كيف تكتشف يومك المثالي؟

أهلا بكم!

هذه التدوينة ولدت من ورشة عمل قدمتها أكثر من مرّة حول تصميم يومك المثالي وأجد أن إعادة نشرها اليوم فكرة مناسبة للتحضير لتغيير جيّد مع بداية السنة. هناك الكثير من الأسئلة والاجابة عليها والتفاعل معها تقودكم للشكل المثالي لليوم.

قبل البدء

اجلسوا مع أنفسكم لأطول مدة ممكنة واقسموا صفحة كبيرة إلى قسمين وابدؤوا بالكتابة بلا توقف في الجهتين. أحدها يوم مثالي تتمنون عيشه، والجزء المقابل يومكم السيء أو يومكم الحالي إذا كنتم غير راضين عنه. هذا التمرين ملهم ومؤلم في نفس الوقت. لأنكم ستقفون بمواجهة حياتكم الحالية وكل المشاكل التي تعيق وصولكم ليوم مثالي. ومن جهة ثانية ملهم لأنّه سيضعكم على أول خطوة في الطريق إلى تصميم يومكم المثالي. 

نصيحتي لكم: احتفظوا بهذه الورقة قريبة منكم وعودوا إليها كلما أضاعت بوصلتكم الطريق. أو فكرتم في إثارة الفوضى في أيامكم.

متابعة قراءة كيف تكتشف يومك المثالي؟

كيف تنجو في بيئة عمل سامّة؟

قبل عدة أيام أعدت الإجابة على استطلاع رأي في جريدة نيويورك تايمز حول بيئات العمل وكانت النتيجة «اعتبري نفسك محظوظة أنتِ من ضمن العاملين في بيئة حضارية.» لقد جربت الإجابة على الاستطلاع قبل عدة سنوات في وظيفة سابقة وكانت النتيجة أنني أعمل في مكانٍ غير حضاري. هذه المرة ظهرت العبارة على الشاشة لتشعرني بالطمأنينة ولم يكن لديّ شك في ظهورها.

تؤثر أماكن العمل علينا بشكل عميق لأننا نقضي فيها جزء كبير من يومنا. قد يكون إجمالي الساعات التي نقضيها مع مدراء في العمل أو زملاء أكثر من تلك التي نقضيها مع أفراد عائلتنا! ومن هنا تولد المشكلات إذا كانت بيئة العمل غير مناسبة حتى وإن كنت تعمل من المنزل وهذا ما اكتشفناه خلال العامين الماضية. ما الذي يجعل بيئة العمل سامة؟ هذا هو السؤال الذي قد يختلف الكثير في إجابته لكن ستجمعهم عناصر محددة ويتفقون عليها.

تأثير البيئة السامة يمتدّ لحياتنا الشخصية وصحتنا الجسدية والنفسية ويمتد لاحترامنا لأنفسنا وكيف نقيّم ذواتنا بشكل عام. بعد فترة من التعرض لهذا الأذى يصل الأفراد إلى حالة من الاحتراق. وخاصة أولئك الذين لا يجدون مخرجًا أو فرصة لتحويل مسارهم المهني وإيجاد الدخل بعيدًا عن بيئة تسيء لهم.

ما هي الإشارات إذًا؟

كما ذكرت أعلاه قد يختلف تصنيف كلّ شخص وفقا لخلفيته والمجال المهني الذي يعمل فيه. لكن الإشارات التي لاحظتها وتتبعتها في قراءاتي هي كالتالي:

تواصل سيء أو ضعيف.

الاتصالات غير الكافية أو المربكة والمتفرقة تأتي في مقدمة مشاكل أماكن العمل ويمكن اكتشاف ذلك بشكل فوري بعد فترة من العمل. تكتشف أنّك خارج دائرة المعلومات المهمّة إذ يفشل الزملاء والمدراء في مشاركتها معك. لا يوجد تدوين لأهم العمليات والخطوات في إدارة المشاريع. يعتمد الغالبية من الموظفين على الاتصالات الهاتفية والرسائل المنقولة شفهيًا ولا شيء يدوّن ليسهل العودة إليه والمطالبة به وهنا تبدأ المشاكل. رسائل البريد التي تبعثها تصبح رسائل في زجاجة ضائعة في المحيط! لا تجد رد أو توجيه في الوقت المناسب ولكن عندما يحدث خطأ أو مشكلة يُنسب التقصير إليك وما من وسيلة لتثبت مشاركة الآخرين. ويندرج تحت ذلك أيضًا التواصل خارج ساعات العمل وفي الإجازات الرسمية.

الثرثرة والنميمة ونقل الشائعات.

