الخريف في باريس

هذه المرة الأولى التي أزور فيها باريس. وصلت والمدينة غارقة في الظلام. لم يقلل ذلك من حماسي أو تطلعي للأيام التي سنقضيها معًا. وصلت بشهية مفتوحة وقائمة لا نهائية للأماكن التي سأزورها والمذاقات التي سأجربها. خلال الساعات الأولى من اليوم بدت علي مظاهر التعب وتجاهلتها تماما، فكرت: هذه آثار السفر بعد أيام من الركض ودون راحة. أو هو التوتر الممزوج بالحماس؟ تجاهلت الإشارة وخرجت للمشي تحت المطر، زرت أقدم متحف في المدينة كما تشير النبذة الخاصة به. ومشيت بمحاذاة حديقة تويلري مع كوب قهوة دافئة بالحليب. أشعر بالاحتقان يتسلل لحلقي واستمتع بدفء القهوة وهي تعبره. لا مجال للاستسلام للمرض الآن! ليس لدينا وقت نضيعه في الراحة. 

عدت إلى الفندق بعد غروب الشمس وتحولت المدينة لوجهها الآخر. واجهات المحلات المضاءة، والناس متراصين على الكراسي ليستمتعوا بحرارة المدافئ المعلقة فوق رؤوسهم. 

مررت بمخبز شهير عرفته فقط بطابور المنتظرين تحت المطر، ومطعم آخر يقدم الشوكولا الساخنة وطابور ممتد للمتحفزين. شكرًا لكني لا أجد نفسي أبدًا مستعدة للوقوف وانتظار الطعام. 

واصلت المسير عبر جادة فخمة وأعيد في ذهني قائمة المحلات التي سأزورها للتسوق قبل العودة. لدي ذاكرة صورية جيدة، بالاضاف إلى معرفتي بموقع الفندق الذي يقع بالقرب من معلم معماري بارز. أسير باتجاهه كما لو كان بوصلتي. أتذكر موعد حجز العشاء لأحفز معدتي للجوع. لم يكن ذلك نافعًا. شهيتي تعاني من ركود غريب، هل كانت الرحلة هي السبب؟ أو تغير الجو المفاجئ؟ أو الحماس لباريس؟ أختي هنا في رحلة عمل وأنا رفيقتها. كانت فكرة جيدة بما أنني ألغيت رحلتي المنتظرة في أكتوبر الماضي لظروف العمل. هذه رحلة ميلادك الأربعين تأتي متأخرة بشهر!  انتهى اليوم في مطعم إيطالي صاخب -نعم إيطالي. من جديد لستُ متأكدة من سبب اختياري. أردت وجبة حنونة بأقل قدر من التفكير. التهمنا طعامنا وغادرنا.

بدأت أعراض جديدة في منتصف الليل. توقظني أختي وترجوني لتعديل وضعية نومي ليتوقف الشخير. لكن وضعيتي لم تكن السبب بس حنجرتي المقفلة تمامًا. 

في الصباح تجاهلت الألم وكالعادة تحاملت على نفسي: أقول سأتذكر هذه المدينة بين نوبات السعال وهلاوس الحمّى. ذهبت لتناول الإفطار في مقهى صغير في حارة مجاورة لمتحف أورسي. أنا هنا لأجل الانطباعيين، وغداء على العشب، ومعرض مؤقت لإدوارد مونك. السماء صافية نوعًا ما، أحمل معي مظلة لن استخدمها لعدة ساعات على ما يبدو. وقفت في الصفّ الأقصر إذ كانت فكرة شراء التذكرة صائبة. رحلة مدرسة تغادر المكان وابتسم في سرّي: الحمد لله! تذكرت رحلتي الأخيرة إلى لندن حيث اصطدمت بصفوف الأطفال في كلّ أروقة المتاحف. رحلات مدرسية بلا توقف. 

المتحف قائم في محطة قطار قديمة، كما أشار أحد المدونين الذين اتابعهم: لدى الفرنسيين هوس بتحويل محطات القطار المتقاعدة إلى متاحف. تركت معطفي في الخزانة فالمكان دافئ جدًا، دافئ أكثر مما يجب. وددت لو تخلصت من بقية القطع التي ارتديتها ظنًا مني بأن الجو سيكون باردًا وتفاديًا لمزيد من المرض. 

