على السرّ الأهم في إدارة كل خططي، أصبحت لا ابدأ أي مشروع أو أدخل نفسي في خطة لا تناسب وضعي. الأمر مرتبط أكثر بالاولويات والقدرات التي لدي. عندما نلزم أنفسنا بفكرة لم نستعد لتنفيذها من البداية نحن نحكم عليها بالفشل دون أن نعلم.  

هل أثرت سنوات الكتابة الطويلة على أسلوبك وأقصد من ناحية الإطالة ووجود صعوبة في كتابة مختصرة كافية؟

كنت محظوظة بتنقلاتي المهنية والمجالات التي عملت بها. كلها صقلت طريقتي في الكتابة ومرّنتها. في فترة كنت أكتب مقالات طويلة ومراجعات، ثم انتقلت لكتابة عمود لا يزيد عن ٤٠٠ كلمة. وانتقلت بعدها للعمل في مجال التسويق وأصبحت الجمل أقصر وأقصر. التحدي هو كيف نختصر قصة طويلة أو فكرة ونكتبها في رسالة تمر عليها عيني القارئ وتأثر به في ثواني. التجربة هي الطريقة الوحيدة لاكتشاف أبعاد مهاراتنا.

كيف أوازن بين مسؤولياتي الاجتماعية وبين مسؤولياتي تجاه نفسي، أنجز أقل القليل لنفسي ومع ذلك الأهل يشكون من قلة تواجدي.

الخبر السيء: لا يوجد توازن تامّ. لكنها أولويات يعاد ترتيبها ولكل مرحلة يذهب التركيز الكامل لجانب. نصيحتي بعد كل هذه السنوات هو أوجد لنفسك نوافذ للتوقف والتنفس. بعد أيام العمل الطويلة والمرهقة أوقف كل شيء وأحصل على النوم الكافي. وأراجع كل ما شُغلت عنه، وهكذا. 

هل كانت لديك مخاوف التقدم في العمر دون وجود أهداف؟ كيف كان تصورك لنفسك في الأربعين عندما كنت في العشرين، وكيف تقارنينه بنفسك الآن؟

الموضوع مختلف بالنسبة لي، ربما لأني أحدد أهداف قريبة المدى وأعمل عليها. في العشرين كان عندي تصور مختلف تماما عن الذي أعيشه اليوم. كل شيء تخيلته لنفسي في هذا العمر لم يحدث، لكن ما حدث هو أجمل! الهدف الأكبر لدي هو الرضا، كيفما كان شكله وأينما كان. 

ما هي التجربة الأكثر تأثيرًا على مسار حياتك؟

كل تجربة كان فيها انتقال بأي شكل تؤثر في مسار حياتي حتى لو حاولت تجاهل حجمها. انتقلت في الأماكن والمدن، انتقلت في المهن، في الدراسة. كل مرة مررت بتجربة انتقال أتعرف على نفسي بشكل مختلف. تعرفت على صبري ومرونتي وقدرتي على التخطيط وقدرتي على التجاوز وهكذا. 

ما هي العادة التي أثرت عليك؟

هذه أهم عادات اكتشفتها وداومت عليها:

  • النوم لسبع ساعات يوميًا أو أكثر.
  • الصيام العكسي.
  • القراءة كل يوم. 

كيف نجعل من الكتابة عملًا يدر المال؟

تجربتي مع الكتابة خلال السنوات الماضية كشفت لي شيء مهمّ: كل عصر هو عصر ذهبي لتكون كاتبًا. لكن الطريقة والمنصة تتغير. أذكر بعد تخرجي مباشرة كنت أكتب ملخصات أكاديمية واترجم مراجع للباحثين وهذه خدمة مدفوعة. بعدها بفترة قصيرة بدأت الكتابة الصحفية وتنوعت الجهات التي عملت معها بين مقالات يومية، وتحقيقات، ومراجعات لكتب وأفلام. وقبل عشر سنوات تقريبا تحولت للكتابة التسويقية مع صعود التسويق الرقمي وقنواته. المهمّ هو معرفة مهارتك أين تكمن والبدء بتوجيهها واستثمارها حسب الطلب. 

