خطة محكمة للمشاريع الإبداعية

هذه التدوينة ولدت بعد تأملات طويلة لسنوات من العمل على الأفكار الإبداعية والنصوص. عملت على العمود الفقري لتسويق المنتجات، والخدمات، وبناء صوت للشركات والجهات الحكومية المختلفة. فعلت ذلك بكثير من الحماس، والتعب، والتخبط!و تمنيت لو كان لدي خطوات واضحة لأفعلها، أو طريق مرسوم ثابت لأمشي فيه. لم أجد هذا الطريق بعد، فالعمل الإبداعي يشبه اقتحام غابة سحرية.

كل يوم أجرب شيء جديد ولدي مجموعة من المفاتيح الأساسية التي تضبط عملي أشاركها معكم باختصار:

١انتخاب المشاريع الأفضل

بدلا من توزيع طاقتك على أكثر من مشروع إبداعي؛ اختر التي تجد فيها ملاءمة أكبر لتوجهك وطاقتك الحالية. قد تعبر طريقك فكرة مذهلة لكنّها غير مناسبة لامكانياتك الحالية خاصة إذا كنت تعمل بشكل مستقل وبلا فريق إبداعي مساند.

٢خيارات أكثر

كل فكرة إبداعية تبنيها أصنع لها عدة خيارات أو أوجه تنفيذ. هذا الجهد الذي تقضيه في التفكير وتجهيز بدائل سترى ثماره لاحقًا إذا قدمت الفكرة للعميل ورفضها، قدم خيارات أخرى وقد تعجبه أو تصنع مزيج من كل إبداعاتك وتتفقون عليه. غالبًا الخيارات تعطي انطباع بأنك اجتهدت وحاولت وغالبًا سيتنازل العميل عن شروطه في التكلفة أو الوقت ويوافق على فكرة تسيطر عليه تمامًا ويقرر الانطلاق بها.

٣لا تبالغ في التنفيذ

صحيح اقترحت أعلاه تجهيز واستكمال أكثر من فكرة، لكن إخراج العمل كاملًا لا يعني أنه نهائي! دائما سيكون هناك تعليقات من العملاء وإضافات، وربما نسف كامل لما قمت به. لذلك، اختصر الجهد وأظهر فكرتك بشكل جيّد إنما لا تستنفذ طاقتك. مسودة أولى في الكتابة، أو سكتش مبسط للتصميم كفيل بإيصال الفكرة الإبداعية والحصول على قبول لها.

٤ناقش فكرتك بوعي

خلال عرض مشروع أو فكرة أو نص أو حتى تصميم، ركز في محيطك، ركز في ردة فعل العملاء. كيف يتلقون هذه التفاصيل؟ كيف يتفاعلون مع العرض على الشاشة؟

هذا الوعي مثل فرقة إنقاذ، لو وجدت ثغرة في عملك أو بدأت بمناقشته مع العميل تنبه لردات الفعل فقد تنقذ مشروع أو فكرة قبل رفضها بالكامل. سأقوم بالتعديل هنا، حسنًا سنضيف بعض الألوان أو النصوص وغيرها من التعليقات السريعة الذكية.

٥تنبّه للتفاصيل

تقلقني دائما فكرة التقصير خلال أي مشروع إبداعي، وساعدت نفسي في هذا المجال بتوقع الأشياء قبل حدوثها. هذا جيد خاصة إذا كنت تتعامل مع جهة أو مشروع جديد عليك. العمل في شركة يعني أن كثير من الأفكار الإبداعية تذهب لعملاء مستديمين، ثلاثة أشهر أو ستة وأحيانا سنوات. لذلك نسبة المفاجآت منخفضة. لكن العميل الجديد يأتي بحماس ويطلب منك كشخص مبدع أو متخصص في مجالك العمل والانتباه لكل التفاصيل. يريد ألّا يحتاج لبذل الجهد طالما وظفك أو عينك لاتمام هذا المشروع. أسوأ ما يحدث هو أن يشير العميل كل مرة لتقصيرك أو يعلمك ما تفعل. راقب احتياجاته وجهزها قبل أن يطلبها.

٦تولّ مسؤولية الحفاظ على الذوق

واضبط الجودة كذلك.

لا أقول أنني تمكنت من هذا تماما اليوم؛ لكن في كثير من الأحيان أتدخل وأؤكد للعميل بأنّني الخبيرة هنا ويحتاج أن يستمع لرأيي على الأقل ثمّ يقرر.

سمعت هذا من كثير من الكتّاب والمصممين وكل من يعملون في المجال الإبداعي: نخجل في أحيانٍ كثيرة من وضع اسمائنا على مشاريع لأننا لسنا راضين عنها.

العميل غير المتخصص يفرض رأيه وحجته في ذلك أنا أدفع، أنا صاحب الشركة، هذا المشروع ابني الصغير.. وغيرها من التأكيدات على أحقيته بالحسم.

حاول مرة ومرتين ألا تستسلم لذلك. لكن بالمقابل لا تستخدم أسلوب الشدة والتباهي، هناك منطقة وسط للحوار.

٧عندما لا ينجح كلّ هذا!

قد نجد صعوبة في تطبيق هذه الخطوات كاملة. خاصة مع المشاريع المستعجلة والاستثناءات الكثيرة التي نمر بها كمبدعين مستقلين أو مقدمي خدمات نحتاجرضا العميل الكامل عن ما نفعله. نتمسك دائمًا بشيء مهم: الوعي والانتباه لكل ما نفعله حتى لو كان مستعجلًا. حتى لو كان لا يحقق لنا الرضا الكامل. وحتى لو بعد كلّ العناء لم يقبل به العميل.

.

.

.

تعليقان (2) على “خطة محكمة للمشاريع الإبداعية”

  1. ابدعتي بالمقال جداً , كأنكِ شعرتي بـ هناك اشخاص يحتاجون لهذا المقال وانا منهم فعلاً .. خصوصاً لـ انطلاق مشروعي خلال ايام بإذن الله ..

    شكراً من القلب 🌹

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.