أقول دائمًا أن المنظمات والموظفين المنشغلين بالعمل الجادّ لا يجدون الوقت للثرثرة ونقل القصص عن بعضهم والتحريض. تذكرت وأنا أكتب هذه الجملة إحدى فترات عملي السابقة حيث قاومت بشدة الانخراط في هذه الجلسات التي قد تمتص حماسي ورؤيتي الجيدة للعمل. لم تكن تلك البيئة مثالية لكن لو استسلمت لتلك الجلسات لما عرفت طريق العودة أبدًا. يمكنكم رؤية هذا السلوك بوضوح في جلسات الاستراحة الطويلة التي تمتدّ بعد الوقت المخصص لتناول الطعام أو الصلاة. يبحث بعض الزملاء عن وقت لفعل أيّ شيء إلا العمل. حتى لو شعرت بالإقصاء عن هذه المجموعة لا تشك بنفسك ولو للحظة، وقد تكتشف أيضًا بعد حين أن ابتعادك عن هذه الجلسات تنعكس على طريقة عملهم معك وهذه إشارة أخرى على السمية.

قيادة سيئة.

هذه مشكلة حقيقية.

تركت أكثر من وظيفة بسبب مدير أو مديرة سيئة، ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ بل في أحيانٍ أخرى تكون القيادة منخورة بالكامل. أحيانًا القيادة السيئة سلسلة تبدأ من أعلى الهرم وتصل إليك. قد يكون مديرك شخص يشكك في قدراتك باستمرار ولا يعطيك فرصة للتقدم أو العمل بشكل جيد. يربكك بالمقاطعة والفوضى وقلة التواصل وينتقل كلّ هذا لما تفعله. نوع آخر من المدراء الذين عملت معهم يحبّ توجيه اللوم والاتهامات باستمرار كلما فشل مشروع أو تأخر إنجاز مهمّة، ومن جهة أخرى ينسب العمل الناجح لنفسه وتوجيهاته دون التفكير في الموظف الذي قضى الساعات الطويلة لإتمام العمل. باختصار شديد: القيادة السيئة هي واحدة من أهم مؤشرات بيئة العمل السامة.

غياب التحفيز.

لا أقصد بذلك وجود فرقة موسيقية تعزف لك الموسيقى الاحتفالية كلّ يوم!

هناك قدر مطلوب من التحفيز يظهر بلفتات بسيطة أو كبيرة. عندما تجد من يشجعك للتجربة والاكتشاف والخطأ في مساحة آمنة هذا تحفيز. عندما تجد من يشكرك عند اجتياز منعطفات صعبة في مشروع معين ومساهمتك في نجاح جماعي للفريق هذا تحفيز. وعندما يتوقف كلّ هذا ستراه في نفسك وفي زملائك. يسود شعور من الثقل -وجرّ القدمين- للعمل كل يوم عندما يتوقف الحافز. وعندما يكون تحفيزك الداخلي حيًّا؟ سيفتقر الباقون لذلك وستجد نفسك تدفع بكل قوتك لتحريك هذه السفينة حتى تصل لمرحلة الانهاك. للأسف ليس ذنبنا أنّ بعض زملائنا يفتقرون للتحفيز هذا جزء من تخطيط المنظمة والمشاريع وحتى فكرة توظيفهم في مكانٍ ما. أنت بخير إذا لم يكن قائدك مفتقر للتحفيز ويمكنك التعامل مع الزملاء والظروف بشكل جيد لتجاوز هذا المؤشر.

انعدام النّمو.

عندما تجد صعوبة في التقدم والتطور في عملك هذه إحدى مؤشرات توقف النمو. تمر عدة أشهر على آخر مرة تغيرت فيها مهامّك أو تعلمت مهارة جديدة؟ لا يتم ارشادك من الرؤساء أو توجيهك لتحسين شيء ما في عملك؟ يرفضون التحاقك ببرامج للتدريب أو التعلّم مع تقديم حجج واهية؟ كثير من هذه المؤشرات مربكة إذا كنت تعمل باجتهاد ولديك رغبة حقيقية في تطوير ما تفعله.

من المهمّ أيضا معرفة أن رؤسائك أو حتى الجهة التي تعمل بها ليسوا مسؤولين دائما عن تطوير مهاراتك، عندما يكون الحلّ في يدك أقدم عليه. حسن من الطريقة التي تدير بها المشاريع أو تكتب أو تدرّس أو حتى تعالج مرضاك. التحرك للأمام في المساحة المتاحة لك أفضل بكثير من الجلوس والانتظار.

هذا المؤشر لا ينطبق عليك بالضرورة إذا كنت تحبّ العمل المكرر والتحوّل إلى آلة تقطع البسكويت بشكل واحد لسنوات لذلك اقترح تجاهله في حالتك.

معدّل استقالات مرتفع.

أشعر في بعض اللحظات بالندم عندما استعيد تجربة عمل في بيئة مسمومة تجاهلت فيها هذا المؤشر. في أول عدة أسابيع من عملي لاحظت استقالات متعددة في أكثر من إدارة مع تكتّم شديد حول سبب خروج الموظفين. لم يبق السبب سرًا لوقت طويل فقد اكتشفته بنفسي!