ما هي المحطة الجديدة اللي تنوي تنزلي عليها؟ فيه في بالك أي شكل للمستقبل؟

لا أعرف. لكن هذا الشيء لا يربكني. مستمتعة بالتنقل والرحلة بشكل عام. 

اتخاذ الفرد لنفسه اسم مستعار يتخفى به ويروج لذاته بذلك بدلا عن اسمه الحقيقي، هل تجدين في ذلك تلوّن وفقد للمصداقية واضطراب في الهوية أم تجدينها عادة دارجة ولا سوء منها؟

أعتقد أن اختيار الظهور باسم مستعار يحمل كثير من الأسباب التي قد نجهلها. ربما هي محافظة على الخصوصية، أو للتركيز على ما يقدمه من أثر دون الالتفات لاسمه الحقيقي. طالما هذا التخفي لا يؤذي الآخرين لا أجد فيه مشكلة أو تقليل للمصداقية.

هل التدوين أثر على طريقة تفكيرك للامور؟

نعم، وأكثر ما ألاحظه هو ترتيبي للأفكار ومشاركتها حتى في حديثي اليومي. أنا شخص يستطرد كثيرًا والتدوين علمني كيف أوجه الحديث وأضعه في إطار واضح بلا تشتت. 

عمري قريب ٣٠ سنة ويجيني الاحساس اني ما أنجزت كتير في حياتي مقارنة بغيري، سواء من بزنس او منصب كبير او زواج.. كيف اقدر اتخطى؟

الرضا. كلمة السرّ الذهبية التي أحملها معي في كل حين. والثقة بتوقيت الله. كل شيء سنحصل عليه في وقته المناسب. بغض النظر كم انتظرناه. أيضًا مفيد جدًا نعود أنفسنا ما نتبع أي قائمة إنجازات يضعها الآخرون لأن لكل شخص وقته الخاص.

عاداتك اليومية؟ أشياء مهما غيرتي روتينك تحرصين انها تكون فيه؟

أحاول أن يكون روتيني مرن يوميًا لكن إذا كان فيه أعمدة أساسية لليوم ستكون:

  • النوم الكافي.
  • فطور شهي.
  • ساعة مع والديّ.
  • القراءة.
  • أي نوع من الحركة.
  • المساء مع أختي.

كيف يعرف الإنسان ما يريد؟

أتمنى أن هناك وصفة سحرية. لكننا نعرف تدريجيًا ما نريده مع الوقت. نعرف ما يثير حماسنا، وما يرهقنا، وما يزعجنا. 

هل تؤمنين بفعالية ورش عمل الكتابة؟

فعالة إذا كانت تقدم توجيهات عن التقنيات والمراحل. كيف تبحث؟ كيف تجمع الأفكار وتعمل على صياغتها؟ أي ورش تساعدنا على إتقان الحرفة استكشفها وقد انضم إليها. 

كيف أتخذ القرار السليم وأتجنب الندم على قراري؟

قضاء وقت مناسب في تحليل الأمور ودراستها يساعدنا لاحقًا على تفادي الندم. إذا كنت فعلت كل ما في وسعي واستشرت واستخرت لا أندم بل اتعلم الدرس وأمضي. 

ايش فيلمك المفضل اللي تعيدينه كل سنة ؟

لا اتعمد إعادتها كل سنة لكن إذا كانت تعرض في التلفزيون أحبّ مشاهدتها:

  • Duplex
  • Valkyrie
  • Fever Pitch
  • Godfellas 
  • The Last Samurai
  • Memoirs Of A Geisha
  • Dodgeball
  • Jane Eyre 

ليه ما نلقى الحب الصحيح؟

يمكن لأننا نبحث عنه؟ والأمر مختلف تمامًا. ربما عندما آمنت أن الأمر لا يتطلب بحث بل استعداد، وحب كافي للذات، والعيش بنسختنا الأفضل واستقبال الحبّ بكل اشكاله من الأهل والأصدقاء ومن يهتم لأمرنا. سيأتي في وقته المناسب، وسنعرفه جيدًا. 