كانت صحتي تتداعى تدريجيا، مع كلّ ممر أتساءل: هل يمكنني احتمال أجواء المكان وازدحامه بالقطع؟ هل توقفت عن الإحساس بالمتعة؟ بعد ساعتين ونصف الساعة تقريبًا قررت المغادرة. احتجت للهواء النقي والمشي باتجاه محل للعطور انتظرت زيارته طويلًا. يبعد المحل من المتحف حوالي السبع دقائق مشيًا. وصلت المكان لأجد الباب مغلق، مع أن ساعات العمل الموضحة في خرائط قوقل كانت تشير إلى كونه مفتوح. محبطة قليلا قررت المشي باتجاه مختلف حتى أصل لوجهة مفضلة أخرى. في الشارع المقابل صادفت حديقة صغيرة، أو ربما جزيرة خضراء في منتصف الشارع. وللمفاجأة كانت تعلوها لوحة تحمل اسم غابرييل غارسيا ماركيز. هذا المكان الصغير في باريس يحمل لوحة باسم عرّاب الواقعية السحرية اللاتينية. التقطت صورة للوحة وبدأت دفاعاتي تتهاوى. لا مزيد من المشي اليوم. طلبت سيارة لتأخذني إلى شرق النهر حيث أسكن. وبحثت عن قصة اللوحة التي مررت بها قبل قليل. إنها تذكار للسنة التي قضاها ماركيز في المدينة وسكن بالقرب منها. وغير ماركيز الكثير من كتاب أمريكا اللاتينية الذين وجدوا أنفسهم في العاصمة الفرنسية هربًا من الدكتاتورية أو بحثًا عن الإلهام، أو كلاهما معًا. 

وصلت للفندق وتناولت وجبتي الأخيرة في اليوم، وقضيت ساعات النهار القصيرة الباقية في القراءة، وهنا أشكر نفسي بشدة. لأنني قررت اصطحاب الجزء الأول من سباعية مارسيل بروست «بحثًا عن الزمن المفقود» معي على الرغم من ثقلها في الحقيبة. تحتفل المدينة بذكرى وفاة بروست المائة. وعدة مكتبات ومتاحف تخصص له جانب من مجموعاتها المعروضة. بين غفوات قصيرة وقراءة عدة فقرات. احكم الالتهاب قبضته على حنجرتي. أصبحت عملية بسيطة كشرب الماء أو البلع ضربًا من ضروب التعذيب. مرّ الليل ببطء وبؤس حتى ظننت أنني لن أنجو من الألم. نمت جلوسًا وحاولت التحايل على السعال قليلا وأملت رأسي. ظهر الصباح أخيرًا وبدأت مخططات اليوم تصطفّ في ذهني. اليوم سأزور متحف رودان وأشاهد منحوتاته. وإذا كانت لدي دفعة من الطاقة سأزور متحف اورانجريه وأقف في الغرفة أمام رائعة مونيه زنابق الماء. قطع هذياني القصير صوت أختي وهي تتوعدني: لا خروج من الغرفة اليوم. استجمعي قواك وتعافي. وسيكون لدينا كل الوقت للمرور على قائمتك الطويلة. 

لقد بقيت حبيسة الغرفة منذ صباح الجمعة-مع استثناء خروج قصير لشراء المزيد من الأدوية-قضيت الساعات في قراءة، أفلام على التلفزيون بعضها شاهدته عشرات المرات. والبعض الآخر وهذه هي الصدفة الطريفة شاهدته في بداية العام في فندق آخر. تمكنت مساء البارحة من تناول البطاطا المهروسة، والأرز المسلوق، وقطع من السالمون المطهو في زيت الزيتون. تطببني أختي مع مقاومة شديدة أعبر عنها بالصمت أو الإشارة باليد. حنجرتي مقفلة تمامًا ولا يمكنني التحدث بصوت مسموع كما يجب. أشبه صوتي حاليا بنسخة مصغرة عن هيفاء. أو وكأنني سحبت نفسًا من الهيليوم. 

اتحقق من صحتي كل عدة ساعات واخطط للخروج من سجني الصغير المرتب. هذه التدوينة قد تكون جزء أول عن رحلتي إلى باريس. أتمنى استعادة صحتي سريعًا واكتشاف ما جئت لأجله والاستمتاع بالخريف في المدينة. 

.

.

.

٤٠ سؤال للأربعين

طرحت قبل أيام نموذج لاستقبال ٤٠ سؤال والاجابة عليها في مدونتي في يوم ميلادي الأربعين. 