أفكّر في كل موظف يترك العمل، ليست الفرص الأفضل دائما هي السبب ووددت لو كان لدي وقت أطول للبحث في دراسات متعمقة في الاستقالات التي تأتي بسبب فرص أفضل. صعوبة الخروج من مكان يوفّر لك مصدر الرزق وتعتمد عليه جوانب كثيرة من حياتك يقابلها صعوبة ما تمرّ به في هذا المكان وضرورة النجاة. ماذا لو كانت الجهة هي من تستغني عن الموظفين بشكل مستمر؟ هذه إشارة أخرى لكن لم اتعمق في فهمها فقد تكون مشكلة توظيف لكوادر أكبر من الاحتياج، أو سوء في التقدير والتحقق من ملاءمة الموظف ومن ثمّ التخلص منه بشكل مفاجئ، أو وهذا أيضًا وارد سوء تأهيله وعدم رغبته بالعمل أو تحسين جودة عمله.

ما يمكنني مشاركته كنصيحة ضرورية هنا: إذا كانت لديك شكوك في ارتفاع عدد الاستقالات حاول التحدث في الموضوع مع شخص تثق به -مع إنها فكرة صعبة لمن دخل منظمة حديثًا-، وحاول من جهة أخرى التواصل مع من تركوا الجهة. لماذا استقلت؟ ما هي أسبابك وكيف يمكنني تفادي الوصول لهذا المكان؟

مؤشرات إضافية

في استطلاع رأي أجري على أكثر من ٦٠٠ شخص في ١٧ مجال مهنيّ ونشرت نتائجه جريدة نيويورك تايمز عام ٢٠١٥ ساهمت هذه السلوكيات السلبية الصادرة من المدراء في تحويل بيئة العمل إلى سامة مع الوقت:

  • مقاطعة الآخرين عند الحديث.
  • الحكم على من يختلف عنهم
  • يولون القليل من الاهتمام لآراء الآخرين.
  • يحتكرون أفضل المهام لأنفسهم.
  • يفشلون في تمرير المعلومات الضرورية لفريق العمل.
  • يتجاهلون الشكر وتقديم الأوامر بلطف.
  • يحقرون الآخرين ويتحدثون إليهم بلا تهذيب.
  • ينسبون الفضل لأنفسهم دون وجه حقّ.
  • يطلقون الشتائم والبذاءات.

وفي نفس الاستطلاع أجاب الأفراد المشاركين وصرحوا بالسلوكيات السلبية التي وجدوها في أنفسهم:

  • يتجاهلون دعوات الاجتماعات الموجهة إليهم.
  • يستخدمون مصطلحات لا يفهمها الجميع حتى مع معرفتهم بذلك.
  • يحتكرون المهام السهلة لأنفسهم بينما يتركون الصعبة للآخرين.
  • لا يستمعون.
  • لا يهتمون بالآخرين.
  • يستخدمون هواتفهم والرسائل الإلكترونية أثناء الاجتماعات.
  • لا يظهرون الامتنان لمساهمة الآخرين في العمل ويجدونها أمر مفروغ منه.
  • يحقرون من الآخرين بصورة غير لفظية.
  • يتجاهلون الشكر وتقديم الأوامر بلطف.

ما يمكنني اكتشافه من هذه المجموعة من السلوكيات هي أننا أحيانا وحتى دون انتباه منّا نفعل ما نجده مؤذيًا من الآخرين. العجلة والضغوط والرغبة بالظهور بأفضل صورة ممكنة قد تشوش التفكير وتدفع الأفراد لتجاهل الآخرين والصعود عليهم. سيكون مكان العمل أكثر صحة وفاعلية لو ركّزنا في المهام بين أيدينا وتجاوزنا رغباتنا الشخصية وأحكامنا.

كيف تنجو في بيئات العمل السامة؟

في أكتوبر الماضي شاركت استطلاع رأي جمعت فيه أسئلة عامّة بإجابات مفتوحة. فكرت في مشاركة هذه الأسئلة بعد تجارب شخصية عبرتها بصعوبة واتخذت بعدها قرارات أثرت على مساري المهني. كانت قراراتي تلك الأفضل على الاطلاق مع أنني في تلك اللحظة شعرت بالخوف والتردد والرغبة في ترك كلّ شيء والبقاء ساكنة. كنت على وشك الاستسلام لحقيقة أن بيئات العمل كلها هكذا، وأن هناك مشكلة بداخلي وعليّ التعود والصّبر والسكوت.

تجربتي الشخصية ليست مقياس شامل لكن الإجابات التي وصلتني على استطلاع الرأي الذي نشرته آلمتني كثيرًا وشعرت بالرغبة في مساعدة كل شخص كتب تعليق أو شارك تجربته الصعبة. لكن لمجهولية النموذج لم أتمكن من معرفة الوجهة التي انطلق إليها للمساعدة. هذه التدوينة خطوة باتجاه تقديم أفكار أو توجيهات قد تساعد وتدعم من يعانون من بيئة عمل سامّة. تساعدهم في اكتشاف وجهتهم التالية، أو صناعة التغيير في أنفسهم ومكان عملهم، أو لتربت على أكتافهم وتقول لهم: نعم أعرف وأصدّق.