نصيحة واحد توجهينها للساعين في دروب الحياة؟

الاستماع الجيد والملاحظة. تظهر لنا فرص ملهمة كل يوم ونحن بحاجة لالتقاطها. 

انطفأ حماسي عن تحقيق بعض أهدافي مثل تعلم لغة جديدة…، وبدأت أميل للهوايات الحركية سباحة سواقة، رياضات حركية، هل وضعي تمام؟ وخطوت في الأربعين. هل حالتي تشبهك؟

أشعر أن ما تصفينه هو تحوّل في الأولويات والاهتمامات. ليس بالضرورة انطفاء حماس بقدر كونه معرفة أكثر عمق بذاتك. أمر بنفس الشيء في فترات مختلفة في حياتي، وما يحدث هنا يشعرني بالسعادة لأن اختلاف الهوايات وتغيرها يعني أن لديّ حماس لشيء ما مهما كان حجمه. 

ما خططكِ لسن الأربعين؟ 

شعار المرحلة: مزيد من العناية بالذات والاستثمار في علاقات جيدة وعميقة. 

لو رجعت بك السنوات للعشرينات، ماهي اهم نصيحه تنصحينها نفسك؟

نامي جيدًا. 

الأربعين عمر النضج وحصاد النجاح، هل هذا الموضوع مربك أم محفز؟

بعض من هذا وذاك.  الربكة تأتي من اقتحام مرحلة جديدة مجهولة، ليست مختلفة كثيرًا عن سابقتها لكن يأتي معها تساؤلات جديدة وتوقعات. وهو محفز لذات الأسباب أيضًا. 

لماذا الأشخاص المرهفين (لا أقصد عاطفيًا) يساء فهمهم في محيط العمل والاجتماعات العائلية؟ أشعر أكثر مما أتكلم، وإن تكلمت فحديثي يخرج كحبل زينة قديمة وبين كل كلمة ملونة والتي تليها مساحة فارغة.

ربما لأن الاختلاف يولد سوء الفهم في بعض الأحيان. كنت أعاني من الخجل وصعوبة الكلام لفترة طويلة. لكن الحلّ الذي ساعدني هو التعبير عن نفسي وتقديم الأسباب التي تدفعني للحديث بطريقة معينة. هذا التوضيح يخفف الربكة ويعطي المستمع أمامك فرصة للتعرف على اختلافك. 

٥ أطعمة مفضلة؟ 

  • التمر.
  • الجبن.
  • السمك.
  • البيض.
  • المخبوزات الطازجة.

ما هو اصعب شعور واصعب ظرف واصعب عمر ممكن يمر فيهم الإنسان؟

مررت بفترات صعبة في الحياة لكن أصعبها كانت الفترة بين عمر ١٥ و١٨ سنة، صادفت تحول بالعمر ودخول لسن المراهقة ورافقها فقد لأخي في عمر لم أكن استوعب فيه معنى الموت والنهاية. الفقد هو أصعب شعور قد يمر بالانسان. وإذا كنت جربته في وقتٍ ما سيجعل منك شخص مختلف. 

كيف انتظمتي على القراءة؟

أصبحت متسامحة جدًا مع نفسي. طالما كنت اقرأ للفائدة أو الترفيه وفي أي مجال. توقفت عن حساب الكتب والتحديات السنوية. وأصبحت القراءة جزء من يومي. 

ما الذي يدفعك للقيام من السرير في كل صباح؟

  • أسبابي تختلف من يوم لآخر. 
  • أحيانا للعمل وطلب الرزق.
  • أحيانا لأطعم قطتي.
  • حاجتي للآخرين أو حاجة الآخرين لي.
  • كلها دوافع تساعدني. 

