أزمة المرحلة.

Woman Reading, by Will Barnet.
Woman Reading, by Will Barnet.

“إنني أعمل كلّ شيء بسرعة محمومة كما لو كنت في خشية من أن أحداً سيبعد عني الكتاب أو الموسيقى التي أهتم بها أو الورقة التي أكتب فيها. لكن هذه السرعة تخلّف علامتها على ما أقرأه وعلى ما أكتبه. إنني أنسى بسرعة ما قرأته، لذا فإن القراءة قليلة الفائدة لي.”

– تشايكوفسكي

أخضر كثيف.

By: Josias Scharf

(أ)

في حلقي طعم أخضر كثيف.

(ب)

هل فكّرت يوماً في الأوراق الخضراء الزاهية التي يسوقها قدرها للمجاري؟ أن تكون في أعلى الشجرة منتعشاً، تخونك الرّيح، وتجرفك المياه لتبقى عالقاً، تفقد لونك تدريجياً، وهويتك، تصبح عجين، بطاقة باهتة على مخرج لا يريد أحد العبور من خلاله.

لم أعد مجدداً لكسر الأشياء، كانت هناك مشكلة فيما مضى، الصراعات والاشتباك بالأيدي مع الصبية، أمور حلها الزمن سريعاً، قبل انتباهي، جاءت مع تنانير الجامعة الغامقة والطويلة، تعودت ألا أكسر شيئاً مع تعودي على السير في خط مستقيم بدون أرجحة كتفيّ كمغني هيب هوب! في الحقيقة ما زالت آثار تحطيم الاشياء ماثلة أمامي، في كلّ مرة نستقبل ضيوفاً، وبينما انهمك في إظهار مواهبي كمضيفة ممتازة، أرسل نظري لباب الصالون وأتذكر آخر مرة كسرت فيها شيئاً، أمي تبقي على الباب المكسور في مكانه، أظنها عقوبتي الأبدية في حالة فكرت يوماً بكسر شيء آخر، وقصة هذا الباب المكسور، أنني حملت كرسياً خشبياً صغيراً، وألقيت به باتجاه الباب ثم أغلقه أخي بسرعة وكُسر، هناك ثقب صغير وخدوش. الثقب لم يعبر للجهة الأخرى من الباب لكنه واضح للعيان، والكل يخجل من طرح السؤال ، فيما لو حدث ذلك سأجيب بلا تردد. كسر الأشياء يعيدني لزمان الغضب الشديد، وأنا لا أحب تذكره. لو وددت في كسر شيء سأكسر ترددي، سأكسر الضجر! استمعوا لشعائر الربيع لسترافنسكي، هذه مقطوعتي المفضلة للالهام .

* هذه التدوينة جزء من سلسلة تدوينات ضمن تجربة تدوين “العربية للاستخدام اليومي” وهنا التفاصيل.