بعد اكتشاف المشكلة والتحقّق من أنّ ما تراه ليست مرحلة عابرة أو سلوك فردي بل ثقافة منظمة وشاملة. هذه عدة نصائح مجربة:

  • لا تسمح للسلبية بالانتصار عليك. البقاء في حالة غامرة من اليأس سيمنعك من رؤية الحلول الممكنة.
  • امتنع عن المشاركة في الدراما، ولا تحشد الحلفاء والمتعاطفين لمجرد أنكم تتشاركون النميمة أو الاستياء من موظف أو من البيئة بأكملها. الثرثرة مدمرة في كل الأحوال.
  • تجنب مسببات الانزعاج قدر الإمكان مثل التحقق من بريدك الالكتروني أو الرد على مكالمات العمل بعد انتهاء ساعاته أو خلال عطلة نهاية الأسبوع.
  • دافع عن نفسك وفكر دائما في طرق مبتكرة لتغيير البيئة من حولك.
  • لا تنسى توثيق كل شيء! وثق المراسلات ومهام العمل وأي شيء قد تحتاجه مستقبلًا في دعم مسيرتك المهنية وتفادي المشكلات.
  • ابحث عن متنفس شخصي لتشعر بالإنجاز والأهمية بعيدًا عن وظيفتك، ما هي الهوايات التي تحبّها؟ ما الذي يمكنك الانخراط فيه اليوم ويحسّن من جودة حياتك بشكل ملحوظ؟
  • استخدم الوقت للبحث واكتشاف فرص مهنية أخرى ولا تتردد في طلب الاستشارة ممن تثق به.
  • تعلّم مهارات الحوار والاقناع والحزم لتدعم نفسك في المواقف الصعبة.
  • اصنع مساحة عمل إيجابية حتى لو كان الأمر صعب في البداية، حاول وابدأ بالتخيل حتى تصل لمرحلة تهدأ بها نفسك وترضى.
  • ابحث عن الدعم في دائرتك المقربة مع التفكير جديًا في العمل مع مدرب أو مرشد مهنيّ يساعدك في تجاوز هذا الوقت.
  • استعد لوظيفة أفضل بتقييم مهاراتك وإعداد سيرتك ومشاركتها مع المهتمين.
  • انتبه لرسائلك الداخلية. ماذا تقول لنفسك عن نفسك؟ نحن نميل إلى القسوة على أنفسنا أحيانًا ولكن توجيه الرسائل وإعادة صياغتها لتحمل نبرة الدعم والاهتمام له أثر لا يُصدّق.
  • وأخيرا، وهذا الأهم في نظري: أنتَ لستَ وظيفتك! فكّر في الحياة بمفهومها الواسع. كيف تريد أن تعيش؟ ما هي قيمك؟ ما هي طموحاتك؟ ماذا سيحدث بعد سنوات من الآن بعد أن تترك الوظيفة وتنتقل لأخرى؟ هذه الأسئلة مهمة.

حاولت في هذه التدوينة الدمج بين المعلومات التي جمعتها من القراءة والاطلاع على المصادر في الموضوع، بالإضافة إلى تجاربكم، وتجربتي الشخصية. ما زلنا بحاجة لمزيد من العمل والتوعية لصناعة تغيير ملموس وهذا ما سنصله بالمزيد من القصص والتوجيهات. وسأكون سعيدة بمشاركتكم في التعليقات.

.

.

.Photo via Shorpy

الثلاثاء – ٢١ سبتمبر

مددت بساط التمرين على أرضية صالة النادي الخالية وتأملت كيف مزقته مخالب قطتي. لففته لأشهر مضت وأصبح وسادتها وكرة اللعب ودميتها في ذات الوقت. الثقوب التي تعلوه مضحكة وغير مبررة. الصالة تخلو من المتدربات في هذا الوقت من اليوم وإن احتجت في وقتٍ ما لتفسير هذه الثقوب سأفعل بكلّ حبّ. عدت بحماس للتمرن في النادي بعد انقطاع دام ستة أشهر! تعرضت لإصابة بداية السنة لم تحدث في النادي طبعًا لكنها ابعدتني عن كلّ الأنشطة الحركية التي أحبها. حتى المشي الذي أجد فيه السلوى وصفاء التفكير أصبح فقرة مؤلمة يليها ساعات من النقاهة.

خطر ببالي اليوم أن استخدم الكلمة المفتاحية: إصابة للبحث في المدونة وكانت النتائج مضحكة. مرة إصابات أقدام، ومرة أخرى رقبة والأخيرة ركبتي التي منعتني من أي أنشطة بسيطة كصعود الدرج بسرعة أو الصلاة على الأرض.  تعافيت بالتدريج على مدى الأشهر الماضية واختبرت قدرتي على المشي في نيويورك وبنسلفانيا والنتيجة ٢-٠ لصالح المدينة والمزرعة.

عدت للنادي والحمد لله تزامن ذلك مع عرض سخيّ بمناسبة اليوم الوطني سيمنحني ضعف مدة الاشتراك وهذه المرة أنوي الاستفادة منها جيدًا والحذر من الإصابات والمبالغة في إجهاد عضلاتي.