جاء اليوم المناسب لمشاركتها معكم. 

 كيف اتخطى الفشل؟ خصوصا الفشل الدراسي.

هناك أكثر من طريقة لتخطي الفشل، وكلها ترتبط بنوع الفشل ووقته وفي أي مرحلة يواجهك في الحياة. إذا كان هناك دروس تعلمتها لتخطي الفشل ستكون كالتالي:

  • أفهم الرسالة من هذا الموقع وأتعلم الدرس حتى لا أكرره.
  • اسأل نفسي هذا السؤال: هل هذا الفشل بسببي؟ وإذا كانت الإجابة نعم، اتأكد أن ذلك لا يحدث مرة ثانية. وإذا كانت لا، أذكر نفسي أن هذا خارج عن إرادتي ولم يكن بيدي فعل أي شيء حياله. 
  • استعد للفشل بسيناريوهات مختلفة. إذا كان لدي توقع مسبق لما قد يحدث في حال الفشل يكون أثره أخف في نفسي وتجاوزه أسرع. 

ما هي الشخصية الأقرب لهيفا؟ (من شخصيات هيفا نفسها) 

ليست هناك شخصية مفضلة. لكن أحب الحالة التي أكون فيها عندما أشعر بالثقة والحماس وأركز على أهدافي. 

أكيد من وراء الكثير من الإنجازات في حياتك سبب من أسبابها عدم التسويف والتأجيل هل ممكن تجاوبينا على كيف نترك التأجيل والتسويف ؟

في البداية سعيدة بأنّ هذا هو التوقع الذي تحملونه عني: لا أسوف أو أؤجل وأن لدي الكثير من الانجازات. 

الحقيقة مختلفة جدًا. 

كل منا لديه صراعاته مع نفسه، في أحيان كثيرة يغلبني التسويف والتأجيل بشكل مرعب. تعطلت مشاريع هامة في حياتي، وخذلت نفسي أكثر من مرة. 

لكن، عندما تعرفت على السرّ الأهم في إدارة كل خططي، أصبحت لا ابدأ أي مشروع أو أدخل نفسي في خطة لا تناسب وضعي. الأمر مرتبط أكثر بالاولويات والقدرات التي لدي. عندما نلزم أنفسنا بفكرة لم نستعد لتنفيذها من البداية نحن نحكم عليها بالفشل دون أن نعلم.  

متابعة قراءة ٤٠ سؤال للأربعين

٢٧ يوليو – Life Update

توشك عطلتي الطويلة على الانتهاء وأفكر في تدوينة مناسبة لهذه المرحلة. أحب دائما مشاهدة فيديوهات يوتوب والتدوينات المعنونة بـ Life Update والتي أترجمها هنا حرفيًا في عنوان مدونتي: تحديث حياة! نعم، هذا هو التحديث الأكثر أهمية منذ عودة اخوتي واجتماعنا أخيرًا. أقول عطلة طويلة لأنني اخترت فاصلًا هادئًا بين وظيفتين. لقد فعلتها مجددًا وانتقلت لوظيفة جديدة. هذه المرة قضيت المدة الأطول في وظيفة ثابتة -إذا استبعدت العمل الحر والكتابة الصحفية-. لم يكن الأمر سهلا لأن وظيفتي السابقة حققت الكثير من المتطلبات والأولويات الشخصية لكنها مع مرور الوقت أصبحت ضبابية ومبهمة بالنسبة لي وودت البحث عن وظيفة جديدة أوظف من خلالها مهاراتي بالشكل الأمثل.

لقد اختبرت نفسي خلال الأشهر الماضية في تجربة البحث عن عمل وحضور المقابلات ومراسلة الجهات بلا توقف. تحدثت عنها في تدوينة سابقة. وفي نهاية تلك السلسلة الطويلة من المغامرات الصغيرة خارج ما ألفته عن نفسي حصلت على فرصة جديدة وأتممت الإجراءات وقبلت العرض الوظيفي. وجاءت لحظة الاستقالة التي لم تربكني من قبل قدمت عدة استقالات خلال حياتي العملية التي امتدت لأكثر من ١٥ عامًا ولم أجد أي تردد أو أسئلة في داخلي. عندما أحسم أمري أقرر وأكتب الخطاب وأرسله. لكن هذه المرة كانت القائمة التي وضعتها للإيجابيات والسلبيات بين الوظيفتين متقاربة وربما رجحت كفة الوظيفة السابقة قليلا بسبب عامل التعود والراحة.

