الجردة السنوية أو مراجعة نهاية العام

بدأت فكرة هذه التدوينة من منشور على تويتر. شارك الكاتب ديكي بوش دليلًا مختصرًا ليمكننا من مراجعة السنة واكتشاف دروسها وتقييمها من جميع النواحي. وفي اللحظة التي قرأت تفاصيل الدليل قررت ترجمته باختصار ومشاركته في مدونتي قبل نهاية العام. سيكون تمرينًا ممتعًا لي ولكم، وكما يقترح الكاتب الذي أعدْ الدليل يمكننا تحويل إجابات هذه المراجعة إلى محتوى نشاركه مع الآخرين إذا أحببنا.

هذه التدوينة ليست حصرية لنهاية العام الميلادي، يمكن الاستفادة منها بشكل مستمر لمراجعة ربع السنة، ومنتصفها ولتحفيزنا لطرق جديدة لتدوين يومياتنا ومتابعة تقدمنا في الحياة.

وجد بوش كل نهاية سنة مدفوعًا للتفكير وطرح الأسئلة حول الأمور التالية:

  • الأشياء التي قام بها بشكل جيد (المكاسب والإنجازات).
  • الأشياء التي لم يقم بها أو تعثر في إنجازها (الأخطاء والصعوبات).
  • الأحداث الهامة واللحظات التي لا تنسى خلال العام والتي بدورها شكّلت شخصيته.
  • الدروس والمستهدفات التي يود وضعها في مقدمة قائمته للعام المقبل.
  • تحليل 80/20 (ما الذي حقق أفضل النتائج وما الذي تسبب بتعثره؟).
  • ما يريد أخذه إلى العام القادم وما سيتركه وراءه.

يقترح بوش اتباع الخطوات التالية لكنّه أيضًا يشجعنا لاتباع طرق مختلفة كاستبعاد بعض الخطوات، أو استخدامها كإلهام لبناء خطة عمل العام القادم. وأضيف على ذلك: قد تكون هذه المراجعة ممتعة كفعالية جماعية مع الأهل والأصدقاء.

وأضاف كتقديم للدليل هذه الأفكار السريعة:

  • ليس المقصود إتمام المراجعة في جلسة واحدة. ويمكن العمل على كل خطوة لعدة ساعات حتى تحصل على الاهتمام الكامل.
  • يمكنك الدمج بين الخطوات أو الاستعانة بتفاصيلها لبناء نسخ إضافية من المراجعة لتغطي جوانب غير مذكورة هنا.
  • تذكّر أنكم في مهمة لجعل العام المقبل نسخة أفضل من العام الحالي.

الخطوة الأولى: ضع قائمة بالأحداث والمنعطفات الأهمّ في العام

فكر في هذه اللحظات أو المعالم على الطريق على أنّها «نهايات» و «بدايات» للفصول المفصلية. سيساعدك تدوينها ومراجعتها في التعرف على دورات النمو المختلفة على مدار العام. وإذا كانت ذاكرتك غائمة يمكنك الاستعانة بالتقويم، وقوائم المهام وألبومات الصور وتطبيقات هاتفك المختلفة.

(دوّن ٣-٥ أحداث هامة لكل شهر في السنة)

الخطوة الثانية: دوّن مكاسبك لهذا العام.

ابدأ بوضع قائمة بكلّ الأشياء التي حققتها بلا ترتيب معين وستكون هذه المرحلة للاحتفال بما أنجزته خلال العام. ولمساعدتك في توليد الأفكار، يمكن أن تعتمد على النقاط التالية:

  • العادات التي بنيتها.
  • الأماكن التي سافرت إليها أو زرتها.
  • العادات السيئة التي تخليت عنها.
  • المهارات التي طوّرتها.
  • الهوايات التي استكشفتها.
  • الوظائف التي تركتها أو بدأت بالعمل فيها.
  • الأهداف التي أنجزتها.
  • العلاقات التي بنيتها.
  • المكاسب المادية مثل زيادة الدخل.

الخطوة الثالثة: تنظيم المكاسب حسب المجال.

بعد الخطوة السابقة ابدأ بتصنيف المكاسب حسب الموضوع أو المجال العام لترى بموضوعية ما إذا كانت الحصيلة من الاهتمامات والأولويات هي ما تريده فعلًا.

المجالات المقترحة:

  • الصحة (الجسدية والعقلية والروحية).
  • العلاقات (الأصدقاء، العائلة، العلاقات العاطفية).
  • الخبرات (السفر، الترفيه، الهوايات).
  • العمل (الشخصي، العمل مع فريق، الوظيفة).
  • المال (الاستثمار، والإنفاق والأرباح).

الخطوة الرابعة: ضع قائمة بالعثرات والصعوبات.

الصعوبات والعثرات التي لم تكن سعيدًا بها، أو القرارات التي تنظر إليها بشيء من الندم، أو الأمور التي أردت القيام بها ولكنك لم تفعل. دوّنها حسب المجالات المذكورة في الخطوة السابقة لتتمكن من اكتشاف مواضع التقصير والخلل.

الخطوة الخامسة: مراجعة وتقييم نهاية العام.