أحبّ كيف تحول كلّ شيء في حياتي للبطء. لم تعد السرعة تغريني في أي شيء. حتى فضولي الذي كان مستعرًا على الدوام هدأ فجأة. لن يفوتك شيء يا هيفا طالما كان مهمًّا وحتى هذه العبارة تحتمل عدة تأويلات تقودني دائما إلى: استمتعي بالبطء.

هذا الصباح أقفلت الصناديق التي ملأتها بالملابس الفائضة عن حاجتي للتبرع بها خلال الأيام الماضية. كانت الملابس في كومة هائلة لففتها بأغطية السرير القطنية حتى لا تتسخ.

اليوم غريب كنت أحدّث نفسي بعد أن جمدت بصري أمام الشاشة في محاولة لإتمام مهام الأسبوع قبل العطلة القصيرة. لم أتمكن من كتابة حرف واحد وعليه قررت أن أعود لقائمة مهامي الشخصية التي تنتظر الإنجاز. تجهيز وصفة للعشاء، جمع الملابس للغسيل، الرد على رسائل الهاتف والتفكير في تمرين الغد. هذا النوع من الانفصال قليلا من المهمة الأكبر يحفزني للتفكير بها بشكل مختلف بعد العودة إليها. فكرة تنجح دائمًا.

نهاية الأسبوع المقبل أكمل شهر تقريبا على اعتماد نظام غذائي ممتع –كتبت عنه هنا – اكتشفت أن الفكرة الأولية لم تكن صعبة كما توقعتها. الغذاء النباتي (مع منتجات الحليب والبيض) أسهل بكثير من التفكير يوميًا في قطعة اللحم أو البروتين الحيواني الذي سأضيفه لوجبتي. وفي نهاية الأسبوع أُشبِع هذا الجوع باختيارات أكثر جودة.

أحبّ تدوين اليوميات العشوائية عن تغيرات الحياة اليومية والعادات التي اتبناها وكيف تؤثر علي، ومنذ اعتماد هذا النظام أجد نفسي أكثر امتلاء ورضا وكلّ وجبة هي فرصة للتلذذ بإضافة جديدة.  

في هذه الأيام لاحظت تحسّن نومي بشكل ملحوظ -ما عدا ليالي اكتمال القمر التي تربكني جدًا – أغفو خلال أيام الأسبوع قبل الحادية عشرة والنصف واستيقظ الفجر بكامل وعيي ودون الحاجة لمنبّه. أقول لوالدي هذه الملاحظة ثمّ يعلق: هذا تأثير أذان المسجد الجديد الأقرب.

كان لدي الكثير من الحماس لتقديم ورشة عمل خلال سبتمبر، لكن عندما نظرت لجدولي وتذكرت كل الأشياء المؤجلة التي أود اكتشافها قررت تأجيل الفكرة قليلًا. أفكر في ورشة عمل مختلفة هذه المرة، ممتعة ومنوّعة وتطبيقية.

التوقيت السنويّ يقول أنّ هذه الأيام أيام الحصاد، وأنا أشعر بها جدًا. الجو اللطيف والمزاج الرائق برغم التساؤلات حول القادم من الأيام. أخطط لأشهر السنة الباقية وتخليت عن فكرة عطلة قصيرة كانت مشوقة ومغرية في البدء لكنها ستثقب ميزانيتي بلا رحمة. ولأجل نفسي أعددت هدية ميلاد مميزة انتظرها بحماس!

الأيام القادمة موجهة للاحتفال مع العائلة ضمن تقليد سنوي نجتمع فيه خلال عطلة اليوم الوطني ولقاء القريبات بعد فاصل اجتماعي ممتد منذ عيد الفطر الماضي.

أحب التخفف المعنوي والفيزيائي، أحبّ أنه يترك لي مكان لعبور الاكسجين والرؤية الواضحة. حاليًا أعيش أيام شعارها: الاستيقاظ من حلم طويل. لا أدري هل كان هذا الحلم كابوس؟ أو خيال تختلط فيه الحكايات الجيدة والمؤلمة؟ لستُ أدري.

الليلة سألتقي بصديقة لطيفة تعرفت عليها في نيويورك قبل عدة سنوات والتقيت بها هناك هذا العام، لم نجد فرصة للقاء في الرياض قبل اليوم واتطلع لذلك. سأعدّ للعشاء هذه البيتزا الشهية التي اتذكرها مع موسم التين دائمًا، وقد اقرأ قليلا لأنهي كتاب ممتع، وسأنام باكرًا لاستقبال آخر يوم عمل في الأسبوع!

.

.

.

اللوحة للرسام Urmanche Baki Idrisovich

الإرشاد بصحبة الخيول

اليوم سأشارككم قصة تجربة ممتعة، وفريدة ومؤثرة. وددت لو حصلت على الوقت المناسب للكتابة عنها وهي طازجة! لكن الحمد لله على تدوين الملاحظات واليوميات والعودة إليها لاحقًا.