لم يطل الوقت كثيرًا وربما لأنني لا أود التفريط في فترة الإخطار لأحوّلها إلى إجازة أو مرحلة انتقالية إذا صحّ التعبير. كانت جلسة سريعة ومباشرة وخلال شهر واحد أنجزت مهامي وودعت مكاني في وزارة الثقافة بحفلة لطيفة وهادئة. استقبلت إجازة الحج بالأحضان وقضيت أولها في فوضى بلا تخطيط استمع لذهني وجسدي وألبي احتياجاتهما. أنام لتسع ساعات في اليوم وإذا احتجت قيلولة زدت عليها. اقرأ حتى تشعر يدي بثقل واترك الكتاب لانتقل إلى مقالات طويلة أو مشاهدة مسلسل محبب. أطهو الغداء واستمتع بتذوق مكونات مختلفة مع والدي.

عندما عاد الجميع لأعمالهم قررت العودة بالتدريج فمباشرة العمل قريبة ولا أريد الانغماس تمامًا في أجواء العطلة. استيقظ كل يوم في وقت أبكر من سابقه وأحاول العمل على مشروع أو على الأقل الاستعداد والخروج من المنزل للقاء صديقة أو القراءة في الخارج أو التسوق. ما أحاول فعله هو تأسيس روتين يومي منظم يساعدني عند البدء. مثل جرد الغرفة وترتيب الأدراج. أو قيادة دراجة للتعلم ومن ثمّ إزالة عجلات التدريب. كلها ستضعني في مزاج جيد إذا بدأت العمل وسيكون شكل يومي واضح من البداية للنهاية.

التزمت خلال شهر بالتالي-وأقول التزمت لأنني لم أترك لنفسي أي مجال أو عذر للتهرب:

  • تدوين اليوميات في موضوع وحيد وثابت: ماذا قدمتِ لنفسك اليوم؟ والفكرة هنا تدريب على اكتشاف أين يذهب وقتي؟ وإلى أي مدى أملك منه ما احتاج. هل جدولي سهل البعثرة من قبل الآخرين؟ هل ألزمت نفسي بمهام لا تعنيني أو ترهقني لكسب رضا من حولي؟ كل هذه الأسئلة يعالجها تأمل يومي بسيط من خلال الكتابة. ماذا قدمت لنفسك اليوم؟ قرأت رسائلي، قرأت عدة صفحات من رواية جميلة، جهزت الغداء، مشيت ثلاثين دقيقة، استغرقت في النوم باكرًا.. الخ.  
  • تخصيص ما لا يقل عن ٣٠ دقيقة يوميًا لنشاط بدني. لم أصعب الأمر على نفسي، يمكن أن يكون مشي بسرعة متوسطة، أو رقص أو تمرين يوغا أو تمدّد طويل استعيد معه مرونتي.
  • تناول ٨٠٪ من وجباتي الأسبوعية في المنزل. لا طلبات خارجية إلا في الحالات القصوى أو عند الخروج. لقد أدمنت خلال العامين الماضية الأكل الخارجي حتى وإن كان مصنفًا بالأكل الصحي وظهرت علامات هذا الإدمان على ميزانيتي وجسدي.
  • العودة لمفضلة يوتوب المكدسة واكتشاف فيديو مفيد وقصير (أقل من ١٥ دقيقة) كلّ يوم.
  • التخلص من تعدد المهام والعمل على أكثر من شيء في وقت واحد (أقرأ كتاب مثلا وأشاهد مسلسل أو أجري محادثة هاتفية وأقرأ مقال في نفس الوقت لأن هذا السلوك سبب لي تشتت شديد وانعدام الفائدة أحيانًا)
  • القراءة الحرة بلا تحديد أو تخصيص. بعد وقت طويل من القراءة بكثافة لأجل العمل أو مشاريعي المستقلة شعرت بشوق عارم لقراءة الروايات، والقصص القصيرة والشعر. أمدّ يدي لمكتبتي وأختار مجموعة وابدأ القراءة وإذا لم يعجبني كتاب لا أجبر نفسي على إكماله لأن الهدف الأساسي هنا الترفيه.