كيف يستمر حماسك للإنجاز؟

أهمية الشيء هي التي تحدد رغبتي في إنجازه. لذلك دائما أقول طالما الأمر ليس من أولوياتي أو تعتمد عليه الحياة لن أجد الحماس لإتمامه. 

كيف كان شعورك لما دخلتي الثلاثين وكيف شعورك الحالي وأنت بتدخلين الاربعين؟ هل فيه اختلاف؟ وهل تغيرت المخاوف؟

طبعًا كان مختلف. كانت اهتماماتي مختلفة، وأمنياتي، وحتى مخاوفي -ظريفة- : )

هل حيرجع بودكاست قصاصات مرة أخرى؟ وما موقعه من المحتوى اللي تقدميه؟

أتمنى أن أجد له الوقت. لدي أفكار كثيرة لكن ليس أولوية حاليًا.

كيف تتعاملين مع المستقبل المجهول؟

اتوكل على الله وأفعل أفضل ما يمكنني للاستعداد له. 

عندما يأخذ العمل حيز أكبر من اللازم في الحياة، ما الخطوة التالية؟

إعادة ترتيب الحياة. والتفكير في المساحة التي يأخذها العمل، هل هي مهمة حاليا؟ كيف ستجعل حياتي أفضل؟ هل هي فترة عابرة؟ 

ما هي نصائحك لمن يستعد لبدء مشواره العملي؟

قضاء وقت طويل للملاحظة أولًا. 

ثم التعلم.

والتجربة والخطأ.

كيف تتغلبين على الحزن والمشاعر السيئة؟

استسلم لها في البداية، أعيش كل مستويات الحزن والمشاعر السيئة واتركها تعبر مثل عاصفة.

أحاول ألا أطيل المكوث فيها ثمّ انتقل تدريجيًا للعودة للحياة. 

كيف نكون أكثر مرونة مع التغيير؟

نؤمن إنه صعوبته فترة انتقالية وإنا نتجاوزه بالفهم والمران.

كيف نتعامل مع زيادة الوزن المفاجئة؟ 

مريت بهذا الوضع كثير. وحاولت بكل الطرق في التعامل معه لكن أسوأها كان هو القسوة على الذات خلال هذا التحول. اشتري ملابس بمقاس أكبر، استمتع بحياتي اليومية مع التنبه لصحتي، اكتشف طرق جديدة لتحريك جسمي حتى لو لم تكن رياضة عنيفة أو مجهدة. عندما أصبحت أكثر تسامحًا مع نفسي أصبح حتى نزول الوزن سهل ومريح. 

كيف تختار هيفا صداقاتها؟

لا اعتمد على طريقة محددة. غالبا اتبع روحي وحدسي، التقي بالكثير من الاشخاص في الحياة اليومية لكن نادرًا ما أدخلهم دائرتي الخاصة (أو صداقاتي). لا اشترط الهوايات تكون مشتركة أو الاهتمامات. أحب اكتشاف الحياة مع الآخرين الذين يشاركونني ذات القيم. 

كيف نحس بالثقة وننطلق في المجال الإبداعي؟ 

الطريقة الوحيدة لذلك هي التجربة!

شكرًا لكم 

كانت اسئلة لطيفة ومتنوعة، وحاولت تغطيتها بإجابات كافية. 

.

.

.

8 تعليقات على “٤٠ سؤال للأربعين”

  1. أعوام مديدة وسعيدة لك هيفا ، قبل ان اقرأ المدونة كانت مخيلتي تحمل اسئلة احتاج اجوبتها الآن ، وصادف الأمر اني وجدتها بين الأسطر وكأنها رسائل ربانية ، ممنونة لك 🤍.

  2. لم اقراء المقال بعد(المقالات اخت الصباح), لكني اعتقد بأنه لايقل جمالًا وابداعًا عن البقية, اود سؤالك عما إذا كان بالإمكان ان نلتقي؟ -لم اجد اي طريقة تواصل واضحة للحديث معك-

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.