كنت قد شاركتكم تفاصيل رحلتي الأخيرة إلى بنسلفانيا الأمريكية والوقت الذي قضيته بين الريف والمدينة. كانت زيارة مزرعة الخيول إحدى أهم وقفات رحلتي. وسعدت بالجلسة الإرشادية التي قدمتها لي مرشدتي إريكا كجزء من سلسلة الجلسات الإرشادية التي بدأتها معها منذ سنة وأكثر.

كما حدثتكم ميزة هذا الإرشاد أو التدريب الميسر مع متخصص أنه لا يتطلب ركوب الخيل وهو شيء لا أجيده -بل أخشاه! فعلاقتي مع الخيول مضطربة منذ سنوات بعيدة وتخللتها محاولات بسيطة لركوبها أو الوقوف بالقرب منها. الأمر لا يقتصر عليها وحسب بل على الكثير من الكائنات الحية التي يفوق حجمها وطولها قياسات جسمي. لديّ هذا الهاجس المرعب أنها ستحطمني بحوافرها أو تنطحني برأسها. إن فكرة التواجد في محيطها الخاصّ تبث الرعب في جسدي ويبدو ذلك واضحًا ومقلقا لمن هم حولي.

قبل سنتين كنت في زيارة للمزرعة واكتفيت بالوقوف حول السياج والنظر للخيول من بعيد. إن رؤية منى أختي على ظهر حصانها المفضل تطلق فراشات رعب صغيرة بداخلي. وفي أحيانٍ أشاهدها وهي تقترب منه وتنظفه أو تطعمه تزيد سرعة نبضاتي، ماذا لو تعرضت للأذى؟ لم أدرك أن كلّ هذا جاء بالتدريب والممارسة. كانت تحمل بداخلها ذات المخاوف لكنها تخلصت منها برفقة الخيل. التي عرفت لاحقا أنها من أكثر الكائنات إحساسا لما يحيط بها، ويمكنها قراءتنا بوضوح حتى وإن لم نلمح ذلك.

لماذا التدريب بصحبة الخيول أو Equine Facilitated Learning؟

حصة التدريب أو الاكتشاف كما أحبّ تسميتها سبقها تعريف بسيط من مرشدتي إريكا وطلبت منها مشاركتي نبذة عن هذا النوع من الجلسات لأذكرها هنا:

  • يربط هذا النوع من الإرشاد بين الانسان والخيل ليتمكنوا من فهم طريقة تحركهم في العالم.
  • يطرح الميسر أو المرشد أسئلة حول ما يلاحظه من تفاعل الأفراد والخيول ويثير وعيهم وينبههم لأفكار معينة.
  • يمكن تسمية هذا التعلم بالتجريبي لأنه يتم بالتدريب العملي مع الخيول، ومن هنا يحصل الأفراد على دروس عميقة ومؤثرة.
  • نجد من الخيول ردات فعل نقية بلا حكم مسبق فهم لا يعلمون من نحن؟ ومن أين جئنا؟ وماذا نعمل؟ هم فقط يرون طريقة تواصلنا معهم ويقرؤون مشاعرنا.
  • الخيول كائنات حدسية وحساسة جدًا لدرجة تمكنهم من رؤيتنا بوضوح.
  • نادرًا ما نحصل على فرصة التواجد في مساحة لا تُطرح فيها الأحكام علينا، لذلك نجد في صحبة الخيل والتواصل معها فرصة جيدة للتعلم.

زرت المزرعة قبل موعد جلستنا مرتين قضيتها في المشي والتقاط الصور للخيول عن بعد ومحاولة الاقتراب منها بحضور منى وإريكا. شعرت بالأمان حقيقة بسبب وجودهم وكونهم إما يعتنون بها أو يمسكونها بإحكام أو يركبونها وفي كل هذه الحالات لن أخشى هجومها علي. أكتب هذه الكلمات الآن وأنا اضحك من نفسي فما حصل لاحقًا أدهشني.

في يوم الجلسة اقتربت من سياج المرج الذي اجتمعت به الخيول، كانت عددها ١٢ إذا لم تخني الذاكرة. وقفت قرب السياج واخبرتني إريكا أن التدريب يتطلب الدخول هناك والمشي عبر المرج والوصول للخيول وبدء الجلسة.

هذه المرة الأولى التي أعبر السياج وخلال الخطوات التالية التي مشيتها كنت أذكر نفسي: لن يصيبك شيء!

خيول المزرعة

أطلس وسانتانا والبقية

كلّ شخص سيحظى بتجربة مختلفة بالتأكيد، مخاوفنا لا تتشابه وترددنا كذلك. لم يكن لدي أي توقعات مسبقة لما سيحدث. في البدء طلب مني الاقتراب من حصان ضخم وفي مقياسي الشخصي كان حجمه أقرب إلى سيارة نقل منه إلى كائن حيّ. خطوت باتجاهه واقترب فورا ودنا مني برأسه في تصرف يشبه التحية ثم تجاوزني وذهب وتبعه حصان آخر. لم اتحرك للحظات ونظرت باتجاهها لفهم ما مررت به. كانت مشدوهة. هذا الحصان اسمه أطلس وهو كبير الخيول على ما يبدو وآخر شخص توقعت أن يقترب لتحيتي. كان يقول بطريقته أهلا بك.