أنوي المحافظة على هذه العادات الأساسية في الفترة القادمة فهي الأنسب ليوم عمل يمتد من التاسعة صباحًا إلى الخامسة مساء وفي نفس الوقت يسهل علي الالتزام بها والاستمتاع بالإضافة إلي ذلك بحياة اجتماعية ممتعة.

كيف تبني يومك المؤثر؟

في تدوينة نشرت قبل أسبوعين تقريبا على  Zen Habits كتب ليو باباوتا عن موضوع بناء الأيام وكيف تصل مع الوقت والمران ليومك المؤثر. وجدت فيها تقاطع كبير مع ما بدأته مسبقًا لذلك سأشارك أهم المبادئ التي ذكرها الكاتب:

المبدأ الأول: المواءمة بين أهدافك.

إذا كان وقتك موزع على أشياء غير مهمة وأساسية وذات أولوية على المدى البعيد في حياتك. ستقضي جزء كبير من مستقبل في الندم للأسف. لذلك يقترح الكاتب طريقة جيدة لاكتشاف أهداف مصغرة من أهدافك الكبرى.

  • ضع أهداف متوسطة المدى من ٦ أشهر إلى سنة. ما هي أهدافك في العمل؟ والحياة الشخصية؟ والاجتماعية.
  • قسم الأهداف تلك إلى أهداف شهرية متوافقة معها، وهذا يتطلب مراجعة وتقييم كل أسبوع مثلا.
  • كل يوم اختر ١-٣ مهام تتواءم مع هذه الأهداف المصغرة. تفكيك الأهداف وتقسيمها إلى مراحل يساعدك أكثر في ضبط الوقت واستبعاد ما لا تحتاجه.

المبدأ الثاني: إعادة بناء تركيزك.

يوجهك تحديد الأهداف في المبدأ السابق إلى معرفة ما تريد التركيز عليه. لكن العمل عليها في وقت واحد أو التشتت بينها لا يعني بالضرورة نجاح مهمتك.

لذلك يقترح الكاتب الخطوات التالية:

  • اختر شيء واحد فقط لتركز عليه.
  • إذا كنت تعمل على جهاز الكمبيوتر مثلا: ضع الشاشة في وضعية التركيز واستبعد كل التطبيقات الأخرى لتكرس وقتك لمهمة واحدة.
  • هذه هي الخطوات التي تحتاجها، وفكر في كل شيء تفعله كيف يمكنك تطبيق وضعية ملء الشاشة عندما تتمرن أو تلتقي بصديق؟ وهكذا.

المبدأ الثالث: ابتكار طرق تحفزك على التركيز

لتجنب المماطلة والغرق في الملهيات أو الشعور بالملل، ابحث عن طريقة تحفزك داخليا. ويرى الكاتب أن الأفكار التالية ستخدمك:

  • اللعب – كيف يمكن أن تكون هذه المهمة ممتعة؟
  • السهولة – كيف يمكن تسهيلها؟
  • الفضول – هل يمكنني تعلّم شيء بينما أنجز هذا العمل؟
  • الخدمة – كيف يخدم هذا الشيء الأشخاص الذين أهتم لهم (أو كيف يخدمني؟)
  • الحب – هل هذه المهمّة تعبير عن الحبّ؟
  • الاتصال – كيف تربطني هذه المهمة بالآخرين؟
  • ابحث عن أفكار أخرى تناسبك واطرح أسئلة مشابهة.

المبدأ الرابع: إيجاد إحساس بالحيوية في يومك

يقترح الكاتب النظر ليومك بشكل متكامل، لا تركز فقط على مهام بعينها إنما على تجربتك طوال اليوم. كيف يكون يومك حيوي وفعال؟ اسأل نفسك الأسئلة التالية:

  • هل تبحث عن الشعور بالرفاهية؟ كيف يمكنك الوصول إليها؟ النوم الجيد، الحركة والغذاء الطيب والرعاية الذاتية؟
  • هل تشعر بقيمة ومعنى ما تفعله؟
  • ما مدى ارتباطك بالآخرين خاصة أولئك الذين يهمونك في حياتك؟ كيف يمكنك تحسين التواصل معهم؟ هل يمكنك تحقيق التواصل الأفضل مع الآخرين بينما تعمل على أهدافك الشخصية؟
  • كيف تشعر بالإلهام والحيوية طول اليوم؟ وكيف يمكنك الحصول على المزيد من ذلك؟

ويختم الكاتب التدوينة بتفضيلاته الشخصية لإيجاد يوم ملهم وحيوي: يتساءل، ويشعر بالفضول، والحب، ويركز أيضا على المغامرة واللعب والفرح. كل منا لديه قائمة تخصه سيكتشفها مع العمل بالقرب من نفسه والاهتمام بها.