بعد الانتهاء من التدوين في الفقرات السابقة. انتقل إلى مجالات حياتك الرئيسية وقيّم كلّ منها من صفر إلى عشرة. وانتقل من المجالات الرئيسية إلى الفرعية وقيّمها بنفس الطريقة مع كتابة تعليقات حول الأسباب التي دفعتك لاختيار هذا التقييم. هذه الفقرة أتصور من منظور شخصي ستكون الأصعب لأننا سنجد أنفسنا في مكان لا ينفع معه غير الصدق والصراحة مع أنفسنا. هل أديت هنا بشكل جيد؟ هل بذلت الجهد المطلوب؟ هذه الخطوة ستساندك في الخطوات التالية.

الآن سترى بوضوح ما حققته واستمعت به العام الماضي، وما الذي تعثرت فيه.

فكر في هذه الأسئلة:

  • ما هي المجالات التي تفتقر إليها وتريدها كأولوية؟ أنقلها لأعلى قائمة أولوياتك.
  • ما هي المجالات التي تصفها بالناجحة أو حققت نسبة عالية من الرضا؟ احتفظ بها في نفس الموقع على قائمة أولوياتك.
  • ما هي المجالات التي أعطيتها أولوية عالية مع انخفاض أهميتها؟ انقلها لأسفل القائمة.

الخطوة السادسة: تحليل ٢٠/٨٠ (أو مبدأ باريتو)

يهتمّ هذا التحليل على مبدأ باريتو والذي يقول إن ٨٠٪ من النتائج سببها ٢٠٪ من الأسباب. سنقوم خلال هذا التحليل بإيجاد الخطوات أو الأمور التي قمنا بها في ٢٠٪ من الوقت لتحقيق ٨٠٪ من النتائج.

ويمكن أن تكون هذه الأسباب مرتبطة بالتالي:

  • المعتقدات.
  • الناس.
  • العادات.
  • الروتين.
  • البيئة.
  • وغيرها.

وكلها قد أدت بشكل أو بآخر إلى نتائجك السلبية والإيجابية لهذا العام.

يبدأ التحليل بتفريغ أفكارك على الورق. اكتب كل ما يمكنك التفكير فيه وساهم في نتائجك في كلّ مجال من مجالات الحياة (استعن بالخطوات السابقة). بعد ذلك تأمل هذه النقاط المكتوبة وحدد ١-٣ من الأسباب التي حققت ٨٠٪ من النتائج.

كيف يمكنك مضاعفة الأسباب القليلة التي أدت إلى نتائج جيدة؟ وكيف يمكنك استبعاد الأسباب التي أدت للنتائج السلبية؟

الخطوة السابعة: قائمة الإنجازات والدروس

هذه الفقرة تضم الاكتشافات ولحظات الاستنارة والمواقف التي مررت بها خلال العام الماضي. بناء عليها وعلى الفقرات السابقة سيكون لديك دروس تنقلها للعام القادم وتشاركها مع من حولك. ولتتمكن من إيجاد المزيد منها يمكنك الإجابة على الأسئلة التالية:

  • ما الذي منحك أكبر قدر من البهجة في العام الماضي؟
  • ما الذي أثقل عليك وسبب لك أكبر قدر من التوتر؟
  • ما هي اللحظة الأصعب التي شهدت بعدها أكبر قدر من النمو على المستوى الشخصي؟
  • ما هو المشروع أو الشخص أو التجربة الأكثر إثارة للدهشة في العام الماضي؟
  • ما هي العلاقات التي كان لها أكبر أثر إيجابي على سعادتك ونموّك كشخص؟
  • ما هي أصعب ٣ محادثات أجريتها وماذا تعلمت منها؟
  • ما هي العلاقات التي سببت لك أكبر قدر من التعاسة أو التوتر؟
  • ما هو الشيء الجديد الذي تعلمته عن نفسك في العام الماضي؟

الخطوة الثامنة: ابدأ، توقّف، تابع العمل!

بالاستناد إلى تحليل ٨٠/٢٠ في الخطوة السابقة ولتصنع أهدافًا قابلة للتحقيق في العام المقبل، قم بتدوين أهم ٣ أشياء تريد البدء بها، والاستمرار في العمل عليها، والتوقف عن القيام بها.

ما الذي ستفعله ليكون العام المقبل الأفضل في حياتك؟

الخطوة التاسعة: المراجعة الأسبوعية

إذا كنت ترغب في تحقيق أهدافك ومتابعة العمل على مكاسبك وإنجازاتك من العام الماضي. نقترح عليك تحويل قائمة الأهداف الجديدة إلى نظام يسهل متابعته بشكل أسبوعي. واستخدم هذا النظام ل٥٢ أسبوعًا تصل إلى نتيجتها في نهاية العام المقبل. 

لقد سعدت بترجمة هذه الخطوات ونقلها لكم.

وسأكون سعيدة برؤية تطبيقاتكم مع بداية العام القادم وسأشارككم بدوري المرئيات التي سأخرج بها بعد إتمام هذه المراجعة.

شكرًا لكم وأمنياتي لكم بعامٍ قادم كلّه خير وتوفيق بإذن الله.

photo via Unsplash

.

،

،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.