لا أخفي عنكم غمرتني مشاعر غريبة كان مجملها: أنني مرئية. ويصعب علي شرح هذا دائمًا لأن ما يعبر ذهني في كثير من الأوقات أنني شفافة ولا أحد يلحظ وجودي.

توالت لحظات التحية هذه، وكانت تمشي قربي وتطرح علي الأسئلة التي تدفعني للتفكير بعمق. ما هي مخاوفك؟ جربي لمس الحصان ماذا تشعرين؟ شعرتُ بنبضهم وثقل وجودهم. وفي جهة أخرى خفتهم وظرافتهم. مررت قرب بعض الخيول ولم تحرك ساكنًا وأشعرني ذلك بالإحباط لأعود للتجربة والعمل بنصيحتها والمحاولة مرة واثنتين حتى نجحت. كانت تسألني برأيك متى تنبهت الخيول لوجودك؟ وأخبرها بأن ذلك حدث عندما شددتها نحوي أو لمستها أو اقتربت منها كثيرًا. لكنها صححت هذه الفكرة وأشارت إلى مسافة بعيدة انتبهت الخيول فيها لتقدّمي. هناك إشارات أخرى يظهرونها منها حركة الاذنين أو التفاته سريعة لا تلتقطها عيني من بعيد.

كانت تشرح باستفاضة انعكاس هذه المفاهيم على التواصل بين البشر، وما تعنيه في حياتي الاجتماعية على وجه التحديد. أنتِ مرئية ومؤثرة بقدر ما تنتبهين لذلك.

توقفت كثيرًا على ذلك المرج لأمسح دموع انهمرت من الحماس أو الاكتشاف. واعتذرت لأكثر من مرة عندما فرغت جيوبي من المناديل وانتهى بس الأمر لأغرق قميصي بالبكاء.

صديقي سانتانا

أن نقتل خوفنا معًا

انتهينا من العمل في الخارج وطلبت منّي إريكا اختيار أحد الخيول لاصطحابه للمرحلة التالية من الجلسة، لم أطل التفكير واخترت الحصان سانتانا الذي تواصلت معه على مستوى أعمق.

في الجزء الثاني عملت وهو على مستوى قريب وفي مساحة تدريب أضيق من المرج. كان الهدف هو بناء مهارات التواصل المتنوعة، مرة باللمس، مرة بالتواصل البصري والكلام فقط ومرة باستخدام الرسن والحبل.

كان هذا الحصان مميز لأنه يخاف من نقطة معينة في ساحة التدريب واحتاج لاستخدام القوة لجذبه والمشي حولها. في الحظيرة المجاورة خنزير وهو يخاف منه على ما يبدو. كانت مهمتي تطمينه وأصبحت أفكر في نفسي بداية هذا اليوم وكيف كنت اخطو باتجاهه والرعب يسكنني. والآن أحاول إقناعه أن الخنزير لن يقتله وبإمكانه السير في الجهة الأقصى من الساحة.

كانت إريكا تراقبني بفخر، وفي جهة أخرى من المكان منى تلتقط الصور متأثرة لتقول لي لاحقًا: ما فعلته اليوم احتجت لأسبوعين لأقوم به.

ما يهمني اليوم من تلك التجربة ليس القرب من الخيل وحسب بل ما تعلمته عن نفسي ورغبتي في تحسين مهارات التواصل في حياتي. أن اقترب قليلًا لأشجع الآخرين لأخذ خطوة أو خطوات مماثلة. وانتبه لأثري وأرى وجودي أكثر من كونه شفاف ولا يُرى. واتخفف من مخاوفي والسيناريوهات التي أبنيها لمواقف لن تحدث – وهنا على سبيل المثال قصة الخيول التي ستقتلني. ما تعلمته خلال ساعات مع مرشدتي الماهرة وجّه الضوء لجوانب غفلت عنها في ركضي عبر الحياة. مشاعر وأفكار بديهية لم أجد اللحظة المناسبة لاكتشافها حتى ذلك النهار البعيد من يوليو.

.

.

.

استعادة الحياة بهدوء ولطف

نجحت في استعادة ترتيب حياتي خلال الشهر الماضي والأمر بدأ باستبعاد كلّ المشاريع والخطط الجانبية سواء كانت ممتعة أو مدمرة لطاقتي ومشاعري. لم تعد فكرة الفضول والاكتشاف تشغلني بقدر راحة البال وهذه تجربة شخصية مهمّة احتجت لحسم أمري بالمرور بها واكتشافها.

تشير ساعتي الرقمية إلى أنني احتاج حوالي ألف سعرة حرارية لتحقيق تحدّي شهر أغسطس. كل شهر تهديني تحدي جديد ولكنني تجاهلت الأنشطة البدنية تمامًا لثلاثين يومًا وحتى هذا الرقم الذي حققته كان مفاجأة! يوليو كان شهر ركض واجهاد بدني ومعنوي. ولكن، أتطلع اليوم بحماس للأشهر المتبقية من السنة وأنوي استثمارها بانتباه واهتمام شديد.