هذه هي تحديثات للفترة الماضية، أشعر بانتعاش وراحة وأقارن شهر يوليو هذا بمثيله في العام الماضي. كانت سنة اختبار واكتشاف وأنا سعيدة بما وصلت إليه هنا والآن. كيف أعزز شعور الرضا والراحة بالرغم من انتقالي لمساحة جديدة في العمل والحياة بشكل عام، هذا ما سأحاول اكتشافه ومشاركة تفاصيله معكم هنا.

شكرًا لكم دائمًا

للقراءة والمشاركة والمتابعة المستمرة.

Painting by: Floris Verster

.

.

.

١٨ يونيو – قائمة مفضلات

في التدوينة السابقة وعدتكم بمشاركة قائمة مفضلات الفترة الماضية، هذا الملخص السريع المحبب يذكرني بالمدونات التي أحبها وأتابعها باستمرار. تدوينة سريعة بمجموعة روابط واقتراحات تلفت انتباهي لأشياء مختلفة لم أعرف عنها أو اكتشفها من قبل. الشهرين الماضية حاولت تدريجيًا العودة لأيام تخفف من ضغوط وأحداث الحياة التي لا يمكنني التحكم بها وجزء من هذه العودة الانتباه واكتشاف مفضلات مختلفة.

هذه القائمة بلا ترتيب:

  • شاهدت سلسلة من الجزيرة الوثائقية بعنوان «أطعمة غيّرت العالم» السلسلة ممتعة وغنية بالتفاصيل التاريخية التي ناقشت مجموعة من أهمّ الأغذية التي يعرفها البشر في كل مكان. من حروب الكولا، إلى العلكة، وصولا إلى البيتزا والبرغر وحبوب الإفطار.
  • اقترحت عليّ قريبتي مشاهدة مسلسل The Lincoln Lawyer وقالت بنبرة أكيدة: سيعجبك! لم انتظر كثيرًا ووجدتني اقفز من حلقة لأخرى وحاولت جهدي ألا انتهي من المسلسل القصير دفعة واحدة. أحبّ كيف أن قريباتي وصديقاتي يعرفن جيدًا ما هي المسلسلات أو البرامج التي تثير اهتمامي. في نفس السياق اقترحت عليّ الصديقة مها البشر مشاهدة مسلسل The Split مسلسل بريطاني أيضًا شخصياته الرئيسية تعيش في عالم المحاماة وأروقة المحاكم. الحوارات والتفاصيل في المسلسلين وطبيعة الشخصيات ممتعة وأعرف أنها ستبقى معي طويلًا.
  • أحبّ منتج من أفران الحطب يسمونه «اسبيشل الحطب بارد» لا أعرف لماذا يسمى هكذا لكنّه لذيذ جدًا وينقذني في ليالي الأسبوع التي لا أجد أي فكرة مقترحة للعشاء، أحبه مع قليل من العسل والخبز الحار، أو مع الطماطم كساندويتش، وأحيانا مع البيض في الإفطار. تتكون السلطة الباردة من الجبن الأبيض معتدل الملوحة، والزيتون الأخضر والأسود، والشبت، والفلفل وزيت الزيتون.
  • زرت اليوم مطعم دقيق وحطب بصحبة الصديقة شوق البرجس وجربت سلطة منعشة وصيفية. بمجرد ما اطلعنا على قائمة الطعام حتى أشارت عليها وقالت: أعرف أنها ستعجبك! بعد تجربتها أفكر في تحضيرها في المنزل. مكوناتها جبن حلوم مكعبات، وبطاطا حلوة مشوية، وأورزو وخضروات ورقية والطماطم المجففة مع تتبيلة بالخل والعسل وقليل من الجبنة الزرقاء. قد تكون المكونات مختلفة قليلا لكن هذه هي محاولتي في تذوقها.
  • قرأت قبل عدة أشهر كتاب Reinventing You دوري كلارك وصادف أن عثرت عليه في الوقت الذي كنت أحضر لتقديم ورشة إعادة بناء هويتك الشخصية. الكتاب مليء بالقصص والاكتشافات التي قد تدفعك لإعادة التفكير فيما تعمله وطريقة عيشك بالكامل. ما هي هويتك الجديدة؟ وكيف ترغب بالمضي إلى الأمام؟
  • أحبّ العلامة التجارية NYX وأحب خيارات الماكياج الخاصة بهم وتنوعها والأهم سعرها المغري! اكتشفت مؤخرًا منتج Butter Gloss واقتنيت منه مجموعة ألوان ستكون صديقتي في الصيف.
  • بودكاستي المفضل الجديد من مجلة الاتلانتيك How to Start Over، والذي يشير وصفه المختصر بأنه سيكون مكانك المفضل للتعامل مع مصاعب الحياة التي قد تواجهك عندما تقرر تغييرها.
  • مقالة عن اتاحة مساحة للصدف! الموضوع مثير للاهتمام وتكلمت الكاتبة لورا فاندركام عن استراتيجيات ذكية نصنع من خلالها مكان أو مساحة لحدوث المواقف العفوية والمصادفات السعيدة.