اشتاق كثيرًا لكتابة التدوينات ويبدأ الأسبوع بحماسي لفكرة معينة وما أن اقطع شوط في العمل اليومي والتزاماتي الشخصية والاجتماعية تتبخر فكرة التدوين تمامًا. أحبّ هذا الانشغال الصحي وأقول صحي لأنني انتبه له من وقت لآخر. أكون متصالحة مع نفسي ومستمتعة تمامًا بقراءة كتب جديدة أو الانخراط في أنشطة منوعة أو مسلسل ممتع لا أرغب بتفويت الجلوس ومشاهدته. أغسطس كان شهر حاسم لتحديد ما أريده من نفسي والحياة عمومًا.

كيف تتعامل مع حياتك المبعثرة؟

كانت تدوينة على مدونة Zen Habits إحدى الأدلة الارشادية التي قادتني للحل المنظم لتجاوز الفوضى المؤقتة التي مررت بها. يقترح ليو باباوتا تقنيات لمساعدتك في تجاوز الفوضى، وإذا كنت سأترجم ما جاء في التدوينة بشكل مختصر ستكون النقاط كالتالي:

  • ضع قائمة طويلة لكل ما تحتاج عمله في الفترة القادمة وفكر فيها كعملية تفريغ لما في رأسك. ابحث في كل مجالات حياتك وضعه في هذه القائمة بلا فرز أو ترتيب فقط اكتب بلا تردد أو تفكير مطوّل. بعد الانتهاء من هذه القائمة الطويلة قم بتوزيعها على مجالات حياتك أو حتى بحسب أهميتها. قد يكون من الجيد تخفيف القائمة بتنفيذ أي مهام سريعة في جلسة واحدة.
  • استخدم القائمة الطويلة لبناء قائمة قصيرة وتقسيم المهام إلى مجموعات من ٣-٥ عناصر ويمكنك التعامل معها وإتمامها في يوم. ستشعر بالسعادة والتحفيز في نهاية اليوم بعد أن تخففت منها. يمكنك أيضا تكرار العملية بالعودة للقائمة الطويلة وتركيزها في مجموعات أصغر حتى تنتهي منها تمامًا.
  • خصص وقت معين من اليوم أو الأسبوع للتعامل مع المهامّ في مجموعة واحدة (مثلا أنا جمعت زيارات الطبيب أو الفحوصات مع بعضها، من ثم المعاملات الحكومية مع بعض، والزيارات العائلية السريعة في مدينة واحدة، تنظيف الخزائن في غرفة واحدة.. وهكذا) كل مرة اعطي الاهتمام لأمر محدد أو مجموعة من الأمور المتناسبة وفي نهاية أسبوع واحد أتممت كلّ ما أجلته لشهور طويلة.
  • استخدم النقطة السابقة لتخصيص وقت محدد لكل مجال من مجالات حياتك واعتمده دائما. مثلا يوم السبت المساء لتحضير وجبات العمل للأسبوع المقبل، ويوم الخميس المساء لإجراء الاتصالات بالعائلة الممتدة أو الأصدقاء، وصباح الخميس لتفريغ صندوق البريد الالكتروني والردّ على الرسائل. ضع هذه المواعيد بشكل واضح كمنبّه في الهاتف أو دونه في تقويمك الشخصي.
  • اطلب المساعدة في المجالات التي تحتاجها. بالنسبة لي أحب ترتيب خزانتي والتخلص من الملابس القديمة أو تجديدها بصحبة أخواتي ليعطينني آراء إضافية حول ما احتفظ به وما استبعده.
  • بسّط المهام. إذا تعقدت الأمور فكّر كيف يمكنك تبسيطها أو تسهيل التعامل معها. ويندرج تحت هذا التبسيط التخفف من الالتزامات الصعبة التي وضعتها على نفسك. في حالتي مثلا وددت الالتزام بنشاط رياضي يومي في وقت ثابت وهذا لم يحصل لأن وقتي شُغل بأشياء أخرى وكان الحلّ هو ممارسة الرياضة في الوقت المناسب من اليوم متى ما كان متاحًا ومحاولة التحرك بشكل مستمر إذا لم يكن التمرين خيار متاح.
  • التزم بعمل شيء واحد في وقت واحد واهتم بإكماله. الشعور بالفوضى والتشتت يأتي من القفز بين الأشياء والمهامّ. لقد شعرت بذلك بشدة ومن هنا جاءت فكرة استبعاد أي التزامات عمل إضافية كما كتبت في بداية التدوينة. يقترح ليو باباوتا أيضا الهدوء والابطاء في المسير حتى تنتهي من المهمة وتنتقل لما يليها.
  • احصل على وقت مستقطع للراحة والتنظيم الشخصي والتخلص من القلق والإرهاق وتجديد الطاقة.
  • تنتهي هذه التوصيات باقتراح تجربة كل فكرة على حدة ورؤية أثرها على حياتك وهذا أفضل من محاولة تنفيذها دفعة واحدة.

كولاج – أغسطس

Les mains de Lella – Photo by Boubat

.

.