.

.

لندن | دليل عطلات

إذا كنت سأتحدث عن نفسي وخياراتي في العطلات، لم تكن لندن واحدة من الوجهات التي أردت زيارتها أو رؤيتها-على الأقل لم تكن ضمن الوجهات الأولى. علاقتي مع المدينة رسمتها من قصص الأقارب الذين يزورونها لعقود مضت. بالإضافة لتجربة والدي. والمرة الأولى التي عرفت فيها لندن وأبنيتها القديمة: في فيلم بيتر بان من ديزني! كل إجازة أو فرصة متاحة كانت تحملني إلى نيويورك. ولكن، كنت أسمع تعليق من صديقاتي وقريباتي: لكن لندن تستحق الاكتشاف، وهي تشبه كثيرًا الأحياء التي تفضلينها في نيويورك. سوهو وتشيلسي وويست فيلج كلها كانت نسخ ممتدة عن النموذج الأصل شرق المحيط.

جاء صيف ٢٠١٧م وكنت بدأت حينها وظيفة براتب جيد وإجازات حكومية طويلة. أخواتي كنّ في بنسلفانيا وقتها، وقضيت صيفًا طويلا وحدي. بحثت عن فكرة لإجازة فردية لطيفة وظهرت اسكتلندا الخضراء بين عيني. لقد جاءت اللحظة المناسبة لرؤيتها. تسهلت أمور الفيزا وحجزت تذكرة الطائرة للوصول إلى لندن ومن ثم السفر بالقطار لبدء رحلتي الإسكتلندية من أدنبره.

كانت صيفية موفقة! عندما وصلت إلى لندن كنت بلا خطة واضحة، فقط حجز فندق لثلاث ليالي، ومجموعة متحمسة من القريبات اللاتي يقضين كلّ صيف في المدينة منذ سنوات. تعلمت حينها فضيلة ترك القيادة للآخرين. كانت المرة الأولى في لندن ولم تكن الأخيرة. زرنا عدة مناطق في المدينة سوية. تناولت الطعام في قهوة اخترنها وفي مطعم آخر، وتركنا المدينة لمزرعة في الريف عدة ساعات في اليوم الثالث.

ذاكرتي غائمة إذا استعدت أغسطس ٢٠١٧ في لندن. اسكتلندا جوهرة رحلتي وبقيت تزورني في الأحلام حتى أعود لها في المستقبل.

إذا نجحت تلك الرحلة في شيء سيكون زراعة حالة من الفضول ستعيدني إلى العاصمة البريطانية مرة تلو الأخرى حتى ربيع هذا العام. أصبحت خيار إضافي لعطلة كسولة لا أركض فيها ولا أجهد نفسي بالتحديات أو الجداول المزدحمة. أذكر أنني تجرأت على العمل عن بعد في لندن. كتبت وبحثت وقرأت خلال ساعات الصباح الأولى بانتظار استيقاظ الجميع.

لم اكتشف ربع المدينة حتى الآن، ولا أنوي ذلك بسرعة. في كل زيارة أعود لنفس الأماكن والشوارع واكتشف بعض الزوايا الجديدة. نقطة الانطلاق دائمًا فندقي الذي أسكنه ولو أمكنني تصوير خطواتي من الفضاء ستمتد كشعاع نجمي حول المكان.

متابعة قراءة لندن | دليل عطلات